راديو الاهرام

فقدان الشغف.. أزمة في الطريق ـ 1

21-7-2022 | 11:55

متابعة بسيطة وغير مُجهدة للواقع المحيط؛ كفيلة بتبيان بعض الأحداث المهمة للغاية؛ ليس على فئة معينة؛ ولكن لكل الفئات؛ بل والطبقات المختلفة أيضًا.
 
حينما كنا نرزق بأطفال صغار؛ كنا في غاية الاهتمام بهم؛ وبما يفعلونه ليل نهار؛ على مدار اللحظة؛ لأننا تعلمنا أن تلك المتابعة كفيلة باكتشاف أي مساوئ؛ ومن ثم يسهُل معالجتها سريعًا؛ وهكذا يكون احتمال الشفاء كبير.
 
فمثلًا؛ كانت متابعة حركات العين عند مشاغلتها أمرًا مهمًا؛ حيث يمكن اكتشاف سلامة العين؛ على الفور؛ وكان عدم انشغال عين الطفل بمشاغلتها؛ أمرًا يدعو للقلق؛ ويستوجب زيارة الطبيب لتقرير ما يلزم؛ وهكذا يكون الحال باستمرار.
 
حتى شغف الأولاد باللعب أمرًا طبيعيًا تمامًا؛ أما غير الطبيعي فهو توقف ذلك الشغف؛ وتحوله لأمر ثان؛ أيًا كان؛ يظل توقف اللعب في سن معينة أمرًا يدعو للقلق؛ لأنه يؤكد أن هناك خطأ ما؛ الأمر على ذلك النحو يُوجب التدخل العاجل لبحث أسباب توقف الشغف.
 
لأنه مخالف للطبيعة في مثل هذه السن؛ ومنا من يتذكر بعض الألعاب الإلكترونية؛ التي أدت لانتحار عدد من الأولاد بشكل مفاجئ؛ وسببت المفاجأة قلقًا غير مسبوق على أولادنا؛ قلق جعل الأهل يراجعون أبناءهم بشكل مفاجئ؛ لم يعتادوه؛ فمثلت تلك الخطوة للأبناء نقطة فارقة في إعادة العلاقات الأسرية لطبيعتها مرة أخرى؛ بعد أن اعتلاها بعض الاهتراء؛ بحكم عوامل سرعة دوران عجلة الحياة؛ وتغيرات أولويات الاهتمام.
 
إذن الشغف أمر مطلوب في إطاره السليم؛ لأنه أحد أو أهم عوامل الاستمرار؛ بمعنى أن استمرار الشغف يومئ بأن المسار طبيعي؛ والعكس يومئ بأن هناك خللًا لابد من التعامل معه بشكل فوري؛ حتى يكون الحل يسيرًا؛ لأن التأخير يعني التعامل وفق الحلول الأصعب!
 
فعلى سبيل المثال؛ وجود عوامل محفزة للأبناء منذ سن الرابعة "سن دخول المدرسة في صفوف الـ kg"، والذي يمكن تسميته بالشغف؛ من شأنه أن يحافظ على استمرارية العلاقة الطيبة بين الأولاد والمدرسة؛ وأيضًا من شأنه تنمية الرغبة في مداومة الذهاب للمدرسة كل يوم؛ بل أحيانًا يكون هناك أسباب لزيادة شغف الذهاب للمدرسة؛ مثل وجود بعض الألعاب الجميلة لدى الأولاد.
 
وكلما زاد السن؛ تغيرت الألعاب بالدرجة التي تناسب السن؛ فيظل الشغف متقدًا؛ هنا المحافظة على الشغف أمر مهم للغاية؛ لأنه من صلب المحافظة على تقوية الرابط بين التلميذ ومدرسته؛ بكل أدواتها وآلياتها.
 
لذلك تغيير تلك النظرية؛ أو تغيير طريقة التعامل بها؛ يعني في المقابل فقد الشغف؛ وذلك أمر غاية في الخطورة؛ لأنه يُفقد التلميذ أهم عناصر الجذب للمدرسة؛ فتتحول المدرسة لمكان غير مرغوب فيه؛ فينصرف عنا الطلاب! وما أدراك ما يعني ذلك؟!
 
ومن ثم يكون من الضروري؛ تنمية كل عناصر الشغف ليظل متوهجًا براقًا؛ فيمسي الحافز الأكبر على مواصلة الطلاب على الذهاب للمدرسة حبًا وليس جبرًا؛ ومن هنا يمكن أن تثمر العملية التعليمية بشكل مبهر.
 
ولا ننكر أهمية مقومات العملية التعليمية من منهج ومدرس ومدرسة بإمكانات جيدة من مقاعد وما شابه، ليتحقق لنا تنمية تعليمية متميزة، ولهذا مقام آخر نتحدث فيه في مقالات منفردة.
 
لكن وبكل تأكيد العكس غير محتمل "فقد الشغف"؛ ويمكن أن يؤدي بنا إلى السير في طرق غير جيدة وغير ممهدة؛ ولا نعرف على وجه اليقين أين يمكن أن تؤدي بنا.
 
وفي المقال المقبل نستكمل إن شاء الله.
 
،،، والله من وراء القصد.
 
[email protected]

كلمات البحث
العاصمة الجديدة.. آمال وتطلعات

حمل المقال السابق بعضًا من أمنيات عدد من العاملين بالحكومة؛ المنتقلين للعمل بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ لاسيما أن تحمل بين ترتيباتها كل ما حلم به العاملون؛

الأكثر قراءة