أستاذ الطفيليات يجري تجربة عملية على عينة عشوائية من أسماك النيل في ندوة بالمركز العلمي لنقابة "البيطريين"
موضوعات مقترحة
متخصصون: مصر لم تسجل أي إصابة بالتهاب البلعوم الناتج عن طفيليات الأسماك
ننشر الطريقة العلمية لتخليل "الأسماك".. ومخاطر "الرنجة" غير المطهية
أستاذ طفيليات: "البُلطي" سليم وآمن .. والمحاولات المغرضة لتشويهه هدفها ضرب سوق الأسماك في مصر
تناولت منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، مقطع فيديو يظهر فيه صياد في محافظة الدقهلية، يدعي وجود ديدان في الأسماك النيلية، وعلى الرغم من أن الفيديو ظهرت فيه سمكتين فقط ولم تظهر الكاميرا أي وجود للديدان فيهما، إلا أنه انتشر على نطاق واسع وتسبب في حالة من التخوف لدى المواطنين من شراء البلطي النيلي خوفًا من وجود الديدان في الأسماك.
ومن جانبها، تحركت على الفور الجهات المعنية، ومنها النقابة العامة للأطباء البيطريين ومعهد بحوث الصحة الحيوانية، وجهاز تنمية الثروة السمكية، للتحقق من صحة الإدعاء من عدمه، وكانت المفاجأة أن ما تم نشره مجرد إدعاء لا أساس له من الصحة، حيث تم سحب عينات من السمك البلطي المصري من محافظات مختلفة، وبالتشريح تبين خلوها من الديدان تمامًا.
وعلى الرغم من كون الأسماك عائل رئيسي لبعض أنواع الطفيليات وعائل وسيط لأنواع أخرى منها، إلا أن الطفيليات عبارة عن كائنات متطفلة على الأسماك تعيش على حسابها، ولا تسبب أي ضرر للمستهلك بشرط عدم أكل الأسماك غير المطهية، وتسويتها بشكل جيد، كما أن الطفيليات لا توجد فقط في الأسماك لكنها موجودة في اللحوم والدواجن والخضر الورقية، والتي يتم التخلص منها أيضًا بالغسيل الجيد والطهي في درجة حرارة عالية.
ومن جانبه، نظم المركز العلمي بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، مؤتمرًا بعنوان "الأمراض الطفيلية في الأسماك"، حضرته "الأهرام التعاوني"، للرد على شائعة احتواء أسماك البلطي النيلي المصري على أنواع من الديدان، وما تبع ذلك من دعوات مغرضة بمقاطعة أسماك البلطي أو أسماك نهر النيل بصفة عامة.
وحضر الندوة، الدكتور خالد سليم نقيب الأطباء البيطريين، والدكتورة نسرين عز الدين، أستاذ الطفيليات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، والدكتور أحمد البنداري مدير المركز العلمي، والدكتور محمود عفيفي رئيس المركز العلمي، والدكتور محمد سيف الأمين العام للمركز العلمي، وعدد من الباحثين والمتخصصين في الثروة السمكية من معهد بحوث الصحة الحيوانية والهيئة العامة للخدمات البيطرية.
وخلال الندوة، أجرت الدكتورة نسرين عز الدين، أستاذ الطفيليات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، تجربة عملية قامت خلالها بفحص عينة عشوائية مكونة من 15 سمكة بلطي من محافظات نيلية مختلفة، للتأكد من وجود ديدان من عدمه، وأثبت الفحص عدم وجود ديدان في البلطي النيلي، وهو ما يؤكد أن احتواء جميع أسماك البلطي النيلي على ديدان، مجرد إدعاء وحملة ممنهجة لضرب سوق السمك البلطي المصري في الداخل والخارج.
وأكدت الدكتورة نسرين عز الدين، أن الأسماك كغيرها من الكائنات الحية، تحتوي على أنواع من الطفيليات التي يمكن أن تنتقل للإنسان وتسبب له ضرر صحي، وهي عبارة عن كائنات تتطفل وتعيش على حساب السمكة، كما أن اللحوم والدواجن والطيور والخضار يحتوي أيضًا على طفيليات، ويتم التخلص منها بالغسيل والطهي الجيد، وطفيليات في الأسماك أنواع، منها طفيليات الأصل لها أن تكون موجودة في بعض أنواع الأسماك كعائل أساسي لها، ويكون موجود فيها الدودة الذكر والأنثى، أو الذكر والأنثى في دودة واحدة، كما في حالة الديدان المفلطحة ثنائية العائل، وتلعب الأسماك دور العائل الأساسي في بعض أنواع الطفيليات وخاصة الديدان، كما تلعب الدور الوسيط في أحيان أخرى بحيث لا تكون فيها الدودة البالغة الذكر أو الأنثى، لكن يكون فيها أحد أطوار دورة حياه هذه الديدان، والطور الذي تعودنا على رؤيته هو اليرقات الخاصة بالديدان المفلطحة ثنائية العائل.
وأوضحت الدكتورة نسرين عز الدين، أنه في حالة وجود ديدان في أمعاء السمكة فهي تتغذى على السمكة، وتسبب لها ضرر صحي، لكن ليس لهذه الديدان تأثير على صحة المستهلك في حالة التنظيف الجيد للسمكة والتسوية الصحيحة لها، والأسماك تحتوي على بعض الديدان لكنها لا تنتقل للإنسان ولا تؤذية، وهناك ديدان أخرى يكون السمك فيها عائل وسيط، والقليل منها من الممكن أن ينتقل للإنسان ويسبب له الأضرار تحت شروط محددة، كما أن هناك ديدان أو يرقات تُرى بالعين الجردة وأخرى لا تتم رؤيتها إلا من خلال الميكروسكوب.
وأشارت الدكتورة نسرين عز الدين، إلى أنه بالنسبة لليرقات التي لا ترى بالعين المجردة، نرى تحت الميكروسكوب يرقات متحوصلة لأنواع عديدة من الديدان الصغيرة، والدودة البالغة لا تكون في السمك أساسًا لكنها تكون في مستهلك السمك "الإنسان" في حالة الطهي غير المكتمل أو الأكل النيىء، ففي حالة تناول السمك غير المطهي أو غير المستوي جيدًا يتم بلغ الأطوار المتحوصلة وتتكون داخل الإنسان أو القطط أو الكلاب نوع من الديدان، وبالنسبة لما نراه بالعين المجردة، فعبارة عن يرقة متحوصلة في خياشيم السمك أو خلف الرأس أو في التجويف البطني للسمكة، وتكون أحيانًا مصطفة على العمود الفقري للسمكة أعلى تجويف البطن، لكنها توجد بشكل أساسي في خياشيم السمك أو خلف الرأس، وتكون عبارة عن دودة وحول منها غشاء، ويمكن أن يفتح هذا الغشاء ولتخرج منه اليرقات بالزحف، وهذه اليرقات تحتوي على ممص، يعتمد على تفريغ الهواء، ومن خلاله تلتصق في البلعوم أو بين المريء والبلعوم، ولم تسجل مصر أي حالة لإنسان عانى من هذه اليرقة، لكن في دول شرق آسيا وشرق أوروبا وشرق أمريكا هناك حالات عانت من هذه اليرقات، بسبب تناولهم للأسماك النيئة دون تعريضها لأي حرارة، حيث يصادف تعلق هذه اليرقة في البلعوم أو ما بين البلعوم والمريء ويشعر المصاب بالحاجة إلى الكحة فتخرج اليرقة مع الكحة أو يتم بلعها، وفي حالة بلعها سوف تهضم من خلال إنزيمات المعدة لأن الانسان ليس العائل الأساسي لهذه اليرقة، أما إذا علقت في البلعوم فتسبب التهاب وتورم، وخلال أسبوعين إلى شهر تتورم منطقة الزور ولا يتمكن المصاب من التنفس.
وأضافت الدكتورة نسرين عز الدين، أن هناك نوع آخر وهو الديدان الشريطية، والتي من الممكن أن تنتقل للإنسان، وهناك دودة يدخل عند بلع أحد مراحل النمو، فتكون موجودة في أي كائن يأكل السمك "الإنسان والكلاب والقطط"، وفي حالة وجود الدودة في الأمعاء ينزل البيض مع البراز ويلوث المياه ويفقس ويخرج منه مرحلة ثانية تنمو لمرحلة ثالثة، والتي بدورها تبحث على حشرات دقيقة في المياه وتعيش داخلها وتنمو لمرحلة معينة وبعد فترة تخرج في شكل جديد ولا ترى بالعين المجردة، ثم تدخل في لحم السمكة والخياشيم والزعانف، وفي حالة عدم التسوية الجيدة للسمك يتم بلعها وتكبر وتقاوم العصارة في المعدة وتنمو في الأمعاء إلى الدودة البالغة داخل الجسم، ومعدل وجودها في مصر قليل جدًا خاصة في الكلاب والقطط ولا توجد في الإنسان لأننا لا نأكل السمك غير المطهي.
وبالنسبة للديدان الأسطوانية، قالت أستاذة الطفيليات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، أنها عبارة عن دودة ترى بالعين المجردة، حيث يتم رؤيتها في السمك بالعين المجردة وهي موجودة في اللحم والتجويف السمكي، وفي حالة أكلها تقاوم العصارة المعوية، وتتسبب في تكون فقاقيع عند جدار الأمعاء لتعيش داخلها وتكون حولها سائل، ثم تتسبب في التهاب بالأمعاء، ويتم التشخيص على أنه ورم في الأمعاء أو المعدة ويتم عمل المنظار للتشخيص، وهذه الديدان تسببها الأسماك البحرية المستخرجة من المياه المالحة، ومن مشكلاتها أيضًا إمكانية تسببها في ثقب جدار الأمعاء حيث تتميز بسنّة بارزة في الأمام، وتم تنفيذ تجربة لهذه الديدان على فأر بلع عدد من اليرقات، وفوجئنا عند التشريح بوجود يرقات في الأمعاء وفقاعات.
واستطردت الدكتورة نسرين عز الدين، أنه تم فحص عينة من التماسيح في بحيرة ناصر، وتوجد حاليًا في أسماك البحيرة يرقات تملأ التجويف البطني للأسماك، وهي عبارة عن ديدان في التجويف البطني ملفوف حول نفسها، وعند فحص التماسيح تبين وجود ديدان شبيهة بالديدان الموجودة في أسماك البحيرة لكنها ليست نفس النوع، وعند تجربة أكل السمك لهذه الديدان هاجرت الديدان إلى عضلات السمك، فاكتشفنا نوع ثاني من الديدان غير معروف موجود في التماسيح، ولا ينقل للاسماك وغير ضار بالإنسان، وتم اتخاذ قرار ببيع السمك منزوع الرأس والأحشاء، لكن القرار لم يكن موفق بسبب تخوف المواطنين من الأسماك منزوعة الرأس والتجويف البطني وتوقف بيعها، فتم إلغاء القرار وبيع السمك كامل دون قطع الرأس أو التجويف، خاصة وأن الغرض الذي تم القرار السابق من أجله لم يؤتي ثماره، حيث تمت ملاحظة ممارسات سيئة تتمثل في إعادة إلقاء رؤوس الأسماك والتجاويف مرة أخرى في مياه البحيرة ليتناولها السمك مجددًا.
كيفية التعرف على الأسماك الطازجة
وعرضت الدكتورة نسرين عز الدين، مجموعة من الملاحظات التي يجب وضعها في الاعتبار عند شراء الأسماك، ومنها شراء الأسماك الطازجة، وأن رائحتها طبيعية غير كريهة، ولابد من فتح الخياشيم والتأكد من لونها الوردي وعدم وجود مُخاط ذو رائحة كريهة عليها، ولابد أيضًا من العلم بأن اللون الأحمر القاتم في خياشيم الأسماك معناه وجود احتقان في السمكة، وهو غير ضار بالنسبة للإنسان لكنه يدل أن السمكة تعاني من مشكلة صحية، ولابد أيضًا من النظر لعين السمكة وأن تكون بشكلها الطبيعي اللامع، حيث إن قتامة العين أو دخولها في تجويف الرأس يدل أنها غير طازجة، كما أن النقاط البيضاء على جسم السمكة، دليل على إصابتها بكائنات طفيلية دقيقة وحيدة الخلية "مرض البقع البيضاء"، ورغم كونه مرض مصابة به السمكة إلا أنه لا يضر الإنسان.
وشدد أستاذة الطفيليات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، على ضرورة شراء الأسماك من أماكن معروفة وخاضعة للرقابة، والإمساك بالسمكة من منطقة الرأس لاختبار طزاجة جسم السمكة وتماسكها وعدم دخولها في مرحلة التحلل، علمًا بأن السمك الطازج لا يعني خروجه من البحر أو نهر النيل حالاً، لكن ممكن خروج السمك من المياه ووضعه مباشرة في ثلاجات التبريد، أما غير الطازجة فهي الأسماك التي ظلت فترة كبيرة بعد خروجها من البحر خارج الفريزر وتعرضت للتحلل، ويمكن إجراء اختبار التحلل للسمكة من خلال الضغط بالإصبع على جسم السمكة، فإذا استجابت للضغط تكون تعرضت لمرحلة من مراحل التحلل وإن لم تستجب تكون طازجة.
التأكد من سلامة الأسماك المطهية
وأضافت الدكتورة نسرين عز الدين، أنه في حالة السمك المطهي بـ"الشوي أو القلية" يتم اختبار الطزاجة من خلال نزع قشرة السمكة، ففي حالة نزعها بسهولة فهو سمك طازج، لكنها لو ظلت ملتصقة في اللحم وصعبة النزع تكون السمكة غير طازجة، لكن لا يعني عدم كونها طازجة أنها مريضة، وفي الجمبري يكون التصاق القشرة في اللحم زيادة في التسوية ولا يعني أنها غير طازجة.
وأوضحت أستاذة الطفيليات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، أنه من الأفضل شراء الأسماك الطازجة ووضعها في الفريزر لمدة يومين أو 3 أيام قبل التسوية، لضمان موت اليرقات أو الديدان بشكل كامل، ولا يجب أبدًا فك الأسماك من التجميد لفترة كبيرة وإعادة وضعها مرة أخرى في الفريزر، ومن الواجب أيضًا وضع السمك في الزيت الساخن وليس المحروق حيث "لا يجب ترك الزيت على النار لمرحلة القدح"، وفي حالة السمك الكبير أو السميك يُفضل تقطيع السمك عند التسوية لضمان التسوية بشكل سليم وصحي وآمن، وضرورة غسل السمك بالخل والليمون لما لهما من فوائد في القضاء على الطفيليات غير المرئية، كما أن الدراسات أثبتت أن استخدام الثوم في طهي الأسماك له فوائد متعددة فيما يتعلق بالقضاء على الطفيليات ويرقات الديدان غير المرئية والتي تنتقل للإنسان.
وأشارت الدكتورة نسرين عز الدين، إلى أن القلي أفضل من الشوي صحيًا في تناول الأسماك، فالشوي يكون من خلال طبقة من الردة "نخالة القمح" مما يمنع تسوية السمكة بشكل كامل، وبالتالي تزيد احتمالية وجود يرقات لا تزال حية ويمكن انتقالها للإنسان عند البلع، وأفضل طريقة للشوي هي السنجاري، فلا توجد ردة وتكون السمكة مفتوحة وتستوي بشكل جيد، كما لا يجب شوي السمك مقفول البطن، لما يمثله من خطورة على الصحة العامة، كما أن تناول كبدة السمك البوري خطر جدًا، لعدم تسويتها ووصول النار إليها بشكل كامل فضلاً عن كونها مصفى لسموم جسم السمكة.
الطريقة الأفضل لتخليل الأسماك
وفي ظل اتجاه شريحة كبيرة من المواطنين لتخليل الأسماك، أوضحت الدكتورة نسرين عز الدين، أن أفضل طريقة لتخليل الأسماك البوري، تكون من خلال تنظيفها جيدًا وتمليحها بالملح الرشيدي الخشن بشكل كامل، بحيث نضع لكل كليو سمك كيلو ونصف من الملح الرشيدي الخشن، ثم تغليفها بالأكياس النايلون البيضاء وتفريغ الهواء تمامًا، ووضعها في طبقات من الرمال المعقمة بالتسخين، تم تغطيتها وتركها من 3 أسابيع إلى شهر.
مخاطر الرنجة
وشددت الدكتورة نسرين عز الدين، على ضرورة التعامل السليم مع الرنجة قبل تناولها، حيث ينتشر في بعض منها ديدان في لحم السمك، ومن هنا لابد من تفتيت لحم سمكة الرنجة قبل تناولها، حيث إن التدخين والتمليح يكون غير كافي في بعض الحالات وبالتالي هناك احتمال كبير لاحتوائها ديدان وطفيليات من الممكن أن تنتقل للإنسان بالبلع، ومن المهم أيضًا أن تناول الرنجة كـ "سلطة رنجة" مضاف عليها الطحينة والبصل والخل، عدم تناولها كـ"رنجة" سليمة.
تجربة عملية على عينة عشوائية من أسماك البلطى النيلى تثبت خلوها من الديدان
تجربة عملية على عينة عشوائية من أسماك البلطى النيلى تثبت خلوها من الديدان
تجربة عملية على عينة عشوائية من أسماك البلطى النيلى تثبت خلوها من الديدان