«يا مقبل يوم وليلة» .. قصة مشهد القطار في فيلم «أنت حبيبي» لفريد الأطرش| صور

12-7-2022 | 12:54
;يا مقبل يوم وليلة;  قصة مشهد القطار في فيلم ;أنت حبيبي; لفريد الأطرش|  صورأغنية يا مقبل يوم وليلة من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش
محمود الدسوقي

يحوي مشهد أغنية "يامقبل يوم وليلة"، أو "الفلاحة"، التي أداها  ملك العود الفنان فريد الأطرش في قطار الصعيد، مجموعة من النساء والأطفال والرجال في القطار ، وهى الوجوه التي يحتفي بها الأحفاد في زمننا الحاضر.

 يقول يوسف محمد دعموم خبير في الترميم الأثري لــ"بوابة الأهرام " إن جدتي وخالتى رحمهما الله كانا في المشهد، مؤكدا أن جدته استقلت القطار من القاهرة بصحبة خالته عام 1957م، لزيارة والدته بمركز فرشوط شمال قنا، مؤكدا أنه لايدري فى أي مسافة، تم تجسيد المشهد تدور أحداث فيلم "أنت حبيبي" من إخراج يوسف شاهين.

قصة الفيلم 

تدور قصة الفيلم حول الشاب "فريد" الذي يقوم بدوره الفنان فريد الأطرش، والذي يجد نفسه مجبرا للزواج من ابنة عمه ياسمين شادية حسب وصية جده لاستلام ميراث جدهم، لكن فريد يحب الراقصة نانا "هند رستم" ، فيما تحب ياسمين شخص آخر، وهو "عبد السلام النابلسي"،  يتفق فريد وياسمين على الزواج صوريا لمدة شهر لاستلام الميراث ثم الطلاق،  أثناء قضاء شهر العسل بأسوان يقعا بغرام بعضهما ويساعدهم صديقهم زاهر الذي أدى دوره عبد المنعم إبراهيم على ذلك.

عبرت الأغنية على مشقة السفر في القطارات آنذاك، حيث كان قطار الوجه القبلي يصل لأسوان في مسافة ليلة ونصف، فيما كان من التقاليد المعمول بها قديما تأجير عربات كاملة لمن يريد أن يدفع من الشركات أو الأفراد وهى العربات التي كان يختارها المخرجون لوضع الآلات بها وأداء المشاهد، إلا إن مخرج الفيلم قرر أن يكون أداء المشهد معبرًا وسط الجمهور،  وهو ما كان ليتم تصوير المشاهد المعبرة.

ويوضح يوسف دعموم أن والدته التي عاشت أكثر من 50 سنة في الصعيد من مواليد القاهرة وأنها كانت تمت بصلة قرابة من بعيد لوالده التاجر في فرشوط، مؤكدا أن جدته لأنها كانت قاهرية ومن مواليد القاهرة، فقد كانت تلبس أزياء القاهريين ولم تكن مستغربة من مشهد الفيلم في القطار، وهو المشهد الذي تحتفي به أفراد العائلة كذكري عن الجدة والخالة ـ رحمهما الله ـ وذكريات ارتحالهما في القطار الذي جسده الفيلم.

 مؤلف الأغاني

أما بالنسبة لمؤلف الأغنية الشاعر محمود فهمي إبراهيم، فلم يلف الغموض سيرة أحد شعراء الأغنية المصرية كما فعل مع هذا الشاعر الغنائي، فلا نكاد نعثر على تاريخ ميلاده أو وفاته، ولم نظفر أيضاً بصورة واحدة له، رحل ولم يترك لنا سوى بضع أغنيات نرددها بين الحين والآخر، فمن هو ذلك الشاعر الذي كتب لعبد المطلب "حبيتك وبحبك وهحبك على طول"، وكتب لفريد الأطرش "يا مقبل يوم وليلة" لتتراقص على نغماتها هند رستم "مارلين مونرو الشرق" في القطار؟.

طرف الخيط الذي يقود عن المعلومة الوحيدة عن هذا الشاعر، أنه بدأ حياته ماسحاً للأحذية أمام كازينو "بديعة مصابني" بحسب الشاعر الغنائي الكبير مأمون الشناوي، فمنظومة الإبداع في هذه الأكاديمية الفنية الموسيقية والاستعراضية أبت إلا أن يكون ماسح الأحذية أمام الكازينو شاعرا مبدعا بحاجة إلى الاكتشاف. ولأكثر من ربع قرن من الزمان شكل "كازينو بديعة" أكاديمية فنية كبرى لاكتشاف كبار النجوم من المطربين والممثلين وراقصي الاستعراض من أمثال فريد الأطرش، ومحمد فوزي، ومحمود الشريف، وشكوكو، وعزت الجاهلي، وعبد العزيز محمود، ومحمد عبد المطلب، وتحية كاريوكا، وسامية جمال، وغيرهم الكثير. وأثناء ترددهم لإحياء ليالي بديعة الصاخبة على نيل القاهرة، التفت هؤلاء النجوم إلى ماسح الأحذية "محمود فهمي إبراهيم" الذي يمارس هوايته في كتابة الأغاني والمونولوجات حين كان يفرغ من تلميع الأحذية، ولفتوا نظر بديعة إلى موهبته المهددة بالضياع بين الأحذية، وبالفعل أسندت له بديعة كتابة بعض المونولوجات، والأدوار، والاسكتشات الفكاهية التي نالت إعجاب رواد الكازينو.

وكان فريد الأطرش هو أكثر المتحمسين لموهبة محمود فهمي إبراهيم، وأسند إليه تأليف أغاني عديدة حققت الشهرة والذيوع في أفلامه الغنائية والاستعراضية، وفرضت كلمات فهمي إبراهيم التي تجمع بين خفة الدم والرشاقة والجمال نفسها على المستمعين، حتى إن الكثيرين قد ظنوا بأنها لرائد مدرسة الأغاني السينمائية أبو السعود الإبياري، أو لفكهانى الكلمات الشاعر الطريف فتحى قورة. صار محمود فهمي إبراهيم واحداً من كتاب أغاني فريد الأطرش الذين أعانوه كثيرا في أغاني أفلامه مثل عبد العزيز سلام، ويوسف بدروس، وأنور عبد الله، وفتحي قورة، لكن أغنية واحدة كتبها محمود فهمي إبراهيم تسببت في نسج قصة من أشهر قصص الوسط الفني والسياسي عام 1954م لم ينهها سوى تدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. تعود أحداث هذه القصة حين طلق الملك فاروق زوجته ناريمان في إيطاليا وعودتها إلى مصر، كان فريد خارجاً لتوه من قصة حب ملتهبة مع الفنانة سامية جمال أدت إلى إنهاء التعاون الفني بينهما، وهنا صادف فريد حبه القديم متمثلا في شخص الملكة التي كان يحبها قبل زواج الملك منها، وتكرر ظهورهما، ودعاها لأكثر من مرة لحضور حفلاته وافتتاح أفلامه الغنائية. كان فريد آنذاك يحضر لفيلم "لحن حبى" مع صباح وليلى الجزائرية، حينها كلف شاعره محمود فهمى إبراهيم لكتابة أغنية تظهر حبه للملكة ناريمان، فكانت أغنية "نورا" شاعت هذه الأغنية على الألسنة، وأطلقها فريد كنوع من الترويج للفيلم قبل عرضه، فما كان من والدة الملكة إلا أن أعلنت غضبها العارم، وصرحت للصحف بأن ملكة مصر السابقة لا يمكن أن ترتبط بمغنٍ مهما كان، وهنا أصيب فريد بجرح غائر في كرامته، وأعلن أنه لايقل في النسب عن ناريمان، وأن جده سلطان باشا الأطرش كان ملكا على الدروز، وأن عوده قد جعله ملكا على عرش الألحان، وأصيب بحالة اكتئاب شديدة قادته إلى الذبحة الصدرية، وكانت سببا في مرض القلب الذي عانى منه فريد حتى وفاته في السادس والعشرين من ديسمبر عام 1974.

غاب فريد عن العرض الأول لفيلم "لحن حبي"، فما كان من الرئيس جمال عبد الناصر أن يحضر افتتاح العرض الأول للفيلم بدلا من فريد الأطرش الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى، وعُد ذلك التدخل جبرا لخاطر فريد مما أحدثته الملكة السابقة، وقد غنى فريد الأطرش فور خروجه أغنية وطنية تسمى "انتباه" فور خروجه من كلمات محمود فهمي إبراهيم. تواصل التعاون بين فهمي وفريد عام 1956 حين كتب له أغاني فيلمي "إزاى أنساك" مع صباح فكتب لها أغنيتها الشهيرة "زنوبة"، وكتب له أغنية "وحداني هعيش كدة وحداني. ولا أقول يا غرام أبدا تانى"، مع شادية في فيلم "ودعت حبك".

شهد عام 1957 ذروة ما أبدعه محمود فهمي إبراهيم لفريد الأطرش حين كتب له مجموعة من أشهر أغانيه في الفيلم الكوميدي الغنائي "انت حبيبي" من بطولة شادية، وهند رستم، وعبد السلام النابلسي، وإخراج يوسف شاهين، فكتب لشادية أغنية "يكونش ده اللي اسمه الهوا.. اللي مالوش في الكون دوا"، ثم كتب الدويتو الشهير بين فريد الأطرش وشادية "زينة والله زينة"، كما كتب لفريد أغنية "يا مقبل يوم وليلة..أطوى السكة الطويلة ..ودينى بلد المحبوب"، وهى الأغنية التي رقصت عليها هند رستم في القطار، وتفيض كلماتها بالجمال والبساطة والرشاقة بدرجة جعلتها تتردد على الألسن بين المصريين الذين عشقوا صورة "الفلاحة" التي غنى لها فريد الأطرش.

أزياء الصعيد

 يحوي الفيلم أيضا مشاهد حية من عادات وتقاليد أسوان حيث الهودج الذي يحمل العروس في مشهد أغنية زينة ، وأزياء الصعيديات من أهل أسوان وزى العريس الرجل الذي كان عليه أن يرتدى العمامة الطويلة وهو مقبل على عروسه ثم رقص العصا والتحطيب بجوار الخيام، وطلوع النخيل ، حيث سعف النخيل زينة الزواج ، ليكون الفيلم ذاكرة بصرية وتاريخية حية على الصعيد بأكمله.


أغنية  يا مقبل يوم وليلة  من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش أغنية يا مقبل يوم وليلة من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش

أغنية  يا مقبل يوم وليلة  من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش أغنية يا مقبل يوم وليلة من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش

أغنية  يا مقبل يوم وليلة  من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش أغنية يا مقبل يوم وليلة من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش

أغنية  يا مقبل يوم وليلة  من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش أغنية يا مقبل يوم وليلة من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش

أغنية  يا مقبل يوم وليلة  من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش أغنية يا مقبل يوم وليلة من فيلم أنت حبيبي لفريد الأطرش
كلمات البحث