بعدما أصدرت محكمة جنايات المنصورة حكما بالإعدام شنقا على قاتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، الذي قام بقتلها أمام الجميع في مشهد مرعب، حيث انهال عليها بطعنها طعنات متفرقة في الصدر والبطن، ومن ثم قام بنحرها أمام المارة، وذلك بعد إحالة أوراقه للمفتى بجلسة الأسبوع الماضي وأخذ الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الجمهورية.
موضوعات مقترحة
وبالتزامن مع الحكم الصادر بشأن قضية قتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، يتساءل البعض، هل الحكم بالإعدام على القاتل يكون تطهيرا من الذنوب والإثم الذي ارتكبه ويسقط الذنب عنه يوم القيامة، أم لا، الإجابة نوضحها في السطور التالية.
دار الإفتاء ترد
أكدت دار الإفتاء، أن القتل العمد من أكبر الكبائر، فقال الله سبحانه وتعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وفي حالة قتل القاتل عمدا، إذا اقتص منه أو عفى عنه من أولياء المقتول، فلا يعاقب في الآخرة عن هذا القتل في حق المقتول، لكن إن لم يتب توبة صحيحة، بقى حق الله تعالى يحاسب عليه في الآخرة.
كما قالت: "ولأن توبة الكافر بدخوله إلى الإسلام تقبل بالإجماع، فتوبة القاتل أولى، وقال الحافز بن حجر في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج"، وأكبر الكبائر بعد الكفر القتل ظلما، وبالقود أو العفو لا تبقى مطالبة أخروية، وما أفهمه بعض العبارات من بقائها محمول على بقاء حق الله تعالى، فإنه لا يسقط إلا بتوبة صحيحة، ومجرد التمكين من القود لا يفيد إلا إن انضم إليه ندم من حيث المعصية وعزم أن لا عود.
الفرق بين حق العبد وحق الرب
فيما يؤكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه بالأزهر الشريف، أن المجتمع أصبح لا يعرف الفرق بين حقوق العبد وحقوق الرب، والقصاص هو حق العبد في حال مطالبة أولياء المقتول، وإذا تحققت شروط القصاص ينفذ من قبل السلطة التنفيذية بعد القضائية.
أما بالنسبة لحق الرب من القاتل في الآخرة، وهل توبته أو إعدامه يسقط الذنب عنه، فاستشهد "كريمة" بقول الله سبحانه وتعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، ومع ذلك فإن أصحاب الكبائر أمرهم لله، إذا شاء الله عاقبهم وإذا شاء عفا بفضله.
القصاص يرفع الذنب عن القاتل
ولكن الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف، أكد أن مسألة سقوط القصاص في الدنيا عقوبة القتل في الآخرة هو أمر اختلف في أهل العلم، ما بين "بأن إقامة الحدود زواجر وجوابر"، زواجر بأنها تمنع الناس من الوقوع والتلبس بهذه الجرائم، وجوابر لسقوط عقوبتها في الآخرة إذا استوفيت في الدنيا، أي أن كفارة الذنب عن صاحبه يوم القيامة إقامة الحدود زواجر وجوابر.
إقامة الحدود زواجر وجوابر
وهناك بعض العلماء، قالوا إن إقامة الحدود هي زواجر أي أنها تمنع الناس من الوقوع والتلبس بهذه الجرائم، والرأي الأرجح هو أن إقامة الحدود هي زواجر وجوابر، وبذلك فإنها ترفع الذنب عنه يوم القيامة، والله أعلم.
قصة التوبة الشهيرة
وهناك قصة تسمى قصة التوبة الشهيرة، التي تحولت إلى جزء من التراث، وجاءت في حديث رواه "مسلم" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحكي عن رجل أنه قتل 99 رجلا، لكنه قرر أن يتوب ويندم على ما فعل فذهب إلى أحد العلماء ليسأله إذا ما كانت التوبة تقبله أم فات الآوان، فرد عليه العالم بقول يفيد أنه بعيد عن رحمة الله فقتله، ثم ذهب ليسأل عالم آخر فأكد له "رحمة الله واسعة".
ولكن الدكتور أحمد كريمة، أكد أن هذه القصة لشرع من قبلنا، لتأكيد عدم اليأس من رحمة الله وللرجوع إلى الله والتوبة على الذنوب.