لا أحد "يتعمد" إيذاء مريض، نكشف كلمات وتصرفات "شائعة" تؤذي المريض..
نبدأ "بإغراقه" بالنصائح الطبية؛ وتجاهل أن الطبيب أخبره بالكثير ويحتاج لوقت لطيف؛ وليس "لمحاضرات" عن الاهتمام بنفسه وتناول الدواء بمواعيده والحالة المعنوية الجيدة لسرعة التشافي؛ فهو متعب ويحتاج للراحة فلنذكره بها "بومضات" سريعة لا تتجاوز نصف دقيقة؛ ولنتخيل مريضًا يلقي عليه كل زائر محاضرة أو أكثر ويتلقاها صابرًا ومتألمًا وعندما "ينفجر" غضبًا يتهمونه بقلة التحمل!!
يتعمد البعض المزاح مع المريض "لتحسين" مزاجه؛ ولا بأس بشرط متابعة استجابته والتوقف إذا رفضه، "والأسوأ" نسيانه والمزاح مع الزوار وكأنهم التقوا في حفلة وليس بزيارة "إنسان" يتألم.
نصل للتفكير بأن الإيحاء للمريض بأن مرضه بسيط أو أنه قوي ويستطيع مواجهته؛ "ليتجاوز" الوجع!!.. ولن نحب ذلك عند المرض؛ فلماذا نتوقع أن يتقبله غيرنا؟! سيغضب، وإن لم يقل، وسيحس أنهم لا يشعرون بتألمه أو "يتهمونه" بالمبالغة؛ فيؤذيه نفسيًا وقد يدفعه لرفض الزيارات وعدم الرد على المكالمات الهاتفية فينعزل وتسوء حالته بدلا من مساعدته.
يجب التعامل مع المرض كحقيقة وليس كوهم يمكن تجاهله؛ فهل "نزيح" التراب بالرغبة بتجاوزه أم "نزيله"؟
يؤذي المريض الاستهانة بمرضه "للتخفيف" عنه؛ "فيضاعفون "تألمه النفسي الذي يزيد الوجع الجسدي؛ ويرى نفسه "مطالبًا" بإثبات تألمه وأنه لا يتمارض ولا يبالغ..
يؤذيه البعض بالحزن وكأنهم يكتبون "نعيه" لإثبات حبهم البالغ وحزنهم لمرضه؛ والمطلوب الاعتدال.
يثقل آخرون عليه بسؤاله عن تفاصيل مرضه وأنواع العلاج ويتسببون بإرهاقه؛ والأسوأ إبداء الآراء المتناقضة في التشخيص والعلاج والأطباء والتخصصات الطبية المطلوبة "فيتشكك" المريض في العلاج ويؤخر الشفاء.
نوصي بتجنب ذلك ولنقل الملاحظات لأقاربه ولا نضره..
"الأبشع" سؤاله عما فعله قبل المرض ويبدو واضحًا أن السائل يريد وقاية نفسه!!؛ وبإمكانه البحث عن أسباب المرض عبر "جوجل" والتركيز وقت الزيارة على منح المريض الشعور اللطيف بالاهتمام وبالحب؛ فهذا دوره.
يتعمد البعض -بحسن نية- سرد قصص "مؤلمة" لمرضى عانوا كثيرا بحالات أشد ألما؛ للتسرية وليشعر بأنه أفضل منهم؛ فيهدأ "ويتقبل" نفسيًا مرضه ويتحسن؛ وهذا غير واقعي فمن يعاني من برد "يوقن" أن الملايين يعانون وبحالة قاسية ولا يُغير ذلك من كونه لا يستطيع -مغادرة- فراشه والقيام بتصرفاته العادية بيسر؛ وهو ليس جاحدًا للنعم؛ فهو يتألم ولا يحتاج لمن يخبره بكوارث العالم ليشعره بأنه طفل "مدلل"!!
نود طرد المبالغة بالتعاطف وإبداء الدهشة من تدهور صحته أو فقدانه لوزنه؛ ولتجنب ذلك فلنعرف حالته الصحية ولو كانت حرجة؛ "فنتوقع" تغير مظهره ولا نضره بالاستغراب ولا نتعامل معه وكأن مرضه بسيط وإذا رغب بالحديث عن سوء حالته؛ فنستمع بحب وباحترام وليس "بشفقة" فالأخيرة تؤلمه ونطمئنه باعتدال.
لنتجنب المبالغة بالتأنق عند الذهاب لزيارة مريض وعدم وضع عطور؛ فتضره، ولحواء لا تبالغي بمساحيق التجميل ولا بالإكسسوارات، ولا نذهب وكأننا سنحضر عزاء بالتجهم أو الصمت أغلب وقت الزيارة، وكأننا نذهب كواجب وعبء وليس بحب وود.
ولا نرهقه بالمكالمات الهاتفية "ونراقب" صوته؛ فإن كان مجهدًا أو غير مرحب فلنسارع بإنهاء المكالمة بلا غضب منه؛ فمن حقه الراحة.
ولنحسن اختيار الهدية بما نعرف أنها تسعده ويمكن سؤال المقربين منه وأخذ ما سيتسلى به ويناسب حالته الصحية، وننصت عندما -يرغب- بالحديث عن مرضه أو مخاوفه؛ فهذا حقه، ولا نحكي تجاربنا أو تجارب غيرنا السابقة مع المرض، ولا نقول له لو كنا مكانك لفعلنا كذا وكذا؛ فهذا يضايقه، والأفضل ما رأيك بفعل كذا إذا رغبت؟، وبلا إلحاح وبلا انتظار لرأيه أو الضغط عليه ليوافق ثم الكلام بموضوع آخر؛ فكلنا نكره الإلحاح حتى لو كان لمصلحتنا أو ممن نثق بحبهم والمريض أكثر حساسية..
ونتجنب لومه على إهماله لصحته سابقًا وتسببه بالمرض، وإن فعل؛ فهذا ليس الوقت المناسب ونذكره بعد شفائه بلطف وبجملة واحدة وبلا لوم بالانتباه لنفسه ومنع تكرار أزمته الصحية.
ولا نخبره بما يزعجه أو الحديث عمن لا يحبهم حتى لو رغبنا إخباره بأنهم يتمنون له الشفاء، ولا نعكر مزاجه؛ فليس من أولوياته في مرضه تحسين علاقته بهم؛ وسيتضايق وإن لم يخبرنا، أما إذا سأل عنهم فنخبره باختصار أنهم يهتمون به ويدعون له بالشفاء.
لو كان مرضه خطيرًا؛ لا نبالغ بإظهار التعاطف ولا بطمأنته بأن الطب تقدم كثيرا؛ فسينزعج، ونكلمه في مواضيع "نثق" أنه يحبها ونتحكم في مشاعرنا فلا نُشعره وكأن موته اقترب فنؤذيه..
قد يتظاهر أنه بخير لتعففه عن الشكوى؛ فلنحترم رغبته ونتجنب الضغط عليه ليشكو ولا نتعامل معه "وكأنه" تعافى ونتحدث معه بأمور أخرى ولا نطيل الزيارة..
إذا رغبنا بالانصراف سريعا؛ لا نقول لدينا ميعاد مهم؛ فنشعره بعدم أهميته عندنا وننصرف فقط، وإذا طلب منا البقاء فنقول سنعود قريبًا ونلتزم بذلك ولا نشعره بأننا نزوره مضطرين.
إذا كانت علاقتنا به غير قوية؛ لا نبالغ بالتودد ولا نطيل الزيارة، وإذا كان كبيرًا بالسن لا نقول حتى الشباب يمرضون، فهذا يضايقه ولا يخفف عنه وكأننا نقول له "يكفيك" ما عشته.
فلنحترم قلقه على صحته أو مبالغته في الخوف على نفسه؛ ولا نزد قلقه بسرد ما يدعم خوفه ولا ننكره، ولا نعطيه محاضرات بالصبر أو أنه أفضل من غيره ولنكتفي بالقول بود إننا "نثق" أن الرحمن سيشفيه وسيعوضه خيرًا.