Close ad

الولايات المتحدة تدعو حلفاءها إلى «تكثيف» إمدادات الأسلحة لأوكرانيا

15-6-2022 | 19:49
الولايات المتحدة تدعو حلفاءها إلى ;تكثيف; إمدادات الأسلحة لأوكرانياالولايات المتحدة
أ ف ب

دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء حلفاءه الغربيين إلى "تكثيف" عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا التي تواجه صعوبة في ردع القوات الروسية في منطقة دونباس، فيما جدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ تأكيد قربه من "صديقه القديم" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

موضوعات مقترحة

وقال أوستن أثناء اجتماع للدول الأعضاء في "مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا" التي شكّلتها الولايات المتحدة لدعم كييف في مقرّ حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل "علينا تكثيف التزامنا المشترك كي تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها، وعلينا أن نبذل قصارى جهودنا لضمان أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها، عن مواطنيها وأراضيها".

ومن المقرر أن يشارك حوالى 50 وزير دفاع من بينهم الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في هذا الاجتماع الذي يعقد على هامش اجتماع وزاري للناتو والذي تنتظره بفارغ الصبر كييف التي تطالب منذ أسابيع بالحصول على أسلحة ثقيلة بكميات كبيرة لصد القوات الروسية في منطقة حوض دونباس.

وقبل ساعات من انعقاد الاجتماع كتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك في تغريدة "بروكسل، ننتظر قرارا" مضيفا أن "ميزان المدفعية بين روسيا وأوكرانيا هو عشرة مقابل واحد في بعض المناطق وأتلقى رسائل يوميا من مقاتلينا يقولون: نحن صامدون أبلغونا فقط متى ستصل الأسلحة".

وأكد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن دول الحلف "اتخذت إجراء عاجلا" لتزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة حديثة، لفت إلى أن "الانتقال من معدات الحقبة السوفياتية إلى معدات الحلف الأطلسي الحديثة يتطلب استعداد الأوكرانيين لاستخدامها... هذا انتقال صعب ومتطلب".

من جهته أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس الأربعاء أن لندن ستسلم أوكرانيا بصورة "وشيكة" قاذفات صواريخ متعددة.

ويطالب الأوكرانيون ببنادق دفاعية مثل بنادق سيزار الفرنسية. وقد سلمت فرنسا ست نسخ منها إلى كييف في الأسابيع الأخيرة، فيما شاهدت وكالة فرانس برس الأربعاء جنودا أوكرانيين يستخدمونها لإطلاق النار على أهداف روسية في دونباس.

وفي مؤتمر عبر الهاتف مع النواب التشيكيين شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن "أوكرانيا يجب أن تحصل على كل ما هو ضروري لتحقيق النصر".

وأعاد تاكيد أن غزو أوكرانيا كان مجرد خطوة أولى لموسكو، مضيفا أن روسيا "طاغية تريد كل شيء ولن تتوقف أبدا".

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا تشمل قطع مدفعية وقذائف اضافية وصواريخ مضادة للسفن بقيمة إجمالية تصل الى مليار دولار.

وأوضح بايدن في بيان أنه أعاد تأكيد دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني.

وتسعى القوات الروسية لاعتراض شحنات الأسلحة لأوكرانيا وأعلنت الأربعاء أنها دمرت بواسطة صواريخ كاليبر مستودع أسلحة أرسلها الحلف الأطلسي ولا سيما مدافع إم777 عيار 155 ميليمترا قرب لفيف في غرب أوكرانيا.


من جانب آخر، جدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء تأكيد قربه من "صديقه القديم" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم الحرب في أوكرانيا، مجازفا بتوتير العلاقات بين بكين والدول الغربية.

وأكّد الرئيس الصيني الأربعاء خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي دعم بكين لـ"سيادة" روسيا و"أمنها".

وقال شي لبوتين بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن "الصين راغبة في مواصلة دعم روسيا في قضايا تمثل مصالح أساسية وتثير مخاوف رئيسية مثل السيادة والأمن".

وبحسب التقرير عن المكالمة التي جرت يوم عيد ميلاد الرئيس الصيني التاسع والستين، لم يذكر شي أي قضية محددة مثل أوكرانيا أو تايوان.

من جانبه، أشار الكرملين إلى أن الرئيسين اتفقا "على توسيع التعاون في مجالات الطاقة والمال والصناعة والنقل وغيرها، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي العالمي الذي تعقّد بسبب العقوبات غير الشرعية الغربية".

وأضافت الرئاسة الروسية أن الرئيسين ناقشا أيضًا "تطوير العلاقات العسكرية والعسكرية-التقنية" مشيرةً إلى أن المكالمة كانت "ودية".

وفي مواجهة العقوبات الغربية، أعلنت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة الأربعاء خفض شحناتها من الغاز إلى أوروبا بمقدار الثلث عبر خط أنابيب الغاز نورد ستريم، مبررة ذلك بعدم قيام شركة "سيمنز" الألمانية بصيانة المعدّات الضرورية.

لكنّ وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك قال في بيان "من الواضح أنها استراتيجية لرفع الأسعار".

وتأتي هذه التصريحات على خلفية الهجوم الروسي على مدينة سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك المجاورة لها، وهما مدينتان رئيسيتان في دونباس، وعلى مواقع أخرى في المنطقة، بحسب كييف.

وأقرت السلطات الأوكرانية في الأيام الماضية بأن قواتها اضطرت إلى الانسحاب من وسط مدينة سيفيرودونيتسك ولم تعد تملك سوى "قنوات اتصال معقدة" معها بعد تدمير كل الجسور المؤدية إلى ليسيتشانسك.

وتتحصن القوات الأوكرانية بصورة خاصة في مصنع أزوت الكيميائي الضخم، أحد رموز المدينة البالغ عدد سكانها مائة ألف نسمة. وأفاد رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أولكسندر ستريوك أن أكثر من 500 مدني يختبئون في أقبية المصنع.

وأكدت الرئاسة الأوكرانية الأربعاء أن الهجوم الروسي على سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك متواصل، بدون أن تذكر تقدما لأي من الطرفين. ونفت كييف حتى الآن أن تكون قواتها مطوّقة، فيما دعاها الانفصاليون الموالون لروسيا إلى "الاستسلام أو الموت".

وذكرت صحفية من وكالة فرانس برس في الموقع أن الطرق بين ليسيتشانسك وكراماتورسك، وهي مدينة أساسية أخرى في دونباس تحت سيطرة كييف، تستخدم لنقل الأسلحة ولا سيما قاذفات صواريخ متعددة من طراز غراد ومدافع بينما تنقل آليات خاصة دبابات تحتاج إلى إصلاح.

وعلى غرار سيفيرودونيتسك، باتت ليسيتشانسك مهجورة عمليا ويمكن رؤية كابلات كهرباء مقطوعة ومحلات تجارية متفحمة في شوارعها.

وصرح شرطي محلي لفرانس برس أن "الروس يقصفون وسط المدينة طوال الوقت". وأضاف زميل له أن القصف يستمر "24 ساعة في اليوم بدون توقف".

وإن كانت فرص أوكرانيا بالانضمام إلى الحلف الأطلسي أقل من أي وقت مضى، فإن كييف تترقب قرارا من الاتحاد الأوروبي بحلول 24 يونيو بشأن طلبها الحصول على وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى التكتل، ما سيشكل بداية لآلية مفاوضات قد تستغرق سنوات.

وفي هذا السياق، ينتظر وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، مع المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الخميس إلى كييف، بحسب وسائل إعلام ألمانية وإيطالية.

وستكون هذه أول زيارة من نوعها يقوم بها قادة اكبر ثلاث قوى اقتصادية في أوروبا منذ بدء الغزو الروسي.

وبدون تأكيد الزيارة، وجه ماكرون الأربعاء إشارات مشجعة لكييف خلال زيارة قام بها لقاعدة للحلف الأطلسي في رومانيا.

وقال "أظن أننا نمرّ في لحظة يجب أن نرسل خلالها إشارات سياسية واضحة، نحن الاتحاد الأوروبي، إلى أوكرانيا والشعب الأوكراني ضمن السياق الذي يقاوم فيه بأسلوب بطولي منذ أشهر عدة"، معتبرا في المقابل أن من الضروري إجراء "المزيد من النقاشات المعمقة" مع أوكرانيا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: