قال الكاتب والناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا: "لا أعلم بالطبع الأسباب الحقيقية التي دفعت الفنان الكبير هاني شاكر إلى تقديم استقالته كنقيب للمهن الموسيقية، ولكنني أتصور أن الذي دفعه إلى ذلك، هو كم الضغوط التي تعرض لها فضلا عن ممارسات أصحاب المصالح، وعلى رأسهم (مطربو الابتذال)، والحقيقة أنه أصبح من الواضح أن كل الذين يدافعون عن القيم النبيلة ويقاومون الفساد في أي مجال من المجالات، يواجهون تعنتا، وكراهية، وحربا من قبل الطرف الآخر الذي يسعى لإهالة التراب على كل شيء جميل".
موضوعات مقترحة
وأضاف عبدالرازق أبو العلا في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، "ولقد تابعنا خلال الشهور القليلة الماضية، المواجهات التي تمت بين النقيب الفنان هاني شاكر والمطربين – أقول ذلك تجاوزا لمفهوم مطرب - الذين أطلقوا على أنفسهم (مهرجانات) أو غيرها من المسميات، التي يخفون من ورائها غياب موهبتهم، وضحالة ما يقدمونه، في مناخ أتاح لهم فرصة الظهور، فظنوا أن الجماهير تساندهم، لكنهم – في واقع الأمر – مثلهم كمثل النباتات الطفيلية التي تظهر فجأة في الصحراء، لكن هبة هواء واحدة، ستطيح بها، وتختفي، وكأنها لم تكن".
وتابع "وحين يقوم فنان مثل هاني شاكر بمقاومة محاولات هؤلاء لفرض ذوقهم المتدني علي مستوي الأداء والكلمات، فكان من الضروري أن يجد مساندة من كل الشرفاء، سواء من العاملين في حقل الغناء، أو من خارجه، لأن الأمر يتعلق بتاريخ مصر، وريادة مصر، وسمعتها الفنية، كما يتعلق بقواها الناعمة، التي لا ينبغي أن يقوم فريق بتشويهها بمساعدة من يحيكون المؤامرات، ويريدون للفن المصري ألا يكون متواجدا على الساحة العربية، كما كان أصيلا ومؤثرا من قبل".
وقال "سحب البساط من تحت أقدام الفنانين الحقيقيين، ودفع غيرهم من الدخلاء الموهومين، أمر مقصود، ويعلمه كل من يقرأ المشهد جيدا، و(هاني شاكر) قرأ المشهد، ورأي النتائج ظاهرة جلية، فحاول بما يملكه من صلاحيات، أن يُصلح، لكنه لم يستطع- وحده- القيام بتلك المهمة، وتلك مأساة كل من يريد الإصلاح، فلا يجد من يؤازره بحق، وكأن القبح أصبح أقوى من كل محاولات المصلحين".
ومنذ أيام، أعلن الفنان هانى شاكر قرار استقالته من منصبه كنقيب للمهن الموسيقية في حين أن مجلس النقابة اجتمع لرفض قرار الاستقالة وطالب عدد من الفنانين تراجع أمير الغناء العربي عن هذا القرار.