تحمست بشدة لرؤية النهضة العمرانية المدهشة، التي تشهدها مدينة العلمين الجديدة، فور الانتهاء من قراءة تقارير نشرتها "بوابة الأهرام"، عقب زيارة ميدانية قام بها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لموقع العمل، منذ أيام.
لأنها المرة الأولي التي أزور فيها مدينة العلمين الجديدة، فقد كنت أسيرًا-قبل الزيارة- لانطباع قد يكون سائدًا لدى الملايين، بأنها مجرد أبراج وناطحات سحاب وملاهٍ، توظف فيها استثمارات هائلة، وتطل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
هذا هو الانطباع الأولي، الذي تسوقه أجهزة الإعلام، وتجتهد في ترسيخه لدى المتلقين، "بحسن نية طبعًا"، من خلال نشر صور الأبراج المهيبة، والممشى الشاطئي الأسطوري، وكذلك، المنطقة الترفيهية، المطلة على البحر مباشرة.
قولًا واحدًا، أريد إضافته، بعد رؤيا العين للموقع، على مدار يوم كامل: ما خفي من أعمال إنشائية -بطولية أخرى- هو الأعظم، لتحقيق حلم "جمهورية السيسي" بأن تصبح مدينة العلمين العصرية، بحق، إحدى مدن الجيل الرابع، وتنفرد عن مثيلاتها من المدن، بفضل موقعها المميز، وكبوابة لمصر الجديدة من جهة الساحل الغربي.
بحكم السن والتقاعد، أقيم في بيتي الساحلي معظم أشهر السنة، على بعد نحو 60 كيلو مترًا من العلمين الجديدة، التي تبلغ مساحتها حوالي 300 كيلو متر مربع، ومن المخطط أن تصبح العاصمة الصيفية للبلاد في المستقبل القريب، وتتوافر فيها كل مقومات المدينة الشاملة، من البنية الأساسية للمرافق التعليمية والصناعية والسياحية.
لذلك، لا تمثل مساحة الأبراج الشاطئية والممشى الساحلي والملاهي وغيرها- المتداولة إعلاميا- إلا ما نسبته 10% تقريبًا من إجمالي المدينة الجديدة، وباقي الـ 90%، يقع جنوب الطريق الساحلي، في عمق الصحراء، وجار إنجازه بكل همة.
مركز مدينة العلمين الجديدة، الـ داون تاون، وأحياؤها، بما فيها من أبراج شاهقة وتجمعات سكنية وخدمية، وتجارية وصناعية وسياحية وترفيهية، من المنتظر أن تقع –جميعها- فيما يسمى بالشاطئ الجنوبي لبحيرات صناعية مستقبلية بالمنطقة.
طريق الوصول إلى مركز مدينة العلمين الجديدة، الـ داون تاون، ليس ممهدًا، ومفهوم طبعًا السبب، لأنها منطقة إعمار، جارية على قدم وساق، في أراض صحراوية، وبدلا من قطع المسافة في 5 دقائق، استغرق الوقت نصف الساعة.
وفقًا لتصريحات حديثة أدلى بها الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في أثناء تفقد مدبولي لمشروع الـ داون تاون بالعلمين الجديدة، يقع مركز المدينة على مساحة 33079 فدانًا، ويتكون من أحياء وعمارات سكنية وساحات تجارية وأماكن انتظار للسيارات، إضافة للأبراج الشاهقة الخمسة.
لدى وصولي إلى أحد موقع البناء والتشييد، فوجئت بما يشبه خلية النحل، تضم مئات العاملين من المصريين والصينيين، نحو 2000 من المهندسين والإداريين والعمال، احتفلوا في 20 يونيو الحالي، بمرور عام على وضع حجر أساس مشروع عظيم، سوف يخلد اسم كل من ساهم في إبداع فكرته وتنفيذه.
في 8 فبراير عام 2021، وقعت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والشركة الصينية للهندسة المعمارية، بوصفها أكبر مقاولي العالم، عقد تنفيذ الأبراج بالعلمين، بقيمة 1.97 مليار دولار، ويجري السداد لكامل الأعمال بالجنيه.
بعد شهرين، سوف أكمل - بفضل الله - التاسعة والستين، وفي عام 2025، ستصبح الصحراء الجرداء، التي زرتها بالأمس، مدينة عصرية حديثة بالمعنى المخطط له، فهل سيطول بي العمر لأحكي للأبناء والأحفاد قصة بدايات تشييدها وإعمارها؟!