لماذا ظهرت موجة جديدة لـ"كورونا" ؟
موضوعات مقترحة
في أبريل الماضي كانت تستعد مصر لمواجهة الموجة السادسة من فيروس كورونا، خاصةً وأن أمريكا وأوربا قد شهدتا هذه الموجة وبالنظر لتاريخ كورونا في مصر سنجد أن كل موجة جديدة كانت تظهر أولا في أمريكا وأوروبا وبعد نحو شهر إلى شهر ونصف كانت تظهر في مصر لذلك كانت التوقعات في أبريل الماضي – عند ظهور الموجة السادسة في أمريكا وأوروبا- أن تستقبل مصر نفس الموجة خلال شهر أو أكثر .
وتعامل المصريون مع تأخر الموجة السادسة في قدومها إلى مصر – مقارنةَ بظهورها في أمريكا وأوروبا- بأنها نهاية فيروس كورونا وأن المصريين قد اكتسبوا المناعة المجتمعية لذا فباتوا يتعاملون بدون حذر من التجمعات وما دعم ذلك السلوك لديهم هو حصولهم على جرعتي التطعيم بل إن كثيرا منهم حصل على الجرعة الثالثة كما وجهت وزارة الصحة والسكان .
الموجة السادسة لفيروس كورونا في مصر
الموجة السادسة لـ "كورونا" في مصر
وبعد ثلاثة أشهر – منذ بداية أبريل الماضي- كانت بمثابة فاصل قصير من أخبار "كورونا" المُزعجة وإصابات الفيروس المؤلمة ومضاعفاته التي ذهبت في أحيان كثيرة بأرواح آلمنا رحيلها عادت أخبار الفيروس تتصدر الساحة الإعلامية من جديد وعاد معدل الإصابات يرتفع بنسبة 6.9% ليعلن رسميًا قدوم الموجة السادسة إلى مصر .
الموجة السادسة لفيروس كورونا في مصر
اللجنة العليا للفيروسات التنفسية
تحدثت "بوابة الأهرام" مع المسئولين في ملف الصحة بمصر والقائمين على رصد ومتابعة وضع فيروس كورونا وموجاته المتتالية لمعرفة لماذا ظهرت موجة جديدة للفيروس رغم حصول المواطنين على التطعيم الذي وجهت وزارة الصحة والسكان وشددت الحكومة على التوعية بأهميته لما فيه من وقاية للفرد وللمجتمع، وكيف يتعرف المواطن على الموجة السادسة، هل تختلف أعراضها عن أعراض الموجات الخمس السابقة، وكيف يكون التعامل الصحيح عند الاشتباه في الإصابة هل يتوجه الشخص إلى المستشفى؟ أم أن هناك خطوات منزلية يمكنه اتّباعها ؟
يقول الدكتور أشرف حاتم عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية في حديثه لـ"بوابة الأهرام" لم يرحل فيروس كورونا المستجد بعد، كانت الموجة الخامسة للفيروس قد انحسرت في أبريل الماضي وتراجعت أعداد الإصابة بالفيروس إلا أنه لا يزال موجودًا، وظهور الموجة السادسة التي بدأت منذ أيام كان متوقعًا .
الموجة السادسة لفيروس كورونا في مصر
متحور سلالة أوميكرون
والموجة السادسة عبارة عن متحور لـ سلالة أوميكرون التي ظهرت في الموجة الخامسة، وهذا المتحور شديد العدوى أي أنه ينتقل لعدد كبير من الأفراد عند تواجد المصاب في تجمع أو مكان مغلق مع الغير ولكن رغم قدرته على الانتقال لعدد كبير من الأفراد إلا أن الإصابات خفيفة وليست حادة كما كانت في الموجات الأولى للفيروس .
الموجة السادسة لفيروس كورونا في مصر
أعراض الإصابة بسلالة أوميكرون
والإصابة بهذا المتحور تشبه الإصابة بالأنفلونزا من حيث الأعراض إذ يشعر المصاب – في الموجة السادسة الحالية- بارتفاع في درجة الحرارة أول وثاني يوم من العدوى إضافة إلى الرشح والسعال والعطس والسعال والتهاب في الحلق وتكسير في الجسم.
الموجة السادسة لفيروس كورونا في مصر
بروتوكول العلاج لمصابي الموجة السادسة
ويمكن للمصاب بالمتحور الحالي معالجة نفسه في المنزل إذ إن 95% من الإصابات يمكنهم تماثل الشفاء خلال 5 أيام من العدوى عن طريق تناول السوائل الدافئة، وخافض الحرارة والعزل الجزئي أثناء تواجده في المنزل أو العمل بترك مسافات آمنة قدر المستطاع بينه وبين المحيطين للحفاظ عليهم من العدوى مع ارتدائه للكمامة لتقليل احتمالات نشره للعدوى التي تنتقل عبر الإفرازات أثناء العطس أو السعال أو الرشح.
وعن خافض الحرارة وكيفية تناوله، قال عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية يمكن تناول باراسيتامول بمقدار قرص كل 6 ساعات لمدة يومين فقط من ارتفاع حرارة الجسم وخلال اليومين ستكون الحرارة قد انخفضت، وخلال خمسة أيام سيكون المصاب قد تعافى، ويبقى حينها التزامه باتباع الإجراءات الاحترازية حيث ارتداء الكمامة وتجنب التواجد في أماكن التجمعات .
بروتوكول علاج مرضى المناعة وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن
وبرغم تعافي المصابين في الموجة السادسة – الحالية- خلال 5 أيام وعن طريق العلاج المنزلي إلا أن هناك فئة من المواطنين ربما يشتد ألمها عند الإصابة وهم أصحاب الأمراض المناعية وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن فنظرًا لعوامل الخطورة هذه يكون ألمهم عند الإصابة أشد من غيرهم الأصحاء لذا ينصح عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية بإحاطتهم بمزيد من الرعاية والوقاية عن طريق اتباعهم لنظام غذائي صحي يحسن من كفاءة مناعتهم ومتابعة ضبط نسبة السكر والضغط عن طريق قياسهم بشكل دوري مع وقايتهم قدر المستطاع من الاختلاط بالغير عن طريق المصافحة وتلامس الجلد أو تواجدهم في أماكن التجمعات فيمكنهم غسيل الأيدي بالماء والصابون بعد ملامسة الأشخاص أو الأسطح المختلفة وكذلك ارتداء الكمامة عند الحاجة الضرورية إلى الخروج من المنزل .
الموجة السادسة لفيروس كورونا في مصر
مدة التعافي من الإصابة بمتحور "أوميكرون"
وعن فترة تعافي هذه الفئة – عند إصابتهم في الموجة الحالية- يقول عضو اللجنة العليا للفيروسات إنها تستغرق خمسة أيام وهي نفس الفترة التي يستغرقها المواطنون الأصحاء للتعافي من إصابتهم في الموجة الحالية ولكن مع اختلاف في بروتوكول العلاج المُتّبَع إذ يصف الطبيب لهذه الفئة – أصحاب الأمراض المناعية وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن- مضادات حيوية إلى جانب خافض الحرارة المُوصى به للمواطنين الأصحاء عند إصابتهم بالعدوى الحالية .
وأوضح عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية أن هذه المضادات الحيوية التي يحتاج إليها مصابي كورونا من فئات أصحاب الأمراض المناعية وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، متوافرة في مصر ويتناولها المصاب بمقدار قرص كل 12 ساعة، صباحًا ومساءً لمدة خمسة أيام مضيفًا أن التحسن يبدأ من اليوم الثاني حيث تنخفض درجة الحرارة ويقل الشعور بالتكسير في الجسم .
الدكتور أشرف حاتم عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية
الدولة تحمي هؤلاء بجرعة تنشيطية رابعة من تطعيم كورونا
وكشف عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية في حديثه لـ"بوابة الأهرام" عن استعداد الدولة لمنح المواطنين من كبار السن جرعة رابعة من تطعيم "كورونا" لتكون تنشيطية لجهاز المناعة لديهم ووقاية لهم حيث ستقلل فرص وصول العدوى إليهم .
وعن وصفه للموجة الحالية – السادسة- أكد المسئول باللجنة العليا للفيروسات التنفسية أن إصابات هذه الموجة ربما ستسجل أعدادًا متزايدة إلا أنها ليست حادة في الأعراض والألم كما أنها لا تستدعي دخول المصابين المستشفى مكررًا :" العلاج منزلي بتناول السوائل وخافض للحرارة والتعافي في 5 أيام".
التطعيم للحماية من فيروس كورونا
الإجراءات الاحترازية
وجاءت نصائحه للمواطنين من خلال حديثه لـ"بوابة الأهرام" بأن يعودوا لاتباع الإجراءات الاحترازية كما كانوا في بداية جائحة كورونا إذ إن إصابات الموجة الحالية حتى وإن كانت خفيفة في حدتها ولا تستدعى دخول المصاب المستشفى إلا أن وجود الفيروس في حد ذاته يستلزم من كل إنسان ارتداء الكمامة لعدم التسبب في نقل العدوى إلى غيره وإيذاء إنسان آخر ربما لا يتحمل الإصابة لأسباب صحية يعاني منها كما أن حماية أنفسنا واجب علينا وحق الله في أمانته وهي جسد الإنسان الذي يتعين على كل فرد صيانته ووقايته من كل سوء قدر المستطاع قائلًا :" نحن كأطباء نوضح للمواطنين وضع الوباء وطرق التعامل معه وكيفية الوقاية منه وعلينا جميعًا الالتزام بذلك والدعاء بأن يحفظ الله مصر وأهلها".