زوجة الشهيد عامر عبد المقصود لـ"الأهرام التعاوني": أتمنى رفع المشاكل عن زوجات الشهداء خاصة رؤية الأطفال وقانون الأحوال الشخصية
موضوعات مقترحة
رفض التخلف عن القسم ودافع عنه حتى الموت وهاتفنى قبل موته بدقائق
الشهيد عامر عبدالمقصود طلب أن ينال الشهادة بكل شرف وأمانة.. وغيابه «لسه واجعنا» رغم مرور 9 سنوات
كان حافظ 10 أجزاء من القرآن وكابتن نادى الترسانة وشيخ عرب
رغم استشهاده إلا أنه ربط على كتفى وأنا منهارة أمام الكعبة
لم تلبث قوات الأمن أن أتمت عملية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة فى أغسطس 2013، حتى تدحرجت كرة الثلج خارج نطاق المكانين سالفى الذكر، لكى تحمل الدم لمناطق أخرى شهدت على إجرام ودموية جماعة الإخوان الإرهابية، مع دعوات بقتل رجال الشرطة والجيش ردًا على فض الاعتصام، رغم أنهم من خلاله عطلوا الطرق وعكروا صفو الحياة.
كانت لغة الانتقام حاضرة فى مشهد تجمع عدد من شباب الإخوان والجماعات الإرهابية حول قسم شرطة كرداسة عصر ذلك اليوم، هاجم المجرمون القسم متسلحون بأسلحة ثقيلة متنوعة بين «الأر بى جيه» حتى الحجارة، ومن خلال زجاجات المولوتوف أشعلوا النيران بداخله لإجبار الضباط والجنود على مغادرته، وعندما تمسك هؤلاء بأماكنهم مفضلين الشهادة على الاستسلام لحفنة من الأوغاد، حطموا الأبواب ومثلوا بهم قبل أن يقتلونهم شر قتلة، وكانت حصيلة الضحايا 14 ضابطًا ومعاونًا وجنديًا ارتقوا شهداء فى سيناريو دموي، كان ذروته وقمة بشاعته عندما تعدى المجرمون على نائب مأمور القسم العقيد عامر عبد المقصود بالأيدى وبأجسام صلبة، ولم ينس أحد مشهد المجرمة سامية شنن وهى تستجيب لطلب الأخير بالحصول على شربة ماء، لكى تمنحه زجاجة ماء نار أحرقت جوفه، ثم قطعوا شرايين يده اليسرى وطافوا به وهو يصارع الموت شوارع كرداسة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وفى هذه الأيام ونحن نعيش ذكرى ثورة 30 يونيو، حرصنا على إجراء حوار مع الدكتورة نجلاء سامى زوجة الشهيد العقيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم كرداسة المقتول غدرا بيد الإرهاب.. والذى أكدت قبله أن ما حدث فى كرداسة ليس الأول من نوعه، فقد وقعت أحداث مشابهة بعدما عصف الزعيم جمال عبد الناصر بالجماعة محاولًا اجتثاثها من المجتمع عام 1965، وبعد حادثة المنشية الشهيرة وإعدام مرشد الإخوان سيد قطب، لجأت الجماعة إلى «خطة الفراشة» وتعنى تغيير منهجية التنظيم من المواجهة للمداهنة والسعى للتغلغل داخل المجتمعات التى تقل فيها نسبة التعليم ويكثر الجهل والأمية مثل كرداسة، وتوظيف ذلك من خلال دس السم فى العسل ونشر أفكارها المتطرفة وتربية الأجيال الجديدة على كراهية الدولة.. وكان الباقى فى السطور التالية...
بعد هذه السنوات من استشهاد البطل عامر ماهى التغيرات التى لحقت بالأسرة خاصة وبمصر بصفة عامة ؟
الساعات الأخيرة فى حياة البطل عامر عبد المقصود كانت صعبة، كان حاسس إنه فى خطر منذ ٣٠ يونيو، كنا فى الساحل الشمالى أنا والأولاد لأنه كان مهدد بالقتل، إحنا معه لكنه لا يريد أن يقلقنى وذهب بنا للساحل الشمالى من يوم ٢/٦ حتى يبعد عننا خطر تهديداته بالقتل وكان واقف أسد فى هذا اليوم أمام القسم، وأتوا لقسم كرداسة مجموعة الإرهابيين لمحاصرة القسم.. أتذكر إنه عمل مداخلة مع الإعلامى وائل الإبراشى رحمة الله عليه يطلب فيها دعما للقسم، وأنهم محاصرون داخل القسم، ومنذ هذه اللحظة العصيبة من معرفته من صوته وبدأ العد التنازلى للانتقام من البطل، لأنه رمز من رموز وزارة الداخلية وكنت دائما مرعوبة على ابن خالتى وحبيبى وزوجى الغالي، كنت حاسة بنهاية عامر لأننى شاهدت مشهد الاستشهاد قبلها بعامين فى كابوس، أشاهد شخصا يتم ضربه بسيوف من أشباح سوداء معالم وجوههم غير واضحة، ثم أشاهده وهو يدخل الجنة، وكل ما يدخل من باب جنة يشوف جنة أجمل من اللى قبلها الى ان وصل لباب الجنة السابع وكلمه ربنا وقال له تمنى على يا عبدى ثم قلت له ماذا طلبت قالى طلبت أن أنال الشهادة بكل شرف وامانة.
حدثينا عن الساعات الأخيرة للشهيد عامر قبل لحظات من ذهابه إلى العمل؟
عامر كان يدرك مدى الخطر من يوم ٣٠/٦ كنت أخاف عليه خوف بشع لأننا لم نفترق لحظة وفى ليلة فض رابعة والنهضة كان يوم ١٣/٨/٣٠١٣ يوافق عيد زواجنا الـ٢١، وكنت أنتظره لكى أخرج معه لكنه وهو فى الطريق اتصل به مأمور القسم وطلب العودة للقسم تاني، ووعدنى أن يأتى تانى يوم لكى يحضر لى مفاجأة هتهز كياني، وعند الهجوم على القسم طلبت منه أن يسيب القسم ويمشى ولكنه رفض تماما وقال لى مش ممكن أترك مكان مسئول عن حمايته.
هل الشهيد أدرك حجم خطر ما فى يوم فض اعتصامى رابعة والنهضة ؟
لحظة استشهاد عامر كنت أشاهد كل الأحداث وعندما طلبت منه أن يترك القسم رفض بشدة وقلت له خايفة اوى عليك وساعتها أدركت الكابوس الذى اشاهده كل لحظة وحديثى مع صديقتى كنت اقول لها انى هكون ارملة فى عز شبابى وعامر هيموت، لكنها استغربت كلامى وجاءت اللحظة الصادمة عندما تحدثت إليه اخر مرة وهو يوصينى على ابنى احمد وعلاء ويقولى ادعيلى يا نجلا انك تشوفينى مرة ثانية، وكنت اصرخ معه انا عاوزاك انا وولادى لكنه كان يطمنى لا تخافى هرجع يا نجلا ولو مت هكون نولت الشهادة بشرف وامانة، دا فعلا اللى حصل ونزلت صورته على التليفون وخبر استشهاد العميد عامر عبد المقصود نائب مأمور قسم شرطة كرداسة صرخت بشدة عامر مات وكلمنى أهله فى الدقى أكدوا لى الخبر وأنا لم أصدقه.
كيف كان شعورك والاسرة يوم تلقى نبأ استشهاد البطل عامر ؟
خبر الاستشهاد نزل علينا كالصاعقة وساعتها اصبت بجلطة أفقدتنى النطق والحركة من الصدمة.
ما اهتماماته فى الحياة رياضيا وثقافيا واجتماعيا ؟
عامر كان ظابط ولاعب كرة قدم مشهور بنادى الترسانة الرياضى كان محبوب من كل الناس وسيرته سبقاه وخدوم لكل الناس وعمره ما تخلى عن واجبه تجاه عمله الذى افنى فيه كل حياته او تخلى عن أى مخلوق واحبه الصغير قبل الكبير.
نعلم انه قريب حضرتك بالنسبة للجانب الرومانسى الذى جمعكما على فكرة مشروع الزواج وكيف كان الشهيد كأب وزوج ؟
عامر كان حب عمرى ربنا وفق بيننا واتولد معانا حب لا أحد يتخيله مش متخيله حياتى حتى غيابه ٩ سنين وهو مش معايا انا لم انم فى غرفتى حتى الآن من ٩ سنوات فأنا مازلت انام فى الريسبشن ولم ادخل غرفتى حتى اقابله اننى اضيع وقتى فى عملى وحولت طاقتى السلبية لطاقة إيجابية بالعلم، عامر كان عاشقا للرياضة مهتما بين شغله وبين النادى وحصل على كأس مصر سنة ٨٦ وكان لاعب محترف كان خط وسط كان محبوب من الجميع فى نادى الترسانة وحزنت عليه مصر كلها عامر كان زوج وأب بمعنى الكلمة كان جميل فى كل شيء كان ابن موت حقيقى كان خدوم وشيك وراقى فى كل حاجة كان وقته كله لشغله مكنتش بشوفه حتى بعد رجوعه من الفيوم بعد غياب ١٠ سنوات أتى بعد ثورة ٢٥ يناير الى القاهرة ليبقى معنا سنتين ونص حتى يتم التمثيل بجسده وسقيه مية نار وهو صايم شيء بشع موته بهذه البشاعة
وماذا عن علاقته بدينه ؟
عامر كان حافظ للقرآن الكريم ١٠ أجزاء ويصلى الوقت بوقته كان جماعة الإخوان الإرهابية تعتبر عامر هينساق لهم لكنه كان يرد انا ظابط همى هو تأمين مكانى اللى جئت لتقديم خدمات فقط ولا مع شرعية ولا غيره كان ملقب بشيخ عرب فى كرداسة لحل مشاكل الثأر بين الناس وبعضها كان يحبه كل البشر لكنه لا يخضع لهم ابدا عامر كان بطل حقيقى لا يهاب الموت لآخر لحظة.
هل حكم المحكمة كان متناسبا مع القصاص ام ان الحكم كان بحاجة الى إنزال عقاب اكبر بالجناة الآثمين ؟
الحكم ايا كان عمره ما هيرجع زوجى مرة أخرى لكن القضاء المصرى شامخ وعادل حقه عند ربنا فقط لكن زوجى الحبيب لم يأتى لى مرة أخرى إلا عندما اقابله واحكى له بطولاته ليه واقوله مصر كلها بتتكلم عنك يا شهيدى الغالي.
الدولة على مستوى المسؤولية تقف مع اسر الشهداء ام توجد سلبيات تمثل بقعا غامضة ؟
الدولة غير مقصرة ابدا ولا وزارة الداخلية مقصرة دا طبعا بسبب توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى باحترام اسر الشهداء دا أقل شيء قدمه الابطال للغالية مصر
ماذا تمثل ثورة 30 يونيو لحضرتك والأسرة ككل ؟
ثورة ٣٠ يونيو هى ثورة تصحيح حقيقية للذى حدث فى ثورة ٢٥ يناير ثورة شعب أراد الاستقرار الكل قال نعم للاستمرار والتقدم قال لا للإرهاب بكل أعوانه نزل الشعب بإرادة شعبية واختاروا الرئيس اللى خرج مصر من نفق مظلم كنا ممكن نكون العراق او سوريا او ليبيا بس وجود الرئيس جاء فى الوقت المناسب.
روحانيا هل الشهيد عامر بعد رحيله ظهر لحضرتك فى المنام او حتى فى حلم اليقظة ؟
عامر أول مرة شاهدته اقسم بالله فى حج الوزارة التى تمنحه لأسرة كل شهيد شاهدته بملابس الإحرام وانا منهارة فى الكعبة جايز اكون تهيؤات لكن دى حقيقى وكل مرة ابكى فيها عليه من شدة حزنى يأتى لى ويتحدث إلى ويقول لى اطمنى انا بخير وفى الجنة اللى حكيت لك عنها من قبل لا تبكى ولا تحزنى انا فى مكانة اجمل بكتير خلى بالك من نفسك ومن أحمد وعلاء كل مرة أشعر أنه وحشنى أجرى على المدافن واتكلم معاه كأنه يسمعنى واحس انه منتظرنى وكل مناسبة اروح اقعد معاه فى رمضان والعيدين ويوم الشهيد وعيد الشرطة بحس انه منتظرنى بشوق وبتكلم معاه وابكى بكاء شديد لأنى فقدته وكمان وحشنى اوى اوي
الرئيس السيسى وهو يكرم الشهداء ما هو تعليقك على هذا الموقف من الرئيس ؟
كنت أتمنى أن أتحدث للرئيس عبد الفتاح السيسى لكن لم يسعدنى حظى انى اتكلم معه لكن شاهدته كذا مرة فى يوم المرأة العالمى لكنى لم اتكلم معه نهائى كنت نفسى اسلم عليه وابكى واقوله شهيدى الغالى عميد عامر عبد المقصود مش خسارة ابدا فى مصر ابن وزارة الداخلية مصنع الرجال.
هل تريدين ان تطرحى فكرة عن اسر الشهداء او قضايا عامة مصرية ؟
فكرتى بالنسبة لأبناء الابطال الكبار انهم يشاركوا فى مهرجان الشباب لأن دا حقهم يشاركوا فى مهرجان الشباب ويستمتع إليهم الرئيس لأن كلهم امال وطموح كشباب وكل فترة انتخابات لابد من تواجد زوجات الشهداء فى كل فترة حتى كل واحدة تقدم اى مقترحات نخدم بها المواطنين وكل مرة وجوه جديدة بأفكار جديدة شاهدت الكثير من المشاكل لزوجات الشهداء وأسرهم بسبب الرؤية للأطفال لابد من ان يتم تغيير قوانين الأحوال الشخصية وفى النهاية كلنا فداء الغالية مصر ويكرم الرئيس عبد الفتاح السيسى ابن مصر البار ونشوف مصر جديدة آمنة بفضل شرطتها وقواتها المسلحة ويرحم أبطالنا الأبرار من الشرطة المصرية وقواتنا المسلحة.