Close ad

قلوبنا مخزن أسرارنا.. كيف تقودنا للجنة؟

19-6-2022 | 14:11
قلوبنا مخزن أسرارنا كيف تقودنا للجنة؟الدعاء
غادة بهنسي

قد يكون القلب مركزًا للإيمان والحب والخير.. أوقد يكون مركزًا للقسوة والكفر إذا انحرف عن فطرته التي خلقه الله عليها.

وقد يكون القلب سببًا للخلود فى الفردوس الأعلى بالجنة.. أو قد يكون سبيلًا الى النار..

فقلوبنا هى مخزن لأسرارنا، فقد يظهر البعض سلوكًا مختلفًا عما يخفيه فى قلبه، وهذا لايعرفه إلا الخالق سبحانه وتعالى الذي فطر القلوب واطلع على ما تخفيه عن الأعين، لذلك فقد ورد ذكر القلوب فى القرآن الكريم ما يزيد على المائة مرة، ولكل منها معنى ووصف سنعرفه معًا.. 

أولًا: القلوب البيضاء:

 وهي التي لا يفتح أصحابها مسام قلوبهم لغير الحق.. فهي تنبض حبًا وعشقًا لخالقها.. تأنس به وتناجيه في كل أحوالها.. ولاترى سوى دلائل قدرته.. ولا تسمع إلا نداءه فترد مسرعة "لبيك وسعديك".. ويكون جزاؤها عند مولاها جنة الخلد.. ولهذه القلوب صفات كثيرة منها:

القلب المنيب: وهو قلب شديد التعلق بخالقه.. دائم التوبة إليه.. فما إن يشعر بأنه ابتعد لثوانٍ عن الحق حتى يرجع مسرعًا بكل اللهفة إلى ملكوت الله مقبلًا بشغف على طاعته.. "مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ".

القلب السليم: أي القلب المخلص لله والذي يرى الله ويخشاه في كل أحواله وأفعاله، فيصفو ويخلو تمامًا من أي ذنب "إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".

القلب المخبت: وهو قلب خاضع تمامًا للمولى عز وجل، لا يطمئن إلا حين يقف بين يديه مؤديًا للطاعات ولا يسكن إلا في حضرته "فتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ". 

القلب الوجل: وهو القلب الذي يخاف الله ويخشاه في السر والعلانية، فهو وإن كثرت طاعته إلا أنه يظل يخشى ألا يقبل منه العمل، فيضاعف من عمله وطاعته "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ".

القلب التقي: وهو الذي يعظّم شعائر الله، ويقدس صفات الرحمن، ويحافظ على الفرائض والتكاليف بشدة حبًا في الله وفى دينه "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".

القلب المهدي: وهو قلب هداه خالقه إلى الطريق الصحيح، فنراه ذلك القلب الراضي بقضاء الله والمسلم بأمره "وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ".

القلب المطمئن: ذلك هو القلب الذي يهدأ بذكر الله في كل لحظاته، ويسكن بتوحيده سبحانه وتعالى، ويطمئن بطاعته ليلًا ونهارًا "وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّه".

القلب الحي: وهو قلْب واع ومتدبر، يَعْقِل مَا قَدْ سَمِعَ مِنْ أحوال الأمم السابقة، فيحاكي الصالحين ويعتبر من العصاة "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ".

ثانيًا القلوب الميتة:

أما القلوب التي لا حياة فيها فهي القلوب الميتة، وهي التي بَعُدَ أصحابها عن خالقهم وانحرفوا عن فطرتهم السوية، فانغمسوا في المعاصي حتى قست قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، وجلبت عليهم الشقاء في الآخرة، وتندرج تحت هذه القلوب الميتة قلوب ذات صفات كثيرة سيئة منها:

القلب الأعمى: وهو قلب لا يرى نور الحق، ولا يدرك حقيقة خلقه ولا الهدف من وجوده، فهو يعيش لدنياه فقط ولا يرى آخرته ليعمل لها "وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ".

القلب اللاهي: وهو هذا القلب الغافل عن خالقه، والمنصرف عن القرآن الكريم، فهو مشغول بالدنيا وشهواتها عن الآخرة ونعيمها "لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ".

القلب المريض: وهو قلب أصابه مرض من أمراض القلوب المختلفة التي تبعده عن الله مثل الشرك أو الفجور أو حب الشهوات والمحرمات "فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ".

آلقلب الآثم: وهو الذي يكتم شهادة الحق، ويبتعد عن الصدق مرتكبًا ما حرمه الله بلا خوف ولا خشية "وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ".

القلب المتكبر: وهو المتعالي عن عبادة خالقه، والمستكبر عن توحيده وطاعته، والجبار بكثرة ظلمه وعدوانه "قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ".

القلب الغليظ: وهو قلب قاسٍ، نُزعت منه الرأفة والرحمة واللين، فأصبح لا مكان فيه للحب والحنان "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ".

القلب القاسي: وهو أيضًا بعيد عن الحب والرحمة، فلا يلين للإيمان، ويبتعد عن الطاعات والخيرات "وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً".

الَقلب الأغلف: وهو قلب غطته كثرة المعاصي، وغلفه العناد والبعد عن الحق بغلاف صلب "وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ".

القلب الزائغ: وهو الذي مال عن الحق وانحرف عن الطريق المستقيم "فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ".

هذه هي القلوب بأنواعها التي إما أن تهوي بصاحبها إلى النار حفظنا الله وإياكم من أن نكون هكذا.. أو أن تصعد به إلى غرفات الجنة.. حيث مالاعين رأت من النعيم.. ولاأذن سمعت من الهناء الأبدي.. 

أدعية لثبات القلب وراحته:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًَا سَلِيمًَا، وَلِسَانًَا صَادِقًَا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ».

«اللّهم ارزقني الرّضى وراحة البال، اللهم لا تكسر لي ظهرًا ولا تصعب لي حاجة ولا تعظّم عليّ أمرًا، اللهم لا تحني لي قامة ولا تكشف لي سترًا ولا تفضح لي سرًّا.

«اللّهم إني أعوذ بك من فتن الدنيا».

«اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبًا، وإلى كل خير سبيلًا برحمتك يا أرحم الراحمين».

«اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء، يا رب العالمين».

«ربّ إني أسألك أن تريح قلبي وفكري، وأن تصرف عنّي شتات العقل والتفكير، ربّ إنّ في قلبي أمورًا لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم، ربّ كن معي في أصعب الظروف وأرني عجائب قدرتك في أصعب الأيام».

نسألك يا الله أن ترزقنا القلوب البيضاء السليمة التى قلت عنها سبحانك ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء.

- اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت ربّي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت، وثبت قلبي على حبك وحب نبيك، لبّيك وسعديك، والخير كلّه بيديك، والشرّ ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

- اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، أو مددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، أو أصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدًا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

- اللهمّ إنّي أسألك بأنّي أشهد بأنك أنت الله لا إله إلّا أنت الواحد الأحد، الفرد الصّمد، الّذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، اللهمّ عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله، فأنت أهل التّقوى وأهل المغفرة، سبحان الّذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السميع العليم، اللهم ارزقنا قلوبًا سليمة لك طائعة إليك منيبة واحفظنا من أمراض القلوب، واشرح صدورنا بالقرب منك وطاعتك…

كلمات البحث