Close ad

عاش حياته بين 12 ألف كتاب..حكاية «الأستاذ ظاظا» سقراط التعليم الثانوي في الأربيعينيات | صور

26-6-2022 | 14:14
عاش حياته بين  ألف كتابحكاية ;الأستاذ ظاظا; سقراط التعليم الثانوي في الأربيعينيات | صور التعليم الثانوي خلال الأربيعينيات

عاش المعلم محمد حسن ظاظا، أستاذ الفلسلفة بمدرسة الخديوى إسماعيل الثانوية العسكرية عام 1942م  فى خدمة العلم، كان مُحببا إلى الطلبة الذين كانوا يلتفون حوله ولا يتركونه يسير وحده فى رحاب المدرسة العتيقة التى أسسها الخديو إسماعيل بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، كما كانت له رؤيته لما يحدث فى العالم أثناء الحرب العالمية الثانية .

موضوعات مقترحة

 "بوابة الأهرام" تنقل حكاية ظاظا كما روتها صحيفة المدرسة،  حيث تولى ظاظا  الإشراف على مكتبة المدرسة فأكسبها شيئا من روحه، فصارت الطلبة تهرع إلى المكتبة من أجل مجالسته والدخول معه فى نقاش، كان ظاظا كما وصفته صحيفة المدرسة حلو الكلام حتى أنه يجبرك أن تترك القلم ولا تدون مايقول من كلامه الرائع، وقد أكد المعلم محمد حسن ظاظا، أن مكتبة المدرسة لها ميزانية ضخمة، حيث كانت تتبع الأوقاف الملكية، والتى أهدت لها مجموعة كتب قيمة ، بالإضافة لتناسق المكتبة البديع، ووجودها فى مكان صحي فسيح ما جعلها تحتضن 12 ألف مجلدا فى مختلف الفنون والعلوم بمختلف اللغات. 

 ورغم هذا العدد الضخم من الكتب فى المدرسة، إلا إن المكتبة كانت فقيرة من المجلات الحديثة وخاصة لطلبة السنتين الأولى والثانية، ويؤكد محمد حسن ظاظا أن الشباب لاتقدر حجم المسؤلية الملقاة على عاتقه، رغم أن الشباب مطلوب منه البعث، أى بعث مصر المجيدة لتستطيع أن تنعم بالاستقلال، وأن تقوم بدورها فى زعامة الدول العربية وفى المساهمة برقي الحضارة، وهذا الدور يتطلب الرجولة والاستعداد الدائم للتضحية. 

تولى ظاظا بالإضافة لإدارة المكتبة، رئاسة الجمعية الفلسفية بالمدرسة، ووصفت مجلة المدرسة تلك الجمعية التى يقودها ظاظا مع طلابه بالفيلسوف سقراط وتلاميذه، ومثلما كان تلاميذ سقراط يحوطونه دائما، كذلك كان تلاميذ المدرسة يحوطون بمعلمهم محمد حسن ظاظا، وخلال المناظرات احتدمت النقاشات الفلسفية بين ظاظا وبين كلا من عبدالفتاح ساير وحسن عثمان وغيرهم من الأدباء،  وبين الطلبة من جهة آخري، وخاصة فى مناظرة شهيرة بعنوان "الحرب ضرورة لتقدم البشرية، ومناظرة العالم يتقدم ولا يتأخر".

استمرت المناظرة لساعات بين حديث الطلبة العلمى التى تؤكد أن أن الحرب معيار التخلف، وبين المعلمين الذين كانوا يرون أن الحرب ربما تكون ضرورة لتقدم البشرية، وأكد الأديب حسان حتحوت أأن العلم تأخر لأنه حاد عن الدين، وأن المدنية دفعت الشعوب للفساد، ثم تكلم عن بخل الأغنياء على الفقراء، أما حسن عثمان،  فقد أكد أن روح التشاؤم هى روح الكهولة، وأن قيام النازية ماهو إلا عارض يزولن كما أن الحروب تلازم البشرية منذ نشأة الأرض ويبدو أنها لايمكن الاستغناء عنها.

و أكد محمد حسن ظاظا أن الاستعمار حل محل الرق والعبودية فى عصرنا الحالي، ولكنه سيكون أكثر عدلا رغم أكاذيب السياسيين، مؤكدا أن الأكذوبة ربما تتحقق فى يوم من الأيام، أما من الناحية الدينية فقد كان ظاظا يرى أن الدين ليس بكثرة الصلاة، ولكن بالمعاملة، وأن المساواة فكرة دينية لم تتحق ألا فى العصر الحديث، موضحا أن التجارب مهمة جدا، وأن القانون البشري قادر على لجم الفوضى. 

وقال حسن ظاظا أن العالم به الكثير من النقص ولابد من الاعتراف بذلك، وأن الشخص الذى يعترف بخطئه يسير على الفضيلة، ثم تحدث عن الحرب، وأشاد بها فعلى الرغم من بلائها فإن محمد حسن ظاظا كان ينظر لها على أنها شجاعة، مؤكدا أن شرور العالم ستنتهى فى هذه الحرب – يقصد الحرب العالمية الثانية –، أما الطلبة فقد أكد ممثلهم أن بعض المبادىء كمبدأ الحق للأقوى لاتعد فلسفة، وقد انتهت المناظرة بأخذ أصوات الحاضرين فى القاعة، حيث انتصرت رؤية الطلبة بأن الحرب شر أينما كانت دوافعها، وأن العالم يتأخر بسببها ولا يتقدم. 
 


مجلة مدرسة الخديوي إسماعيل تحتفي بالأستاذ ظاظا فى الاربيعينيات مجلة مدرسة الخديوي إسماعيل تحتفي بالأستاذ ظاظا فى الاربيعينيات

مجلة مدرسة الخديوي إسماعيل تحتفي بالأستاذ ظاظا فى الاربيعينيات مجلة مدرسة الخديوي إسماعيل تحتفي بالأستاذ ظاظا فى الاربيعينيات

مجلة مدرسة الخديوي إسماعيل تحتفي بالأستاذ ظاظا فى الاربيعينيات مجلة مدرسة الخديوي إسماعيل تحتفي بالأستاذ ظاظا فى الاربيعينيات
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: