دخلنا في الشهر الحرام.. «ذو الحجة»، فيه يتم ركن مهم من أركان الإسلام، الركن الخامس، الحج لبيت الله الحرام، تعظيم أول بيت وضع للناس فى الأرض، وفيه مصلى إبراهيم أبي الأنبياء، «وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى» (البقرة 125)، وفيه عيد الأضحى المبارك، أو عيد المسلمين الأكبر، وتذكرنا قصص القرآن بقصة البلاء المبين وراء هذا العيد.
قصة تحدثنا بموقف لنبيين كريمين، من أنبياء الله تعالى، وكيف كانت شدة امتثالهما وصبرهما، وتسليمهما لأوامر الله تعالى، قصة سيدنا إبراهيم، مع ولده إسماعيل، عليهما السلام، فإذا كنا أمة الإسلام، نتذكر نبى الله إبراهيم عليه السلام، فعلينا تذكر ملته، الملة التى أمر الله جل وعلا نبيه محمدًا «صلى الله عليه وسلم» باتباعها، قال تعالى: «ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»، (النحل 123).
الملة التي سفه الله الراغب عنها، فقال: «وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ»، (البقرة الآية 130)، «وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا» (النساء الآية 125)، الملة التي أمر ربنا نبيه: «قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» الأنعام (الآية 161)، فقول الله حق، وخبره صدق، «قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» (آل عمران الآية 95)، فملة إبراهيم عليه السلام، ليست في الذبائح والأضاحي، ثم نتركها في سائر السبل والنواحي.
فمن ذلك النور العظيم، لملة إبراهيم عليه السلام، أدعوكم معاشر المؤمنين والمؤمنات لنقتبس شهابًا ونكون لملة إبراهيم من المتبعين، هل من الممكن أن تتبع ملة إبراهيم، وتكون إرهابيًا تقتل المسلمين، هل ممكن أن تتبع ملة إبراهيم وتقتل المسيحيين واليهود وهم معنا في زمرة الملة؟
هم أبناء إبراهيم عليه السلام، «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ» (البقرة الآية 285)، علينا أن نعيد التفكير، وننقي ديننا الحنيف من أفكار السلف والجماعات المتأخونة الذين شوهوا الإسلام وأنسونا أبانا إبراهيم، أبا الأنبياء عليه السلام، عيد الأضحى المبارك، والحج، وذو الحجة، تذكرنا بأبينا إبراهيم عليه السلام، والسيدة هاجر عليها السلام (المصرية)، وكفاحها من أجل وليدها نبي العرب، جد سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، حفظ الله دينه وملة إبراهيم.
وأنقذنا من المدعين وتجار الأديان، الذين نسوا أن الدين لله، والوطن للجميع، وحتى يكونوا مؤمنين ومسلمين، يجب أن يكونوا قدوة، وأن تكون أقوالهم وأفعالهم صادقة، وليست رياء، كلنا لله، كلنا لنا لقاء مع الله.
الحج ورحلته المقدسة، تذكر الإنسان برحلته الكبرى مع الحياة، وبالتوحيد والإكبار، الله أكبر وأن لنا ميعادًا مع الخالق، وعلينا أن نتعظ ونجعل من صلواتنا ودعائنا، وصيامنا وحجنا خالصًا لوجهه عز وجل، كل عام وأنتم بخير.