لا يزال جدري القرود يثير حالة من القلق على مستوى العالم، بعد رصد إصابات به في أكثر من 63 دولة حتى الآن، وتبحث منظمة الصحة العالمية إعلان حالة طوارئ صحية عالمية بسبب جدري القرود، خاصة مع تزايد أعداد المصابين بالمرض التي وصلت إلى حوالي 9200 ألف حالة حتى وقتنا هذا، منها 1735 حالة إصابة في المملكة المتحدة، ويُعتقد أن الأعداد تتضاعف كل 15 يومًا، وقد شوهدت هذه في الغالب في الرجال المثليين.
موضوعات مقترحة
ويعد جدري القرود من الأمراض الفيروسية النادرة، حيوانية المصدر، ويمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر ومن شخص لآخر، وعلى الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في بعض دول العالم بشكل مثير للقلق، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن أعراض جدري القرود في معظم الحالات تختفي من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة.
وحذرت وزارة الصحة البريطانية، من إمكانية تفشي فيروس جدري القرود في البلاد حتى نهاية العام الجاري، نظرًا لبطء انتشار التطعيم باللقاحات المضادة للمرض، وقد تتصاعد الإصابات عالميًا بحلول نهاية العام، وتصل إلى الأطفال، وهناك حاجة كبيرة لـ 4 أضعاف عدد اللقاحات المتواجد حاليًا لوقف انتشار المرض، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الاجتماع القادم لها سيقرر ما إذا كان جدري القرود يمثل قلقًا دوليًا.
إعلان حالة طوارئ عالمية
يرى الدكتور فايد عطية أستاذ الفيروسات والمناعة، أنه من المتوقع أن تعلن منظمة الصحة العالمية، حالة طوارئ عالمية لانتشار جدري القرود، وهذا ليس بسبب أن الفيروس حالة طارئة عالمية أو وباءً متفشيًا، ولكن قد يكون إعلان حالة الطوارئ العالمية كإنذار أعلى يمكن أن تطلقه لتحذير الدول والاحتياط مع حلول فصل الصيف، لأن هذا الفيروس من النوع الذي ينتشر في الصيف أكثر من الشتاء بعكس فيروس كورونا المستجد.
كما أن الإصابات الحالية لا تستدعي أن تكون هناك حالة طوارئ عالمية أو وصفه كوباء، وتختلف حالة الطوارئ عن إعلان المرض كوباء، حيث إن جائحة كورونا بدأت في ديسمبر 2019 وأعلنتها منظمة الصحة كوباء في مارس 2020، وكانت معدلات الإصابات قد وصلت وقتها لمئات الآلاف يوميًا على مستوى العالم، وزادت حالات الوفيات بشكل مخيف.
هل هناك خطورة من جدري القرود؟
وأعلنت حالة الطوارئ من قبل العديد من الأمراض منها الكوليرا والإيبولا وغيرها من الأمراض التي كانت تعتبر خفيفة عن كورونا وجدري القرود، لذا يؤكد "عطية"، أن الأمر لا يستدعي أي رعب لأن الطوارئ سيكون للحذر من الدول التي رصدت بها إصابات أثناء السفر إليها ومنها، ولاتخاذ إجراءات احترازية معينة للسيطرة على المرض.
هل ستتأثر الدول التي لم تسجل أية إصابات بجدري القرود؟
أم عن الدول التي لم تسجل أية إصابات بجدري القرود فيوضح أنها لن تتأثر، وفي كل الأحوال لن يصل الأمر كما حدث في جائحة كورونا أو اتخاذ إجراءات بالحظر الكلي أو الجزئي أو إجراءات الغلق، لأن عدد الإصابات لا تذكر فهناك دول بها 10 إصابات، موضحًا أن حالات الإصابة تشفى منه بمعدلات جيدة لأن 95% من حالات إصابات جدري القرود تتعافى بشكل طبيعي.
بطء اللقاحات يسبب تفشي جدري القرود
حذر الأطباء بالمملكة المتحدة، من الانتشار البطيء للقاحات إلى البريطانيين الأكثر عرضة للخطر، وزعموا أن المملكة المتحدة ليس لديها جرعات كافية، لمنع الفيروس من الانتشار إلى السكان على نطاق أوسع، كما أن هناك مخاوف خاصة من إمكانية وصول جدري القرود إلى الأطفال، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة لذلك.
ولقاحات الجدري قد تكون فعالة ضد جدري القرود؛ نظرًا لأن فيروس جدري القرود ناتج عن فيروس مشابه للجدري، لذا يُقال إن لقاح الجدري يوفر مستوى جيدًا من الحماية ضد جدري القرود، بحسب هيئة الصحة البريطانية، ويتم تقديم جرعة واحدة من لقاح الجدري للمساعدة في تقليل شدة أعراض جدري القرود ومنع العدوى في المستقبل، وإذا استمر تعرضك للإصابة، فقد يتم إعطاؤك جرعة ثانية.
أعراض جدري القرود
الكثير من الأعراض يمكن أن يشعر بها الشخص تدل على احتمالية الإصابة بفيروس جدري القرود، والتي حددتها منظمة الصحة العالمية، وفق آخر تحديث والتي يجب فور ظهور أي منها الاتجاه سريعًا لزيارة الطبيب، ومن بينها:
- صداع وآلام في الظهر
- آلام في العضلات والشعور بالخمول طوال الوقت
- الإصابة بالحمى
- بمجرد زوال الحمى، يمكن أن يتطور الطفح الجلدي إلى الوجه والأطراف.
- صداع مزمن
- الإصابة بتورمات في الغدد الليمفاوية
- الشعور بالتهاب الشعب الهوائية والرئتين
- الشعور بالحكة الشديدة في أماكن متفرقة من الجسم
- الإصابة بندبات في مناطق مختلفة من الجسم
- يمكن أن يؤثر على العين، بحدوث إصابة في القرنية مع مضاعفات شديدة تنتج عنها فقدان البصر والإصابة بالعمى.
عودة ارتداء الكمامات
مع زيادة مخاوف انتشار مرض جدري القرود، سادت حالة من التأهب في بعض الدول، حيث نصحت مواطنيها بالعودة للإجراءات الاحترازية لرصد المرض، ونصحت مواطنيها بالعودة لارتداء الكمامة مرة أخرى بسبب شكوك انتقاله عبر الهواء.
الدكتور إسلام عنان، أستاذ علم الأوبئة، يؤكد أن ارتداء الكمامة ضروري للوقاية من جدري القرود خاصة في التعامل مع المرضى بهذا الفيروس، فهو ينتقل عن طريق سوائل الجهاز التنفسي، وكثيرًا من حالات العدوى تحدث بسبب الاقتراب بين الأشخاص، والإصابة بالعدوى بمرض الجدري تحتاج مسافة أقرب من فيروس كورونا والإنفلونزا.
وينصح بارتداء الكمامة مرة أخرى، لأن الاتصال الوثيق والاحتكاك المباشر، هو الطريق الرئيسي لانتقال المرض، لأن الآفات النموذجية للمرض معدية للغاية، على سبيل المثال، الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضون للخطر، وكذلك العاملون الصحيون، ولهذا السبب بدأت بعض البلدان في تلقيح فرق علاج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري، وهو فيروس مرتبط به، تم تحديد العديد من الحالات الحالية في عيادات الصحة الجنسية، وأخيرًا تم اكتشاف قدرته على الانتقال عبر الهواء.
هل وصل جدري القرود لمصر؟
أكدت وزارة الصحة والسكان المصرية، أنه لا يوجد أي حالات إصابة أو اشتباه إصابة بالفيروس في مصر حتى الآن، وأنها تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائي على مستوى العالم.
لا يوجد علاج لجدري القرود
لا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاحًا عاليًا في الوقاية أيضًا من جدري القرود، ولكنه لم يعد موجودًا منذ التخلص من وباء الجدري.