Close ad

«قدرات بناء وإطلاق الأقمار الصناعية».. مدينة فضاء وجيل قادر على الاستكشاف

16-6-2022 | 19:41
;قدرات بناء وإطلاق الأقمار الصناعية; مدينة فضاء وجيل قادر على الاستكشافصورة أرشيفية
شاهيناز العقباوى
الأهرام العربي نقلاً عن

إنشاء مدينة الفضاء المصرية على مساحة 123 فدانا تضم 20 مبنى.. وإطلاق قمر «نانو سات» 2022 لمراقبة وقياس التغيرات المناخية

موضوعات مقترحة
إصدار قانون بإنشاء وكالة الفضاء المصرية كهيئة عامة اقتصادية تتبع رئيس الجمهورية.

اقتحام الفضاء والوصول إليه بما يليق بصورة وحجم مصر فى «الجمهورية الجديدة»، كان أهم أهداف وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقد صدر فى 2018 قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية كهيئة عامة اقتصادية، تسمى لها الشخصية الاعتبارية، وتتبع رئيس الجمهورية، وتتمتع بالاستقلال الفنى والمالى والإدارى.

منذ تولى الرئيس السيسى الحكم، بدأ بالعمل على بناء وتطوير النظم الفضائية، بحيث تمتلك مصر المزيد من الأقمار الصناعية والعديد من الأنظمة الفضائية المصرية، وإعداد جيل قادر على استكشاف الفضاء، عبر تنمية القدرات البشرية ونشر ثقافة علوم الفضاء لجميع طلاب المدارس والجامعات.

تقوم وكالة الفضاء المصرية بتنفيذ مشروع ضخم، بتمويل من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا لطلبة الجامعات، حيث سيتم توزيع 35 قمرًا صناعيا تعليميا من نوع «كيوب سات» على 35 منشأة تعليمية جامعية، بتكلفة 4 ملايين جنيه، إلى جانب تنفيذ مشروعات فضائية مع عدد من الجامعات والمعاهد منها (بنها، الزقازيق، مدينة زويل، ومعهد العبور للتكنولوجيا)، فضلا عن تدريب الطلاب الجامعيين على تنفيذ مشروعات بسيطة فى مجال تكنولوجيا الفضاء، هذا بالإضافة إلى تدريب آلاف من طلاب الجامعات بالوكالة، واختيار أبرز وأكفأ العناصر منهم، وإرسالهم إلى الصين أو روسيا فى شكل بعثات تدريببة، وبعد العودة يتم اختيار الأفضل منهم لصناعة كوادر وعقول على أعلى مستوى، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه تم تصنيع قمر صناعى لغرض تعليم طلاب الجامعات، فضلا عن تنظيم مسابقة بين الكليات لاختيار الأفضل بينها والأكثر استفادة من الأقمار المقدمة وهناك أيضا مشروع «كان سات»، وهو قمر صناعى صغير على شكل «علبة الكانز» لتدريب طلاب المدارس الثانوية وتوعيتهم بالفضاء، وهو مشروع يجرى العمل به حاليا، وسيتم من خلاله إنتاج 100 وحدة منه.


برنامج الفضاء
برنامج «الفضاء المصرى» تتراوح مدته ما بين عامى 2020 و2030، يحدد خطوات مصر الفضائية خلال تلك الفترة، فى ضوء إستراتيجية التنمية المستدامة 2030، ويضم البرنامج مشروع قمر «مصر سات 2»، الذى سيتم إطلاقه عام 2030 بالتعاون مع الصين، والذى يشهد ارتفاع نسبة المكون المحلى المصرى إلى 60%، وذلك فى إطار خطط التعاون المثمر مع الصين، فى إنشاء وتشغيل «مركز التجميع» بتكنولوجيا صينية، والذى تعطلت عمليات تشييده بسبب تأثيرات فيروس كورونا، ليعود الفريق الصينى مرة أخرى ويستأنف العمل، وبصحبته فريق مصرى وفرنسى، وبعد تجميع وتركيب واختبار القمر يتم تسليمه إلى الجانب الصينى لإطلاقه من المنصات المحددة، ومن ضمن المكونات المحلية التى تفخر مصر حاليا بتزويدها تصنيع «الكاميرا الفضائية» التى يتم تركيبها بالأقمار لتلتقط الصور المختلفة، وكاميرا التليسكوب الفضائى، التى ترصد حركة الفضاء. وفى خطط المستقبل القريب من المقرر إطلاق 4 أقمار صناعية، منها قمران من نوعية «كيوب سات» لأغراض الاستشعار عن بعد ولأغراض البحث العلمى، منتصف العام الجارى 2022.


وقد تم إطلاق أقمار صناعية من نوعية «نانو سات» فى مارس 2022، بهدف مراقبة وقياس التغيرات المناخية، مع تحديد نسبتى ثانى أكسيد الكربون والغازات فى الغلاف الجوى المسببين الرئيسيين لتلك التغيرات.


وكان العمل على الاستفادة القصوى من القمر الصناعى «طيبة 1» الذى تم إطلاقه فى 2019 ، له دور مهم فى تأمين خدمة الإنترنت، خصوصا فى الأماكن الحساسة، هذا ووجه الرئيس بالاستغلال الأمثل لتطبيقات القمر الصناعى المصرى «طيبة-1» لصالح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالدولة، خصوصا ما يتعلق بشبكات التراسل الحكومية الجارى تنفيذها لربط الجهاز الإدارى للدولة بالكامل، لتطبيق النظم الحديثة للعمل الحكومى، وتمهيدا للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
مدينة الفضاء
كان إنشاء مدينة الفضاء المصرية التى تقع على مساحة 123 فدانا، وتضم 20 مبنى، واحدا من أهم بنود الإستراتيجية، والتى من المقرر أن يتم استلام بعضها خلال العام الحالى، كذلك جار إنشاء مبنى الوكالة الفضائية الإفريقية، التى فازت مصر باستضافتها على أرضها من بين عدة دول بالقارة. هذا فضلا عن «مبادرة قمر التنمية الإفريقى» بالاتفاق مع 6 دول إفريقية. هى «كينيا، أوغندا، غانا، السودان، ونيجيريا» لإطلاق قمر صناعى مشترك خلال الفترة المقبلة، بهدف مراقبة التغيرات المناخية الموجودة فى هذه الدول.

ومنذ 2014، بدأت مصر استضافة أعضاء لجنة إعداد سياسة وإستراتيجية الفضاء بإفريقيا، لمناقشة تخطيط وتنفيذ أول إستراتيجية إفريقية للفضاء، واعتبرت هذه اللقاءات العلمية أكبر تجمع علمى تكنولوجى فى مجال علوم الفضاء فى إفريقيا، وأسفرت اللقاءات عن وضع وثيقة سياسة الفضاء فى إفريقيا والمعتمدة من مجلس وزراء البحث العلمى الأفارقة (الإمكوست). ودعما لطلاب الجامعات الإفريقية أهدت «مدينة الفضاء المصرية» أقمارا للأغراض التدريبية لخمس دول إفريقية.

ويعتبر «مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية»، الذى تم إنشاؤه بموجب اتفاقية مع الجانب الصينى الذى يقع داخل المدينة الفضائية العالمية، المركز التخصصى الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية، والثانى من نوعه على المستوى الإقليمى، فى مجال تجميع الأقمار الصناعية بوزن حتى 750 كيلوجراما، وإجراء جميع الاختبارات البيئية والوظيفية، عبر أحدث الوسائل التكنولوجية فى مجال علوم الفضاء والاستشعار عن بعد، ويستهدف المركز إنتاج أقمار صناعية بأياد مصرية خالصة، وخدمة عدد من المشروعات القومية المصرية، التى تعمل الحكومة على تنفيذها خلال الفترة الحالية.

وكالة الفضاء
عمل الرئيس عبد الفتاح السيسى، على إعادة إحياء وكالة الفضاء المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بعد خروج قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية رقم (3) لسنة 2018 للنور، وبدأ تفعيل دور الوكالة فى أغسطس 2019، التى تهدف إلى استحداث ونقل وتوطين وتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، وامتلاك القدرات الذاتية، لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية من الأراضى المصرية، بما يخدم إستراتيجية الدولة فى مجالات التنمية وتحقيق الأمن القومى.

حققت الوكالة العديد من الإنجازات كان أبرزها فوز مصر فى المسابقة الدولية للجنة الأمم المتحدة لشئون الفضاء، وذلك عن تصميم كاميرا فضائية فائقة التكنولوجيا لتثبيتها على محطة الفضاء الدولية، التى جعلت مصر أول دولة فى إفريقيا والشرق الأوسط، تكون لها حمولة فضائية (كاميرا)، لتثبيتها على محطة الفضاء الدولية، يملكها وقائم على تشغيلها 5 جهات هى أمريكا وروسيا واليابان وكندا إلى جانب وكالة الفضاء الأوروبية، وتعتبر مختبرا للأبحاث والتجارب فى الفضاء، مما يؤكد قدرة العلماء والباحثين المصريين العلمية والعملية فى المجال الفضائي. تم تصميم وتصنيع الكاميرا الفضائية بأيد مصرية بنسبة 100%، حيث شارك فى تصميمها وتصنيعها نحو 13 باحثا مصريا من بين مهندسين وفنيين، وسيتم وضع تلك الكاميرا على محطة الفضاء الدولية وسيتيح لمصر الحصول، بلا مقابل، على الصور الفضائية عالية الدقة التى تستخدم فى الأغراض الجيولوجية والاستشعار عن بعد، والاستكشافات وغيرها من التطبيقات التى تخدم جهود التنمية فى مصر.

وتدرس الوكالة حاليا تنفيذ مشروع للتنبؤ بأماكن وأنواع التجمعات السمكية فى المياه المصرية، باستخدام صور الأقمار الصناعية وتقنية الذكاء الاصطناعى من أجل زيادة إنتاج الثروة السمكية.

وفى 15 يناير 2017، استطاع المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية تحقيق اكتشافات فريدة من نوعها فى مجال الفلك، وهى تغير 6 نجوم من خلال الأرصاد بمنظار القطامية، فى سابقة هى الأولى من نوعها، وتم تسجيل هذه النجوم بالموقع الدولى للجمعية الأمريكية لراصدى النجوم المتغيرة AAVSO، وأطلق عليها اسم مصر ومنظار القطامية، وتكمن أهمية هذا الاكتشاف فى معرفة المزيد من الخصائص الفيزيائية والهندسية والكيميائية لهذا النوع من النجوم، الذى يقدر وجوده بالكون بنسبة تفوق 80%، ويفتح هذا الاكتشاف الباب للعديد من الدراسات لحساب المسافة والبيئة الفيزيائية المحيطة بمثل هذه النجوم ومقارنتها بالشمس.

ولا تزال مصر تضع الكثير من المشروعات التنموية فى مجال الاهتمام ببحوث الفضاء، لتحقيق المزيد من الإنجازات والعمل على الارتقاء بمستوى الأجيال القادمة لمواجهة كل التحديات المستقبلية، وبناء قدرات فضائية تتواكب مع خطط مصر لتحقيق برامج التنمية المستدامة 2030.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة