راديو الاهرام

الكبت يولد الانفجار .. ما حقيقة هذه المقولة؟

14-6-2022 | 16:42
الكبت يولد الانفجار  ما حقيقة هذه المقولة؟الأثار النفسية للكتمان
إيمان البدري

 الكبت يولد الانفجار، حيث يعانى كثير من الناس من حساسية مفرطة تجاه الناس والمواقف والمشاكل أيضا، ويعانى هؤلاء بشدة من الرغبة فى كتمان شديد لمشاعرهم أو بالأخص مشاعر الغضب لديهم، كما يعانون أيضا من الرغبة فى عدم إظهار غضبهم بشكل ظاهر.

وأن هناك كثيرًا من الصفات التى تكون فى بعض الأشخاص عند شعورهم بالغضب، وهى الرغبة الشديدة فى كتمان هذا الغضب، ولا يريدون التحدث عن أسبابه، أو الرغبة فى أن يحكوا إلى أى أحد من الناس، كما يعانى هؤلاء من الحساسية من الناس، ومن الأفعال ويتأثرون بشدة من أى موقف أو فعل وبشكل سريع.

تقول الدكتورة مريم السيد استشاري الطب النفسي، يعانى الشخص الذي يكتم غضبه،  من عدم الرغبة تماما فى التحدث عن أى من أسباب المشكلة التى تواجههم، أو عن سبب غضبهم على الإطلاق، أو حتى عن التعبير بأى طريقة عن غضبهم الشديد، أو عن مدى انزعاجهم.

ولذلك نحذر من الإفراط والمبالغة من قبل هؤلاء فى هذا الفعل، وذلك لأن هذا الأمر قد يؤثر وبشدة على نفسيتهم، لأنه يؤثر بالسلب عليها، لذا ينصح بتفريغ هؤلاء لبعض الغضب الشديد الذى لديهم فى صورة بعض الأفعال البسيطة، حتى لا يضروا أنفسهم.

                                                                                                                                           

كيف تتخلص النساء من كبت المشاعر                          

 تؤكد استشاري الطب النفسي، أن الكبت يولد الانفجار ؛ كم مرة ثرت على شخص لسبب بسيط أو بغير أسباب؟ كم مرة شعرتِ بالاكتئاب وبأنك "مالكيش نفس لحاجة" بدون سبب واضح؟ هذه فقط بعض أعراض وأضرار كبت المشاعر.

مواقف تتعرضين لها تشعرين فيها بمشاعر سلبية وتتجاهلين هذه المشاعر كأنها غير موجودة، فتتراكم ومع الوقت تنتنج عليكِ هذه الآثار وغيرها. فما هي الآثار الأخرى الناتجة عن كبت المشاعر؟ وما هو معناه؟ ولماذا نكبت مشاعرنا؟ وكيف تتوقفين عن هذه العادة؟ كبت المشاعر هو عدم الإدراك المطلق لوجود الشاعر. فمن يشعر مثلا بالغضب ولا يثور لم يكبت مشاعره بل قام بكتمانها ؛  أما من يكبت غضبه فهو من يرى ما يحدث ولا يشعر بشئ على الإطلاق.

 

علامات الكبت وأضراره

تؤكد، أن من علامات الكبت وأضراره هو الإفراط في السلوكيات الإدمانية القهرية مثل تناول الطعام أو الكحوليات، أو التدخين أو تعاطي المخدرات، أو الجنس أو العمل أو الشراء أو الكمبيوتر أو مشاهدة التليفزيون؛ وغيرها الكثير من التصرفات .

أيضا من العلامات هو  الميل في الكلام مع الآخرين إلى الأحاديث السطحية عن الأكل والسياسة والجو ، وتفادي الكلام الشخصي عن النفس والمشاعر ؛ بالإضافة إلى استخدام صيغة المخاطب بدلاً من ضميرالمتكلم خاصة عند الكلام عن المشاعر، مثلا تعبر عن غضبها قائلة "وتبقي هتطقي من اللي بيعملوه" بدلاً من القول "وبابقى هاطق من اللي بيعملوه"

كذلك الميل إلى التركيز على المظاهر والطقوس الدينية أكثر من جوهر الدين نفسه من أخلاق ومعاملات. اللطف الشديد في المعاملة ثم الإتيان بسلوكيات مناقضة تماماً.

 ويلاحظ الإرهاق المستمر مما يسهل  الإصابة بالاكتئاب دون سبب.

غياب المعني والحماس لرسالة في الحياة؛ مع وجود  أعراض جسدية مزمنة مثل المغص والإسهال والصداع والحموضة. الانفجار في الغضب لأسباب لا تستحق؛ مع  الكلام بطريقة سلبية عن الآخرين؛ وكذلك  النظرة السلبية للنفس.                             

  

لماذا نكبت مشاعرنا                                        

تضيف الدكتورة مريم السيد، انه توجد بعض الأسباب المحتملة  ؛ ومنها  لم نتعلم كيف نتعرف على مشاعرنا ونعبر عنها بطريقة صحية، وهي مهارة يمكن تعلمها. نخاف من أثر التعبير عنو مشاعرنا على علاقاتنا مع الآخرين. الكبت هو الذي يضر بعلاقاتنا مع الآخرين، أما التعبير عن المشاعر بطريقة صحية ومتعقلة فيفيد العلاقات. والعلاقة التي لا تسمح بالتعبير عن المشاعر بطريقة آمنة يجب تحجيمها إلى أقل قدر ممكن لأنها علاقة مؤذية .

 

 ويجب أن نستوعب أن الذكاء العاطفي هو السلاح ضد كبت المشاعر الذكاء العاطفي هو أن يكون لديكِ القدرة على الوعي بمشاعرك جيداً، والتعبير عنها بالكلام، وإدارتها بالطريقة التي تجعلك أكثر استقراراً من الناحية النفسية وأكثر نجاحاً في حياتك بجوانبها المختلفة.                                              

 

خطوات لتنمية ذكائك العاطفي

متابعة الجسد وملاحظته  لأنه يعكس المشاعر بصدق (ضربات القلب، العرق في الأيدي، التنفس، الحلق الجاف).                                                 

 مع ملاحظة المشاعر, اسأل  نفسك عما تشعر به الآن أو عند أي تغير في مزاجك: وحدوث غضب، غيظ، قلق، إحباط، ندم، ذنب؛ وكذلك متابعه  أفكارك وأن تسأل  نفسك "ماذا أقول لنفسي الآن؟" أو "ماذا قلت لنفسي عندما شعرت بالغضب؟" علام يركز تفكيري (الدفاع عن نفسي، الهجوم على الآخرين).

 المظهر الخارجي تاب نبرة صوتك (مرتفعة أم معتدلة؟)، حركات جسدك والرسالة التي تنقلها، تعبيرات وجهك (مشدودة أم مسترخية

مع تقديم تفسير للمواقف التي نمر بها هي التي تحدد مشاعرنا؛  فمثلا غالبا ما نميل إلى تفسير عدم رد شخص علينا بالرفض والتجاهل مما يولد مشاعر بالغضب أو الحزن..الخ. لا تستلمي لهذه الأفكار التلقائية وإنما ضعي عدة تفسيرات محتملة أخرى، مثلا ربما لم يكن منتبها أو حزيناً أو لم يجد ما يقوله.

توقف قليلاً فهذا سيحميكِ من الاندفاع وراء تصرفات لم تفكري فيها جيداً. إن التحكم في السلوك يكمن في هذه القدرة على التوقف، لأن الفكرة الملحة التي لا يتم الاستجابة لها خلال بضعة ثوانٍ تفقد إلحاحها ووقتها يمكن فحص ها.

  صحح مسارك بعد القيام بالخطوات السابقة يمكنك أن تقرري التصرف الصحيح، وتعيدي توجيه أفكارك ومشاعرك. تأملي: تفكري في نتيجة تصرفك بطريقة مختلفة على مشاعرك وأفكارك، وعلى علاقاتك، وعلى الآخرين. وقارنيها بطريقتك القديمة المندفعة.                     

 ومع كل هذا التفكر سيشجعك على الاستمرار في محاولة تنمية ذكائك العاطفي.                                              

 

وفي النهاية على كل شخص بعد  خطوات تنمية الذكاء العاطفي أن يحتفل و يكافئي نفسه  كلما استطاع  وأن يتصرف  بالطريقة الجديدة الصحيحة، فهذا سيشجع  على الاستمرار.

 مع  تكرار خطوات تنمية الذكاء العاطفي ؛ حيث أن التكرار  يعلم الشطار كما يقول المثل؛  ولذلك لابد أن نتعلم  من الأخطاء  دون أن نلوم أنفسنا ؛ مع  تكرار الممارسة هو الطريق لتعلم وإتقان أي مهارة جديدة، ومع الوقت يصبح الصعب سهلاً.

كلمات البحث