فى إطار اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بصحة المصريين، حرصت الدولة المصرية على إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وتطويرها، لتواكب التطور فى أداء الخدمة الصحية من خلال تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل.
موضوعات مقترحة
وشهدت الصحة المصرية عددا من المبادرات المهمة، على رأسها حملة 100 مليون صحة، كما كانت الحملة القومية للقضاء على فيروس «سى» فى 2014، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى أحد أهم أبرز المحطات، ليس فى مصر فقط وإنما عالميا أيضا، وبشهادة منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية.
انطلقت الحملة القومية للقضاء على فيروس «سى» فى 2014، وساهمت الدولة فى تحقيق وفر مالى فى تكلفة العلاج التى تقدر بـ 8 مليارات جنيه وبفضل حملة «100 مليون صحة»، تم فحص 70 مليون مواطن وعلاج 2 مليون مواطن، بتكلفة تصل لـ3 مليارات، وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن مصر أول دولة تتخلص من «فيروس سى»، وتخفض تكلفة العلاج وهو وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى مسبقا بقوله: من 2017 و2018 و2019 الدولة كانت تطلق مبادرات، الهدف منها دخول ملفات تخص الصحة العامة وعلى رأسها ملف فيروس «سى»، وتحركنا فى هذا الملف، وتم عمل مسح كامل للأمراض غير السارية المتمثلة فى السكر والضغط والسمنة، وإجراء الجراحات الحرجة والعاجلة حتى الرابع من مارس الماضى، حيث تم إجراء 413 ألفا و201 عملية جراحية، ضمن المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار.
وقد أظهرت بيانات مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالى الحالى أن مخصصات الإنفاق الحكومى على قطاع الصحة ارتفعت بنسبة 16.3% مقارنة بما هى عليه فى الموازنة المعدلة للعام المالى الجارى.
كما نجحت مصر بتوجيهات الرئيس السيسى فى محاربة فيروس «كورونا» الذى كان كاشفا عن قدرة مصر فى مواجهة وباء أربك الأنظمة الصحية فى أكثر الدول ذات الأنظمة الصحية العالمية، حيث وجه الرئيس السيسى بتخصيص 100 مليون جنيه لمواجهة هذا الفيروس، وتوفير اللقاحات اللازمة.
كما وجه بتطوير منظومة التأمين الصحى الشامل، وقد بدأ بمحافظة بورسعيد، حيث انتفع به ما يقرب من مليون مواطن بالمحافظة، فى ظل الحصول على الخدمة مقابل سداد الاشتراك والمساهمات، على أن تعمم التجربة فى كل محافظات الجمهورية.
مبادرات صحية
وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن تتوافر الخدمة لكل المصريين بمستوى جيد، من خلال إطار مبادرات الإصلاح الصحى، التى جاء فى مقدمتها مبادرة 100 مليون صحة، التى قامت بفحص ما يقرب من 70 مليون مواطن مصرى، للكشف عن فيروس سى والسكر والضغط والسمنة فى 27 محافظة بالجمهورية، وقامت بصرف العلاج بالمجان لهم، فيما تعدت المبادرة لتصل إلى طلاب المدارس والجامعات.
وشملت المبادرة أطفال المدارس من خلال الكشف عن أمراض السمنة وأمراض الأنيميا والتقزم، وانطلقت الحملة بالتوازى فى شهر نوفمبر عام 2018 وتمكنت من فحص 9.7 مليون مواطن، وتم صرف علاج الأنيميا بالمجان، بالإضافة إلى التوعية وصرف العلاج للأطفال ضد السمنة والنحافة.
القضاء على قوائم الانتظار
كما تم إجراء ما يقرب من 400 ألف جراحة حرجة فى تخصصات مختلفة، على أن تتحمل الدولة جميع مصاريف الجراحات، دون أن تكلف المريض أى شيء، حيث أجريت أكثر من 65% من الجراحات داخل مستشفيات وزارة الصحة، وما زال المشروع مستمرا حتى الآن، وإلى أن يتم تعميم منظومة التأمين الصحى فى كل المحافظات.
وتم اشتراك نحو 153 مستشفى فى منظومة القضاء على القوائم، وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى باستمرار هذه المنظومة للقضاء على أى تراكم فى القوائم.
وكان أغلب المرضى المسجلين بقوائم الانتظار يعانون من أمراض مزمنة، مما يؤكد أن القضاء على قوائم الانتظار يعد إنجازا كبيرا، وخير تمهيد لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل على مستوى الجمهورية، لتدخل البلاد فى مرحلة جديدة من التطور الصحي.
الكشف المبكر للثدى
ثم جاءت مبادرة صحة المرأة التى تستهدف بالأساس الكشف المبكر عن سرطان الثدى، لتشمل التشخيص وصرف العلاج لـ28 مليون سيدة قامت بصرف العلاج بالكامل، حتى الوصول للشفاء للحالات المكتشف إصابتها بالمرض، مع فحص السيدات بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة بالمجان.
وتأتى مبادرة الإصلاح الصحى للأطفال حديثى الولادة كأحد أهم المبادرات الصحية، التى تقوم بالكشف المبكر عن ضعف السمع بين المواليد الذى يتجاوز عددهم 2.6 مليون طفل سنويا، على أن يتم تخصيص مستشفى بكل المحافظات لتوفير العلاج للحالات التى تحتاج إلى قوقعة أو تركيب السماعات على أن توفر لهم الرعاية الصحية مدى الحياة.
وفى إطار خطة الدولة لتوفير ألبان الأطفال من سن يوم إلى 12 شهرا، تم توفير 20 مليون عبوة لبن سنويا للأطفال أقل من عام بجميع المحافظات، كما تم إعداد وتهيئة 1093 وحدة رعاية أساسية لتقديم خدمة دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية، وترشيد استهلاك الألبان الصناعية المدعمة، فضلا عن ميكنة صرف الألبان بـ14 محافظة، وجار الإعداد لتدريب باقى محافظات الجمهورية.
وتم إطلاق حملة «صحتنا فى أسلوب حياتنا»، لدعم الحياة الصحية والتوعية بأسلوب التغذية الصحية السليمة تحت شعار «100 مليون صحة»، بالإضافة إلى حملة الإقلاع عن التدخين، من خلال تخصيص 30 عيادة للإقلاع عن التدخين منتشرة بمحافظات الجمهورية.
أيضا تم إطلاق مبادرة «نور حياة» للعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار بين تلاميذ المرحلة الابتدائية.
مستشفيات نموذجية
يمثل مشروع المستشفيات النموذجية تحولا تدريجيا نحو المنظومة الصحية الشاملة، حيث إن هناك ما يقرب من 27 مستشفى بالجمهورية مرصودا لها 6.1 مليار جنيه ليتم تطويرها وتجهيزها لتكون نواة تطبيق التأمين الصحى الشامل بكل محافظة، وتستهدف تقديم الخدمة الطبية بالمجان لكل المواطنين.
ملف الدواء
كما حظى ملف الدواء باهتمام كبير من الدولة، التى سعت إلى توفير الدولار الجمركى لشراء المواد الخام لتصنيع الأدوية، وذلك بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث تم التواصل مع الشركات لتوفير حلول عملية وسريعة لتوفير النواقص الدوائية فى السوق خصوصاً الأدوية الحيوية مثل الأنسولين والبنسلين وأدوية الضغط والقلب وغيرها. كما تم تفعيل هيئة الشراء الموحد التى وفرت التجهيزات الطبية والمستلزمات التى عانت منها المستشفيات نقصا كبيرا. وأنشئت هيئة الدواء المصرية لتتولى كل ما يتعلق بالدواء فى مصر وتأمينه كسلعة إستراتجية .
كما تم استحداث إدارة الإمداد الدوائى والطبى المركزية للشئون الصيدلية منذ 2019، إضافة إلى بدء تفعيل دور مسئول الإمداد الطبى والدوائى الخاص بالأزمات وتحديد المهام والمسئوليات وإعداد توصيف وظيفى لمهامه، بالإضافة إلى توفير أدوية السموم بجميع المستشفيات وعدم حصرها على مراكز السموم.
تأهيل الكوادر الطبية
أيضاً تم توقيع مذكرة تفاهم بين كل من الزمالة المصرية التابع لوزارة الصحة والسكان وقسم الدراسات العليا للتعليم الطبى بكلية طب جامعة هارفارد الأمريكية، لمدة 3 سنوات للمشاركة فى البرنامج التدريبى لتدريب المدربين بالزمالة المصرية ضمن إستراتجية النهوض بالتعليم الطبى المهنى.
فى المجمل تمكنت الدولة منذ 2014 وحتى 2020 من توجيه استثمارات ضخمة لهذا القطاع الحيوى تقدر بأكثر من 120 مليار جنيه، لتحسين منظومة الصحة منها إنشاء 40 مستشفى نموذجيا وتجيزها. وتحقيق لاكتفاء الذاتى من الأنسولين محلى الصنع، وتوطين صناعة أدوية الأورام والأدوية الحيوية وبعض الأمصال واللقاحات.
اهتمام صحى بإفريقيا
امتد التزام الدولة المصرية وبتوجيهات الرئيس السيسى بموضوعات الصحة على المستوى الوطنى إلى القارة الإفريقية، وكان ذلك ضمن أولويات رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، حيث تسعى لتعميم مبادرة «100 مليون صحة» على الدول الإفريقية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، فى إطار أجندة الاتحاد الإفريقى للتنمية 2063.
وانطلاقا من دور مصر الريادى ودعم الأشقاء فى القارة الإفريقية، تم تدريب الكوادر الطبية على نموذج إجراء المسح الطبى للفيروسات الكبدية، وإنشاء وحدات للعلاج والتدريب على أسس التقييم والعلاج والمتابعة، بالإضافة إلى إمدادهم بالدعم الفنى لبناء نموذج معلوماتى لجمع وتحليل البيانات، وتقديم أدوية فيروس «سى» لعلاج المرضى المصابين فى الدول الإفريقية الشقيقة، وإيفاد عدد من القوافل الطبية لمبادرة الرئيس لعلاج مليون إفريقى من فيروس «سى» بدولة تشاد وجنوب السودان.
وفى هذا الإطار، تم التواصل الفاعل والقيام بزيارات تفقدية لعدد من الدول الإفريقية، للوقوف على الوضع الصحى وتحديد الاحتياجات على أرض الواقع. كما تم إرسال شحنات من الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية إلى بعض الدول مثل إريتريا والسودان، كما تم إرسال قوافل طبية فى مجال العيون لقياس قوة الإبصار للأطفال والبالغين فى إريتريا، لعمل نظارات طبية، وقوافل أخرى تدريبية للصومال فى مجالات الأمومة والطفولة وطب الطوارئ والخدمات الإسعافية.