«البلو هول» مسبح طبيعى صنعه مذنب يضم أجمل مكان للشعب المرجانية بالعالم
موضوعات مقترحة
ساحرة الغواصين تثير هوس الأجانب والمصريون.. ومطالب بالحفاظ على جمالها الطبيعي قبل قمة المناخ
إذا كنت تشاهد جبالًا شاهقة وصخورًا مختلفة الألوان بجوارها رمالًا ذهبية تحتضن مياهًا زرقاء صافية، فقد تظن أنك في جزر المالديف أو بالي الإندونيسية أو حتى جزيرة هاينان الصينية، ولن تصدق أن هذا المشهد البديع في مصر بل في جزئها الآسيوي وبالتحديد مدينة دهب التي عادت لحضن الوطن بعد توقيع اتفاقية السلام في كامب ديفيد وحرصت الحكومة على تطويرها كي تنافس على لقب أجمل مدينة في العالم، ذلك اللقب الذي ظفرت به من قبل مدينة شرم الشيخ.
تنقسم دهب إلى قسمين الأول يقع جنوبًا ويسمى قرية العسلة، وتشتهر بالحياة البدوية البسيطة، والقسم الثاني يقع شمالاً ويزخر بالأسواق التجارية والبازارات والأماكن الترفيهية، وتشتهر المدينة بشواطئها البكر الصافية ومواقع الغطس الطبيعية الغنية بالشعاب المرجانية، ومن الأنشطة المميزة التي تنفرد بها عن غيرها من المدن الساحلية، التمتع بركوب الأمواج والمراكب الشراعية لوجود مناطق ضغط مرتفع ومنخفض نتيجة لسرعة تيار الهواء الناتج عن إحاطة المدينة بالجبال العالية.
يعود سبب التسمية إلى اللون الذهبي الذي يميز رمال شواطئها الصافية، ويقال إنه عند غروب الشمس يصير لون المياه ذهبيًا من شدة نقاؤه وصفاؤه، وتضم خليجين هما القورة الذي يقع وسط المدينة، وغزالة وكلها على خليج العقبة عند البحر الأحمر، ما يجعلها وجهة مثالية ذات طبيعة خلابة تغني عن السفر لأي دولة أجنبية، تلك الطبيعة الساحرة التى قد تسرق عقلك مثل نقاء البحر وصفائه مع مشهد الرمال الذهبية الصفراء مع الجبال.
ورغم أنها تضم عددا من القرى السياحية والفنادق المتفاوتة المستوى، فإن أكثر ما يميزها الأكشاك المصنوعة من الأخشاب وجريد النخيل والموجودة بصفة أساسية في منتجع دهب السياحي. وكانت دهب في السابق قرية صغيرة لصيادي السمك، لكن خلال حقبة التسعينيات أولتها الحكومة المصرية اهتماما خاصا فأقامت فنادق وقرى سياحية في قلبها، وما زال يقيم فيها بعض البدو حتى الآن.
"من جاء دهب عقله ذهب".. هكذا بدأ المرشد السياحى إبراهيم أبو المجد فضل، حديثه لـ"الأهرام التعاوني"، قائلا: هذا مثل مشهور يقوله السائحين والمترددين عليها واخترت العمل بها بعد حصولى على ليسانس الآداب قسم الآثار شعبة الإرشاد السياحي لطبيعتها الخلابة وبساطة أهلها، ومن أفضل المزارات السياحية وجبلية الثرى بولز وهى عبارة ثلاثة حمامات سباحة طبيعية أعماقها تتراوح بين الـ 5 متر و30 متر، كونتها الصخور والشعاب المرجانية قريبة من الشاطئ، والتي تضفي سحرًا خاصًا مع مشهد الجبال في الخلفية وإمكانية ممارسة الرياضات المائية مثل السنوركلينج والغطس، ويتميز الشاطئ بوجود الجمال والتي يستأجرها الزوار والسائحين من أهالي المدينة الأصليين.
ويضيف إبراهيم أبو المجد قائلًا: منطقة "البلوهول" أو الحفرة الزرقاء، من أكثر الأماكن سحرًا في دهب، وقصتها عبارة عن أن شهاب أو مذنب سقط من السماء، وتسبب فى تكوين حفرة زرقاء عميقة رسمتها الطبيعة فى قلب البحر الأحمر، لتخلق أجمل منظر طبيعى يمكن أن تشاهده فى حياتك. و"البلو هول" في دهب بات مقصد السياح المحليين والأجانب الذين نظموا زيارات منتظمة إلى المكان لممارسة رياضة الغوص، وما عليهم إلا ارتداء جاكيت الغوص ليستكشفوا الشعاب المرجانية ويغوصون فى معالم الطبيعة، الغنية بالكائنات البحرية من المرجان والأسماك التي تغري بمشاهدتها، وتسمى مقبرة الغواصين، حيث لاقى الكثيرون حتفهم لخطورتها وذلك لما تحتويه من متاهات مميتة بداخلها وتجد على الصخور لوحات رثاء لهم.
وعن المشاكل التى تواجههم، يقول محدثنا: من أهم المشاكل عدم معرفة الزائرين بالمناطق السياحية وكيفية المحافظة على البيئة البحرية، فمثلا إذا كنت تريد الغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية، فيجب عدم لمسها وعدم إطعام السمك الموجود في البحر، لأن ذلك قد يتسبب في إيذائه.
وتابع قائلًا: يجب مراعاة جمع المخلفات من العلب المعدنية والزجاجات، خاصة الأكياس البلاستيكية قبل مغادرة الشاطئ لأن السلحفاة البحرية تعتقد أن الكيس البلاستيكي هو قنديل البحر تتغذى عليه، ويؤدي ذلك الكيس إلى خنقها والتقليل من أعدادها.
ويطالب إبراهيم أبو المجد فضل، بوضع لافتات استرشادية للزائرين وفرض غرامات علي من يخالف ويتسبب فى تلوث الشواطئ، وأيضا عدم المغالاة في الأسعار واستغلال السائحين، وتوفير أدوات بحر معقمة ونظيفة للحفاظ على الصحة وسلامة المستخدمين، خصوصًا وأن شرم الشيخ التي لا تبعد عن المدينة كثيرًا تستعد لاستضافة فعاليات قمة اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ نوفمبر المقبل.
مدينة دهب
مدينة دهب
منطقة البلوهول في دهب