تزايدت حوادث القتل في الأونة الأخيرة، الأمر الذي يعد مؤشر خطر على ارتفاع معدل الجريمة، الأمر الذي يستوجب معه وضع حلول عاجلة.
وتعد فكرة إعداد بطاقة نفسية لكل مواطن، يدون فيها درجة إصابته بالمرض أو التعب النفسي، جديرة بالنظر خاصة بعد انتشار كل مظاهر القتل والعنف في المجتمع، بحيث تصدر هذه البطاقة بناء على وجود ملف نفسي لكل إنسان يرافقه في كل خطواته مثل شهادة الميلاد منذ الصغر، وأن تدون على موقع وزارة الصحة ملف لكل مواطن يكتب فيه تقرير عن حالته منذ الولادة وما هي الأمراض النفسية والعضوية التي تتعلق بالإنسان، وهنا تتم متابعته صحيا، وبذلك تنخفض معدلات ارتكاب الجرائم.
تدوين التاريخ النفسي للإنسان
ومن جانبه، قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن كل المشكلات النفسية التي تعتري الإنسان عبر تاريخه يجب أن تدون في بطاقة وملف لأنها تعطي لنا مؤشر لكل سلوكياته المستقبلية في العمل وفي الزواج وفي قدرته على مواجهه الأزمات ونعرف من خلالها معدل الإصابة النفسية هل سينتحر أم لا، وهل سيدخل في خلافات زوجيه أم لا، وهل سيرتكب بعض الجرائم المتعلقة بالاضطرابات النفسية التي تعتريه أم لا وبناءه النفسي مشبع بأي اتجاه.
وأردف، لذلك يجب أن نصنع وننشئ ملف يضم تاريخ المريض لأنه من لم يجد له تاريخ ليس له جغرافيا، لذلك يجب وجود تاريخ نفسي لكل إنسان يكون عبارة عن صفحه نفسية شبيهه بموقف يتم عند ولادة الطفل التي نحصل منه على بصمه من قدمه أوعينه من الدم للطفل التي يحدد من خلالها البصمة الوراثية الخاصة به.
السعودية لديها سجل نفسي للمواطن
أشار هندي، إلى ضرورة وجود سجل صحي وهو ما تطبقه السعودية، وأنه شارك في ظهور هذا السجل عند العمل في مجال التعليم بالتعاون مع وزارة المعارف، حيث تم عمل سجل صحي طبي نفسي وعضوي لجميع الطلاب في جميع المراحل التعليمية وينتقل معهم الملف مثل شهادة الميلاد وشهادة النجاح التي تنتقل مع الطالب من مدرسه إلى أخرى حتى يتم التخرج من الجامعة، ويتم بعد ذلك تدوينه في مجالات العمل المختلفة وهنا لا يستطيع التقدم لأي كليه إلا بوجود هذا السجل الصحي.
وليد هندي
ومن الممكن أيضًا عدم التقديم لأي وظيفة إلا بهذه الشهادة الصحية النفسية، مثلها مثل شهادة التخرج ومصوغات التعيين، وبذلك يصبح السجل الصحي مهم بحيث يبدأ مع الشخص منذ ولادته، ويكتب فيه الدكتور عن ملابسات ولادة هذا الشخص وملابساتها الاجتماعية وهل تمت ولادته بعمليه قيصريه أم طبيعية وهل انتابه بعض الأمراض أم لا وهكذا ملف كامل صحي نفسي عنه، كل هذه الأشياء لها مجموعه من الدلالات النفسية التي تؤثر في نفسيه المولود، فجميعها أمور يجب معرفتها لأنها تؤثر في بناءه النفسي.
معرفه الحالة النفسية عند استخراج شهادة الميلاد
وأضاف استشاري الصحة النفسية، انه عند تسجيل شهادة الطفل يجب مناقشة الطرف الذي يذهب لتسجيل شهادة ميلاد الطفل، مثل أسئلة هل هو في علاقة مع الأسرة أم يوجد انفصال، ويجب معرفه كل شئ عن الطفل لكي تكون بداية حجر الأساس لتاريخ الطفل وبذلك نؤسس للتاريخ النفسي للإنسان ويستمر معه هذا الملف، حتى عندما يذهب الأب بالطفل إلى الطبيب آو حتى عند كبره يكون معه تاريخ الطفل النفسي والطبي لتقديمه للطبيب حتى وان كانت عيادات خاصة، وهذا الملف يدون فيه كل انفعالات الطفل، والطبيب يطلب السجل الصحي النفسي ليعرف هل الطفل لديه تبول لا إرادي، أو عيوب نطق وكلام هل يوجد تأخر دراسي وهل أصيب بصدمات نفسيه وهكذا ، ويدون كل ذلك، حتى عندما يصل الطفل إلى المرحلة الابتدائية هنا يتم تحديد نمط الشخصية، هل هو شخصيه متقلبة المزاج أو خلافه وجميعها أمور يجب معرفتها.
وأردف: «عند دخوله المرحلة الثانوية نبدأ متابعة تطور الشخصية، هل لديه مثلا سلوك مضاد للمجتمع وهل لديه استعداد لارتكاب إجرام وهذه الأشياء يجب تدوينها من قبل مؤسسات المجتمع بداية من المستشفى التي يولد فيه الطفل مرورا بمركز الإصدار الخاص بإصدار شهادات الميلاد، ومرورا بالمدرسة التي ينتمي لها مدون فيها فيه جميع الأمراض العضوية والنفسي التي إصابته ويستمر معه حتى الجامعة».
توثيق الحالة النفسية للمواطن
وأشار هندي إلى أن كافة المعلومات النفسية لكل إنسان، لابد أن يتم فيها التوثيق بحيث تكون مرآة وجه للإنسان وهو ما يسمى الصفحة النفسية للمواطن، وان يتم الاهتمام بإصدار هذه الصفحة النفسية على شكل بطاقة تشبه البطاقة الشخصية أو الرخصة، لكي تصبح جزء أساسي معه في أوراقه.
صفحة الحالة النفسية لكل مواطن
وفي نفس السياق، قال هندي، يفضل أن يكون لكل إنسان أبلكيشن صغير يوضع على السيستم الخاص بوزارة الصحة، بحيث يكون لكل موطن رقم قومي بداية من ولادته، وأن تقوم وزارة الصحة بعمل صفحه له تضم جميع تتبعاته النفسية ويضم تاريخه المرضي والنفسي وبذلك يسهل من خلال الرقم القومي معرفه تاريخه المرضي والنفسي بحيث تصنف جميع الاضطرابات والأمراض النفسية المتعلقة بكل ما أصيب به في كل مرحله عمريه.
وتابع: «بذلك نحمي الإنسان والمجتمع من خلال معرفه كل هذه الأمور وان يضع المتخصصين يدهم عليها سواء أخصائي نفسي أو الأخصائي في المدرسة، مع وجوب وجود أخصائي نفسي متخصص أثناء اختبارات الجامعة وليس مجرد لجان نظريه يوضع فيها أسمائهم فقط ولكنها يجب أن تكون لجان فعليه بعيده عن المسميات والمناصب التي ليس لها علاقة بالموضوع، لذلك لابد من وجود متخصصين في جميع لجان القبول في الجامعات والتوظيف فإذا تم عمل هذا التاريخ للإنسان وتعاملنا بشفافية معه وبذلك سيصبح الإنسان متقبل فكرة انه مصاب بمشكله نفسيه وان يكون ليس لديه أي مانع من الحصول على العلاج، وان يكون لديه وعي أن المشاكل النفسية موجودة في كل زمان ومكان، وباختلاف مراحل العمر والظروف والمعطيات والمتغيرات فبذلك ستصبح الأمور عاديه وسيعترف المجتمع بأهميتها وستزال وهم أن المرض النفسي عار».
المأذون والحالة النفسية للعروسين
وأكد، أن وجود ملف كامل لكل إنسان سيساعد عند زواج الشخص، حيث يسهل للمأذون معرفه حالة العروسين للموافقة على الزواج من خلال طبع تاريخه النفسي من موقع ورابط وزارة الصحة وختمه من أي مكتب معتمد وهو مهم جدًا لتوفر الشفافية بين طرفي العلاقة الزوجية، وبذلك يصبح هناك سهولة في التوافق تساعد في بناء ودعم أسري وبذلك يستمر الزواج وتتراجع نسب الطلاق وتختفي معدلات الجرائم الأسرية التي ظهرت في هذا الزمان بحيث تتوافر الشفافية.
المريض النفسي ليس مجنونا
وتابع هندي، «قديما كان يشار للمريض النفسي انه مجنون، ويوصف ببعض الصفات الغير مستحبه وعزز هذه الصفات الصورة الذهنية للمريض النفسي التي رسمتها السينما المصرية والعربية مما جعلها تعزف عن الذهاب للطبيب النفسي، ويقاموا ويمتنعوا عن العلاج النفسي».
واختتم: «لكن مع زيادة الوعي وازدياد المشكلات النفسية والاجتماعية ومع عدم وجود إشباع للروحانيات فأصبح معرفه أن الطب النفسي لا تنخفض الحاجة إليه عن الطب العضوي، وأصبح لدى المواطنين استجابة مع الطب النفسي وإقرار الواقع بدون وجود مقاومه نفسيه لان الناس اعترفت بأنها في حاجه للعلاج النفسي».