- القصير: إحداث تنمية زراعية شاملة.. والتكيف مع التغيرات المناخية
موضوعات مقترحة
- عبد المنعم البنا: المشروعات الزراعية المستصلحة حديثاً هى المستقبل.. والأفضل زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية
- نائب وزير الزراعة السابق: أفضل محاصيل للأراضى الحديثة «القمح والبنجر والذرة والمحاصيل الزيتية»
- النائب عبد الحميد الدمرداش: تحقيق الاكتفاء الذاتى صعب.. والنجاح هو الاقتراب من سد الفجوة الزراعية ونحن نصدر إلى 90 دولة
- مدير معهد أمراض النباتات: التأكد من سلامة التقاوى والشتلات والمياه من الأمراض للحفاظ على الأراضى الحديثة
- مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش: عدم نقل تربة من مناطق موبوءة ببذور الحشائش مع ضرورة استخدام أسمدة تامة التحلل
قال رسولنا الكريم «إذا قامت الساعةُ وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها»..الرئيس عبد الفتاح السيسى يقدم ملحمة من العطاء والتنمية الزراعية، التى تقترب من استصلاح 5 ملايين فدان.. لم نشاهد رئيساً مصرياً من قبل اهتم ودعم القطاع بهذا الشكل، إذ أن القوة الحقيقة لأى دولة تكمن فى قدرتها على تحقيق الأمن الغذائى، وقد شهدت مصر خلال الآونة الأخيرة العديد من المشروعات الزراعية الكبرى، جنباً إلى جنب مع مع توفير تسهيلات تمويلية غير مسبوقة لخدمة القطاع الزراعى، منها على سبيل المثال تقسيط مستلزمات الرى الحديث على عشر سنوات وبدون أى فوائد.. وخلال السطور القادمة نستعرض لكم أهم آراء الخبراء المتعلقة بهذه الصحوة الزراعية..
وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال اجتماعه مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، باستمرار تعزيز جهود الاستصلاح الزراعى فى مشروع الدلتا الجديدة، وما يتبعه من إنشاء مجتمعات عمرانية ممتدة، وهو ما يحقق أهداف الدولة فى سعيها لإنشاء مراكز تنمية شاملة جديدة، بالتوسع الأفقى بعيداً عن مناطق التكدس السكانى.
واطَّلع رئيس الجمهورية، على آخر مستجدات المشروع القومى للإنتاج الزراعى الدلتا الجديدة، والذى يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية فى مصر، على امتداد محور الضبعة الذى تصل المساحة المستهدفة به إلى 2.8 مليون فدان.
طبيعة المكان
وقال السيد القصير وزير الزراعة، إن المشروعات الزراعية الجديدة، يتم تحديد المحاصيل فيها حسب التركيبة المحصولية وطبيعية التربة، حيث إن طبيعة كل مكان تختلف عن المكان الآخر، مضيفاً أنه يتم تحديد المحاصيل من خلال المتخصصين فى مركز البحوث الزراعية، للاستفادة العظمى من هذه الأراضى التى تم استصلاحها، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى، للتوسع فى الرقعة الزراعية، وتعمل مراكز البحوث الزراعية على استنباط سلالات عالية الإنتاجية، للتوسع الأفقى والرأسى فى الزراعة.
وأكد أننا نعمل على تحقيق الأمن الغذائى المصرى، والحفاظ على الموارد الاقتصادية، مع إحداث تنمية شاملة، ونستهدف التكيف مع التغيرات المناخية، مضيفاً أن مشروعات التوسع الأفقى تتمثل فى مشروع الدلتا الجديدة بمساحة 2.2 مليون فدان، مشروع تنمية توشكى بمساحة 1.1 مليون فدان، مشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، مشروع تنمية الريف المصرى الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، ومشروعات ببعض محافظات الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان، موضحاً أن زيادة الرقعة الزراعية تعويضاً عن فاقد الأراضى، نتيجة التوسع العمرانى ورفع نسبة الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية.
وضع الأولويات
من جهة أخرى قال الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة السابق، إن مشروعات الدلتا الجديدة توشكى ومشروع المليون ونصف المليون فدان هى المستقبل، والأراضى المستصلحة حديثاً الأفضل أن تتم الاستفادة منها فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية حسب طبيعة كل مكان.
وأضاف وزير الزراعة السابق، أنه لابد من وضع أولويات فى عمليات الزراعة حسب المحاصيل المطلوبة للسوق المحلية، حتى يكون هناك استقرار وسد الاحتياجات والفجوة الموجودة فى بعض المحاصيل، مضيفاً أن هناك خريطة زراعية وضعتها معاهد مركز البحوث بشأن المحاصيل، ويجب أيضاً الاهتمام بزراعة محاصيل ذات جدى اقتصادية.
مؤشر خطير
ومن جهته أكد الدكتور محمد عبد التواب نائب وزير الزراعة لشئون استصلاح الأراضى السابق، أنه بعد إجراء الدراسات على الأراضى المستصلحة حديثاً من حيث: درجات الحرارة وطبيعة التربة وعدد ساعات النهار وسرعة الرياح ومدى جودة المياه، نجد أن أفضل المحاصيل لتلك الأراضى: القمح والبنجر والذرة والمحاصيل الزيتية دوار الشمس والكانولا تتم زراعتها فى كندا وتنتج زيوتاً بشكل جيد.
وقال نائب وزير الزراعة السابق، إن سد احتياجاتنا من المحاصيل الزيتية من الخارج مؤشر خطير، ويجب أن يكون دافعاً للقيادة السياسية والمسئولين عن زراعة الأراضى الجديدة، للتفكير فى زراعة المحاصيل الزيتية فى مصر، مضيفاً أنه كانت تتم زراعة 2 مليون فدان قطن، تنتج منها زيوت ونسبة كبيرة من كسب القطن الذى يدخل ضمن مكونات الأعلاف.
وأشار نائب وزير الزراعة السابق، إلى أنه يجب الاعتماد على الأصناف المصرية فى الزراعة، لأنها آمنة ومنتجها أمن، مشيراً إلى أنه يجب أيضاً التركيز على زراعة منتجات استراتيجية فى الأراضى المستصلحة حديثاً، ولا نزرعها بسلع تصديرية مثل الفول السودانى والبطاطس، لأن هذه المحاصيل تجعل الغنى يزداد غنىً والفقير يؤثر عليه من خلال عدم توافر السلع.
وكشف أنه يجب دائماً تعيين الكفاءات فى الأماكن المؤثرة، والأهم أنه يكون متحركاً على أرض الواقع، المكاتب لن تحل مشكلات، النزول إلى أرض الواقع يمكِّن المسئول من الإلمام بأطراف المشكلة، ويتمكن من حلها، ويبث روح الحماس فى الموظفين والعمال.
وتابع عبد التواب، أنه يجب رفع كفاءة مشاريع الاستصلاح القديمة، لتحقيق الاستفادة من جميع الأراضى الزراعية، متابعاً أنه يجب تمهيد الأراضى بالليزر وريها بالغمر، لأنه الأفضل فى الزراعة، والتمهيد بالليزر يقلل استهلاك المياه.
وأضاف عبد التواب، أن الأراضى الزراعية المستصلحة حديثاً بمساحات كبيرة، وهذا يدعم دور الميكنة بشكل كبير، حيث يوفر كثيراً من تكلفة الحصاد والجنى، وقلة التكلفة تزيد من الربح.
قضية سياسية
وأكد النائب عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أن مشكلة العجز الغذائى أصبحت قضية سياسية استراتيجية ترتبط بالأمن القومى والإقليمى، مضيفاً أن الغذاء أصبح سلاحاً استراتيجياً فى يد الدول المنتجة والمصدرة، تمارس بها ضغوطات على الدول المستوردة لتحقيق أهداف سياسية وغير سياسية، ولهذا فإن الزراعة أحد أهم الركائز الأساسية للاقتصاد القومى لتوفير الغذاء للمواطنين وتوفير المواد الخام.
وأضاف الدمرداش، أن الرئيس السيسى لديه نظرة ثاقبة بشأن التوسع الأفقى والتوسع الرأسى فى القطاع الزراعى، حيث تبنى عدة مشروعات زراعية، منها أراضى الدلتا الجديدة، وتوشكى، ومستقبل مصر، وتنمية شمال سيناء، والريف المصرى، وتبطين الترع وتأهيل المساقى، والمشروع القومى لإنتاج التقاوى، كل هذه المشاريع من أجل تحقيق الأمن الغذائى، مضيفاً أن تحقيق الاكتفاء الذاتى صعب، ولكن النجاح هو الاقتراب من سد الفجوة الزراعية الموجودة، من الحبوب والذرة وفول الصويا والنباتات الزيتية، هذه المحاصيل تمثل الفجوة الأكبر لدينا، فمثلاً: لدينا اكتفاء ذاتى من القمح بنسبة 55% أن نصل لاكتفاء بنسبة 75% يكون رائعاً جداً، وحققنا جزءاً كبيراً من الاكتفاء.
وأشار رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إلى أنه لا توجد دولة لديها اكتفاء ذاتى من كل السلع والمنتجات، فعلى سبيل المثال مصر تصدر إلى الصين وأمريكا وروسيا وهذه أكبر دول فى العالم والأقوى اقتصادياً، ولدينا اكتفاء من محاصيل الخضر والفاكهة، ونصدر أيضاً إلى 90 دولة فى العالم، وكل دولة لها ميزة نسبية من بعض المحاصيل.
وقال رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إنه يجب زراعة بعض الأماكن التى تصلح للمحاصيل البستانية للتصدير، مثل: العنب والموالح والبطاطس والفراولة والبصل، وهذه المنتجات تسد احتياجات السوق المصرية ويتم التصدير منها أيضاً، مضيفاً أن سبب ارتفاع هذه السلع فى بعض الأوقات يكون بسبب فاصل العروات الزراعية.
وأوضح: من المحاصيل الهامة التى تجب زراعتها: القمح والذرة وفول الصويا وعباد الشمس.. المحاصيل التى نستوردها بكميات كبيرة.
تجذب السكان
وتابع النائب عبد الحميد الدمرداش، أن المجمعات الزراعية الصحراوية الجديدة تجذب نسبة من السكان، وخصوصاً إذا كان بها شبكات كهرباء ومناطق إدارية وورش وطرق، متابعاً أن إنشاء مجمعات سكنية خارج الكتلة نجاح كبير، وخصوصاً مع التزايد السكانى الكبير.
وقال إن استصلاح أراضى زراعية جديدة يحتاج رجال أعمال، لأنهم لديهم الإمكانيات المادية التى تحتاجها تلك الأراضى، وخصوصاً فى المساحات الكبيرة، مضيفاً أن مشروع زراعة بنجر السكر مع مجموعة الغرير الإماراتية، مشروع استثمارى زراعى وصناعى كبير جداً، سيساهم فى سد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك لمنتج السكر فى مصر، وزيادة الرقعة الزراعية وتشجيع الأنشطة القائمة على الزراعة والصناعات التكميلية لها، وتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مضيفاً أن هذه المشروعات العملاقة يمكن أن يتم منح مشروعات أصغر 20 و 30 فداناً للمزارع المصرى بالقرب منها، حتى تمكنهم من زراعة نفس تلك المحاصيل، لتساعدهم على تسويقها أو توريدها لمصانع هؤلاء المستثمرين، مضيفاً أن الأراضى أداة تنمية وليست سلعة، فمن الممكن أن يتم منح المستثمرين، الذين يرغبون فى زراعة محاصيل معينة، بمساحات كبيرة الأراضى بحق الانتفاع وبمقابل بسيط، مقابل أن المستثمرين يستصلحون تلك الأراضى، ويوفرون منتجات من الأراضى المصرية.
مشتل معتمد
من ناحية أخرى أكد الأستاذ الدكتور أشرف خليل مدير معهد بحوث أمراض النباتات بمركز البحوث الزراعية، أنه تجب زراعة شتلات خالية من أى أمراض، حتى لا تكون وباءً لتلك الأراضى الجديدة، مضيفاً أنه فى حالة الإصابة سوف يتم تقليع تلك الشتلات لإصابتها.
وأضاف أنه فى حالة زراعة شتلات، لابد من الحصول عليها من مشتل معتمد، وللتأكيد على أنها خالية من الأمراض، يتم فحصها فى معمل معتمد مثل معمل معهد بحوث أمراض النباتات، ويتم تحليل الفطريات الموجودة فى الجذور، والتأكد من خلو الجذور من مرض النيماتودا، وخصوصاً أنه ينتشر فى التربة الرملية الخفيفة، وهو مرض خطير جداً، لأنه بعد التكلفة الكبيرة فى الاستصلاح والزراعة تدفع المزارع إلى تقليع الشتلات، مضيفاً أنه عند الزراعة عندما نزرع شتلة سليمة فى أراضى سليمة يكون هناك إنتاج جيد وعالٍ.
وكشف خليل: أنه عند زراعة الذرة يجب أن تكون التقاوى معتمدة من قبل وزارة الزراعة، وتكون معتمدة من الإنتاج والإدارة المركزية من فحص واعتماد التقاوى، ومعاملة بالمبيدات الفطرية حتى يكون النبات آمناً، مضيفاً: أنه فى زراعة القمح لابد من الالتزام بالسياسة أو الخريطة الصنفية لكل مكان، لأنه توجد أصناف حساسة للأمراض مثل الصدأ الأصفر الذى يصيب القمح فى بعض الأماكن، مضيفاً أنه يجب مراعاة مصدر الرى، لابد أن يكون موثوقاً فيه ويتم عمل الاختبارات اللازمة المطلوبة، والتأكد من ملوحة المياه ومدى صلاحيتها لرى الأرض، وإذا كان الرى من الصرف الزراعى من الممكن أن تكون المياه ملوثة ببعض الأمراض، متابعاً أنه يجب مراعاة السماد البلدى أن يكون كومبوست متحلل جيداً، لأن روث الحيوانات يكون به بذور حشائش وفطريات، وإذا تمت مراعاة تلك التوجيهات لا تصاب الأراضى بالأمراض.
عوائق الإنتاج
وقال الأستاذ الدكتور عبده عبيد مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش بمركز البحوث الزراعية، إن الحشائش تعتبر من أهم عوائق الإنتاج الزراعى، بسبب تأثيرها المباشر وغير المباشر على الثروة الزراعية، حيث تسبب الحشائش أضراراً كثيرة، فهى تزاحم المحاصيل الزراعية وتنافسها على مقومات الحياة، مثل: الماء والغذاء والضوء والمكان.. مما يؤدى إلى خفض إنتاجيتها وجودتها.
وأضاف مدير المعمل المركزى لبحوث الحشائش، أن الحشائش تعد بيئة مناسبة لإيواء الحشرات والأمراض والقوارض، مضيفاً أنه تسبب مكافحة الحشائش زيادة تكاليف عمليات استصلاح الأراضى الجديدة.
وكشف الدكتور عبده عبيد، أنه لتجنب انتشار الحشائش بأنواعها المختلفة سواء حولية أو معمرة، يجب مراعاة عدم نقل تربة من مناطق موبوءة ببذور الحشائش، واستخدام أسمدة تامة التحلل عند تسميد هذه الأراضى، حتى لا تكون مصدراً لانتشار الحشائش، ويراعى استخدام تقاوى معتمدة منتقاة خالية من بذور الحشائش، وفى حالة استخدام تقاوى المزارعين يجب غربلتها قبل زراعتها، زراعة المحاصيل ذات القدرة التنافسية العالية للحشائش حتى يمكن أن تتغلب عليها، ويجب استخدام المكافحة المتكاملة للحشائش عند ظهورها، والتى تتمثل فى حرث الأرض جيداً مع إزالة بقايا الحشائش، واستخدام طرق الزراعة التى تسهل من التغلب على الحشائش، مثل الزراعة بالتسطير أو على خطوط، والزراعة بمعدل التقاوى الموصى بها لزيادة القدرة التنافسية للمحصول، استخدام طرق الرى الحديثة يقلل من انتشار الحشائش، عدم رعى المواشى والأغنام وانتقالها من الحقول المصابة إلى الحقول النظيفة، لأن بذور الحشائش تنتقل عن طريق روثها، استخدام مبيدات الحشائش المعتمدة والموصى بها من قبل لجنة مبيدات الآفات الزراعية، ومراعاة استخدام المبيد المتخصص على المحصول بالمعدل المناسب وفى الميعاد المناسب، واستخدام آلات الرش المناسبة لمكافحة الحشائش.
مظلة الزراعة التعاقدية
وقال الدكتور رضا محمد على مدير معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، إن المحاصيل الحقلية الصيفية الملائمة لمشروعات الاستصلاح الجديدة بمشروع: مستقبل مصر للإنتاج الزراعى، وتوشكى، وجنوب ووسط سيناء، يعتبر قاطرة مصر الزراعية، وتضاف إلى الرقعة الزراعية، وتساهم بشكل فعال فى تحقيق التنمية الزراعية الشاملة.
وأضاف أن من أهم المحاصيل الحقلية التى يمكن زراعتها فى الموسم الصيفى، والتى تقع فى نطاق معهد بحوث المحاصيل الحقلية الذرة الشامية (خاصة الصفراء)، وفول الصويا والذرة الرفيعة ودوار الشمس والسمسم والفول السودانى، بالإضافة إلى الزيتون الزيتى، مضيفاً أن نجاح تلك المحاصيل يتوقف على درجة تحملها للحرارة والملوحة، ومعظم تلك المحاصيل تتم زراعتها حالياً تحت مظلة الزراعة التعاقدية، والتى تحدد سعر ضمان للمحصول مع إمكانية زيادة السعر حسب الأسعار العالمية وقت التوريد، وبعضها مثل: فول الصويا، والدوار، والسمسم، والذرة الصفراء محاصيل تصنيعية، حيث يمكن العمل على إنشاء مصانع لاستخلاص وتكرير الزيوت بها لتقليل الفجوة الزيتية، مضيفاً أن الذرة الصفراء وفول الصويا تعتبر من أهم مدخلات صناعة العلائق المركزة للإنتاج الداجنى والحيوانى.
وكشف مدير معهد المحاصيل الحقلية، أن التحديات التى تواجه تلك الأراضى، ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدل البخر فى فصل الصيف، وملوحة التربة والمياه فى بعض المناطق، من أهم التحديات التى تواجه تلك الأراضى، مضيفاً أنه يمكن التغلب عليها بزراعة أصناف محاصيل تتحمل الإجهادات البيئية والتغيرات المناخية، وتعتبر الملوحة من أهم معوقات الإنتاج للمحاصيل الحقلية خاصة للأراضى حديثة الاستصلاح، وتمثل الأراضى المتأثرة بالأملاح نحو 35 إلى 40% من إجمالى المساحات المزروعة بالمحاصيل الحقلية، وتتركز الأراضى المتأثرة بالملوحة فى حزام الدلتا الشمالى والأراضى المستصلحة حديثاً مثل المغرة وغرب غرب المنيا.
وأشار إلى أنه تختلف حساسية المحاصيل الحقلية للملوحة سواء ملوحة التربة أو ملوحة مياه الرى، وتؤثر مستويات الملوحة سلباً على إنتاجية المحاصيل الحقلية، ويزداد النقص فى المحصول بزيادة مستوى الملوحة، وتؤدى الملوحة إلى نقص الماء المتاح للنبات، لزيادة تركيز الأملاح فى منطقة الجذور وعدم قدرتها على الامتصاص، وبالتالى نقص المحصول، وظهور أعراض كثيرة على النبات مثل احتراق الأوراق وتبقعها، وتقزم النبات وزيادة الضرر مع زيادة تركيز الأملاح، مشيراً إلى أن الذرة الرفيعة تعتبر من أعلى المحاصيل الصيفية تحملا للملوحة والحرارة العالية، كما أنه يمكن خلط دقيقه بدقيق القمح حتى 20% لصناعة الخبر بجودة عالية، مما يجعل فرصة زراعته وزيادة المساحات من وسائل سد الفجوة الغذائية، مضيفاً أن فول الصويا ودوار الشمس متوسط الحساسية للملوحة، ثم الذرة الصفراء وهو محصول حساس للملوحة، سواء بالأرض أو مياه الرى، ولذا لا ينصح بزراعته فى المناطق المتأثرة بالأملاح.
حزمة التوصيات
وأوضح الدكتور رضا محمد، أن الوصول لأعلى إنتاجية ممكنة من تلك المحاصيل، يجب اتباع التوصيات الفنية لزراعة المحاصيل من موعد الزراعة المناسب، وبرنامج تغذية على حسب طبيعة التربة ودرجة خصوبتها، وتجود تلك المحاصيل تحت نظم الرى الحديث، وأغلبها يصلح للزراعة والحصاد الآلى مما يسهل العملية الإنتاجية، ونظم الرى الحديث تخفض من الاحتياجات المائية والأسمدة، حيث تتم إضافتها مع مياه الرى حسب نوع التربة والعناصر المتوافرة بها.
وكشف أن نظام الرى المحورى (البيفوت) يؤدى إلى زيادة نسبة الرطوبة النسبية حول المجموع الخضرى للنبات، مما يخشى معه من حدوث بعض الإصابات الفطرية خاصة محصول الذرة الصفراء.
وقال مدير معهد المحاصيل الحقلية، إنه يمكن زراعة المحاصيل الزيتية بالأراضى الجديدة، فول الصويا، دوار الشمس، السمسم، كمحاصيل زيتية صيفية فى الأراضى الجديدة، بشرط عدم زيادة درجات الملوحة سواء بالأرض أو بمياه الرى، مضيفاً أنه يفضل وجود مصانع قريبة من مناطق الإنتاج، ويجب تفعيل الزراعة التعاقدية لضمان تسويق المحصول الناتج، مضيفاً أن المعهد يبذل جهوداً حثيثة لاستنباط أصناف عالية المحصول الزيتى وذات جودة عالية، وتم تسجيل صنف جيزة 120 لدوار الشمس، وهو مبكر فى النضج 80 يوماً ونسبة الزيت به 41 – 42 %، ويتحمل الجفاف ونقص المياه، وهناك جهود لإنتاج هجن من دوار الشمس عالية الإنتاجية وعالية فى نسبة الزيت، وتم تسجيل صنف جديد من السمسم وهو سوهاج 1 عالى المحصول ونسبة الزيت به 50.50% ولون البذور الذهبى، وجارٍ تسجيل 3 أصناف جديدة من فول الصويا، تتميز بنسبة الزيت العالية والمحصول (20%) والمقاومة لدودة ورق القطن، حيث اجتازت تلك السلالات الاختبارات اللازمة للتسجيل، ويوجد هجن من الذرة الشامية الصفراء مثل الهجن الثلاثية الصفراء 368 و 369 و 370 و 377، والتى يمكن أن يتم إنتاجها فى أراضى الاستصلاح الجديدة، بشرط عدم تأثرها بالأملاح ومراعاة مواعيد الزراعة، بحيث لا توافق درجات حرارة عالية أثناء فترات التزهير أو امتلاء الحبوب.