ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة، والتي نأمل فيها بمستقبل ينشده كل فرد من أفراد الأسرة المصرية، نتمنى أن تكتمل المكتسبات التي حصلت عليها المرأة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فطوال السنوات الماضية والعمل يجري على قدم وساق في مجالات عديدة من أجل صالح المرأة المصرية، ولأننا نشهد خطوات جادة وسريعة في هذا الاتجاه فعلينا أن نشجع أيضًا الخطوات التي قفزتها عبر ثلاث سنوات مبادرة «معًا لحماية الأسرة» لمؤسسيها الدكتورة إنجي فايد أستاذ الآثار، والدكتور حسام لطفي أستاذ القانون، والشيخ عبدالله النجار، تلك المبادرة التي تحفز على الوعي بحق الكد والسعاية للمرأة غير العاملة والتي تؤثر أسرتها وأولادها على نفسها مساهمة منها لإنماء دخل الأسرة، ومن ثم مساندة ومساعدة الزوج.
«معًا لحماية الأسرة المصرية» من خلال التجاوب والاستجابة لـ «فقه المالكية» الذي يوفر للمرأة جزءًا من مكسب الرجل بعد أن ساعدته في الحصول عليه، خاصة في حالة طلاق المرأة في سن كبيرة، وبعد أن تقضي حياتها في تضحيات للكبير والصغير داخل أسرتها، وفى وقت من الأوقات قد لا تجد نفقة أو إعاشة لنفسها إذا وقع الطلاق في أسرتها واستغنى عنها الزوج الذي ساندته طيلة حياته، فماذا عن حقها الشرعي وحقها في الكد والسعاية؟
روايات كثيرة نسمع عنها في هذا الاتجاه، فربما يغدر الزوج بزوجته وربما تتغير مشاعره وربما يريد أن يغير حياته بعد سنوات طويلة من الزواج، وكل هذه الأمور واردة في بعض الأسر المصرية وتحدث بالفعل، فماذا عن حقوق المرأة - التي هي الزوجة والأم - في مثل هذه الحالات، بالطبع تعيش أسوأ الأوقات في حياتها، بعد أن تفقد مكانتها داخل أسرتها، فماذا عن تشريع قانون واضح يضمن للمرأة - خاصة غير العاملة - حقها في الكد والسعاية من مال الزوج المكتسب دون الحاجة لإثباتات ورقية مسبقة من الصعب التوقف عندها؛ لأن السير بشكل رسمي بين الزوجين يجعل طبيعة الحياة بينهما مليئة بالتوتر.
في إحدى الندوات التي شاركت بالحضور فيها مع مؤسسي مبادرة «معًا لحماية الأسرة المصرية»، والتى عقدتها جامعة المنصورة، ونظمتها كلية السياحة والفنادق، فوجئت باستفسارات عديدة وتساؤلات لعدد كبير من الطلاب والطالبات.
وأتوقف عند تساؤل لإحدى الطالبات، والتي عبرت فيه عن مخاوفها عند الزواج، وهل تساهم مع زوجها في متطلبات الحياة، وتسانده في أعباء المعيشة، والتغلب على صعاب الأزمات المادية، وما هي الضمانة التي تتحقق لها بعد أن تقوم بمساعدته؟
وبالطبع جاءت الإجابة على لسان الأساتذة مؤسسي المبادرة: أنه لابد من التكامل والمساندة والتعاون بين الزوجين، وأنه لا خلاف على أن الأسرة المتعاونة المتحابة هي التي تحقق نجاحًا في المجتمع، ووضح مؤسسو المبادرة لكل الحاضرين وأصحاب التساؤلات من الطلاب، أن الهدف من المبادرة هو حماية الأسرة المصرية.