في محاولة لاحتواء الموجة السادسة لفيروس كورونا المستجد، اعتزمت العديد من الدول تطعيم مواطنيها بجرعات تنشيطية رابعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وهو ما يعرف بالجرعة التعزيزية، بهدف تعزيز فعالية اللقاح ضد العدوى، خاصة أن متحورات كورونا الأخيرة تعتبر الأشد خطورة من حيث الانتشار وسرعة العدوى.
موضوعات مقترحة
ويشهد العالم أجمع ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات والوفيات مرة أخرى خلال الفترة الأخيرة، بعد بدأ الموجة السادسة للفيروس في الكثير من الدول، حيث وصل إجمالي الوفيات جراء الإصابة بالفيروس حول العالم إلى أكثر من 6 ملايين حالة وفاة، فيما بلغ عدد المصابين حوالي 562 مليونا و414 ألفا و778 إصابة حتى الآن، وهناك انتشار كبير للفيروس هذه الفترة.
توفير الجرعة الرابعة للقاح كورونا في مصر
وتعمل وزارة الصحة المصرية على المضي قدما في تنفيذ خطتها القاضية وإعطاء جرعة رابعة معززة للقاحات كورونا، فوفقا لما أعلنته الوزارة، بأنه تم توفير الجرعة الرابعة للقاحات كورونا في كل مراكز التطعيم، وأنه يتم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معية.
كما أعلنت الوزارة أنه تم حصول 49 مليون شخص على الجرعة الأولى من لقاحات كورونا، و35 مليون حصلوا على الجرعة الثانية وأكثر من 6 ملايين حصلوا على الجرعة الثالثة التنشيطية، وأنه تم الوصول لرقم جيد جدا في الحصول على اللقاحات وجميع اللقاحات متوفرة في مصر، ويتم تحديد الأولوية للحصول على اللقاحات.
أهمية الجرعة الرابعة من لقاح كورونا
كشفت دراسة من جامعة جونز الأمريكية، أن الذين يعانون من نقص المناعة وتم تلقيحهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 485 مرة لأن ينتهي بهم المطاف في المستشفى أو يموتون من كورونا مقارنة بمعظم الأشخاص الأصحاء الذين تم تطعيمهم باللقاح، ووفقا لبعض الدراسات الصغيرة، فإن الملقحين من أصحاب المناعة الضعيفة يمثلون حوالي 44٪ من الحالات المتقدمة التي تتطلب دخول المستشفى.
كما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على جرعات معززة اللقاحات الثلاثة المتاحة في أمريكا لبعض الأشخاص، منهم من يعاني من ضعف المناعة، وبالفعل تمكنت من تحسين استجابة الجسم المضاد للقاح لدى بعض ذوى المناعة الضعيفة، وتكون الجرعة الرابعة على الأقل بعد مرور ستة أشهر من الجرعة الثالثة للقاح.
الجرعة الرابعة بارقة الأمل لوقف نزيف كورونا
وتعتبر الجرعة التعزيزية الرابعة، بارقة أمل للمواطنين؛ حيث توفر لهم حماية أكبر ضد فيروس كورونا المستجد ومضاعفاته الخطرة، ولكن هذا الأمر يجعلنا نتساءل هل سنحتاج إلى جرعات تعزيزية أخرى من اللقاحات، وهل أجسامنا ستتحمل الجرعات التنشيطية المتكررة للقاح كورونا أم ستكون له آثار جانبية، وما مدى فعاليتها ضد متحور كورونا، الإجابة يوضحها عدد من الأطباء في السطور التالية.
يرى الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه لا يوجد مانع من منح الأشخاص المصابين بضعف المناعة الجرعة الرابعة للقاح كورونا، وذلك في حال حصولهم على الجرعة الثالثة من التطعيم، نظرا أننا مازلنا نعاني من نزيف الفيروس المستجد.
لماذا نحتاج لجرعات تنشيطية للقاح كورونا؟
ويحتاج هؤلاء الأشخاص الجرعة الرابعة من لقاح كورونا لعدة أسباب، يوضحها عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة فيما يلي:
- الاستجابة المناعية المكتسبة من التطعيم ضد كورونا لهم ليست مثالية.
- المناعة المكتسبة من التطعيم ضد كورونا لهم قصيرة الأمد.
- الأمراض المزمنة تقلل المناعة، وقد تتدهور المناعة بسرعة بسبب بعض الأدوية.
- معظم ضعاف المناعة لا يلتزمون بالتدابير الوقائية لفيروس كورونا.
- معظم ضعاف المناعة كبار بالسن، يعانون من مشاكل إدراكية، وربما تفوتهم جرعات الأدوية.
وكان مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي، قد سمح بأغسطس الماضي بمنح الأشخاص الذين يعانون من نقس المناعة من سن 18 وما فوق، لأنهم يعانون من ارتفاع الحمل الفيروسي لديهم مما يجعلهم أكثر قدرة وعلى نشر العدوى للمخالطين.
متى يمكن الحصول على الجرعة الرابعة للقاح كورونا
يوضح الدكتور مجدي بدران، أنه يتم الحصول على الجرعة الرابعة لفيروس كورونا بعد 6 أشهر على الأقل بعد الحصول على الجرعة الثالثة من التطعيم، ولا يشترط أن تكون الجرعة الرابعة من نفس اللقاح الذي تلقاه الشخص من البداية.
وتعمل الجرعة الرابعة من لقاح كورونا على تنشيط الجهاز المناعي، والتربص بخطر سلالات كورونا المتحورة، وحماية المواطنين من أي مضاعفات نتيجة تكرار العدوى بالفيروس، فهذه الجرعات التنشيطية مهمة لمواصلة القدرة على مواجهة الفيروس المستجد.
هل فعالية اللقاحات مازالت مستمرة؟
جميع اللقاحات فعالة وآمنة وهناك وفرة منها تصل إلى مليون جرعة على مستوى محافظات الجمهورية، وتستمر فعالية اللقاح في الجسم لمدة من 4 أشهر إلى 6 أشهر، وسيكون هناك جرعات تنشيطية كل فترة لتعزيز الجهاز المناعي للجسم، خاصة كبار السن لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وتلقيهم اللقاح يثوي مناعتهم ويقلل من فرصة إصابتهم بالعدوى، ويحميهم من المضاعفات التي تؤثر على صحة القلب والرئتين والدماغ.
هل أجسامنا ستتحمل جرعات تنشيطية متكررة من لقاح كورونا؟
تعمل الجرعات التنشيطية على تعزيز المناعة بتدريب الجسم على التعرف على الفيروس وحماية الجسم منه، وهي جرعات آمنة، ترفع المناعة ضد المتحور "أوميكرون" والمتحورات الجديدة لفيروس كورونا، وليس لها أي تأثير سلبي على جسم الإنسان؛ بل إنها مفيدة في تكوين أجسام مضادة، وهي أمر روتيني في أغلب اللقاحات مثل لقاح الأنفلونزا الموسمية.
كيف يتم تحديد توقيت الجرعات التنشيطية؟
موعد الجرعات التنشيطية يتم تحديدها حسب ما يكفي لتنشيط جهاز المناعة، وربما تكون الجرعات التنشيطية كل ستة أشهر مع بداية تلاشي الجرعات الماضية، أو سيتم دمجها مع تطعيم الإنفلونزا السنوي.
اللقاحات المتوفرة في مصر
هناك الكثير من أنواع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في مصر، وهي، سينوفاك، سينوفارم، إسترازنيكا، سبوتنك، جونسون آند جونسون، وفايزر، وأخيرا مودرنا، وذلك ضمن خطة الدولة للتنوع والتوسع في توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.