لا أعرف لمن أوجه تلك الصرخة؛ من السادة المسئولين؛ أم لأحد المنفذين لبعض المشروعات المهمة للغاية؛ والتى تمس حياة الناس.
كلنا تابعنا بشغف متزايد التطوير المبهر لتوسعة الطريق الدائري؛ كما شاهدنا على مر أيام طويلة جدا؛ كيف كان يتم هذا التطوير؛ لأن الزحام الشديد صاحبه بشكل دائم.
فكان الناس يعدون الساعات؛ فى انتظار انتهاء التطوير؛ وإحقاقًا للحق؛ ظهرت بوضوح جلي نتائج التطوير؛ وانعكست على سلاسة المرور؛ مما كان له أثر جميل على نفوس المواطنين.
أثر جعل الناس ينسون أيام العذاب التى قضوها وهم يستعملون هذا الطريق الحيوي المهم جدا؛ وهم يعيشون زحام توسعته؛ وكان ذلك بديلا؛ هو الأفضل؛ لأن البديل الثاني؛ كان غلق الطريق حتى الانتهاء من أعمال التوسعة؛ وذلك خيار صعب للغاية.
فأين الصرخة؛ وما سبب إطلاقها؟
السبب يكمن في التفاصيل؛ وكما يُقال؛ الشيطان يسكن التفاصيل؛ وللحقيقة الأمر به شيطنة غير مفهومة؛ بل قد يفهم البعض؛ أنها مقصودة!
لم أمر على الطريق الدائرى بأكمله؛ ولكن قطعت عليه مسافة ليست بالقليلة؛ كانت كافية لأشعر بصدمة موجعة؛ فعدد حارات الطريق تضاعف؛ مما سلس المرور بدرجة واضحة؛ ولكن في المقابل؛ هناك كوارث تقطن الطريق؛ فبه بعض الحفر والمطبات العجيبة؛ نتيجة عدم نهو الرصف بشكل احترافي؛ وهو ما يسبب كوارث تصيب المارة.
تخيل؛ ولماذا أدعوك للتخيل عزيزى القارئ؛ مواطنًا أو مسئولًا؛ فجولة قد لا تأخذ ساعة عليه بالسيارة؛ كفيلة بتبيان تلك الكوارث.
حفر غريبة؛ الوقوع فيها؛ يؤدي لهلاك السيارة؛ وإذا قدر الله ونجت من الهلاك؛ فمن الصعب أن تنجو التى تسير خلفها؛ ومحاولة تفادي تلك الحفر أو المطبات؛ التى وُجدت بسبب تباين منسوب الرصف فى بعض الأماكن؛ من شأنه وقوع كوارث!
كوارث؛ ولا أُبالغ في هذا.
احتمال أن يتعرض إنسان للأذى مرفوض؛ فما بالك أن عدم نهو الأعمال بالحرفية المطلوبة؛ كان له هذا الأثر السيئ.
تكلف هذا الطريق مبالغ مالية ضخمة؛ فكيف أن يتم السماح بالسير عليه بهذه الكيفية السيئة؟
سؤال أتمنى أن يجد إجابة شافية؛ لماذا لم يتم نهوه بشكل يليق بالجهد الكبير الذي بُذل فيه؛ جهد استغرق شهورا من العمل ليلًا ونهارًا؛ لعمال كادحين.
لماذا نأتي في اللحظة الأخيرة؛ لحظة الاحتفال بالنصر؛ ونترك ثغرة تكلفنا الكثير من الغم والهم؟
أثق أن هناك غضبًا مكتومًا داخل نفوس كل من شاهد أو مر على تلك البقع السيئة؛ وطرح داخل نفسه تلك الأسئلة وغيرها.
بل قد يكون تساءل داخل نفسه؛ ألم يمر هنا مسئول كبير؟ ألابد أن يمر الرئيس حتى تنضبط الأمور؛ وتتدثر داخل سياقها السليم؟
قياس الفعل السيئ على الطريق الدائري؛ يصلح إسقاطه و تبيانه فى نواحٍ أخرى؛ ولهذا حديث قادم إن شاء الله
[email protected]