Close ad

مدونة سلوك "حيوية.."1-3"

26-6-2022 | 21:19

لن نضمن الوصول إلى جودة الحياة بعيدًا عن التنوع البيولوجي، ولن يتحقق هذا التنوع المنشود في غياب الإدراك والوعي البيئي، ولن يتوافر هذا الوعي ويتحقق الإدراك بعيدًا عن نطاق رحب يطلق عليه "المحميات الحيوية".
 
"المحميات الحيوية"، مصطلح حديث نسبيًا، يستوعب صيانة موارد البيئة الحيوية وحمايتها ومجالات تنميتها، بزغ هذا المصطلح ضمن برنامج "الإنسان والمحيط الحيوي- “MAB" بمؤتمر البيئة الحيوية بدعوة من منظمة "اليونسكو" في باريس 1968، بهدف إنشاء قاعدة علمية متطورة للاستغلال الأمثل للموارد الحيوية وتنميتها وصيانتها من التدهور.
 
وتعرف “المحمية الحيوية Biosphere reserve – " بأنها وحدة إيكولوجية محمية، "وحدة برية على الأرض أو مائية بحرية"، كما فسر موقع "دراسات خضراء" بالإمارات، بأن “المحمية الحيوية” هي “وحدة بيئية محمية تعمل على صيانة الأحياء الفطرية، نباتية كانت أو حيوانية، وفق إطار متناسق، مع إمكانية استخدامها في إجراء الدراسات والبحوث الميدانية والتعليم والتدريب للمسئولين والسكان المحليين ليتحملوا المسئولية تجاه بيئتهم الحيوية، والهدف هو صيانة النظم البيئية للسلالات النباتية والحيوانية التي تعيش في الحياة الفطرية بما يضمن استدامة وجودها.
 
مؤتمر باريس، أوصي بضرورة وضع مجموعة من المعايير التي تحقق الصيانة لهذه النظم الحيوية، كما أقر ”مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية“ بإستوكهولم 1972 توصية بإنشاء شبكة عالمية من المحميات الحيوية "الطبيعية" لضمان حفظ التنوع الحيوي.
 
وفي 1975 نشر “الاتحاد الدولي لصيانة الطبيعة IUCN” خارطة للأقاليم الجغرافية الحيوية، شملت 193 إقليمًا رئيسيًا وفرعيًا، يتم من خلالها اختيار محميات هذه الشبكة العالمية.
 
ولأن العمل البيئي لابد أن يتسم بالوضوح في العرض والبساطة في المعالجة، فلعل إطلاق "مدونة للسلوك حيوية"، تزامنًا مع استحقاقات وطنية وفعاليات دولية على أرضنا، خاصة بعد أن حققنا رصيدًا إيجابيًا في الشأن البيئي، أثمر عن تقدم مصر في ترتيب مؤشر جاذبية الدول للاستثمار في الطاقة المتجددة، لتصبح من بين أفضل 20 دولة عالميًا، في مجال القوانين المشجعة على الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة طبقًا لمؤشر أداء تغير المناخ للعام الحالي 2022، وهو مايتطلب الحفاظ على إيقاع هذا الانجاز، وتطويره، كلما اقترب موعد قمة الأطراف "COP27" بشرم الشيخ نوفمبر المقبل.
 
ولعل إطلاق مبادرة تعنى بإصدار"مدونة سلوك حيوي" تهتم برسم وتحدد مسار طريق للمجتمع المدني ليقوم بدور الظهير للجهد الرسمي، الذي تمكن من الوصول إلى قدرات غير مسبوقة، من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووضعت الحكومة خطة طموحة لمضاعفة هذه القدرات إلى 300% في مدى قريب.
 
هناك ضرورة لإطلاق طاقات التنمية الإنتاجية بفكر جديد غير تقليدي قوامه الجمعيات الأهلية، لكي يسهم بدوره في ترجمة مبادرات ومشروعات الدولة في الحفاظ على البيئة، مثل"الطاقة المتجددة،" و"التعافي الأخضر" و"البيوجاز"، و"إيكو أيجيبت"، و"تطوير منظومة إدارة الري"، وتوفير الدعم التقني والمالي والتعليمي والتدريبي للجهود الأهلية، ومن المثير أن مشاركة المجتمع المحلي في 30 محمية طبيعية وحيوية بواقع 15% من مساحة مصر، مازالت مشاركة متواضعة، ومن بين هذه المحميات يوجد محميتان للنطاق الحيوي، هما محمية "العميد" بمطروح، ومحمية "وادي العلاقي" بأسوان، وهما تابعتان لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي.
 
نساعد الطبيعة أم نساعد أنفسنا..الإجابة لدى الدكتورة منال فوزي رئيس "لجنة الإنسان والمحيط الحيوي - "Man& Biosphere: MAB"، حيث ترى أننا عندما نساعد الطبيعة فإننا نساعد أنفسنا بالأساس، وأنه أمر يضعنا على الطريق الآمن والموصل إلى السلام النفسي والأمان الداخلي والخارجي، لأن الحفاظ على الطبيعة هو في جوهره أداء يحاكي العقيدة الدينية.
 
ولاشك أن غياب ثقافة العمل التطوعي بشكل عام والعمل البيئي بشكل خاص، وانصراف المواطنين عن المشاركة في نشاط الجمعيات الأهلية، أدي بدوره إلى ندرة القيادات المؤهلة لتصدر العمل البيئي الميداني؛ نتيجة لغياب قيادات للعمل التطوعي، وهو ما يستدعي تغيير البنية القانونية لكي تتحول الجمعيات إلى كيانات جاذبة للعمل التطوعي، وتنشيط الوعي البيئي.
 
المدونة المقترحة تسعى إلى تبسيط المجال البيئي الحيوي، وإحداث عمليات الدمج بين الجهد الرسمي القوي، ومشاركات وتطبيقات المجتمع المدني، بين الموارد البشرية والموارد الطبيعية، بين البيئة التشريعية والبيئة الحيوية، فضلا عن تقريب المسافات بين المواطن والمسئول، بين الطبيعة وروادها، بين المحميات الطبيعية والمحميات الحيوية، بين المشكلات والبدائل والحلول، بين وزارة البيئة والمجتمع المدني، والأهم بين العالم الباحث والمسئول متخذ القرار.
 
المدونة تهتم بتبديل نمط ”مشاركة المناسبات" للمجتمع المحلي بالمحميات الطبيعية والحيوية، والذي ينحصر دورها فقط في الحراسات وقطع تذاكر للزائرين والتواجد في المناسبات فقط، وتبديل هذا الدور إلى مشارك مسئول متفاعل، يسهم في وضع خطط وبرامج لمحميات منتجة وبؤرة نشاط لتنمية مستدامة بمشاركة الشباب والمرأة وكافة افراد المجتمع وفئاته ينفذون برامج وخطط تعتمد على التدريب والتعليم والتأهيل، والتشبيك وتبادل الخبرات بين الجمعيات فيما بينها، وبين المجتمع المدني الاقليمي والعالمي، ولعل تيسير إطلاق الحدائق الجيولوجية "Geo park" يحقق أهداف محلية عالمية، وهو حديث الأسبوع المقبل انشاء الله.
 
[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: