خبراء: إعادة الثقة بين الشعب والحكومة تحصين ضد الغزو الفكرى الهدام
موضوعات مقترحة
المبادرة تحقق التكافل الحقيقى وترسخ الترابط الأسرى فى المجتمع
فلاحون: القيادة السياسية وضعتنا فى بؤرة الاهتمام وجذبتنا لحضن الوطن
حقوقيون: حياة كريمة حققت مبدأ المساواة فى الخدمات بين الريف والمدينة
على مدار عقود طويلة عانى أغلبية الشعب المصرى أشد المعاناة، خصوصًا ممن يعيشون فى الريف بإجمالى 60 مليون نسمة، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى حاملًا معه البسمة والأمل، لتوفير حياة كريمة لهم، بإطلاق مبادرة رئاسية حملت الاسم نفسه، ومهمتها الارتقاء بمستوى معيشة المواطن المصرى فى كل شبر على أرض الوطن أينما حل وأينما ذهب لا فرق بين ريف أو حضر، وعملت منذ انطلاقها على توصيل الغاز للمنازل، وإنشاء محطات الصرف الصحي، توصيل المياه للبيوت بالمناطق النائية، وإنشاء شبكات المحمول، وإنشاء مجمعات حكومية وخدمية، مراكز شباب، مدارس، ومساجد، إضافة إلى القوافل الطبية العلاجية التى تطلقها المبادرة بشكل مستمر، بالقرى المدرجة ضمن «حياة كريمة»، وغيرها من خدمات أخرى.
تلك المبادرة الرئاسية كانت حلمًا بعيد المنال، لكن بتحقيقها وتنفيذ مشروعاتها على أرض الواقع ضربت الدولة المصرية عدة عصافير بحجر واحد، أولها توفير الخدمات الأساسية لأهالينا فى الريف المظلوم وتحسين ظروف معيشتهم، والتخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر إحتياجًا بالمناطق العشوائية فى الحضر، وثانيها الوقوف أمام مساعى الجماعات الإرهابية وفى القلب منها جماعة الإخوان المسلمون فى النفاذ إلى تلك الفئات المهمشة واجتذابها للوقوف ضد الدولة وجهودها بما يضر بأمنها القومى من خلال القنوات الفضائية التى تبث من خارج مصر، وذلك بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين ورفع الوعى بينهم.
ولما لا و«حياة كريمة» مبادرة قررت أن يكون دستورها هو الانتصار للإنسانية على أرض الواقع بعيدًا عن الشعارات والكلمات الرنانة، والارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين فى كل مناطق الجمهورية، وترسيخ قواعد منظومة تبادلية بين المواطن والدولة يحصل المواطن فى إطارها على مقومات الحياة الكريمة ليكون قادرًا على الإنتاج والعطاء فتتقدم الدولة وتحقق التنمية بسواعد جميع فئاتها وأفرادها.
وفى العيد التاسع لثورة 30 يونيو، يتذكر المصريون كيف وقف بسطاء هذا الوطن ضد مخططات اختطاف الوطن والإلقاء به إلى المجهول، ويكون مصيره التفكك والانهيار مثلما حدث فى الدول التى كانت ضحية أحداث ثورات الربيع العربي، وبعدما أطلقت المبادرة تفجرت ثورات من العمل فى كل المجالات.. ثورات من التغيير الشامل للبنية التحتية وتغير معها شكل القرية المصرية وأصبحت تشبه المدينة فى خدماتها وشوارعها ومرافقها.
ولم يكن يظن سكان تلك القرى الملقبة بالأكثر فقرا أن «حياة كريمة» سوف تطولها وتنتشل أهلها من الحرمان والفقر من كل الخدمات.. «الأهرام التعاوني» ترصد فى هذا الملف بهجة المواطنين ورؤية المسئولين والخبراء فيما تحقق من إنجازات.. وذلك فى السطور التالية..
يؤكد الدكتور محمد هانئ محافظ بنى سويف أن المبادرة تضم 65 قرية من القرى الفقيرة والأكثر فقرا ولأن العمل يجرى على قدم وساق فى كل القطاعات من بينها قطاع الكهرباء والصحة والتعليم وذلك وفقا لتكليفات القيادة السياسية
ويضيف بشر طارق مسئول «حياة كريمة» بالمنيا، أن هناك طفرة غير مسبوقة تشهدها المحافظة فى مبادرة حياة كريمة حيث بلغ عدد المراكز المستهدفة بالمرحلة الأولى بإجمالى عدد 192 قرية، مؤكدًا أن عدد المشروعات المستهدف تنفيذها عدد 3676 مشروعا بقطاعات: (الصرف الصحى مياه الشرب والصحة والاسعاف الأبنية التعليمية (المدارس) الشباب والرياضة الكهرباء الغاز الطبيعى الاتصالات العمارات السكنية المجمعات الخدمية المجمعات الزراعية البريد تبطين وتأهيل الدترع سكن كريم (تأهيل منازل) كبارى الرى محطات السكة الحديد والتضامن الاجتماعى ونقاط الشرطة)، بالاضافة الى 319 مشروعا تم الانتهاء منها من بينها الصرف الصحي، وأنه يتم متابعة أعمال المبادرة بشكل دورى من خلال المتابعة الميدانية من قبل االلواء أسامة القاضى محافظ المنيا.
على الجانب الآخر، أكد اللواء أشرف الداؤودى محافظ قنا أن المبادرة الرئاسية أعادت المواطنين الى حضن الوطن بما يعين على مواصلة العمل بشكل دورى على أرض الواقع ونحاول تظليل أية عقبات تظهر أثناء العمل من أجل سرعة الانجاز .
فيما أكد اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، أن المبادرة الرئاسية بقرى المحافظة تسير على قدم وساق، وأنها عبارة عن المرحلة الاولى استهدفت 60 قرية من القرى الأكثر احتياجًا ويجرى تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة والتى تستهدف 90 قرية بمختلف مراكز المحافظة باستثمارات تبلغ 4.2 مليار جنيه للنهوض بالخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير حياة كريمة لهم .
مشروع تطوير الريف المصرى
المشروع القومى لتطوير الريف المصري، هو المرحلة الجديدة من مبادرة «حياة كريمة»، والتى تستهدف 7 مراكز بالمحافظة بإجمالى 149 قرية و894 تابع، وسيتولى جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد، تنفيذ المشروعات الخدمية التنموية بعدد 5 مراكز هى «ساحل سليم وأبوتيج وأبنوب وصدفا والفتح»، وسيتولى جهاز تعمير الوادى الجديد تنفيذ المشروعات بمركزى «منفلوط وديروط»، وستشهد تلك المراكز تطوير شامل للبنية الأساسية.
من جانبه، أكد الدكتور جمال عبد الراضى رئيس إحدى جمعيات المجتمع المدني، قائلا: المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تعد من أكثر المبادرات التى تحقق فيها مبادئ حقوق الإنسان، كونها تحقق البعد الاجتماعى الذى نص عليه الدستور المصري، لأنها مبادرة مجتمعية خاصة، وأن حقوق الإنسان لا تقتصر على الحقوق السياسية فقط، بل هناك حقوق أصيلة تعد لصيقة بالإنسان، ومنها حقه فى التمتع بالخدمات مثل البنية التحتية، وكانت نحو 70 % من قرى مصر تعانى من الفقر المدقع، وانهيار البنية التحتية، فأصبحت بفضل المبادرة الرئاسية تتمتع بدخول شبكات المياه النظيفة والصرف الصحى والكهرباء، بجانب الغاز الطبيعى والمدارس والمستشفيات ومكاتب البريد وغيرها من الخدمات، وأنه وبذلك يتحقق مبدأ المساواة فى التمتع بالخدمات التى تحرص عليه مبادئ حقوق الإنسان فى العالم.
صفعة على وجه الإرهابية
ويرى الخبير الأمنى العميد علاء مرزوق، أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، نجحت فى تغيير مفاهيم كثيرة كانت مغلوطة لدى عقول كثير من سكان القرية المصرية، ممن تأثروا بالغذو الفكرى الممنهج الذى صدرته قنوات الجماعة الإرهابية من الخارج بهدف تشتيت فكر هؤلاء البسطاء وزعزعة انتماءهم لوطنهم تنفيذا لأجندة وضعتها أجهزة مخابرات أجنبية خصصت جهودها وأموالها لهدم مصر.
ويضيف الخبير الأمني، المبادرة التى أطلقها الرئيس السيسى لتطوير الريف المصرى أعادت الثقة بين المواطنين والحكومة، لأن المواطن فى هذه القرى كثيرا ماكان يعانى من الإهمال الجسيم، مع حرب التضليل الخارجية قد هز الثقة حتى جاءت المبادرة وغيرت الفكر، وأيقن المواطن أن ماكان يشاهده عبر تلك الشاشات ما هو إلا أكاذيب وتضليل ومتاجرة بآلام الوطن، وليست حقيقة، وأن الدولة التى غيرت شكل قريته بإدخال شبكات المياه النظيفة والصرف الصحى ومجمعات المدارس والخدمات والغاز الطبيعى وغيرها من الخدمات، هى الأصدق والأولى بالولاء والانتماء.
ويشير العميد علاء مرزوق إلى أن «حياة كريمة» أيضًا نجحت فى إحداث نوع من التكافل المجتمعي، إذ شارك رجال أعمال ومؤسسات مجتمع مدني، بجانب تبرع بعض الأهالى بقطع أراضى فى القرى التى كانت تفتقر للأراضى ملك الدولة، كل هذا يمثل حراكا مفيدا للمجتمع وتضافرا غير مسبوق يضيف الى استقرار الأمن فى البلاد لمصلحة الأمن القومى المصري.
وختم الخبير الأمنى العميد علاء مرزوق حديثه، قائلًا: شكرا للمبادرة التى تقبلها المصريون بالاحتفالات فى معظم القري، وأدرك المواطن أن سلسلة الإصلاحات الاقتصادية وتبعاتها القاسية، لم تذهب أدراج الرياح وأنه أصبح يجنى ثمارها فى شكل منفعة عامة، وتغيير شامل فى كل أوجه الحياة وقد تحولت تلك القرى الى شبه مدن من حيث الشكل والمضمون.
تكافل مجتمعي
أما الدكتور حمادة رجب مجاور، الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية ومسئول مبادرة «حياة كريمة» بجامعة أسوان فيقول: إذا أردنا أن نصف «حياة كريمة» فلابد أن نؤكد أنها الأولى من نوعها فى تاريخ مصر لأنها حققت المشاركة المجتمعية، وأظهرت المعدن الحقيقى للشخصية المصرية، التى بطبعها تعشق العمل العام ونحن فى جامعة أسوان. كما نجرى بروتوكولات تعاون مع مؤسسة «حياة كريمة»، لتعظيم الاستفادة من الكوادر العلمية بالجامعة وكل سيشارك بتخصصاته مثل القوافل الطبية داخل قرى «حياة كريمة»، من خلال أساتذة كلية الطب، وكذا الإشراف الهندسى على الإنشاءات والمبانى من خلال أساتذة كلية الهندسة، وكذلك يشارك فيها كليات الخدمة الاجتماعية والفنون التطبيقية والزراعة، بالإضافة إلى الطلاب الذين يتطوعون للعمل فى تلك القري.
ووفقا للدكتور حمادة فإن «حياة كريمة» تمثل حدثا تاريخيا وطفرة غير مسبوقة فى العمل الاجتماعى الذى يبعث برسالة لكل العالم تعكس مدى تماسك الشعب المصرى فضلا عن نجاح المبادرة فى حل أزمة البطالة خاصة بالريف المصرى حيث استعانت كل الشركات العاملة بالمبادرة بالشباب للعمل من أبناء تلك القرى وكذلك شهد قطاع المعمار حراكا شديدا جاء فى أعقاب أزمة كورونا حيث لم تتوقف تلك المشروعات على الاطلاق وطال الحراك الاقتصادى أيضا حركة البيع والشراء لكل ادوات البناء والتى كانت قد تأثرت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية وبذلك تكون الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التى ترتبت على المبادرة فوائدا عظيمة تضاف الى الفوائد العامة للمبادرة.
فيما يقول الدكتور فتحى الشرقاوى أستاذ علم النفس السياسي، رئيس وحدة الرأى العام بجامعة عين شمس: القيادة السياسية المصرية نفذت معجزة من نوعها عندما يقوم ببناء دلتا جديدة ومحافظات جديدة تعبر عن التنمية بمفهومها العميق، وفى علم النفس عندما تقوم الحكومة بتعديل نوعية الحياة لعدد من السكان كانتقالهم من العشوائيات بكل ما فيها من سلوكيات وجرائم عنف ضد نواميس الحياة وانتقالهم الى اماكن جديدة مخطط لها عمرانيا قطعا سوف تتبدل تلك السلوكيات بما يتلاءم والبيئة الجديدة، وبالتالى نكون قد قبضنا كثيرا من تلك السلوكيات، غير الأخلاقية، وأحبطنا جرائم عديدة.
ويتابع أستاذ علم النفس السياسى قائلًا: أما فيما يتعلق بـ«حياة كريمة»، وإعادة تطوير القرى الأكثر فقرًا نكون أمام حالة تستحق الدراسة، لأن فوائدها متعددة خاصة فيما يتعلق بالجانب النفسي، لأن الدولة إذ تهتم بإعداد شبكة من الطرق، فى تلك القري، تكون قد وفرت الوقت والجهد المهدر الذى كان يبذله أهل القرى فى أعمالهم وانتقالهم من مسكنهم، لأماكن لقمة العيش، وهو ما يؤدى إلى زيادة الإنتاج لأنهم سوف يشعرون بآدميتهم المفقودة، فضلا عن إحداث الترابط الأسرى والتقارب، لأن كل الدراسات العلمية أثبتت أن بعد المسافات تخلق فجوة نفسية واجتماعية، بالإضافة إلى أن «حياة كريمة» ستحقق طفرة هائلة من الرقى فى السلوكيات، لأن المواطن الذى كان يشرب من الترع مياهً ملوثة ويكون عرضة للأمراض، لم تكن سلوكياته نفس سلوكيات الشخص المرفه الذى يشرب مياهً نظيفة، ناهيك عن مشروع تبطين الترع فهو وحده يمثل طفرة غير مسبوقة لانها أنقذت المواطنين فى القرى من الاوبئة والحشرات الضارة التى كانت دائما تصيبهم.
وتمنى الشرقاوى على الدولة أن تحافظ على هذه المكتسبات، وذلك من خلال علماء النفس والاجتماع والتربية، بالإضافة للإعلام بتوعية هؤلاء المواطنين الذين تغيرت حياتهم حتى لايعودوا لما كانت عليه سلوكياتهم.
في السياق نفسه، أكدت الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الدولة لسنوات طويلة اهتمت بأشياء عديدة، إلا البسطاء المقيمون بالقرى، وأن الرئيس السيسي، حين أطلق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى اهتمت بالريف المصرى كان أمرًا رائعًا، خاصة وأن الريف به أمية واسعة، لا سيما فى عصر التكنولوجيا والانفتاح على العالم، وكانت مصر تحتاج لهذه القفزة لتطوير الريف، وهو ما سيساعد فى تطوير ثقافة الزواج لدى الفتيات بالريف، خاصة زواج القاصرات وكان يترتب عليه من كوارث بعضها يتعلق بالتلاعب فى عقود الزواج، ونسب المواليد، وكذلك حالة الانفجار السكانى المترتب على الزواج المبكر للفتيات، وأن تطوير الريف سيزيد من ارتفاع نسبة تعليم البنات، وبالتالى يكون هناك سن معقول للزواج فضلا عن التربية السليمة الناتجة عن تعليم الأمهات وكذا الرعاية الصحية.
وتضيف الدكتورة سامية خضر قائلة: لم تغفل المبادرة القوافل الصحية التى اهتمت بالكشف المبكر عن أورام الثدى ومائة مليون صحة ومكافحة فيروس سى وغيرها من المشكلات الصحية التى كان يعانى منها أغلب سكان القرية. وتابعت: حقا مبادرة «حياة كريمة»، عملت روح الانتماء والولاء للوطن، وعمقت الصلة بين الحكومة والمواطن، وبالتالى سوف يستجيب أهل القرى لفكرة عدم تطوير أو البناء على الأراضى الزراعية، وضرورة الحفاظ على الإنتاج الزراعى بما يخدم مصلحة البلاد.
أما خبير الإعلام الدكتور سامى عبد العزيز، فانتقد التناول الإعلامي لمبادرة «حياة كريمة»، حيث أكد أن التغطية الإعلامية لم تأت بما يليق بمستوى هذا الإنجاز، من حيث التركيز على البعد الإنساني، وكيف تغيرت حياة البشر مؤكدا أنه عايش بنفسه تجربة حى الأسمرات، وكيف شاهد الأطفال عندما تفجرت مواهبهم حينما وجدوا مدارس وملاعب، قائلا: الإعلام ركز على البعد المادى وليس المعنوي، واعتبروا المبنى أهم من المعنى الإنساني، فضلا عن تشابه التغطية الإعلامية وعدم تعدد زوايا التغطية رغم أن الإعلام قد وضع «حياة كريمة» على الأجندة.
وأشار عبد العزيز، إلى أن هناك ضعفا شديدا فى التناول الخاص بالإعلام الخارجى للمبادرة، بما يناسب حجم هذا الإنجاز، وأنه الأمر قد اقتصر على الجهد الفردى الذى بذلته وزارة الهجرة، دون اهتمام السفارات المصرية بالخارج ولا الهيئة العامة الاستعلامات المنوط بهما تسويق هذا الحدث، بما يليق بحجمه والدليل على ذلك مسألة القروض تم تداولها بوسائل الإعلام الخارجية بشكل سلبى ولم يتم الرد على ذلك، وهذا إخفاق شديد فى التواجد الإعلامى المصرى بالخارج، وأنه كان على الهيئة العامة الاستعلامات ومكاتبها بالخارج، أن تقوم بدور فعال فى الرد والتسويق للمبادرة، التى تعد الأعظم من نوعها فى تاريخ مصر، خاصة وأن هناك حربا إعلامية ممنهجة ضد مصر من الخارج فشل الإعلام المصرى فى مواجهتها.
وتحدث الدكتور محمد عطوة يوسف أستاذ الاقتصاد وعميد كلية التجارة جامعة المنصورة الأسبق، قائلا: تحية إجلال للقيادة السياسية على هذه التجربة الإنسانية الرائدة، التى تستهدف نحو 58 % من سكان مصر موجهة الى 4500 قرية مصرية فى ثلاث سنوات و28 الف من التوابع والنجوع بتكلفة مالية قدرها 700 مليار جنيه، وتحقق المبادرة تحقيق عدة فوائد أهمها تحسين نوعية الحياة للقطاع المستهدف 58 % من الشعب المصرى من الطبقات الفقيرة، والأكثر فقرا الأمر الذى يترتب عليه تحسين فى مستوى الصحة والتعليم، وهو ما ينعكس على الدخل القومى وكذا زيادة الإنفاق مع خلق قيمة منتجة يؤدى لتنشيط الطلب الأمر الذى يؤدى رغم عدم مرونة الهياكل الإنتاجية، فى الوقت الحالى الإنتاجية والإنتاج القومي.
ويضيف الخبير الاقتصادي، قائلًا: تنمية القرى المصرية وتنمية الأقاليم الأقل نموا فى الدولة، بجانب أن مايتم عمله فى القرى يساعد لحد كبير من الحد، من تيار الهجرة الداخلية، ومن ثم الضغط على المدن الكبرى ومرافقها، ومن ثم يساعد على تحسين هذه المرافق فى أماكنها الحالية، وقد ساهمت المبادرة فى تشغيل العمالة من خلال الشركات العاملة بالمشروع، ومن ثم انخفاض معدلات البطالة، وبذلك تكون فوائد المبادرة متعددة من الناحية الاقتصادية إذ أوجدت حراكا شديدا فى القرى بعد أن كانت تعانى من الفقر وانعدام الخدمات.
وعلى الصعيد التنفيذى تبذل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة البريد، مجهودات كبيرة، لإحلال وتجديد وإنشاء مكاتب بريد فى قرى «حياة كريمة»، فضلًا عن عدد من المشروعات التكنولوجية لتطوير البنية التحتية المعلوماتية، ونشر الثقافة الرقمية بقرى مبادرة «حياة كريمة» على مستوى الجمهورية، حيث تتضمن المرحلة الأولى من المبادرة العمل، بالتوازى على أربعة محاور رئيسية، وهى: ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية لرفع كفاءة خدمات الإنترنت لنحو مليون منزل، بتكلفة تصل إلى نحو 5٫8 مليار جنيه، والعمل على تطوير نحو 839 منفذا بريديا وتطوير 11 مركز توزيع وتزويد المكاتب البريدية بماكينات الصراف الآلى، بالإضافة إلى تحسين جودة خدمات الاتصالات من خلال تزويد القرى بمحطات شبكات المحمول؛ فضلا عن العمل على محو الأمية الرقمية وبناء القدرات فى مجال تكنولوجيا المعلومات، والتمكين الاقتصادى الرقمى لأهالى قرى حياة كريمة.
أما رمضان الفخرانى نقيب الفلاحين بالإسكندرية، فيقول: إحقاقا للحق فإن مبادرة «حياة كريمة» تأخرت مئات السنين حتى جاء الرئيس السيسى بنظرة عطف لسكان القرى الذين حرموا من الخدمات طوال تلك السنوات، فقد كان يعانى سكان قرية العامرية وبرج العرب من البعد عن الخدمات العامة قرابة 40 كلم بينها وبين المدينة، واليوم أصبح فى كل قرية مدارس على أعلى مستوي، ووحدات صحية مجهزة، بالإضافة لمنظومة الصرف الصحى وملاعب الكرة كل هذا يصب فى مصلحة الفلاح، الذى بدأ يشعر بآدميته، وأنه بات فى بؤرة الضوء عند المسئولين ونحن نتقدم بالشكر للقيادة السياسية التى حققت هذا الحلم الذى كنا نراه مستحيلا.
وتابع الفخرانى مؤكدًا: اليوم أصبح لدينا فى القرى مجمعات خدمات زراعية وبيطرية تساعد المزارعين على الاستثمار الزراعى وبالتالى تحسين مستوى المعيشة.
فيما يقول عبد الرحمن خليل، إمام مسجد بزفتى: لم نكن نتصور يوما أن حلم البسطاء فى الحياة سوف يتحقق، فقد كنا نعانى معاناة شديدة فى القرى مع الحرمان من أدنى درجات الخدمات، وكنا نتكبد الجهد والمال وتضيع ساعات من الوقت للوصول إلى المدينة من أجل الكشف على مريض أو حتى الحصول على المعاش وكذلك يعانى الطلاب من ضياع الوقت فى سبيل تلقى العلم واليوم أصبح لدينا مكتب بريد ومجمع مدارس ومجمع خدمات وصرف صحى وشبكات اتصالات وغيرها من الخدمات واصبحنا نشرب مياه نظيفة.. لا نملك إلا أن نتقدم بالشكر والعرفان للقيادة السياسية وبثورة 30 يونيو التى غيرت كثيرا من شكل الريف المصرى واعادت الينا كرامتنا.
فيما قال الدكتور مصطفى أبو عمارة أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر: «حياة كريمة» مصطلح فلسفى لا يجرح المشاعر ويتناسب مع ثقافة الشعب المصرى العريقة، قدم التاريخ ولا ينكر ما تقوم به الدولة تجاه رعاياها من الإصلاحات فى كل المرافق، ومن ينكر ذلك إلا من فى قلبه مرض، حيث نشاهد ونريد رؤيا العين محاولات الارتقاء بمستوى المعيشة، من طرق ممهدة وخدمات ملموسة شعر بها المواطن وأصبح يرفع أكف الضراعة لله داعيا لكل من ساهم فى هذه الطفرة من أولى الأمر.