انتشر مؤخرا مصطلح توكسيك "Toxic" بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، ويندرج المفهوم تحت أشياء كثيرة، منها العلاقات العاطفية السامة، والشخص الذي يصدّر لك دائما الطاقة السلبية، ومعنى Toxic Relationships هي العلاقات العاطفية السامة، التي تجمع بين صديقين أو حبيبين أو صداقة عمل، والتوكسيك هو الشخص السام الذي يدخل العلاقة، ويسبب لصاحبها الأذى، فما هي صفات الشخص الـ Toxic؟ وكيف يمكن التخلص منها؟ ولماذا تقبل الفتيات على الاستمرار مع هذا الشخص، وسر انجذاب بعضهن للرجل التوكسيك، كل ذلك تجيب عنه اللايف كوتش إيمان الحسيني، وذلك في السطور التالية..
الشخصية السامة
في البداية تقول إيمان الحسيني: التوكسيك هي الشخصية السامة التي تصدر عنها مجموعة من السلوكيات السلبية، التي تؤثر بشكل سلبي ومؤذي على الآخر، ويضعك هذا الشخص في حالة من المشاعر السلبية، والشعور بالانزعاج، نتيجة مجموعة من الأفعال التي تصدر منه، والشخصية السامة دائما تكون شديدة الإعجاب بنفسها، وترى أنها أكثر شخص متميز وناجح في كل شيء، ولاتحب أن ترى نفسها بالشكل المنتقص.
وتوضح إيمان صفاته قائلة: هو شخص كثير اللوم على الآخرين، ويحب السيطرة، ويشعرك دائما بأنك المخطئ والنقص لديك أنت، ويحاول دائما أن يظهر أمامك في صورة الشخص المثالي، ويمتص دائما كل ما هو إيجابي ويعطيك كل ما هو سلبي.
وتؤكد الحسيني أن الشخصية التوكسيك شخصية شديدة الانفعال، وتوتر الجو بجانبها وتجعل الشخص في ترقب دائم لما يحدث حوله، وتقول: من الصعب أن تشعر معه براحة وسهولة المعاملة، فهي شخصية حسّادة، وتحاول أن تحصل على كل شيء جيد لديك، وتكون ملكها هي فقط، كما تحب إسقاط الأخطاء على الآخرين، فالخطأ دائما عند الطرف الآخر، ودائما معجبة بنفسها لدرجة الغرور، وكثيرة النقد.
معرفة الشخص التوكسيك
وتضيف إيمان الحسيني قائلة: الشخص الـ Toxic كثير الحديث عن نفسه بأدوار بطولية، ويبيّن دائما أنه الأكثر نجاحا وبريقا، ويستطيع أي شخص معرفة الشخصية السامة من الحالة المزاجية، لأن مزاجهم متقلب جدا يمكن أن يكون هذا الشخص يضحك ثم فجأة ينقلب مزاجه، ويتحول إلى شخص عصبي ويتشاجر، ولا يعتذر، ودائما "الأنا" مسيطرة في حديثه، ولديه شخصية نرجسية، ولا يرى إلا نفسه، ويحمل شعار"أنا ومن بعدي الطوفان".
استمرارية العلاقة
وتوضح إيمان سر استمرار الفتاة في علاقة مع شخص يحمل تلك الصفات، قائلة: ضغط المجتمع على الفتاة بكلمات ملتوية، مثل "عايزين نفرح بيكي"، و"نفسي أشوفك لابسة الفستان الأبيض"، و"الحقي نفسك قبل ما تكبري"، كل ذلك يجعلها تستمر مع هذا الشخص، وهذا الضغط يأتي من الأسرة والمجتمع، وشعور البنت بقلة فرص الزواج، ومن ضمن الأسباب قدرة الشخصية السامة على المخادعة، فهو يعرف كيف يكذب على الفتاة، فهو شخص مستغل عاطفيا، ويوهم الفتاة بأنه طيب ويرجع يخدعها مرة أخرى، وتتغافل بعض الفتيات عن كل تلك التصرفات، بل ويبررن ذلك بعدم قصده.
وتشير إيمان الحسيني إلى احتياج الفتاة في الخروج من سيطرة الأسرة، إذا كانت تعيش في حياة أسرية مؤلمة، فيمكن أن يكون لديها شخص نرجسي أو سام في البيت، ولكن يمكن أن يخدعها شخص نرجسي أو سام آخر وتقبل بذلك للخروج من البيت وتأسيس أسرة وتعتقد أنها ستستقر، كما أن العجز المادي سبب آخر لقبول الفتاة التعامل مع شخص سام.
التعامل مع الشخص السام
وتوضح إيمان الحسيني كيفية التعامل مع هذا الشخص، وتقول: أولا تحكيم العقل، ووضع الحدود، بجانب الصبر في اختيار شريك الحياة، وتحكيم العقل في أي علاقة، وعدم الاعتماد على الاختيار القائمة على العاطفة القلبية فقط، ويجب على الفتاة معرفة اللحظة التي يجب أن تقول فيها Stop، ولا تكمل في هذه العلاقة، وتعرف متى تطفئ لمبة الانبهار بالشخص السام، والأفضل هو أن الفتاة إذا وجدت كل الصفات المذكورة سابقا في أي شخص يجب أن تنهي العلاقة فورا، لأنها لن تتحمل وسوف يحطمها، ولا تستسلم لضغوط الأهل والمجتمع، وأن تكون واثقة في نفسها، فيجب أن تبحث عن الحياة المستقرة مع رجل سوي معتدل.
التربية هي السبب
وتعلق الدكتورة نادية رضوان، أستاذة علم الاجتماع، قائلة: التربية هي السبب الرئيسي لما يحدث الآن على السوشيال ميديا، من حوادث التنمر والعلاقات العاطفية السامة، لأن هذا الشخص منذ صغره اعتمد على ما يحلو له، وهذا ما جعله عند الكبر شخص غير مسئول، وهذا بسبب عدم تعليم الآباء أولادهم القناعة وقبول المعيشة بالإمكانيات المتاحة، وقبول وضع معين، حتى لا ينشأ كشخص ناقم على حياته، ويصبح خطرا على الآخرين بآرائه السلبية.
وتضيف قائلة: العلاقات الصحية تتولد بهدف الشعور بالأمان، وتبادل المشاعر والسعادة وتركز على الاحترام المتبادل والاهتمام، ويكون الشخص على طبيعته دون خوف أو وضع قناع مزيف على وجهه، أما الشخصية السامة فهي تضر بك نفسيا، ولديه أفكار مسمومة.