حالة غضب عارمة سببتها تصريحات الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامي، عن حادث مقتل فتاة المنصورة نيرة أشرف، والتي قال فيها " إذا كانت حياتك غالية، اخرجي من بيتك بقفة"، وحمله البعض جزءًا من المسئولية، باعتبار حديثه جريمة للتحريض على العنف وتحقيرًا للمرأة.
وأضاف "عطية" في مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "المرأة والفتاة تتحجب عشان تعيش، وتلبس واسع عشان متغريش، لو حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتك بقفة، لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود، عشان وقتها هيشوفك اللي ريقة بيجري ويقتلك".
بلاغات للنائب العام ضد مبروك عطية
وتوالت البلاغات القانونية التي تطالب بمحاسبة "مبروك عطية" قانونيا على هذه التصريحات، وعلى رأسها المجلس القومي للمرأة، الذي أعلن عن تقدمه ببلاغ للنائب العام ضد الداعية الإسلامية "مبروك عطية"، خلال الساعات المقبلة.
واعتبرت الدكتور ة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، أن ما قيل من جانب الداعية هو تحقير للمرأ وتحرض على العنف والقتل ضدها، وهي جريمة يعاقب عليها القانون، وهذه الكلمات لا تصدر من رجل دين، ولا تهاون فيما تم نشره، مؤكدة أننا نريد وقف خطاب الكراهية والعداء والإرهاب، فدماء هذه الفتاة وغيرها في رقبة كل من خرج علينا في وسائل الإعلام والدراما بأعمال غير مسئولة تحرض على مثل هذه الجرائم.
التحريض على العنف
وانتقدت نهاد أبو قمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، تصريحات الدكتور مبروك عطية، قائلة إنه جريمة للتحريض على العنف وتعطيل الدستور والقانون، مؤكدة أنها ستتقدم ببلاغ ضده للنائب العام، لأن ما قاله بخصوص ارتداء السيدات قفة هي إهانة للمرأة المصرية.
وأكدت أن "عطية" يرتكب عددا من الجرائم ومنها تعطيل الدستور والقانون فإذا كانت البنات هي المسئولة عن حماية نفسيها، ولابد أن ترتدي خيمة حتى لا ينطلق المجرمين في الشوارع، فإذا لا دستور أو قانون، وهناك جريمة أخرى هي التحريض على العنف وأن البنت التي لا ترتدي الخيمة تستحق القتل، ثالثا جرائم إنترنت طبقا لجرائم الاتصالات والإنترنت، رابعا، إشاعة الإرهاب في المجتمع المصري، وترهيب الفتيات.
"اللبس مسئولية شخصية"
فيما وجهت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، رسالة للدكتور عطية مبروك، قائلة له: "عيب يا دكتور مبروك على ما تقوله إنه يجب أن تخرج البنت لابسة حجاب وواسع كان يجب أن ينصح الشاب على ما عمله ويبين له أن هذا الفعل مرفوض شرعا وعقيدة وحكمة وتحت أي وصاية".
وأوضحن أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن اللبس مسئولية شخصية، وليس مبررا للقتل ولا حتى لقبح القول في الشارع، ويجب أن يكون اللوم على البنات والشباب بالقول الطيب حتى تلين القلوب وليس بالقول الفظ لأن الشباب لا يأتي إلا بالقول الطيب، ولا يجوز قتل فتاة لأنها رفضت الزواج من شاب فهذا تصرف أرعن.
وعن تقويم سلوك الشباب، قالت: «لا بد أن يكون للمدرسة دور والجامعة دور والمساجد والدراسات الاجتماعية في توعية الشباب»، مؤكدة أن عدم قدرة الشاب على الزواج ليس مبررا له بقيامه بقتل فتاة المنصورة، فهو فعل إجرامي منه لا يمكن تهوين الواقعة.
محاكمة مبروك عطية
فيما قالت عبير سليمان خبير قضايا المرأة، إن تصريحات الدكتور مبروك عطية تهدد السم الاجتماعي في ضوء انتهاكه لحرية المرأة المصرية، والتهكم عليها بقوله "إلبسي قفة وانتي خارجة"، فنحت أمام كارثة أخلاقية خاصة في ظل التعليقات الشاذة من بعض الشباب على الواقعة واتهام الفتاة بأنها سبب وصول الشاب مرتكب الجريمة لهذه الحالة".
وطالبت خبير قضايا المرأة، بضرورة محاسبة الدكتور مبروك عطية، لأن كلاه يدعو إلى التحريض ضد المرأة والتحقير بها.