راديو الاهرام

تهدف للقضاء على الفقر والارتقاء بمستوى الخدمات.. «في قرى مصر حياة كريمة أكبر مشروع تنموي عالميًا»

16-6-2022 | 20:18
تهدف للقضاء على الفقر والارتقاء بمستوى الخدمات ;في قرى مصر حياة كريمة أكبر مشروع تنموي عالميًا;تطوير قرى الريف المصري
محمد عبد الحميد
الأهرام العربي نقلاً عن

نجحت المبادرة فى تقليل معدلات الفقر بين سكان قرى المرحلة الأولى بنسبة 11%

يعد المشروع القومى لتنمية قرى الريف المصرى «حياة كريمة»، أكبر مشروع تنموى اقتصادى عالمى بشهادة المؤسسات الدولية المختلفة، تم التخطيط له بمهارة كبيرة من قبل القيادة المصرية، فمنذ أن قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتدشينه كمبادرة رئاسية عام 2019 نجحت المبادرة - على مدار 3 سنوات منذ إطلاقها - فى تحسين مستوى معيشة الملايين، من أبناء الفئات المجتمعية الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية، والارتقاء بمستوى الخدمات اليومية لهم، خصوصا فى قرى الريف.


ليس سهلا أن تدخل الفرحة والسعادة على قلوب أنهكها الفقر، وأتعبتها محن الحياة المختلفة وهى تكافح لتوفير أبسط مقوماتها، ومن أجل تلك الغاية النبيلة خرجت إلى النور فكرة مبادرة «حياة كريمة»، التى تنبع من مسئولية حضارية وبعد إنسانى قبل أى شىء آخر. نبل الغاية وتكاتف جميع مؤسسات الدولة لتحقيق أهدافها بمشاركة الملايين من جيل الشباب كمتطوعين.


أسهم فى نجاح المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، وتحقيقها الكثير من الإنجازات والتى شملت 375 قرية، وبلغت تكلفتها 7.1 مليار جنيه، أبرزها رفع كفاءة 11.6 ألف منزل، ورصف طرق بأطوال 170 كم، وتركيب 9.4 ألف عمود إنارة، وإنشاء وتطوير 26 مركز شباب، وتنفيذ 258 قافلة طبية، وتنفيذ 1352 عملية جراحية، وتوفير 538 جهازا تعويضيا، وتنفيذ 5019 عملية عيون، وتوفير 16.8 ألف نظارة طبية، والانتهاء من إنشاء وتطوير 51 وحدة صحية، وإتاحة الخدمات التعليمية فى 3 قرى محرومة. والانتهاء من تطوير 8 حضانات. ومحو أمية 3 آلاف مواطن، والانتهاء من تطوير وإنشاء 127 مدرسة، لتشمل 2371 فصلاً دراسياً، وكذلك الانتهاء من إنشاء 15 مشروع صرف صحى، وتركيب 806 خزانات صرف صحى منزلى، وتركيب 1680 وصلة صرف صحى منزلى، وأيضا تركيب 1675 وصلة مياه للمنازل، وإنشاء وتطوير 253 بئر مياه جوفية، وإنشاء وتطوير 4 وحدات محلية.


نجحت المبادرة فى تقليل معدلات الفقر بين سكان قرى المرحلة الأولى بنسبة 11% فى المتوسط، وانتقلت إلى المرحلة الثانية، وتحديدا فى يونيو 2021،وأصبحت بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى مشروعا قوميا كبيرا،  يستهدف الانتهاء من تطوير كل قرى الريف المصرى البالغة 4600 قرية، وتضم قرابة 60 مليون نسمة بحلول عام 2025 بدلًا من 2030، وبتكلفة إجمالية تبلغ قرابة تريليون جنيه، خصوصا بعد تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وهى بذلك تعد أكبر مبادرة تنموية على مستوى العالم، سواء من حيث نطاق الأثر الذى يمتد إلى 60% من سكان الدولة المصرية، أم حجم المشروعات التى يتم تنفيذها.


بلع عدد مشروعات المرحلة الأولى من مبادرة «حياة كريمة» لتطوير 1477 قرية، نحو 30 ألف مشروع، تشمل تنفيذ شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب والوصلات المنزلية والغاز والكهرباء والاتصالات والطرق والمجمعات الحكومية وغيرها، وقد تم الانتهاء بنسبة فاقت 90% من تلك المشروعات المستهدفة فى 8 محافظات، وبنسبة تجاوزت 70% فى عدد 7 محافظات، وبنسبة أقل من 70% فى عدد 5 محافظات.


تشير البيانات الصادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى أن مخصصات «حياة كريمة» فى خطة العام المالى 2022/2021 قد بلغت 200 مليار جنيه منها 27.5 مليار جنيه للصحة، ونحو 4.4 مليار جنيه للتعليم وقرابة 20 مليار جنيه للكهرباء، ونحو 102 مليار جنيه للصرف الصحى ومياه الشرب، وكذلك مبلغ 12.2 مليار جنيه لرصف الطرق.


وتمثل مبادرة حياة كريمة أحد أبرز المبادرات الرئاسية لتوحيد كل جهود الدولة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، بهدف التصدى للفقر المتعدد الأبعاد، وتوفير حياة كريمة بها تنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجا فى محافظات مصر ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها والاستثمار فى تنمية الإنسان وتعزيز قيمة الشخصية المصرية.


يحسب لمبادرة حياة كريمة نجاحها فى تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأعداد كبيرة من النساء والفتيات، عبر توفير الدعم المادى والتدريب والتوجيه لهن، من خلال التدريب على أنشطة ومهارات إنتاجية مختلفة، تدر دخلا يساعد فى رفع المستوى الاقتصادى للمرأة بصفة خاصة، والأسرة بصفة عامة.


كما أسهمت المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة»، فى تحسين جودة الحياة لنحو 34 مليون سيدة لما توفره من خدمات الصحة الجيدة، والسكن اللائق، وفرص العمل، وتوفير التمويل عبر برنامج «مشروعك» وصندوق التنمية المحلية، مما أسهم فى إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر فى القرى المستهدفة، وأخيرا تمت زيادة التمويل لمشروعات تنمية المرأة الريفية من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه. وتمتد إنجازات المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى «حياة كريمة»،  لتشمل إنشاء المدارس وتطوير ما هو قائم على أحدث النظم التربوية والتعليمية، وشهدت الفترة الماضية افتتاح وتطوير مئات المدارس.


كما تمتد إسهامات «حياة كريمة» لتشمل تدشين قوافل تعليمية مجانية لطلاب الشهادة الثانوية العامة فى مناطق شتى من الجمهورية، كما تسهم بدور فاعل فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار من خلال تنفيذ مبادرة «حياة كريمة بلا أمية»، والتى انطلقت فى يوليو 2020 بالمرحلة الأولى من المبادرة فى 143 قرية ضمن 11 محافظة، وتستهدف محو أمية نحو 250 ألف مواطن، وأيضا إعداد هيئة تعليم الكبار منهجا يلائم ذوى القدرات الخاصة «نتعلم لنكون» وفتح فصول خاصة لهم.


وتكللت الجهود الحكومية فى هذا الإطار، حيث فازت مصر بجائزة اليونسكو كونفوشيوس لمحو الأمية عام 2021، عن تجربة جامعة عين شمس بتنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت بالمناطق الريفية. كما تسهم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدور فاعل فى مبادرة حياة كريمة، لا سيما المتعلق منها بالرقمنة والتحول الرقمى، حيث توفير البنية التحتية فى القرى المستهدفة، وتعمل على تحسين شبكة الاتصالات والإنترنت بها، من أجل مساعدة أصحاب الأعمال الصغيرة على الاستفادة ومحو الأمية الرقمية. ويتولى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات حاليا القيام بإجراءات لتغطية 500 قرية بخدمات الجيل الرابع، بتكلفة تقديرية 1.5 مليار جنيه، تمول من صندوق الخدمة الشاملة، ومن المتوقع الانتهاء منها قبل خلال العام الجارى 2022.


إنجازات المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى «حياة كريمة» تمتد لتشمل قيام وزارة الصحة بتوصيل الخدمة الطبية والعلاجية للمواطنين من البسطاء والأسر الأكثر احتياجا فى المناطق النائية»، وذلك عبر قوافل طبية فى مختلف التخصصات الطبية والعلاجية والتوعية، حيث يتم إجراء الكشف الطبى مجاناً، وتقديم الخدمات الصحية المتنوعة لهم بأعلى جودة ممكنة، فضلاً عن صرف الأدوية العلاجية مجاناً.


وحسب وزارة الصحة والسكان، فقد تم إطلاق 54 قافلة طبية مجانية فى المناطق النائية والمحرومة من الخدمات الصحية، خلال الفترة من يوم 1 إلى 10 يونيو الجارى، ضمن مبادرة «حياة كريمة».

ضمت القوافل جميع التخصصات الطبية بجانب خدمات الأشعة والتحاليل الطبية، وصيدلية تتوافر بها جميع الأدوية، كما يتم تحويل الحالات التى تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية إلى المستشفيات التابعة للوزارة.


النجاح اللافت للنظر للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» جذب انتباه العديد من المنظمات والجهات الدولية المختلفة، التى أشادت فى أكثر من مناسبة بتلك المبادرة الرائعة وطالبت بالاستفادة من التجربة المصرية للقضاء على الفقر فى الدول النامية، أبرزها، إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر، التى أكدت أن مبادرة «حياة كريمة» فرصة رائعة للتخفيف من الفقر وعدم المساواة، فضلا عن زيادة شراكة الأمم المتحدة مع مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كذلك أشاد الدكتور محمد سليمان الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، بنجاحات برنامج الإصلاح الاقتصادى الهيكلى ومبادرة حياة كريمة التى تنفذها مصر، لافتًا النظر إلى أن تلك الإجراءات تدعم التنمية المستدامة فى مصر.


بينما حسن بوهزاع، رئيس الاتحاد العربى للتطوع، فقد سبق أن أعرب عن أمله أن ينشر الاتحاد تجربة «حياة كريمة» فى جميع الدول العربية، وأن يكون الاتحاد ضمن الشركاء الإستراتيجيين للمبادرة من خلال أعضائها المنتشرين فى جميع الدول العربية لمساعدة الحكومات والدول فى محاربة الفقر وتحسين حياة الإنسان على جميع الأصعدة. أما أليكس ستيفاني، المؤسس والعضو المنتدب لشركة «بيم» لرعاية المشردين وفاقدى المأوى، فقد سبق أن أعرب عن إعجابه الشديد بفكرة «حياة كريمة»، وما يستهدفه من تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية والعمرانية، وتحسين جودة خدمات التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية. وبدوره أبدى حسين حضر، مستشار منظور بالصليب الأحمر الألمانى رابطة هيرفورد،  تقديره البالغ بمبادرة «حياة كريمة»، مشددا على ضرورة نقل تلك التجربة للقارة الإفريقية بالكامل.

كلمات البحث
الأكثر قراءة