أصبح إدمان الألعاب الإلكترونية هو أحد الظواهر المنتشرة بصورة كبيرة خاصة بين المراهقين والشباب نتيجة انتشار العديد من الألعاب التكنولوجية وزيادة وسائل التواصل، كما أن شركات الألعاب الإلكترونية لها دور كبير في زيادة انتشار هذه الظاهرة نتيجة التنافس في تداول الألعاب مما يدفع الشباب والأطفال إلى الاعتياد عليها وتصبح قاعدة أساسية في روتين الحياة اليومي.
موضوعات مقترحة
من وسائل الإرهاب الغربي
وفي هذا الإطار يقول الدكتور علاء الغندور، استشاري العلاج النفسي السلوكي والتحليل والتأهيل النفسي، لـ" بوابة الأهرام": إن الألعاب الإلكترونية الحديثة أصبحت أحد وسائل الإرهاب الغربي لتدمير عقلية أطفالنا وشبابنا، باستخدام ألعاب شيقة ومثيرة وترضي غرور الأطفال والكبار، وتتضمن على إشادات ببراعة الأطفال عند كل مستوى لدرجة تجعل الأطفال فخورين بأنفسهم ومنبهرين بأدائهم، وفي نهاية اللعبة يكتشفون أنهم أصبحوا ينفذون حرفيا كل تعليمات اللعبة، والكارثة أن تعليمات اللعبة تدفعهم إلى الانتحار أحيانا أو قتل أقرب الناس إليهم، وبالفعل قد وقعت مئات الحوادث للأطفال وذويهم في المنطقة العربية.
فقد القدرة على التفكير الإبداعي
وتابع: ومن هنا يفقد الطفل قدرته على التفكير الإبداعي في تطوير شخصيته وتحسين نفسيته ويصبح أكبر همه التفوق في اللعبة ويفقد رغبته في مواصلة التعلم لأمور الحياة وخبراتها والرغبة في التفوق العلمي، لافتًا أن هذه الألعاب تشغل بعض الأوقات وليس كلها نظرًا لأن الكبار منشغلين بالمذاكرة أو العمل أو مسئوليات خاصة لهم أو لأسرتهم، فهذه الألعاب تعتبر هروب بالنسبة للأطفال والكبار للهروب من مسئوليات الحياة أو لشغل الوقت الفراغ أو لعدم وجود وظيفة أو للتسلية مع الأصدقاء أو لضعف القدرة على استغلال ذكائه في عمل مفيد له ولأسرته.
وسيلة هروب
وأضاف، أن إدمان هذه الألعاب للصغار هي وسيلة للهروب من واقع الإهانة الدائمة لهم من قبل الوالدين وخاصة الأم والتي تستمتع بمناداتهم بأسماء مهينة أو بإلقاء الأشياء الطائرة عليهم وعلى العكس يجب في الألعاب التقدير والإشادة والاستحسان، فيبحث الطفل عن من يقدر مواهبه ويشيد به ويبعد عن مصدر الإهانة المستمر.
اختفاء لغة الحوار
ولفت، أنه ومن المؤسف أن انشغال الأب والأم عن متابعة الأطفال يدفعهم إلى إدمان هذه الألعاب، والتي تجعلهم ينعزلون عن العالم وعن أقاربهم وأصدقائهم ويفقدون القدرة على لغة الحوار مع أقرانهم أو حتى معرفة أنفسهم فيرفضون الخروج في نزهة ويقللون من حجم وقت المذاكرة ويتحول حديثهم مع والديهم إلى صراخ يرفض تنفيذ تعليماتهم.
كيف تحمي نفسك وطفلك من إدمان الألعاب الإلكترونية؟
وينصح الغندور لحماية طفلك من إدمان الألعاب الإلكترونية يجب مراعاة الآتي:
أولا: على مستوى الأسرة، يجب التعامل مع الطفل على أنه كائن ذكي ومشروع عبقري للمستقبل، فنحسن معاملته ونشيد بإيجابيته ونوجهه إلى أخطائه بشكل يجمع بين القوة والحنان، والبعد تماما عن ضرب الأطفال وعن معايرتهم بنقاط ضعفهم أو فشلهم في أي موقف، وعدم مقارناتهم بمن هم أكثر تفوقا ومهارة واصطحابهم إلى النوادي الاجتماعية وتنمية مهاراتهم الرياضية والبدنية والذهنية لتنمية مواهبهم وهواياتهم وتشجيعهم عليها.
ثانيا: المدرسة اكتشاف مواهب الأطفال وتنميتها من خلال المتخصصين وإعطائهم الجوائز في المسابقات والحفلات والإشادة بهم إعلامياِ.
ثالثا: نشر أخبار المتفوقين في كل التخصصات للأطفال الفكرية والعلمية والرياضية والفنية حول العالم وكيفية نجاحهم ثم التركيز على الأطفال لمصريين العباقرة وشرح رحلة نجاحهم والبُعد عن نشر أخبار الفاشلين والمجرمين لمن هم في سن صغير.
رابعا: منع المسلسلات من عرض مشاهد لاستغلال الأطفال في أعمال الخدم والأعمال المهينة لهم في الصغر، وإبراز المشاهد الإيجابية للأطفال المتميزين وإبراز التربية المثالية للوالدين في تربية الأطفال والبُعد عن مشاهد العنف التي تعرض في الأفلام الأجنبية.
أما بالنسبة للكبار:
يجب تنمية مواهبهم الرياضية والفكرية والسلوكية، وحثهم على القراءة الإطلاع وشغل وظائف ليستفيدوا ماديًا واكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم لتقديم أفكار إيجابية مثمرة لهم ولمجتمعهم مع توفير الاهتمام الأسري والتعليمي والدرامي لهم و زيادة دعم الدولة لتطوير شخصياتهم.
الدكتور علاء الغندور استشاري التحليل والتأهيل النفسي والعلاج السلوكي