راديو الاهرام

بعد انتشاره السريع .. هل يتحول فيروس "جدري القرود" لجائحة عالمية ؟

15-6-2022 | 18:06
بعد انتشاره السريع  هل يتحول فيروس  جدري القرود  لجائحة عالمية ؟جدري القرود
إيمان فكري

على مدار أكثر من عامين سابقين عاش العالم جائحة كورونا، ومازال الوباء يطارد البشرية حتى عاد مجددا فيروس جدري القرود وخرج من الدول المتوطن بها قبل 60 عاما إلى الدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية والعربية أيضا، مما آثار قلقا عالميا خوفا من تكرار جائحة أخرى مثل كورونا، خاصة بعد أن كشفت مراكز الوقاية الأمريكية أن هذا الفيروس قد ينتقل عن طريق الهواء على الأقل لمسافات قصيرة، رغم تأكيد عدد من الخبراء أن انتقال المرض يتطلب اتصالا مستديما وثيقا حقا.

موضوعات مقترحة

جدري القرود يصل إلى 39 دولة

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تادروس أدهانوم، دعوته للجنة الطوارئ الصحية بالمنظمة لعقد اجتماع في الأسبوع القادم لبحث ما إذا كان التفشي العالمي لمرض جدري القرود يستدعي الإعلان عن حالة طوارئ صحية عالمية تثير القلق، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 1600 حالة مؤكدة للإصابة بجدري القرود، إضافة إلى 1500 حالة مشتبه بها، وذلك من 39 دولة.

كما أن هناك 72 حالة وفاة من البلدان المتواطن بها المرض سابقا، ولكن لا توجد أية حالات وفاة حتى الآن في البلدان التي ظهر بها حديثا، وإن كانت المنظمة تعمل للتحقق من تقارير بشأن حالة وفاة حديثة ذات ارتباط بالمرض في البرازيل، وتهدف المنظمة الآن لمنع أي انتشار للمرض من خلال المراقبة وعزل المصابين، إضافة إلى متابعة من كانوا على اتصال بمصابين بالمرض خاصة بالنسبة للمجموعات الأكثر عرضة للخطر.

وينتشر جدري القرود بشكل رئيسي في وسط وغرب أفريقيا، غالبا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وبدأ ظهوره يتزايد في المناطق الحضرية، وتشمل الحيوانات المضيفة له مجموعة من القوارض والرئيسيات غير البشرية.

وجدري القرود هو مرض فيروسي نادر، حيواني المنشأ، تم اكتشافه لأول مرة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو، وينتقل من الحيوانات إلى البشر، ومن ثم قد ينتشر من شخص لآخر، وتشابه أعراضه كثيرا تلك التي شوهدت في الماضي لدى مرضى الجدري، على الرغم من أنها أقل خطورة من الناحية السريرية.

هل يتحول جدري القرود لجائحة عالمية؟

الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، يؤكد أن تحول أي مرض إلى جائحة عالمية دائما ما يحتاج إلى معامل انتشار عالي الكثافة وزيادة في معدلات الوفاة بسببه، ومعامل الانتشار بالنسبة لمرض جدري القرود حتى الآن لا يزال أقل من 1% من نسب الإصابات، أما عن نسب الوفيات فهي ما زالت أيضا حتى الآن أقل من 1%.

كما أن ذلك المرض يحتاج لانتقال رذاذ كبير الحجم من مريض لآخر، أو انتقال الحويصلات من المريض لآخر أو عن طريق الاتصال الجنسي، ولا خوف منه، وتسليط الضوء على هذا المرض المنتشر حديثا كان الفضل فيه يعود إلى جائحة كورونا، لأن فكرة تحويل المرض من الحيوان للإنسان أصبح شيء مقلق لكل البشرية.

كيف ينتقل جدري القرود؟

يؤكد أستاذ علم انتشار الأوبئة، أن التعافي من مرض جدري القرود تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع داخل المستشفى، وهو مرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، ولكن صعب انتقاله من إنسان لإنسان آخر، لأنه يحتاج للعدوى عن طريق اللعاب أو كمية كبيرة من الرذاذ، وتنقل من الحيوان عن طريق العض أو جرح حيوان مصاب به لإنسان.

أعراض جدري القرود

بعد تشخيص عدد من الحالات الجديدة لمرض جدري القرود في إنجلترا، أكد مدير الصحة العامة في لندن، البروفيسور كيفين فينتون، أن معظم الإصابات تشمل أعراضها، الطفح الجلدي حول الفم، وكذلك حول المنطقة التناسلية.

وعلاوة على ذلك، فإن تورم الغدد الليمفاوية هو سمة بارزة لجدري القرود، ويمكن أن يسبب الحمى والصداع والطفح الجلدي، والتي قد تسبب بثورا مماثلة لتلك التي تظهر مع انتشار جدري الماء، وفي غضون يوم إلى ثلاثة أيام أو أكثر بعد ظهور الحمى، يصاب المرضى بطفح جلدي يبدأ غالبا على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

هل وصل جدري القرود إلى مصر؟

أكدت وزارة الصحة والسكان المصرية، أنه لا يوجد أي حالات إصابة أو اشتباه إصابة بالفيروس في مصر حتى الآن، وأنها تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائي على مستوى العالم.

خطورة جدري القرود

يؤكد الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات، أن هناك عوامل تحدد مدى خطورة الإصابة بفيروس جدري القرود، منها فترة حضانة الفيروس داخل الجسم خلال عدد من الأيام، لتظهر بعدها عدة أعراض، والتي تشمل ارتفاع درجة الحرارة وصداع وآلام في الجسم ثم طفح جلدي عبارة عن حبوب حمراء وبثور عليها قشرة ومن الممكن أن تتسبب في إسالة الدم.

ويوضح أستاذ علم الفيروسات، أن عدوى جدري القرود خطيرة وسريعة الانتشار بين الناس، ولكن المطمئن في الموضوع أن الجميع حصل على لقاح مضاد للجدر في فترة الطفولة، وهو له قدرة على منع تفشي الفيروس النادر.

ارتداء الكمامات

مع زيادة مخاوف انتشار مرض جدري القرود، سادت حالة من التأهب في بعض الدول، حيث نصحت مواطنيها بالعودة للإجراءات الاحترازية لرصد المرض، ونصحت مواطنيها بالعودة لارتداء الكمامة مرة أخرى بسبب شكوك انتقاله عبر الهواء.

الدكتور إسلام عنان، أستاذ علم الأوبئة، يؤكد أن ارتداء الكمامة ضروري للوقاية من جدري القرود خاصة في التعامل مع المرضى بهذا الفيروس، فهو ينتقل عن طريق سوائل الجهاز التنفسي، وكثيرا من حالات العدوى تحدث بسبب الاقتراب بين الأشخاص، والإصابة بالعدوى بمرض الجدري تحتاج مسافة أقرب من فيروس كورونا والأنفلونزا.

لا ينصح بالتلقيح الجماعي ضد جدري القرود

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية إن المنظمة لا توصي بالتلقيح الجماعي ضد جدري القردة، مشيرا إلى أنه وإن كان من المتوقع أن توفر لقاحات الجدري بعض الحماية ضد المرض إلا أن المعلومات الإكلينيكية ضئيلة وكذلك إمدادات اللقاح.

جدري القرود ينتقل عبر الهواء

وينصح بارتداء الكمامة مرة أخرى، لأن الاتصال الوثيق والاحتكاك المباشر، هو الطريق الرئيسي لانتقال المرض، لأن الآفات النموذجية للمرض معدية للغاية، على سبيل المثال، الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضون للخطر، وكذلك العاملون الصحيون، ولهذا السبب بدأت بعض البلدان في تلقيح فرق علاج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري، وهو فيروس مرتبط به، تم تحديد العديد من الحالات الحالية في عيادات الصحة الجنسية، وأخيرا تم اكتشاف قدرته على الانتقال عبر الهواء.

لذا يشدد أستاذ علم الأوبئة، على ضرورة إتباع الإجراءات الوقائية الخاصة بكورونا مثل التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، وعزل المصابين فترة حضانة الفيروس، للحد من انتشار فيروس جدري القرود، لأن اللقاحات الخاصة به ليست متوفرة حاليا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: