يبدو أن حرب الفيروسات لن تنتهي، فعلى الرغم من أن العالم لا يزال يعاني تبعات فيروس كورونا المستجد الذي لا يزال يطارد البشرية وتسبب في وفاة أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم حتى الآن، وجدري القرود الذي ظهر مؤخرا ويتفشى بشكل كبير، إلا أنه ظهر مرض نادر جدا يعرف باسم "بورنا" أو فيروس الحصان الحزين القاتل، والذي يؤثر على الدماغ مباشرة.
وأصدرت السلطات الصحية في ألمانيا تحذيرا مروعا؛ حيث تم اكتشاف حالة جديدة من مرض نادر جدا يعرف باسم مرض "بورنا" أو الحصان الحزين القاتل، بعدما تم الإبلاغ عن حالتين آخرين من الفيروس في مقاطعة بافاريا.
وحذر خبراء الصحة من احتمال تفشي مرض نادر قاتل يسبب التهاباً في الدماغ، وهو مرض نادر ويمكن العثور عليه أيضًا في الحيوانات مثل الخيول والثعالب والكلاب.
ما هو مرض "بورنا"؟
فيروس "بورنا" والمعروف بـ"BDV"، هو متلازمة عصبية معدية تصيب الحيوانات ذوات الدم الحار، وعلى الرغم من أن هذا المرض قاتل للغاية إلا أنه نادر جدا، ولم يكتشف سابقا إلا بعد بضع مرات من ظهوره في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر.
سبب تسمية الفيروس بـ"بورنا"
اكتشف العلماء فيروسات بورنا BDV-1 و BDV-2، لأول مرة في الخيول ثم الماشية، والأغنام، والكلاب، والثعالب، وفي عام 1995، تمكن الباحثون من عزل BDV-1 من القطط في السويد التي عانت من جائحة كبرى من المرض، وبعد ذلك تم اكتشاف المرض أيضا في القطط في اليابان والمملكة المتحدة.
وأطلق مسمى "بورنا" على العدوى نسبة لظهور الفيروس ببورنا الواقعة في ألمانيا الشرقية، والتي توفى فيها الكثير من الخيول في الثمانينيات بسبب المرض، وأطلق على المرض أيضا اسم "الحصان الحزين القاتل".
ويشار إلى أن انتشار الفيروس كان خلال السنوات الثلاث الماضية، وتبلغ ألمانيا عن إصابتين كل عام، وعلى الرغم من تأكيد الخبراء أن عدد الحالات غير المبلغ عنها في البلاد قد يصل إلى 6 حالات سنويا، لكن مكتب الصحة وسلامة الغذاء في ولاية بافاريا، وأبلغ عن 7 إصابات بمرض "بورنا" في جميع أنحاء ألمانيا خلال عام 2021، منها 5 حالات في بافاريا.
أعراض مرض بورنا أو الحصان الحزين
تبدأ العدوى في الخلايا العصبية الشمية، ثم تنتشر إلى الجهاز العصبي المركزي، وتشمل العلامات المصاحبة للإصابة ما يلي:
- مشاكل في الحركة
- آلام أسفل الظهر
- تغيرات سلوكية
- الارتباك
- آلام العضلات
- ارتفاع الحرارة
- تلف دائم في الدماغ والأعصاب
- تسمم الدم
أعراض قاتلة لـ مرض بورنا أو الحصان الحزين
يمكن أن يسبب مرض "بورنا" التهابا في الدماغ بعد الإصابة، ما يؤدي إلى الوفاة في جميع الحالات تقريبا.
طرق انتقال مرض بورنا أو الحصان الحزين
يعتقد العلماء أن انتقال فيروسات "بورنا"، يحدث من خلال تعرض الأنف للعاب الملوث أو إفرازات الأنف، كما وجد الخبراء بعض الروابط للإنسان المصاب بالعدوى والأمراض النفسية، ففي عام 1990، اكتشف الباحثون أن الأجسام المضادة لبروتين تم ترميزه بواسطة جينوم (BDV-1)، عثر عليها في دم المرضى الذين يعانون من اضطرابات سلوكية.
كما يعتقد الخبراء، أن المرض ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بفعل إفرازات الحيوان المصاب.
هل مرض بورنا قاتل؟
يعتبر مرض بورنا أو الحصان الحزين قاتل للغاية، إلا أنه نادر جدا، ولم يتم اكتشافه سابقا إلا بعد بضع مرات من ظهوره في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر.
هل يمكن التعافي من مرض البرونا؟
يتعافى عدد كبير من مرض بورنا، ولكن يعاني من نجوا من هذا الفيروس النادر من أضرار طويلة الأمد، فقد ينتهي الأمر بالمصابين بمرض "بورنا" بالتهاب السحايا، وهو عدوى تصيب الأغشية الواقية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي.
ويمكن أن يؤثر التهاب السحايا على أي شخص، ولكنه أكثر شيوعا عند الرضع والأطفال الصغار والمراهقين والشباب، كما يمكن أن يكون خطيرا للغاية إذا لم يتم علاجه بسرعة، حيث يمكن أن يسبب تسمم الدم الذي يهدد الحياة، ويؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو الأعصاب.
هل يوجد علاج لمرض بورنا؟
لا يوجد لقاح متاح للوقاية من فيروس بورنا تحديدا، ولكن هناك عدد من اللقاحات التي توفر بعض الحماية ضد أمراض الدماغ بشكل عام.
وبالنسبة إلى العلاج، لا يوجد علاج معروف للمرض حتى الآن، لكن بعض الأبحاث أكدت أن مضادات الفيروسات مثل ريبافيرين قد يساهم في قتل الفيروس، وقد يكون العلاج فعال مع البشر.
ومن المحتمل أن تكون القطط التي يمكنها الوصول إلى بيئة ريفية أٌل عرضة للإصابة بعدوى بورنا، ما يقلل فرص ظهور المرض لدى البشر.