"حمى ماربورغ النزفية" هي مرض وخيم وشديد الفتك، يسببه فيروس من الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها الفيروس المسبب لـ"حمى الإيبولا النزفية"، ويظهر الفيروسان، تحت المجهر الإلكتروني في شكل خيوط ممتدة تلتف لتشكل أجسامًا غريبة في بعض الأحيان، وتلك الخيوط هي التي استلهم منها اسم "فصيلة الفيروسات الخيطية".
موضوعات مقترحة
والجدير بالذكر أن هذين الفيروسين هما من أشد العوامل الممرضة المعروفة من ضمن ما يصيب البشر، كما أن هناك تشابه تام من الناحية السريرية، بين حمى "ماربورغ النزفية" و"حمى الإيبولا النزفية" على الرغم من اختلاف الفيروسين المسبّبين لهما وكلاهما نادر، غير أنهما قادرين على إحداث فاشيات وخيمة تتسم بمعدلات إماتة مرتفعة.
والجدير بالذكر أنه لا يوجد لقاح ولا علاج محدد لمكافحة هذا المرض، ويجري الاضطلاع بدراسات إيكولوجية من أجل تحديد المستودع الطبيعي لـ"حمى ماربوغ" و"حمى الإيبولا" على حد سواء، وهناك دلائل توضح أن الخفافيش تلعب دوراً في هذا الصدد، غير أنه ما زال يتعين بذل جهود كبيرة للتمكّن من تحديد الدورة الطبيعية لسراية المرض بشكل قاطع.
كما يمكن للنسانيس نقل العدوى أيضاً، ولكنها لا تُعتبر من مستودعات المرض المعقولة، ذلك أن جميع الحيوانات الحاملة للعدوى تقريباً تموت بسرعة فائقة، مما لا يترك مجالاً لبقاء الفيروس وسرايته، والملاحظ أيضاً أن الإصابات البشرية تحدث بشكل متفرق.
وقد بدء ظهور "حمى ماربوغ" بعدما أدت فاشية كبرى ألمت بمركزين واقعين في ماربورغ بألمانيا وبلجراد بجمهورية يوغسلافيا السابقة، في عام 1967، إلى الكشف عن المرض لأول مرة. والجدير بالذكر أن الفيروس لا يسري بين البشر أثناء فترة حضانته.
و يُصاب المرء بالعدوى جراء ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى (البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية)، التي تحتوي على الفيروس بتركيزات عالية.
قالت منظمة الصحة العالمية، إن "فيروس ماربورغ" قادر على قتل المصاب خلال 3 أيام، مضيفة أن أخطر أعراض "فيروس ماربورغ" هي الوصول إلى الحمى النزفية.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن فرص النجاة من "فيروس ماربورغ" ترتفع إذا اتبع الناس وسائل الوقاية.
وتابعت منظمة الصحة العالمية: "قلقون من انتشار فيروس ماربورغ عالميا".
ما هو فيروس ماربوغ؟
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور أحمد شاهين، أستاذ علم الفيروسات، وعضو مجلس الشيوخ، لـ"بوابة الأهرام": "فيروس ماربوغ أو حمى ماربوغ النزفية" وهو من عائلة فيروس إيبولا الفتاك، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتنتقل العدوى بين البشر في الغالب عن طريق أشخاص قضوا فترات طويلة في كهوف ومناجم تسكنها الخفافيش.
نقل العدوى
وتابع: و تزداد قدرة المصابين على نقل العدوى كلما تطور المرض لديهم، وتبلغ تلك القدرة ذروتها خلال مرحلة المرض الوخيمة، مضيفًا ومن المسارات الشائعة لاكتساب العدوى مخالطة المصابين بحالات وخيمة عن كثب، لدى تقديم الرعاية لهم في البيت أو في المستشفى، وبعض ممارسات الدفن، كما يؤدي استخدام معدات الحقن الملوثة بالفيروس أو التعرض لوخز الإبر الملوثة به إلى وقوع حالات أشد وتدهور الحالة الصحية بسرعة وزيادة احتمال الوفاة، لافتًا أن هذا الفيروس نسبة انتشاره بطيئة مقارنة بفيروس جدري القرود.
ما هي أعراض فيروس ماربوغ؟
وعن أعراض "فيروس ماربوغ" يستعرض شاهين الأعراض المصاحبة للإصابة بعد فترة حضانة من 2-21 يومًا، يكون ظهور الأعراض مفاجئة وتتسم بالآتي: " الحمى، القشعريرة، الصداع، ألم عضلي، طفح جلدي بقعي، خاصة على الجذع (الصدر، الظهر، المعدة)، الغثيان والقيء، آلام الصدر، التهاب الحلق، آلام البطن، الإسهال"، و غالبا يصاب الشخص بمضاعفات المرض، حيث تزداد الأعراض حدة بشكل متزايد وتشمل: "اليرقان- التهاب البنكرياس- فقدان الوزن الشديد- الهذيان- الصدمة- فشل الكبد- النزيف الشديد- اختلال وظائف الأعضاء المتعددة".
حقبة فيروسية بدأت في فبراير الماضي
وأوضح شاهين، في شهر فبراير الماضي ظهر مرة أخرى فيروس أنفلونزا الطيور و في شهر مارس ظهرت بقايا فيروس شلل الأطفال بمياه الصرف في بريطانيا،و أخيرا ظهرت "حمى ماربوغ النزفية" في إبريل الماضي، هذا بجانب جائحة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم في نهاية 2019 حتى الآن، مطالبا العلماء في ابتكار لقاح يقي من كافة الفيروسات وليس لقاح لكل فيروس حتى نتمكن من نجاه العالم في تلك الحقبة الفيروسية.
العلاج الآمن لمريض فيروس ماربوغ
وأكد شاهين، بعدم وجود يوجد علاج محدد لمرض فيروس ماربورغ، لكن يجب استخدام العلاج الداعم في المستشفى الذي يتضمن موازنة سوائل المريض ، والحفاظ على حالة الأكسجين وضغط الدم، واستبدال الدم المفقود وعوامل التجلط، وعلاج أي عدوى معقدة.
الدكتورأحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات