راديو الاهرام

د.أحمد عمر هاشم: الشريعة الإسلامية بريئة من التصرفات الخاطئة.. وأحكامها تقوم على الوسطية والاعتدال | حوار

6-7-2022 | 15:52
دأحمد عمر هاشم الشريعة الإسلامية بريئة من التصرفات الخاطئة وأحكامها تقوم على الوسطية والاعتدال | حوارالرئيس السيسي يصافح الدكتور أحمد عمر هاشم
حوار: أيمن السيسي - تصوير: تامر عابدين

الأزهر مسئول عن مواجهة الفكر المتطرف.. ونحتاج إلى إعلام محترف  

موضوعات مقترحة

الإسلام كفل للناس حرية اختيار عقائدهم.. والجماعات الإرهابية اتخذت من بعض الأحاديث دستورًا لهم لتبرير القتل

يُعد الدكتور أحمد عمر هاشم من الرموز الدينية الذين يذكّرون الأمة بالأزهر القديم والعظيم عبر عصور الازدهار، فهو مستوعب لحقائق الإسلام، وقادر على التعبير عنه بفقه عصري سمِح، ووعى بموقع الكلمة وجغرافيتها، ولهذا استحق مكانته الرفيعة عن جدارة باعتباره المرجعية الكبرى في علم الحديث والسنة النبوية المطهرة، وإمام المحدثين في عصرنا الحالي.

ولم يكن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكريم الدكتور أحمد عمر هاشم وتوجهه إلى حيث يجلس للسلام عليه مرتين في احتفالين مختلفين، إلا تأكيدا على نبل رئيس مصر وشرفه ومحبته لـ "أهل الله"، وأهل العلم،  باعتبار الشيخ رأس العلماء وإمام المحدثين في العالم الإسلامي، وتأكيدا على قيمته الكبرى، ودوره المتميز في الدعوة إلى السماحة والسلام ونبذ العنف والتطرف، والدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإسهاماته ودوره الملحوظ منذ عقود في محاورة الشباب الذين سقطوا فريسة الفكر الإرهابي المتطرف، سواء عن طريق كتبه ومقالاته وخطبه على المنابر، أو عن طريق البرامج الإذاعية والتليفزيونية وكان أشهرها برنامج "ندوة للرأي" الذي كان يقدمه مذيع التليفزيون المصري الشهير المرحوم حلمي البلك.

وطوال تاريخه لم يدع شيخنا لعصبية بل وقف موقفاً واضحاً من الجماعات والفرق، ففسر الأحاديث التي تفضح الفكر الخارجي وسكت عنها دعاة مشاهير مثل حديث. "مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍ، يُرِيدُ أنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ، أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ، فاقْتُلُوه"، وحديث: "لا تجتمع أمتي على ضلالة". 

وكذلك أحاديث المعاهدين من أهل الذمة" - ألا من ظَلمَ معاهَدًا أوِ انتقصَه أو كلَّفَه فوقَ طاقتِه، أو أخذَ منهُ شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ فأنا خَصمهُ يومَ القيامةِ"، وفند حديث "جئتكم بالذبح"، وحديث: "مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإِنَّ الملائِكَةَ تلْعَنُهُ، - مَن فارَقَ الجمَاعَةَ وخرَجَ من الطاعَةِ فماتَ فميتُتُهُ جاهلية.

وقد شهدت مصر سطوعه المنبري والإعلامي في عقد التسعينات وما بعدها إبان انتشار الإرهاب وانحسار دور الأزهر التوعوي والتوجيهي نتيجة تراجع قيمة "الإمام" الأزهري، أو رجل الدين كما عرفناه مفتيًا ومعلمًا بداية من "الكتاتيب" وحلقات الدرس في المساجد، وحلقات الذكر وليالي "الختمة" أو احتفالات الدينية، فضلاً عن دوره كمصلح بين الناس.
وهذا التراجع الذى استغلته الجماعات الدينية بما لديها من فائض مادى، وهو ما سمح - مع أسباب أخرى - بتوغل التطرف والتغول على دور الأزهر، فكأن الله شاء أن يعادل الوجود المنبري والدعوى لفضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم بوجود هذه الجماعات و"الفرق" أو كأنه أضحى سلاح  الأزهر في مواجهة هذا العبء، وإن كنا لا نبخس حقوق غيره من أمثال الأزاهرة الأجلاء، وتحفل مؤلفاته بالتجديد في منهج الخطاب الديني وتنوير العقل المسلم  بحقيقة الدين وأركان التدين الحق المبني على قيم الإسلام الحقيقية وشريعته السمحة دون إفراط أو تهاون في حق الله ورسوله، بما ينم عن عقل واع، وذهن صاف.

 سألت فضيلته عن اتخاذ المتشددين والتكفيريين لبعض أحاديث سيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام لقتل الناس مثل حديث "جئتكم بالذبح"، فقال فضيلته: سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجه جملته "جئتكم بالذبح" للناس جميعا، وإنما وجهها إلى مشركي قريش في موقف محدد عندما كان يطوف صلوات الله وسلامه عليه بالكعبة، والمشركون جلوس، وعندما يمر عليهم يتلامزون ويلمزونه ويقولون السوء له، فكان يصبر، فلما زادوا في غيهم قال: "أما تعلمون يا معشر قريش أما والله لقد جئتكم بالذبح"، ويقصد بذلك الجهاد والوقائع التي ستقع بين المسلمين وبينهم بعد هذا الموقف، ولم يقصد بذلك العنف ولا الإرهاب، ولكن يقصد رد كيد الكائدين وإحباط ظلم الظالمين، وهي صورة من صور الردع.

وماذا عن حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله؟ 

هذا الحديث أيضا لا يمكن إطلاقه في العموم، أو على عموم الناس، صحيح أن الجماعات المتشددة والإرهابية اتخذوه دستورا لهم لتبرير القتل، وقالوا إن معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل من لا يقول لا إله إلا الله، فمن قالها عصم دمه منهم، وهنا نقول لهم إن ذلك غير صحيح بالمرة، فكيف يتفق ذلك وفهمهم المغلوط للحديث مع ما جاء في القرآن الكريم من حرية العقيدة "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي" صدق الله العظيم، والآية "لكم دينكم ولي دين"، والآية "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة" وغيرها من الآيات التي تؤكد أن للناس حرية اختيار عقائدهم، ثم الآية "لست عليهم بمسيطر"، فكيف إذن يستقيم فهم القرآن وإطلاق حرية العبادة للناس وأن الرسول ليس له سيطرة عليهم مع الادعاء بأننا يجب أن نقاتل الناس حتى يشهدوا بالوحدانية، ولكنهم يستخدمون هذا الحديث مبرراً لقتل الناس وهذا خطأ، والرد على ذلك وجوابه وشرحه أن أول كلمة جاءت في الحديث هي "أُمرتُ"، ولا يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم إلا رب العزة، فهذا أمر من الله. وبالتالي لا يمكن أن يأمر الله تعالى بأمر قال عكسه في قرآنه الكريم – حاشا لله - الكلمة الثانية هي "أقاتل، ولاحظ هنا أن الحديث قال "أقاتل" ولم يقل أقتل. ومعنى "أقاتل" هو رد العدوان ودفع الضرر والدفاع ضد الذين يبدأونه بالقتال فيقاتلهم.

ثالثا: كلمة الناس المعرفة بالألف واللام للعهد، القصد بها الوثنيون الذين يحاربون الإسلام والمسلمين يقاتلونه فيقاتلهم، وليس أى أناس آخرين، وبالتإلى فإن الحديث لا يمكن تعميمه على كل البشر، لأن في ذلك معارضة لما أقره رب العزة نفسه في قرآنه، ولكن الجماعات الإرهابية والمتشددون والخوارج يحملونه على عموم الناس وهو ليس كذلك.                                     
 وكيف يمكن مكافحة هذا الفكر؟
مكافحة الفكر الظلامي والمتشدد تقع على عاتق الأزهر الشريف، فقانون الأزهر تنص على أنه هو من يقوم بهذا.

 ولكن وجود الأزهر لم يمنع ظهور الفكر المتطرف بل إن هناك آراء تقول إن عددا من المتشددين من طلبة الأزهر بسبب المناهج؟
-هذا المفهوم خاطئ لأنه أخد الأمور على ظواهرها ولم يتعمق في أصول هذه المعلومات وهذه المناهج، فالأزهر حتى هذه اللحظة يتمسك بكتب التراث وفيها ما يوهم ظاهره بالتشدد والاختلاف مع البعض، ولكن في حقيقته لا يخرج عن إطار الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والكتاب والسنة ومذاهب العلماء والسابقين.   
وإن كنت أتفق معك في أن هذه المناهج بحاجة إلى التجديد لمواكبة العصر ولتسليط الضوء على أمور جدت في الحياة وتحتاج للبيان والإيضاح فيها، وهذا ما دعا رئيس الجمهورية إلى الدعوة لتحديث الخطاب الديني، وليس معنى هذا أن نرفض القديم ونأتي بالجديد، أو نرفض التراث ونصنع تراثاً جديداً لا، ولكن الكتب التي ألفت في الزمن القديم كانت مناسبة لعصورهم وكانت كتب قيمة وكان أهلها متفرغين لها، ولعلك تدرك أننا إذا قدمنا هذه الكتب اليوم سنجد صعوبة الناس في فهمها واستيعابها، لأن بها ما تجاوزه العصر ولا نحتاج إليه الآن.

ولابد أن نواكب ما جد على الحياة من أمور تحتاج إلى إيضاح، فمثلاً لم يكن في الماضي بنوك ولا شهادات استثمار ولا إيداعات فكل هذه الأمور جدت ونحن بحاجة إلى تعلم كيف ننتفع بها وكيف تكون مفيدة وكيف تكون حلالاً، وقس على هذا كل جوانب الحياة، ولذلك أقول إننا نحتاج إلى علماء مجتهدين ومجددين والمجتهد هنا: هو الذي يعُمِل فكره وعِلمه في أمور لم يرد حُكم فيها، أي يقيسون ما لا نص فيه على ما فيه نص مثل قوله تعالى: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه). فيأتي أحد يقول إن الذي ورد تحريمه في هذه الآية الكريمة هو الخمر، أما التدخين أو البيرة فلم يرد فيها نص تحريم، وهنا يأتي دور المجتهد فيقول لنا لماذا حرم الله الخمر؟ لأنها تسكر وتغتال المنحة الربانية وهي العقل وكل ما وجد ما فيه هذه العلة ينطبق عليه هذا الحكم، بغض النظر عن المسميات. 

 هلَ يوجد الآن من هوَ قادر على التجديدَ؟َ 
-طبعاً يوجد، لا يخلو عصر من علماء ومن مجتهدين حتى وإن كانوا قِلة َعلى الساحة ومنهم أعضاء مجمع البحوث وهيئة كبار العلماء، نسمع ونقرأ آراءهم في ما  يطرح عليهم من أسئلة، وتحتاج من ینقب عن هذه الشخصيات. 
والإعلام یلعب دورا مهما في إبرازهم ونشر مؤلفاتهم ومأثوراتهم، وأحادیثهم، ولكن لا يهتم بهم الإعلام ومن المفروض التنقيب عن هؤلاء والاستماع إليهم ونشر أعمالهم، وهو دور هام ومشترك بين الإعلام والأزهر ويجب أن يتم استغلال شبكة المعلومات لأن تطور الحياة من وسائل حضارية جديدة جدت شغلت الناس وبقدر ما لها من فوائد بقدر ما لها من سلبيات أكلت وقت الناس، لأن الإعلام بكل وسائله الحالية يشغل الشباب عن المذاكرة والتحصيل، ويضيف لهم ظواهر وأشياء سلبية لها مردود عكسي خطير، ولذلك أقول إننا نحتاج إلى وسائل الإعلام محترفة قادرة على تنمية قدراتهم ووعيهم الفكري والثقافي، الديني منها والأدبي، كما نحتاج في ذلك إلى المراكز التربوية من مدارس وجامعات تعتني بمضاعفة توجيه الشباب وملاحقتهم أولا بأول بالاختبارات، والامتحانات، في ضوء تجديد مستمر في وضع المناهج والأفكار وطرق التدريس والتلقين، وعن طريق وسائل الاتصال الحديثة لكنها بكل أسف تسُتغَل في غير محلها فليس فيها ثقافة ولا فضيلة ولا أخلاق وهذه هي الطامة الكبرى التي ابتليت بها الشعوب العربية والإسلامية. 

 تتعرض السنة النبوية المشرفة بخاصة صحيح البخاري في هذه الآونة إلى هجمات شرسة وعدوان صريح.. ما قولكم؟
صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله.. لذلك كان العدوان عليه والتشكيك فيه، عدوانا على السنة كلها وتشكيكا في جميع أحاديثها وهى المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وبها يفهم القرآن وتعرف تفصيلات أحكامه، أي أنه عدوان على الاسلام كله، لقد زعم بعض الآثمين أن في أحاديث صحيح البخاري عددا كبيرا من الأحاديث التي لا يستعينها فكرهم، وعقولهم ولم يفهموا معناها، لأنهم لم يقرأوا شرحها في كتب الشروح، ولم يسألوا عنها أهل الذكر. والذين زعموا أن في «صحيح البخاري» وهو أصح كتاب بعد كتاب الله بعض الأحاديث الضعيفة رأوا فيها، أنها لا تتماشى مع عقولهم ولم يستسيغوا معناها، لذلك كان حكمهم على الأحاديث نابعا من أهوائهم وليس عن منهج علم، لذلك أقول لهؤلاء زعمكم بأن الأحاديث لا تتماشى مع عقولكم ولم تستسيغوا معناها زعم باطل نشأ بسبب أنكم لا علم لكم بالأحاديث ولا بمعناها، فلستم أهل العلم ولا من المتخصصين في علم الحديث النبوي الشريف، فلو أنكم من أهل العلم أو حتى لو كلفتم أنفسكم النظر فيكتب شروح الحديث أو سألتم بعض أهل العلم لعرفتم بيقين، ولعلمتم علم اليقين أن كل ما في صحيح البخاري صحيح وليس فيه حديث ضعيف، إن الحكم على صحة الأحاديث ليس بالأحكام المشبوهة الصادرة عن عقول لا تستسيغ معناها لأنها تجهلها ولا علم لها بها وإنما الحكم على صحة الأحاديث يكون بمقاييس علمية ومناهج دقيقة وقواعد عميقة.

وأما زعمهم الآخر الذى صدر عن أهوائهم وليس عن منهج علمي، فذلك لأنهم ليسوا من أهل العلم ولا التخصص في علوم الحديث فلعبت برؤوسهم الأهواء المشبوهة فزعموا ـ بدافع الهوى والتعنت أن في صحيح البخاري أحاديث ليست صحيحة ولو أنهم حكموا ضميرا حيا وعقلا سليما، وسألوا، أهل الذكر ورجعوا للحق ما كانوا ليدعوا هذا الادعاء الباطل والظالم، لأن صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله بحق، وما كان جمهور علماء الحديث ليتفقوا على هذا إلا لأنهم رأوا أن مقاييس الصحة في هذا الكتاب لا تعادلها مقاييس في أي ثقافة في الوجود.

وقد اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى الصحيحان ـ صحيح البخاري وصحيح مسلم ـ للإمامين الجليلين: البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وازدهرت بهما رياضة السنة النبوية في سائر القرون، وقد التزم كل واحد من هذين الإمامين أن يخرج فى كتابه الأحاديث الصحيحة فهما إذن مشتركان في الصحة وفى أعلى درجات الصحة.
وأما الآخر من أصحاب الزعم الباطل فهو جاهل بحقائق علم الحديث، ويتبع أصحاب الهوى والزيغ، فلا علم له ولا دراية عنده وما هو إلا تابع لأهل الزيغ والضلال، ومما زاد الأمر سوءا أن بعض هؤلاء رأى أن الحكم بالصحة أو عدمها يرجع إلى ما يمكن أن يقبله العقل أولا يقبله. مع العلم بأن العقول تختلف في حكمها وفى معرفتها وكثير من العقول لا يمكن أن تستوعب بعض الأحاديث ولا يرقى فهمهم إليها فيحكمون عليها بالضعف مع أنها في أعلي درجات الصحة.

في الآونة الأخيرة رأينا من يتحايلون على العقول للتشكيك في معجزة الإسراء والمعراج.. بماذا ترد عليهم؟
معجزة الإسراء والمعراج لم تكن معجزة رسالة، إنما معجرة الرسالة هي القرآن، الذي أعجز العظماء والبلغاء والأدباء والشعراء والإنس والجن، إنما جاءت معجزة الإسراء والمعراج من أجله هو صلى الله عليه وسلم، فالله يعلم أن من طُمس على بصيرتهم لا يمكن أن يؤمنوا، فأمثال هؤلاء كما أخبرنا رب العزة بقوله "لن نؤمن لرقيك" وأيضا أخبر عنهم وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ"، وعلى هذا فإن تلك المعجزة جاءت من أجل سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليريه ربه من آياته من الأمور الغيبية السمعية التي ما رآها نبي ولا رسول، لأن طريقة معرفة كل نبي بها كانت بالسماع فقط، وتسمى في علم التوحيد بالسمعيات، كل نبي أخبر بسماعه عن الوحي، والوحيد الذي أخبر عن رؤية بصرية ورؤية قلبية ورؤية عينية هو الرسول الشفيع المصطفى صلى الله عليه وسلم، خصه الله بها، فرأى ثواب الطائعين، رأى عقاب العاصين، رأى الجنة والنار، ومعجزة الإسراء والمعراج ثابتة من خلال القرآن الكريم: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا"، لماذا بدأها بكلمة "سبحان"؟ لأن معناها ننزه الله عن أي نقص أو أي عجز، وهو الذي أسرى، فالرسول لم يقل إنني أنا الذي سريت، لكن الذي أسرى به هو الله نفسه الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو الذي قال "سبحان الذي أسرى"، ووصف الرسول بعبده فقال: "بعبده"، ولما يقل بمحمد أو بالرسول، وكلمة بعبده تفيد أن "الإسراء" كان جسدا وروحا ويقظة، وليست مناما، فهذا دليل على أن رحلة الإسراء والمعراج ثابتة جسدا وروحا ويقظة، والحكمة من الإسراء والمعراج؟ ما أخبرنا به رب العزة "لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" صدق الله العظيم.

وقولا واحدا فإن الهجوم والتشكيك في رحلة الإسراء والمعراج إنما هو حلقة من حلقات محاربة الدين نفسه والعداء مستمر لدين الإسلام، وأعداء الإسلام يدفعون بأشخاص مشبوهة ومنهم بعض الذين يدخلون مجال الإعلام فيستخدمونهم للافتراء والضلال والإضلال في إطار الصراع الدائم بين الحق والباطل، وهذا الأمر مستمر منذ أزمنة، وأذكر عندما كنت نائبا في مجلس الشعب (البرلمان) أعلنت أن هناك تقصيرا بالغ الخطورة من الأزهر الشريف ومن كل المسئولين عن الهيئات الإسلامية. ومن هنا أوجه نداء آخر إلى الذين أتاحوا لهؤلاء الآثمين صحفهم أو قنواتهم فأقول لهم: لا تتيحوا لأهل الباطل نشر باطلهم حتى ولو كانت نواياكم حسنة، لأن الدال على الخير كفاعله، والدال على الشر كفاعله.


جانب من الحوارجانب من الحوار

ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم

ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم

ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم

ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم

ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم ببعض من الصور التذكارية للدكتور احمد عمر هاشم
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة
خدمــــات
مواقيت الصلاة
اسعار العملات
درجات الحرارة