دعا المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" إلى ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها السلبية في المنطقة العربية، وتوحيد الجهود المشتركة والتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة على المستويين العربي والدولي؛ لإيجاد الآليات اللازمة للتكيف مع هذه التغيرات والتخفيف من آثارها السلبية على المنطقة العربية.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك في "إعلان القاهرة"، والذي صدر خلال ختام فعاليات الدورة السادسة والثلاثين للجمعية العمومية للمركز العربي "أكساد"، والتي عقدت عبر "الفيديو كونفرانس" برئاسة السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي رئيس الجمعية العمومية، وبحضور وزراء الزراعة العرب ووفود الدول العربية الأعضاء، والمدير العام للمركز العربي (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد، وممثلي المنظمات العربية والدولية ذات الاهتمام.
وأكد الإعلان أنه انطلاقا من أهمية مجابهة التغيرات المناخية للحد من آثارها السلبية على الأمن الغذائي العربي حاليا ومستقبلا للحفاظ على الأجيال القادمة، وتطبيقا لقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن وضع استراتيجية عربية للأمن الغذائي (مارس 2022) ومع الأخذ في الاعتبار جهود الدول العربية في هذا المجال، وخاصة مبادرة الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية في إطلاقه مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، فيجب الالتزام بتوحيد الجهود المشتركة والعمل والتعاون والتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة على المستويين العربي والدولي؛ لإيجاد الآليات اللازمة لتقييم الآثار السلبية للتغيرات المناخية وإيجاد الحلول الناجعة للتكيف معها والتخفيف من آثارها على المنطقة العربية.
كما أكد ضرورة حشد الطاقات للمشاركة في مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27) والذي سيعقد في شرم الشيخ خلال نوفمبر 2022، ودعوة الوزراء المسؤولين عن شئون الزراعة والموارد المائية للمشاركة في هذه الدورة، إضافة إلى الوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة.
وأضاف الإعلان أنه يجب التأكيد على البلدان الأطراف من الدول الصناعية الكبرى الوفاء بالتزاماتها بما يتناسب مع مبادئ مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وبروتوكول "كيوتو" واتفاقية باريس، وندعو إلى اتفاق ملزم قانوني للدول الصناعية.
وأشار إلى ضرورة دعوة البلدان الأطراف للدول النامية المتأثرة بالتغيرات المناخية إلى تعزيز التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاثة (مكافحة التصحر والتنوع البيولوجي وتغير المناخ)، وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ برامج العمل الوطنية وحسن استغلال الموارد المالية المتاحة، إضافة إلى حشد كل الإمكانات العربية الممكنة على المستويين المحلي والإقليمي لرفع كفاءة استخدام المياه، ولاسيما في قطاع الري والتوجيه نحو الاستخدامات المثلى للأراضي، بما يعزز إجراءات التكيف مع آثار تغير المناخ.
وأوضح أهمية تطوير إدارة مياه الأمطار ونشر التقنيات المناسبة لحصادها والعمل على تشجيع التعاون العربي المشترك في هذا المجال مع الاستفادة من الخبرات لدى المنظمات العربية في مجال حصاد المياه، فضلا عن عدم وقوف مشروعات السدود العملاقة حائلا أمام التوزيع العادل لمياه الأنهار العابرة للحدود؛ مما يشكل تهديدا لبرامج مكافحة التصحر وتحييد الأراضي والتأقلم مع الجفاف وإنتاج الغذاء، إضافة إلى دعم الاستثمار في مشاريع زراعية عربية مشتركة في ظل وجود مساحات واسعة من الأراضي القابلة للزراعة وتجارب عربية مميزة في مجالات عدة ترتبط بإنتاج الغذاء.
وأشار إعلان القاهرة إلى ضرورة تعميق التعاون بين الجهات المعنية في الدول العربية لتبادل الخبرات والابتكارات، لإيجاد الحلول الجذرية لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ والتكيف معها، وإعداد التقارير المشتركة المتعلقة بجهود الدول العربية في تنفيذ الاتفاقيات ذات الصلة، إضافة إلى العمل على إنشاء مرصد عربي للتنبؤ بالمخاطر والكوارث الناجمة عن تغير المناخ ووضع الاستراتيجيات والخطط المناسبة لمواجهتها والتخفيف من آثارها المحتملة على البيئة والإنسان.
وشدد على أهمية تضافر جهود الصندوق الأخضر ﻟﻠمناخ (GCF)، وصندوق التكيف (Adaptation Fund) مع المنظمات العربية من أجل تطوير أدوات ﺟدﯾدة للوصول إلى أفضل الممارسات في مجال التصدي لتغير المناخ وتعزيز صمود المجتمعات البشرية تجاهه، فضلا عن تعزيز الصناديق العربية بإنشاء آلية لحشد الموارد المالية لاستقطاب التمويل الأخضر، إضافة إلى دعم الدول العربية لإعداد الجرد الخاص بانبعاثات الغازات الدفيئة بصفة مدققة ودعم نظام الشفافية المعزز بها حتى تنجز ما ورد من التزامات بالمساهمات المحددة وطنياً وكذا المعلومات الخاصة بالتكيف والمساهمات المالية، والدعم التقني والتكنولوجي.
وأوضح أنه سيتم تكليف مركز "أكساد" وبالتنسيق مع الجهات الوطنية والإقليمية المعنية، بإعداد ورقة عمل تعبر عن رؤية الجامعة العربية للأمن الغذائي العربي في ظل تحديات تغير المناخ وندرة المياه ومكافحة التصحر، يرفق بها مجموعة من المشروعات المقترحة لتعزيز دور قطاع الزراعة العربي في التكيف مع التغيرات المناخية، وذلك للعرض على الجهات المانحة لإيجاد التمويل اللازم لها وسيتم عرض هذه الورقة على مؤتمر الأطراف (COP27)، باعتبار أن "أكساد" من أهم المنظمات العربية المتخصصة التي أولت لهذه الظاهرة اهتماما كبيرا وتبنت تقنيات حديثة للتكيف مع هذه الظاهرة (حصاد المياه - الزراعة الذكية مناخيا - استنباط أصناف محصولية محسنة ومتحملة للجفاف والملوحة - ترشيد استخدامات المياه وطرق الري الحديثة والزراعة الحافظة.. وغيرها).