هزيمة الإسلاموفوفوبيا في موقعة المسابقة الفنية بالكونجرس الأمريكي، وأصابتها لوحة فتاة اليمن "سالي المكلاني" إصابة بالغة، وكان عنوان اللوحة الفنية الذي أفقد الإسلاموفوبيا توازنها "حجابي يجعلني قوية".
وحصدت أول طالبة مسلمة عربية المركز الأول في مسابقة الكونجرس الفنية، وعُلقت لوحتها على جدار مبنى الكونجرس من الداخل، ويرجع سر نجاحها وفرض نفسها على محكمي المسابقة، أنها أعلت من شأن شخصية المرأة المسلمة، وأظهرتها وهي ترتدي حجابها الأصفر في خلفية داكنة، لتجذب عقل المشاهد.
والذي أشعل غضب مؤيدي الإسلاموفوبيا ما تضمنه إعلان عضو الكونجرس "ألكساندريا كورتيز" على حسابها الرسمي على إنستجرام، وأفرطت في ثنائها على اللوحة الفنية، وقالت إنها اختارتها كمركز أول لتصويرها شابة مسلمة متألقة تعارض بقوة الصورة النمطية المعادية للإسلام والحجاب.
واستخدمت "سالي" نفس السلاح الذي شوهوا به رسولنا، ولكنها وجهته في صد الهجمة على الإسلام وصححت مساره، وطوعت الفن لتوضيح أن رسالة الإسلام جعلت المرأة المسلمة أكثر ثقة وتألقًا، وذلك على النقيض من الصورة التي فرضها الإعلام الغربي.
وأعطى فوز فتاة اليمن المسلمة انطباعًا إيجابيًا أن أمريكا بلد حضاري، يسمح بتعايش جميع الأديان ويحترمها، و"سالي" تدرس في مدرسة ثانوية للفنون بنيويورك، وتهدف من خلال لوحتها إلى توصيل رسالة إلى كل فتاة محجبة بأن تعتز بقيمها، كما تفخر أي امرأة أخرى بمعتقداتها.
ومن قبل لعبت كرة القدم دورًا كبيرًا وسط المجتمع الغربي في تصويب صورة المسلم، ومن بين أبطالها تألق النجم العالمي محمد صلاح، وانتشار تداول صورة تجمهر أطفال أوروبا وكل طوائفها حول صلاح، ويفصحون بشكل تلقائي عن رفضهم لوسواس الإسلاموفوبيا.
ومفهوم القوى الناعمة كما وصفه "جوزيف ناي" الأستاذ بجامعة هارفارد بأنه يمثل القدرة على الإقناع والجذب دون استخدام القوة وسلاح الكراهية، ومنظمات في المجتمعات الغربية نجحت نجاحًا منقطع النظير منذ زمن بعيد في تسخير أدوات القوى الناعمة في غرس كراهية الإسلام والمسلمين.
ومع صعود التيار اليميني المتطرف على صعيد العالم غير المسلم، يحرز مسلمون داخل مجتمعاتهم تفردًا وتميزًا في مجالات عديدة، ويزيد الأمر تعجبًا أن شخصيات غير إسلامية من ذوي القامات العلمية والسياسية في هذه البلاد تشيد بهؤلاء المسلمين.
وأكدت لوحة "حجابي يجعلني قوية" أن مواجهة مواجات كراهية الإسلام لن تتحقق إلا بواسطة الفكر الراقي وبتوظيف روافد الثقافة، وليس من خلال تخصيص يوم عالمي لمحاربة الإسلاموفوبيا، أو بتأسيس هيئة منوط بها الرد على مهاجمي الإسلام والمسلمين بصورة مباشرة.
Email:[email protected]