تصف كلمة "هاكر" بصفة عامة، ذلك الشخص المتمكن من مهارات الحاسوب وأمن المعلوماتية. و"الهاكرز" أساسا كلمة أطلقت على مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين كانوا يتحدون الأنظمة المختلفة ويحاولون اقتحامها، وليس بالضرورة أن تكون في نيتهم ارتكاب جريمة، ولكن نجاحهم في الاختراق يعتبر نجاحا لقدراتهم ومهاراتهم. إلا أن القانون اعتبرهم دخلاء تمكنوا من دخول مكان افتراضي يجب ألا يكونوا فيه.. خاصة أن بعضهم استغل هذه المهارات بصورة إجرامية تخريبية لمسح المعلومات والبعض الآخر استغلها تجاريا لأغراض التجسس وسرقة الأموال.. ومؤخرا ازدادت هجمات الهاكرز ضد حسابات الأفراد على السوشيال ميديا لأغراض عديدة وهو ما دفعنا لفتح هذا الملف في محاولة للبحث عن أهم الطرق لتأمين تلك الحسابات وحماية خصوصياتنا، فكان هذا التحقيق:
موضوعات مقترحة
التصفح الآمن
في البداية، هناك مجموعة من النصائح العامة لتعزيز وعي الأفراد بالإجراءات الوقائية للتصفح الآمن عبر الإنترنت وحماية البيانات والمعلومات الخاصة من الاختراق، وتتمثل هذه الإجراءات في عدم تخزين كلمات المرور أو معلومات بطاقتك الائتمانية في المواقع الإلكترونية حيث سيؤدي التخزين إلى تعرضك لخطر سرقة هذه المعلومات وبالتالي استخدامها في عمليات الشراء الاحتيالية، وعدم استخدام شبكات "الواي فاي" العامة عند التسوق رقمياً، والتأكد من أن مواقع التسوق الرقمية موثوقة وآمنة وأسهل طريقة لمعرفة ذلك هي البحث عن «https» في بداية عنوان الموقع، وتحديث برامج الحماية من الفيروسات وجدار الحماية بشكل مستمر على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ومسح ذاكرة التخزين المؤقتة للمتصفح بانتظام، وذلك لمنع بعض المواقع من تتبع بيانات التصفح الخاصة بك، وعدم تفعيل الميكروفون والكاميرا الخاصة بالجهاز أثناء التصفح.
ابتزاز وانتهاك للخصوصية
الكثير من النماذج والحالات التي تعرضت لهجمات قراصنة الإنترنت، يؤكدون أن عملية الاختراق تمت بشكل مقصود بهدف الابتزاز واختراق الخصوصية فضلا عن طلب بعض الأموال، حيث تقول فرح أحمد، (21 سنة) طالبة بالفرقة الثالثة بإحدى كليات الإعلام الخاصة: أعجب بي شاب ولكنه كان أكبر مني في العمر، وظل يلمح لي بكل الطرق، ولكنني فضلت عدم التجاوب معه، وعندما التحقت بالجامعة كان يتتبعني في كل مكان، وعندما التحقت بالفرقة الثالثة بالجامعة وبعد مرور 6 سنوات علي معرفتي به قررت إنهاء هذه العلاقة وعملت له حظرا من كل الأكونتات والأرقام، فكان يقوم بالاتصال بي من أرقام مجهولة، وكنت أعلم أنه من يقوم بالاتصال فلا أقوم بالرد.. وعرفت بعد ذلك أنه "هاكر" حيث قام باختراق الأكونت الخاص بي ولاحظت ذلك عندما رأيت أنه تمت إزالته من قائمة الحظر وكنت قلقة جدا لأن هذه المرة الأولي التي أتعرض فيها لهذا الموقف، وهل رأي صور لي أم لا ثم بعد ذلك تحدثت معه بهدوء، وعلمت أنه قام بتهكير حساب الفيسبوك الخاص بي، ثم تحدثت مع صديق لي ونصحني بالدخول علي حسابي قبل أن يتم إغلاق الأكونت حتي وصلت إلى كل الأجهزة التي قامت بالدخول إلى جهازي علي مدار السنين الماضية حتي وصلت إلي جهازه، ثم طلبت منه إرجاع الباسوورد لي حتي لا تحدث مشكلة، وبالفعل أعاد لي الباسوورد وقمت بالدخول وتسجيل الخروج من جميع الأجهزة التي قامت بالدخول إلي حسابي حتي جهازي، وقمت بالدخول من أول وجديد وقمت بتغيير الباسوورد والرقم علي الفيسبوك وفعلت الحماية الثنائية وبعد ذلك علمت أن هناك جهازا يريد الدخول لحسابي ويطلب الكود فقمت بحظره ومنعه من الدخول وأصبح بعد ذلك حسابي مؤمنا تماما.
أما مريم إبراهيم (٢٧ سنة) فتقول: تعرفت علي شخص من خلال الإنترنت، وكان كل كلامنا عن طريق الشات فقط لمدة 3 شهور، وبعد ذلك طلب أن يقابلني، فالتقينا بالفعل، وبعدها قابل أسرتي لكن والدي رفضه لأنه بلا وظيفة ثابتة وليس لديه شقة، وطلب مني إنهاء علاقتي به تماما، وبعد أن ساءت علاقتي به، بدأ يبتزني، واكتشفت أنه قام بتهكير جهاز الموبايل الخاص بي، وأخذ كل صوري، ثم بدأ يساومني على المال، فدفعت له مبلغا صغيرا أول مرة، بعدها طلب مني مبلغا أكبر، ودبرت له المبلغ خوفا منه، وفي المرة الثالثة أخبرت والدي فتم إبلاغ الشرطة وقاموا بإحضار هذا الشاب ولكن تم إنهاء الأمر بشكل ودي مقابل أن يحذف الصور التي أخذها. وبعدها ذهبت لطبيب نفسي للعلاج وأصبحت لا أتصور ولا أقوم بحفظ أي صور خاصة بي علي الهاتف.
تأمين الأكونتات
وحول سبل تأمين حساباتنا، يقول باسل نوفل، خبير في أمن المعلومات والسوشيال ميديا، إنه يمكن حمايتنا من الهاكرز من خلال عدم التفاعل مع أي بوست مجهول أو أي رسالة مجهولة فيها رابط مجهول وقراءة المكتوب قبل اللينك ويُفضل أن يكون اللينك بادئا بـ https، كما يحاول بعض الهاكرز الآن إرسال مواقع كثيرة مشهورة الينا مثل فيسبوك ويقومون بتغيير حرف صغير في الاسم فيقومون بخداعنا، ولذلك لابد من التدقيق والتحقق من أي رابط، خاصة وأنه بمجرد الضغط علي مثل هذه الروابط المجهولة فإنهم يستطيعون التحكم بجهازنا بكل سهولة ورؤية بعض الأشياء به، كما يجب تأمين الحساب بكلمة سر قوية جداً وربط الحساب بمرحلتي أمان من خلال ربطه برقم وهناك برنامج يقوم بتغيير الكود كل 30 ثانية، كما أنه لابد من ربط الحساب بحساب البريد الإلكتروني gmail مع تغيير الباسوورد، وأغراض الهاكرز مختلفة ومتعددة مثل الابتزاز، والهاكر إذا اخترق جهاز الموبايل يستطيع التحكم في الجهاز كله والحل يكمن في تفعيل برنامج Anti virus original.
فيروسات الاختراق
أما نبيل بهاء الدين، خبير أمن المعلومات والسوشيال ميديا، فيقول إن هناك فيروسات يتم توظيفها لاختراق الأجهزة، من أخطرها "الفيروس الفدية" وهو من أشهر الفيروسات المتطورة وقيل أن مصدره صيني وتمت صناعته من أجل تهديد أجهزة المخابرات الأمريكية، وأصبح بعد ذلك يستخدم في العالم كله، ومشكلة هذا الفيروس أنه عندما يدخل إلى الجهاز فإنه يعطل الوصول للجهاز بالكامل ولا يقوم بتدميره، وهذا الفيروس ليس له علاج لأنه يتغير كل فترة ويتطور أيضا، وهناك فيروس منتشر علي أجهزة الأيفون وهو رسالة للتوظيف بأمازون وبمجرد الدخول علي الرابط وإدخال باسوورد Icloud أصبحت تحت سيطرته، كما تصبح البيانات كلها ملكا له ويستطيع التحكم في الهاتف، ولابد من تفعيل الكود للفيسبوك والسوشيال ميديا وهو نظام المصادقة الثنائية، فهو يقوم بتأمين الحساب وعدم فتح أي رسالة مجهولة ولابد من مراجعة الرسائل قبل الدخول علي أي رابط، وهناك طريقة أخري جيدة وهي تسجيل باسوورد الفيسبوك علي الهاتف وعند الدخول علي الموقع إذا كان الموقع غير حقيقي لا يتم سؤالي عن التسجيل، ومن الممكن استخدام vpn وهو يقوم بفتح مواقع لا يمكن فتحها بمصر مثلا ويستخدم لمشاهدة مكتبات غير مصرية مثلا وهذه الطريقة أفضل طريقة للحماية ولكنها مكلفة، كما يجب عدم وضع بطاقات الائتمان علي مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه يجب عدم حفظ أي بيانات أو صور أو فيديوهات خاصة على أجهزة الهاتف تجنبا للابتزاز في حالة اختراق الهاتف، حيث إن أغلب أهداف الاختراق تتمثل في سرقة الصور الشخصية واستغلالها في التهديد.