راديو الاهرام

لحظات فارقة في حياة المصريين

2-7-2022 | 15:32

كانت ثورة 30 يونيو، لحظة فارقة في تاريخ هذا الوطن العريق، كما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته بمناسبة الذكرى التاسعة لها؛ لأنها أحدثت تحولًا جذريًا في مصر، وحدث بعدها فرق كبيرعما كان قبلها، فاللحظات الفارقة في حياة الأمم والشعوب وحتى في حياة الإنسان، هي التي تؤدي إلى التغيير للأفضل، ويكون ما قبل هذه اللحظة شيئًا وما بعدها شيئًا آخر مختلفًا تمامًا.

وإذا نظرنا إلى واقع مصر قبل 30 يونيو، سنجدها شبه دولة مختطفة من تنظيم إرهابي، يحكمها رئيس مجرد "دمية" في يد مكتب الإرشاد يحركها كيفما يشاء، وتنظيم إرهابي لا يعرف معنى كلمة وطن، فالوطن بالنسبة لهم "مجرد حفنة عفنة من تراب" كما كان يصفه مؤسس هذا التنظيم سيد قطب، وكان مشروعهم للنهضة مجرد سلسلة محلات "سوبر ماركت".

هؤلاء الإخوان الإرهابيون، كان لديهم استعداد فطري للتحالف مع الشيطان، وعمل أي شيء، حتى لو قتلوا نصف المصريين، لكي يظلوا في سدة الحكم، بالإضافة إلى الواقع المرير الذي كان يعيشه المصريون يوميًا من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، ونقص في مواد الوقود، وتعديات غير مسبوقة على الأراضي الزراعية، حولت الآلاف من الأفدنة الخصبة إلى كتل خرسانية، وتعديات على كل شيء؛ أراضي أملاك الدولة، وحرم النيل، والمجاري المائية، ووقفات احتجاجية ومطالب فئوية وغيرها الكثير.

مستقبل هلامي وهمي وظلام دامس ووضع مزرٍ يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وعجز الموازنة وصل إلى 14%.. والنقد الأجنبي وصل إلى معدل الخطر 13 مليار دولار، لا تكفي واردات مصر 3 أشهر.. أكثر من سوق سوداء لسعر الصرف.. معدل البطالة وصل إلى 13,5 %، وغيرها.

ولكن إذا نظرنا إلى مصر بعد هذه اللحظة الفارقة 30 يونيو، سنجد أن المصريين قد عادت إليهم الحياة مرة أخرى، وعاد إليهم حلم العيش بكرامة من وطن حر، وكبر لديهم الحلم بعد أن وجدوا أنهم صنعوا بثورتهم المستحيل، وإن دولتهم هي الدولة الوحيدة التي نجت من ثورات الخراب العربي، وبعد أن كانت دولتهم شبه دولة باتت الآن ملء السمع والبصر، وأصبحت ليست مجرد دولة، ولكنها أصبحت قوة إقليمية لها تأثير وتواجد في كافة المحافل الدولية، وتلعب دورًا رائدًا على كافة الأصعدة عربيًا وإفريقيًا وعالميًا.

ولم تكن ثورة 30 يونيو هي وحدها اللحظة الفارقة في حياة المصريين، ولكن كان بزوغ نجم الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه وزارة الدفاع واستجابة جيش مصر العظيم لنداء الشعب، لحظة فارقة في حياة المصريين أيضًا، وكان له تأثير كبير في المعادلة السياسية في مصر، لأن الشعب المصري وجد من بين أبنائه المخلصين القائد الشجاع الأمين الذي يستطيع أن يتحمل المسئولية بكل أمانة وصدق، وينقذ الوطن ويبحر به إلى بر الأمان، وكان هذا الشعور جارفًا وتلقائيًا لدى الجميع، وعبر عنه المصريون بحملهم صور السيسي في ثورة 30 يونيو بجوار صور عبدالناصر والسادات، أي أنهم يرونه في هذه اللحظة الفارقة رئيس مصر القادم وقد كان.

تغيرت الحياة على وجه مصر، بعد أن تولى الرئيس السيسي المسئولية في الثامن من يونيو 2014، حيث تم وضع برنامج حقيقي للإصلاح الاقتصادي في نوفمبر 2016، أنقذ الاقتصاد المصري من الانهيار، كما تم وضع خريطة تنمية عملاقة لمصر، تصل إلى كل شبر من أرض المحروسة، بهدف توزيع العمران والتنمية على كامل الأراضي المصرية، بدلًا من التمركز في 6% فقط، ولكي يصل العمران إلى 12% من أرض مصر ويزداد في المستقبل.

كما انتصر المصريون في أخطر معارك التنمية بالقضاء على العشوائيات والفقر وتدشين أضخم مشروع في العالم "حياة كريمة" الذي يستهدف تغيير الحياة على أرض مصر ويستفيد منه 60 مليون مواطن، مما يجعله الأول والأضخم في العالم، كما قدمت مصر نموذجًا تاريخيًا يحتذى في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث تمكنت من دحر قوى الشر والظلام؛ لينعم المصريون بالأمن والأمان، فكل التحية والتقدير والعرفان لأرواح شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداءً للوطن وللمصريين.

وبرغم ما حققه الرئيس السيسي من إنجازات غير مسبوقة داخليًا وخارجيًا إلا أنه لا يزال يحلم بتحقيق المزيد والمزيد لمصر والمصريين، في ظل عالم مضطرب يعج بالحروب والأزمات والأوبئة.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: