بعد تزايد حوادث الغرق.. كيف تستمتع بالبحر وتقضي إجازة مصيف آمنة ؟

ارتفع  مسلسل الغرق في الشواطئ وتحديدا هذا العام، تلك الحوادث لم تحدث للمرة الأولى ولكنها تتكرر كل عام، ورغم مرارة الموت غرقا، إلا أن أي شخص لن يتوقف عن الذهاب للبحر والاستمتاع  بمياهه؛ حيث تعد السباحة من أهم الأنشطة المفيدة لجسم الإنسان، ويحرص الكثير من الأشخاص على ممارستها لاسيما خلال فصل الصيف عند الذهاب إلى البحر أو حمام السباحة، للحصول على بعض من الرطوبة والانتعاش، ولكن هناك الكثير من المعايير يفضل اتباعها للحماية من الغرق.

وإذا رأيت أن السباحة أحد الخيارات المسلية، إلا أن هذه الرياضة تحتاج إلى مجموعة من الإجراءات التحضيرية قبل الشروع في ممارستها حتى لا تنقلب التسلية إلى كارثة غرق.

"بوابه الأهرام" تقدم طرق وإرشادات السباحة الآمنة من خلال إرشادات المتخصصين في عالم الشواطئ والسباحة.

 

سباحة آمنة خلال الصيف

قال محمد فواز منقذ شواطئ: على من يذهب إلى المصايف ومن يمارس السباحة، أن يتحرى ممارسة السباحة في المناطق والأوقات التي يتواجد فيها حراس الإنقاذ، مع مراعاة اختيار أماكن السباحة الآمنة أي التي تتدخل بشكل سريع في حالة الضرورة وتتوافر فيها الإسعافات الأولية.

كما يجب على المصطافين أخذ المعلومات الدقيقة حول حالة الشاطئ أو البحر الذي يريدون السباحة فيه، والتأكد من أنه محروس من طرف حراس الإنقاذ، كما يجب التأكد من أن السباحة مسموحة فيه، حفاظًا على سلامتهم ومن أجل السباحة في ظروف آمنة؛ ويجب أيضًا على مرتادي الشاطئ الاستعلام حول حالة الأمواج، والتيارات البحرية وكذا حالة المد والجزر.

 

ألوان علم البحر أساس اليقظة أثناء السباحة

تابع فواز، أنه يجب الاستعلام عن حالة البحر هل هو آمن للسباحة أم يعد من المناطق الخطرة، وذلك من خلال لون راية السباحة اللون الأبيض يعني أنه يسمح بالسباحة وأن البحر هادئ لا يشكل أي خطر على المصطافين.

أما اللون الأحمر فيشير إلى أن السباحة في البحر خطرة إلا أن الشاطئ محروس من طرف حراس الإنقاذ.

ويشير اللون الأسود إلى أن السباحة ممنوعة، الموضوع ليس فقط وجود منقذي الشواطئ، لكن يجب الانتباه والتركيز من المصطافين أيضًا خاصة إذا كان لديهم أطفال، هنا يجب على الآباء مراقبة أبنائهم بشكل مستمر، والبقاء في حالة يقظة عندما يكون أطفالهم يسبحون داخل البحر، أو يلعبون على الشاطئ حتى ولو كان الشاطئ محروسًا من منقذي الشواطئ.

 

إرشادات السباحة للبالغين والأطفال

أضافت كابتن سباح داليا فاروق: يجب تعليم الأطفال السباحة منذ صغر سنهم؛ مع تزويد الأطفال بمعدات السباحة ذات الجودة العالية لتفادي الغرق، ويجب أن تكون ملائمة لوزن الأطفال وأعمارهم، مع ضرورة الحذر من عوامات السباحة المنفوخة؛ لأنها لا تحمي من الغرق بشكل أكيد.

مع ضرورة يقظة الأشخاص البالغين أثناء السباحة؛ لأنه يجب أن يعرف متى يتم التوقف عن السباحة وأخذ قسط من الراحة في حالة الشعور بالقشعريرة أو أي اضطراب جسماني؛ خاصة في حالة وجود سخونة بالجسم وارتفاع درجة حرارة الجسم، مع ضرورة إخبار من معك على الشاطئ من أفراد العائلة أو الأصدقاء بأنك متوجه للسباحة؛ والأهم أن تتم السباحة فقط في المناطق التي تسمح فيها السباحة، مع اتباع الإرشادات التي تشير إليها رايات الشاطئ.

وينصح بعدم  الدخول إلى البحر بشكل تدريجي وخصوصًا حينما يكون الماء باردًا؛ لذا يفضل التمهيد عند دخول البحر، مع اتخاذ الحيطة والحذر من التيارات المائية بالابتعاد عن السباحة في المناطق التي توجد بها التيارات، ويمكن أخذ المعلومات حول هذا الموضوع من طرف فرق النجدة المتواجدة على الشاطئ.

وإذا كنت غير ملم بالسباحة فاكتف فقط بالوقوف على الشط وإذا أردت الدخول قليلًا إلى البحر فيجب أن تكون مسافة بسيطة وأن يرافقك العارفون بأمور السباحة ويجب أن تتأكد أن قدمك تلامس الأرض.

لكن حينما تريدون الابتعاد شيئا ما داخل البحر، يجب التأكد من أن طول قامتكم يسمح لكم بالوقوف على سطح الأرض.

على جميع المصطافين ألا تسبحوا عكس التيارات المائية؛ لأن ذلك يسبب إرهاقًا للجسم ويسبب الشد العضلي الذي يعيق السباحة فيسبب الغرق،  وذلك من أجل تجنب التعب وبالتالي التعرض للغرق.

كما لا يجب الاستمرار في السباحة في حالة التعب، وينصح في هذه الحالة بالاستلقاء على الظهر من أجل الاسترخاء.

 

اقرأ إرشادات الشاطئ قبل ممارسة السباحة

 أردف لؤي الناظر أحد منقذي الشواطئ: على المصطافين الاهتمام بقراءة اللافتات قبل البدء بالسباحة؛ حيث إنَّها تتضمن مجموعة من القواعد والتعليمات المتعلقة  بالسلامة العامة؛ وهنا يقع على عاتق الآباء مسئولية تعليم تلك الإرشادات والتعليمات لأطفالهم بطريقة مبسطة يفهمها الأطفال بهدف حمايتهم من الغرق.

تابع الناظر: إنه بعد قراءات الإرشادات على المصطافين أيضًا أن يتوخى كل منهم الحذر عند المشي في الأماكن الزلقة، لتفادي خطر الانزلاق والتسبب بحوادث غير مرغوب بها من قِبل الأشخاص البالغين؟.

ويجب تحذير الأطفال بعدم الركض أو التسابق في منطقة السباحة، للحفاظ على سلامتهم العامة، وفي حال تصرفهم بطريقة غير آمنة، فيجب إخبار فريق الإنقاذ بذلك على الفور.

كما شدد الناظر قائلا: احذر أثناء الدخول أو الخروج من المسبح أو البحر عدم التسلق على الأسطح غير المستقرة  أو الزلقة من قِبل البالغين؛ لتجنّب السقوط أو الانزلاق، لذلك من الضروري أن يسعى الآباء إلى إرشاد أطفالهم حول كيفية الخروج أو الدخول إلى المسبح بالطريقة الصحيحة، مع التأكيد للأطفال على أن السباحة في المسبح تختلف عن البحر، ومن أهم النصائح المتعلقة في ذلك  الأمر هو ضرورة الاهتمام والحرص على الاستعانة بدروس خاصة لتعليم الأطفال ومهارات السباحة في الأماكن المفتوحة، لضمان تطبيقهم معايير الأمن والسلامة العامة .

 

تعرف على مكان وشكل منقذي الإنقاذ

وفي السياق ذاته، يقول الناظر: إنه في حال حدوث أمر خطير فيجب إخبار فريق الإنقاذ بذلك على الفور؛ وحتى لا يحدث ذلك الأمر الخطير عليك التوجه لمنقذي الشواطئ وسؤاله عن  مدى أمان أو خطورة مكان السباحة، كما يجب أن تفحصها قبل الغوص وإلقاء نظرة عليها وما يحيط بها قبل الشروع بالغوص؛ وذلك من أجل الحفاظ على معايير السلامة والأمان.

حيث إن الغوص في الأماكن غير المخصصة للسباحة يتسبب في زيادة خطر التعرض للعديد من الحوادث الخطيرة، مثل وجود ظروف سباحة غير مناسبة من شأنها أن تُعيق القدرة على الغوص والرؤية بصورة صحيحة، أو أنها تكون أماكن سباحة عميقة بالتالي تصبح غير مناسبة  للأطفال بالغوص في الماء على عمق كبير يفوق قدرتهم على ذلك؛ من أجل تفادي خطر تعرضهم للغرق.

أردف: إنه يجب الحرص على السباحة مع الأشخاص وليس وحدك ويفضل مع الأشخاص البالغين بالسباحة بوجود رفقة تتمتّع بمهارات سباحة جيدة، من أجل توفير الحماية والإنقاذ في حال وقوع أي حادث أثناء السباحة سواء مع الأطفال أو الكبار.

 

لا تهمل شرب المياه وتجنب جفاف الجسم عند السباحة

أضاف الناظر، أنه على من يمارس السباحة شرب الماء والسوائل بانتظام؛ حيث  السباحة من الأنشطة البدنية التي يتعرق الجسم عند ممارستها؛ مثلها مثل باقي التمارين الرياضية الأخرى، لكن جفاف الجسم لايكون ملحوظًا عند مممارسة السباحة في الماء، وبالتالي قد لا يلاحظ  البعض أن جسمه يعاني الجفاف؛ لذا لابد من شرب الماء والسوائل بانتظام، خاصة عند ممارسة السباحة تحت أشعة الشمس، لذا ينصح بالحرص على شرب كميات كافية من الماء، مع الابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين؛ فهي تزيد من فرصة حدوث الجفاف.

ومن علامات جفاف الجسم عند السباحة تحدث ويجب الانتباه  لها مثل الإصابة بالغثيان، أو الدوخة والدوار، فهي علامات دالة على جفاف الجسم؛ لذلك ينصح  بشرب زجاجات مياه باردة، مع مراقبة كمية الماء التي يتم شربها، وتذكر  شرب الماء كل 20 دقيقة تقريبا.

 

أحسن اختيار الوقت والمكان للسباحة

أشار الناظر إلى أنه لا يجب السباحة في أي مكان وأي وقت؛ حيث  لا ينصح بالسباحة خلال وقت الظهيرة، حيث تكون أشعة الشمس قوية، لذلك يفضل السباحة خلال ساعات الصباح الباكر أو في المساء؛ ويفضل  تجنّب السباحة خلال ساعات الظهيرة عندما تكون أشعة الشمس قوية ومباشرة، تحديدًا ما بين الساعة 10 صباحًا إلى 4 عصرًا.

على المصطافين أو ممارسي السباحة اختيار الأماكن المخصصة  للسباحة سواء كان ذلك في حمام السباحة أو البحر،  بهدف الابتعاد عن أماكن تصريف المياه، مع ضرورة إرشاد الأطفال بالابتعاد عن أماكن تصريف المياه المكسورة أو المكشوفة، والإبلاغ على الفور في حال وجود أماكن تصريف مكسورة أو مكشوفة.

مع الاهتمام بارتداء سترة النجاة في حال عدم تعلمك رياضة السباحة، مع ضرورة الإشارة إلى أن أدوات السباحة المملوءة بالهواء ليست بديلًا عن سترة النجاة.

كما يجب على الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال معرفة  كيفية إجراء الإنعاش القلبي الرئوي بصورة صحيحة.

مع تزويد الأطفال بالعديد من الأدوات عند ممارستهم السباحة، مثل نظارات السباحة، والعوامات، وسترة السباحة، بالإضافة إلى لوح الطفو، وغيرها.

 

 نصائح لـسباحة آمنة

وأضافت بسنت حسن كابتن سباحة، بعض النصائح لسباحة آمنة ومنها الابتعاد عن تناول الأطعمة والمشروبات أثناء السباحة لتجنب الاختناق؛ والتحقق من عمق المياه قبل البدء بالسباحة؛ عدم الجرى تجنبا للانزلاق أو الغرق؛ التأكد من وجود شخص يجيد الإسعافات الأولية، مع تجنب الغوص فى الأماكن الضحلة حتى لا تؤذي رأسك.

اختتمت بسنت النصائح، قائله يجب تجنب دفع الأشخاص إلى الماء حتى لا يغرقوا، مع تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية بالقرب من المياه وتجنب السباحة في ماء شديد البرودة مع الاهتمام  بضرورة ارتداء سترة النجاة إذا كنت لا تجيد السباحة.