رئيس الحكومة اللبنانية يقرر إغلاق الإدارات العامة والبلديات غدا تضامنا مع غزة وأهل الجنوب | وزير البيئة الهندي يشيد بأنشطته الهادفة إلى تعزيز دور قادة الأديان في العمل المناخي | المرشح الرئاسي حازم عمر يتفقد اللجان الانتخابية في محافظة كفر الشيخ بمرافقة نواب الحزب| صور | حماة المستقبل: مشاهد مشاركة المصريين في الانتخابات أكدت أننا دولة عظيمة تمارس فيها الديمقراطية بأروع صورها | تنزانيا تحصل على قرض من البنك الإفريقي للتنمية بقيمة 66 مليون دولار | الصحة الفلسطينية: 17,975 شهيدا وأكثر من 51 ألف جريح منذ بدء العدوان على غزة والضفة | كريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز وشيكابالا ولبلبة في عزاء شقيق أحمد حلمي|صور | تواصل الإقبال على لجان الانتخابات الرئاسية في قرى ومراكز ومدن سوهاج| صور | الانتخابات الرئاسية 2024.. إقبال كثيف في القاهرة والجيزة وظهور لافت للشباب والسيدات بالمحافظات| صور | استمرار توافد الناخبين على لجان الانتخابات الرئاسية في المنوفية| صور |
Close ad

التموين تدرس تطبيقه.. «الخبز من البطاطا».. آمال وتحديات

21-7-2022 | 17:36
التموين تدرس تطبيقه ;الخبز من البطاطا; آمال وتحدياتإنتاج الخبز من البطاطا
تحقيق - علاء عبد الحسيب
الأهرام التعاوني نقلاً عن

خبراء: فشل تجارب سابقة لخلط «كسر الأرز» و«الذرة» و«البطاطس» بالقمح من المنظور الاقتصادى

موضوعات مقترحة
إنتاج أصناف هجن جديدة تدعم الفكرة.. ونجاحها يساند مصر فى مواجهة الآثار الاقتصادية العالمية
صاحب المشروع: بدأت تنفيذ الفكرة منذ 20 سنة.. وتطبيقها يقلل فاتورة استيراد القمح من الخارج

فكرة تحولت إلى مقترح بدأ يدخل حيز الدراسة والتنفيذ.. وهى الإعلان عن إنتاج الخبز من البطاطا.. دراسات وأفكار بحثية كثيرة نادى بها العديد من الخبراء والمختصين لاعتمادها ضمن مدخلات إنتاج رغيف الخبز فى مصر، وفى ظل تحديات عالمية وظروف اقتصادية صعبة يمر بها العالم أجمع.. وانتهت مشروع بحثى عمره اقترب من 20 عامًا وهى صناعة رغيف الخبز من البطاطا.. وقد وجدت وزارة التموين والتجارة الداخلية فى مصر نفسها أمام الإعلان عن إمكانية دراسة وتنفيذ هذا المقترح، لدعم رغيف الخبز بمنتجات تحقق قيمة مضافة، وتغيير ثقافة الاقتصار على محصول القمح، أحد أهم المحاصيل الإستراتيجية التى يعتمد عليها المستهلك المصرى بنسبة كبيرة فى منظومة الخبز فى مصر. 

الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، ربما كانت سببًا رئيسيًا فى تفكير وزارة التموين لإيجاد حلول بديلة للقمح فى دعم منظومة إنتاج الرغيف، وسد العجز الكبير الذى تعانى منه مصر بالنسبة للمحصول، خاصة وأن حجم استيرادنا من القمح تأثر جراء هذه الحرب، وهذا ما أكده الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية بأن هناك استعدادات للدراسة اعتماد البطاطا ضمن مكونات الخبز خلال الفترة المقبلة، فكرة تحقق العائد المطلوب والتوفير اللازم لاستهلاكنا من القمح وتحقق قيمة مضافة على المنتج، لكن يبقى السؤال : هل تكلفة استخدام البطاطا فى إنتاج الخبز أقل من القمح؟

خبراء ومختصون، أوضحوا أن عملية إدخال البطاطا لإنتاج رغيف الخبز فى مصر قد تكون مكلفة مقارنة بالمردود الاقتصادى لهذه التجربة، وقد كانت هناك العديد من التجارب المشابهة قد أعلنت عدم نجاحها اقتصاديًا على مر عقود طويلة، رغم الأهمية الفنية فى إنتاج رغيف الخبز.. وقبل الحديث عن التكلفة المنظور الاقتصادى للفكرة الجديدة، تجدر الإشارة هنا أن حال اعتماد منظومة إنتاج الخبز من البطاطا، ستكون أحد أهم الخطوات الداعمة للمزارع فى مصر، باعتبار أن المنظومة الجديدة تساهم فى تسويق المحصول وتحقيق عوائد مناسبة للفلاح فى مصر، خاصة وأن مصر من الدول الرائدة فى إنتاج هذا المحصول.

صاحب فكرة إنتاج الخبز من البطاطا، الدكتور عبد المنعم الجندى رئيس معهد بحوث البساتين فى سخا، أكد أن الأبحاث التى أجراها على مدى سنوات طويلة نجحت فى التوصل لأصناف هجين حديثة، تساهم فى تقليل نسبة السكر البطاطا، وقد أثبتت التجربة نجاح البطاطا فى إنتاج الخبز وتصنيع الرغيف، وقد بدأت الفكرة فى مصر منذ 20 سنة تقريبًا عندما بدأ فى إجراء الدراسات المطلوبة عن الفكرة، كما أن الفكرة كانت قائمة فى البداية على تقليل الاعتماد على القمح كمكون رئيسى لإنتاج رغيف الخبز، خاصة وأن مصر تزرع قرابة الـ3.5 مليون فدان قمح غير كافية لاستهلاكنا، كما أن هذه الدراسات تأتى بعد النجاحات الكبيرة التى حققها الباحثون فى إنتاج أصناف جديدة من القمح قادرة على زيادة إنتاجية الفدان لـ20 إردبا، وبالتالى فقد كان التوسع فى تطبيق هذه الفكرة أمرًا مطلوبا لتقليل حجم فاتورة الاستيراد من الخارج.

وأضاف الدكتور الجندي، أن الدراسات الأولى للتجربة كانت قائمة على إجراء التجارب اللازمة لخلط نسب من البطاطا على القمح فى إنتاج رغيف الخبز بواقع 50% على نسبة دقيق القمح، وقد نجحت هذه التجربة فى إنتاج رغيف مطابق للمواصفات، يتضمن كل المكونات الغذائية المطلوبة، كما أنه تم التنسيق مع وزير التموين لتطبيق هذه التجربة على عدد من المخابز، وقد خرجت النتائج رائعة جدًا، وتم إنتاج رغيف مطابق للمواصفات المطلوبة بجودة عالية، كما أن دخول البطاطا فى منظومة العيش يعطى فوائد كبيرة لرغيف الخبز لاعتماده على فيتامين «أ»، إضافة على قدرته على التخزين لفترة أطول باعتبار أن البطاطا تحتوى على مضادات أكسدة، وقد نجحنا مؤخرًا أيضًا فى صناعة البودر من منتجات البطاطا وهى صناعة جديدة ومهمة تضاف لمنظومة التصنيع الزراعي.

وأوضح الدكتور الجندى أن وجود أفكار وبدائل جديدة لدعم منظومة إنتاج رغيف الخبز هو مساندة حقيقية للدولة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيشها البلاد، ومواجهة حقيقية للآثار الاقتصادية التى أثرت بالطبع على العالم أجمع، كما أن نجاح هذه الأفكار هو خطوة مهمة لدعم الاقتصاد الوطنى للبلاد، وقدرة الدولة على توفير متطلبات المواطنين من الغذاء، وربما تكون العديد من التجارب التى حاولت تطبيق هذه الفكرة على رأسها إنتاج الخبز من الذرة والبطاطس منذ سنوات طويلة، لكن فكرة البطاطا كانت الأكثر قيمة ونجاحًا وهذا ما جعل الدولة تفكر خلال الفترة الأخيرة فى التوسع بها فى مصر، مضيفًا أن وزارة التموين بدأت منذ فترة إجراء الدراسات والمتابعات اللازمة قبل إعلانها عن بدأ الخطوات والإجراءات اللازمة لتبنى الفكرة واعتمادها، لتكون أول تجربة ناجحة تضيف قيمة حقيقية لرغيف الخبز.

وأشار الدكتور الجندى إلى أن الدولة تدعم رغيف الخبز رغم زيادة تكلفته، ورغم ذلك يحتاج المواطن فى مصر المزيد من هذا الدعم لتوفير غذائه، وبالتالى فإن دخول البطاطا فى منظومة إنتاج الرغيف تساهم فى استقرار وزن وسعر الرغيف فى المخابز، وتوفير كميات كبيرة من القمح تقدر بنحو 50% من حجم استهلاكنا من الدقيق، كما يدعم منظومة زراعة البطاطا فى مصر وتصنيعها، وهى أحد أهم المحاصيل الاقتصادية التى تحظى بقول سواء من المستهلك المحلى أو العالمي، كما أن صنف البطاطا الهجن منزوع المادة السكرية كما إنها عالية البروتين والكربوهيدرات والنشويات ومضادة للأكسدة، وهذا ما يؤكد أن البطاطا قد تكون البديل الأكثر آمانًا للقمح.

من الناحية الأخرى.. الدكتور أحمد الخطيب أستاذ السياسات والمشروعات بمعهد بحوث الاقتصاد أكد أن هناك العديد من التجارب التى تم إجراؤها فى هذا الصدد، على رأسها تجربة استخدام كسر الأرز التى تخلفها المضارب والتى حققت رواجًا كبيرا بعد ما توصل الباحث وقتها ومنذ 15 سنة إلى أن خلط الأرز بنسبة 20% على 80% من القمح يحقق نتائج فى شكل ولون وطعم الرغيف، خاصة وأن هناك ما يقرب من مليون طن سنويًا كسر أرز تخلفها مضارب الأرز فى كل موسم، قائلًا: «وقتها طلب الدكتور الراحل يوسف والى وزير الزراعة الأسبق عرض الملف على معهد بحوث الاقتصاد.. وقد توصلت الدراسات وقتها والنتائج إلى نجاح التجربة من حيث طعم ولون وشكل رغيف الخبز، وهو ما يسمى بالمنظور الفنى فى حين أن المنظور الاقتصادى لها قد أكد عدم الجدوى الاقتصادية من خلط كسر الأرز مع القمح لإنتاج الرغيف وهذا لأسباب كثير، على رأسها توافر العناصر الغذائية المطلوبة بالرغيف المخلوط بالأرز.

وأشار الدكتور الخطيب عن أهم الأسباب بالتفصيل التى أكدت عدم جدوى هذه التجربة من المنظور الاقتصادى قائلًا: «كسر الأرز فى مصر وهو قرابة المليون طن سنويًا تخلفها المضارب يدخل فى منظومة التغذية لمزارع الأسماك والدواجن، وبالتالى فإن الاستغناء عن هذا المصدر كأعلاف والاعتماد عليه كنسبة مخلوطة بالقمح يعنى وجود بديل لهذه المزارع ومن ثم اللجوء إلى استيرادها من الخارج، وهو ما يؤكد عدم قدرة هذه المنظومة على توفير العملة الصعب بل بالعكس زيادة الطلب على الاستيراد من الخارج بأسعار أكبر، وبالتالى كان المنظور الاقتصادى لتجربة الأرز تؤكد عدم قدرة هذه التجربة على تحقيق العائد المطلوب، إضافة إلى زيادة تكلفة الجميع والتعبئة والنقل لكسر الأرز من المضارب للمطاحن.. وهو ما تضمنه التقرير الذى تم تقديمه وقتها للدكتور والى والذى أكد عدم جدوى هذه التجربة.

وأوضح أن أى تجربة يتم الترويج لها لا بد وأن يتم دراسة المنظور الاقتصادى لها، وبالتالى فإن الحديث عن خبز البطاطا يطرح العديد من التساؤلات عن أهمية هذه التجربة، التساؤل الأول هل اعتماد التجربة يعنى التوسع فى زراعة المحصول ومن ثم الاستغناء عن محاصيل زراعية أخرى باعتبار أن البطاطا عروة صيفية؟.. التساؤل الثانى هل لو تم الاستغناء عن محاصيل كالفول الصويا وبنجر السكر والعباد الشمس فى المناطق القديمة يحقق القيمة الاقتصادية المطلوبة.. التساؤل الثالث: هل تكلفة سلق وتجفيف وطحن ونقل البطاطا ودخولها فى منظومة الخبز تحقق الهدف المطلوب؟.. للأسف المنظور الاقتصادى ثبت عدم جدواها الاقتصادية.

«وإن كانت أهمية مثل التجارب خلال هذه الفترة بالتحديد فى ظل الأحداث العالمية والاقتصادية المختلفة والتى تتطلب إجراءات استثنائية تحقق الأمن الغذائى القومى المطلوب وتوفر رغيف خبز للمستهلك».. 

استكمل الدكتور الخطيب كلامه.. حيث قال إن مصر تستورد طن القمح من الخارج بسعر يقترب من 430 دولارا فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالى فإن أهمية هذه التجارب، ودخول لبعض الحاصلات فى دعم منظومة إنتاج رغيف الخبر قد تتحقق فى ظل هذه الظروف فقط، لكن دون هذه الظروف قد تكبد الدولة المزيد من التكاليف لتوفير الأعلاف، إضافة إلى احتياج البطاطا باعتبارها محصول صيفى رطب إلى المزيد من كميات المياه خاصة وأنها تروى بالغمر، مضيفًا أن المنظور الفنى لتجربة البطاطا تؤكد جدواها الغذائية وتحقيقها الغرض من حيث جودة وطعم الرغيف.

«سبق وأن أعلن الدكتور أحمد خورشيد الأول مدير لمعهد تكنولوجيا الأغذية عن تجربة جديدة للذرة ودخولها فى إنتاج رغيف الخبز بنسبة 20% ذرة، و20 % قمح وذلك سنة 1992».. لكن هذه التجربة كان لها عدة جوانب فنية عاقت من استكمالها منها احتواء جنين حبة الذرة على نسبة من الزيت، وهو ما يعرض رغيف الخبز للتعفن، وهو الأمر الذى يتطلب وجود مطاحن مجهزة بتقنيات خاصة لعزل هذه النسب، وهو ما يعنى زيادة تكلفة خاصة وأن هذه المطاحن يتم تجهيزها بتكلفة عالية جدًا، قائلًا هناك العديد من التجارب الناجحة التى نفذتها بعض الدول لإنتاج رغيف الخبز مثل موز بمواصفات معينة يتم زراعته فى إفريقيا ويدخل فى إنتاج الرغيف، وأصناف أخرى كثيرة فى عدد من الدول لكن تؤدى الجدوى المطلوبة سواء من المنظور الاقتصادى أو الفني.

من جانبه أكد الدكتور محمد نوفل الخبير الزراعى أن فدان البطاطا يعطى قرابة 20 طنا، وهو ما يساوى إنتاجية 10 أفدنة من القمح، كما يوجد فى مصر ووفقًا للدراسات التى تم إجراؤها ثلاثة أصناف من محصول البطاطا صالحة للدخول فى منظومة الخبز الجديدة، على رأسها هجن تتميز بانخفاض تركيز السكر بها مما يجعلها صالحة لإنتاج الخبز بكافة أنواعه، كما يوجد أيضًا هناك أصناف أخرى تم الارتقاء بمكونات الهجن التى تؤدى نفس المكونات وتتناسب مع المستهلك، كما تراعى توفير كافة العناصر المطلوبة التى يتضمنها رغيف الخبز، مضيفًا أن تجربة الخبر الجديدة نجحت وتم تنفيذها فى أكثر من منطقة بالوادى الجديد ولاقت استحسان كبير لدى المستهلكين. 

«الدراسات الاقتصادية لأى تجربة مهمة جدًا لتقييم مدى تحقيقها المواصفات والجدوى المطلوبة، خاصة وإن كان الأمر يتعلق بتجارب الخلط الخاصة بالقمح أحد أهم المحاصيل الإستراتيجية القومية».. استكمل الدكتور نوفل كلامه قائلًا: لا أحد ينكر أننا فى مصر نحتاج إلى أفكار جديدة تقلل حجم الاستهلاك الزائد للقمح سواء بتجارب للخلط ودخول محاصيل بديله فى منظومة إنتاج الرغيف، وقد كانت لمصر تجربة منذ سنوات طويلة لخلط الأقماح المكسيكية إلى الأقماح المصرية لإنتاج الخبز وقد حققت نجاحات كبيرة فى منظومة الزراعة ككل حققت إنتاجية ما بين 18 - 19 أردبا للفدان، كما أن هناك إجراءات مطلوبة لتغيير الثقافة الغذائية عند المواطن المصرية والاعتماد على المنتجات البديلة لتقليل حجم الاستيراد من الخارج خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية والعالمية الاستثنائية الصعبة التى يشهدها العالم.

وأشار الدكتور نوفل إلى نقطة مهمة جدًا.. حيث أكد أن نجاح الفكرة فى تطور صنف الهجين الجديد الذى توصل إليه الباحث، وهو عالى الإنتاجية وله القدرة على التجفيف فى فترة زمنية قصيرة مقارنة بالأصناف الأخرى، لكن فى نفس الوقت من الصعب أن نستبق الأحداث ونقرر أن البطاطا أو أى منتج زراعى آخر يمكن أن يحل محل القمح فى إنتاج رغيف الخبز، وقد كان ذلك واضحًا عندما أكد الباحث أن النسبة المضافة على القمح من بودر البطاطا لا تتعدى الـ50%، وبالتالى فإن نجاح الفكرة بعد إقرارها من وزارة التموين بتوقف أيضًا على رأى المستهلك ومدى قبوله للمذاق الجديد والمتغير لرغيف الخبز، مطالبًا بضرورة تبنى إستراتيجية محددة لتوعية الناس بأهمية إضافة البطاطا فى رغيف العيش وطمأنة الناس بعدم تأثيرها على مرضى السكر، وذلك حال الموافقة عليها بشكل كامل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة