"التخاطر" يُمكن تعريفه على أنه عملية توصيل الأفكار من شخص إلى آخر بطريقة مباشرة وذلك عن طريق استخدام الإدراك الخارجي، دون استخدام طرق الاتصال الحسية، ويُعد التخاطر قوة استثنائية خارقة يَمتلكها جميع البشر، حيث يمكن للشخص القيام بإرسال رسالة إلى شخص آخر دون استخدام أي وسيط باستثناء العقل، مثلاً عند تذكر شخص ما أو وجود رغبة مفاجئة في التحدث معه، ففي تلك اللحظة يقوم الشخص ذاته في الاتصال، وبالرغم من ذلك إلا أن التخاطر لم يتم إثبات واقعيته حتى الآن.
موضوعات مقترحة
وأول مرة ظهر فيها مصطلح التخاطر كان عام 1882 على يد فريدريك مايرز أحد مؤسسي جمعية الأبحاث النفسية عن الباراسيكولوجي مثل الاستبصار والتخاطر.
ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الأبحاث والتجارب العلمية حول دراسة التخاطر، وكانت أشهرها التجربة التي أجراها باحثون في علوم الأعصاب بقيادة الطبيب النفسي كارليس جراو عام 2014، هذه التجربة أثبتت أن هناك إمكانية للتواصل ونقل الأفكار بين عقل وآخر، يفصلهما مسافة 8 آلاف من الكيلومترات، فقد نُقِلت كلمات مثل "مرحبا" من عقل أحد المشاركين بالتجربة في الهند إلى عقل مشارك آخر في فرنسا، بدون تحدث أو كتابة.
العلوم الزائفة
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور وائل وفاء استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، يمكننا تعريف " التخاطر" بأنه أحد أفرع ما يسمى بعلم ما وراء النفس "البارسيكولوجي" وفي كثير من الأدبيات لازال تصنيف هذه العلوم يعد من قبيل العلوم الزائفة باختلاف المسميات مثل: "الإدراك خارج الحواس والاستبصار والجلاء البصري أو التحريك العقلي" وانتهاء بالتخاطر أو " التلباثي" أو التأثير عن بُعد، والتي هي مرادفات مختلفة للتخاطر، وجاءت بعض التعريفات به على أنه هو التحكم في عقل إنسان بواسطة عقل آخر.
أشهر تجارب التخاطر
وتابع: ذهب العديد من المهتمين بالتخاطر إلى تصنيفه لـ أنواع مثل المتأخر والتنبؤي والماضي والعاطفي، لافتًا إلى أشهر التجارب التي جاءت هذا الشأن في العصر الحديث التجربة التي قامت بها المخابرات الروسية على "ميناء كولاجينا"، والتي ظهرت فيها استطاعة التحكم في قلب أحد العلماء وإصابته بأزمة قلبية, وأيضا جاء في التاريخ الإسلامي الحادثة الشهيرة التي وردت عن الخليفة عمر بن الخطاب حينما وقف يخطب على المنبر ثم قطع حديثه فجأة وقال يا سارية الجبل الجبل، وحينما سُئل عن ذلك قال أنه وكأنه رأى جيش المسلمين يهزم وأن عليهم الاحتماء بالجبل، وحينما عاد الجيش وتحقق النصر، سألت سارية في ذلك ويقول إنه سمع والجيش صوت عمل ينبههم إلى الاحتماء بالجبل، كذلك هناك حادثة أيضا احتار فيها المفسرون حينما انحرف شاب أمريكي عن الطريق وتعرضه لإصابة شديدة في حادثة سير كادت أن تنهي حياته وفجأة هرعت الشرطة والإسعاف إلى مكان الحادث الذي كان في طريق غير مأهول بالسيارات وكانت المفاجأة من قام بالإبلاغ عن الحادث هي أم الشاب الذي أكد أنه كان يفكر في أمه بعد وقوع الحادث مباشرة والتي أكدت بدورها أن ابنها أيقظها من النوم ليبلغها عن مكانه.
اجتهادات شخصية
ونوّه كل ما سبق لا يعدو كونه أحداثا فردية قد تكون وقعت بشكل أو بآخر واختلفت التفسيرات في ذلك، ولكن ما يمكننا القول في هذا السياق إن كل ما جرى من تجارب أو أبحاث لا يمكن إدراجها أنها تحت تصنيف علم من العلوم المعترف بها، وبالتالي كل ما يدور من أحاديث حول علوم الطاقة وما شابه لا تعدو كونها اجتهادات شخصية لا ترتقي إلى رتبة العلم.
الدكتور وائل وفاء استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات
التخاطر من الناحية الفلسفية
ويتفق الدكتور سامي أبو بيه، أستاذ علم النفس وعميد كلية التربية جامعة المنوفية سابقا، مع الدكتور وائل وفاء أن التخاطر قد يكون صحيحا من الناحية الفلسفية ولكنه من الناحية العلمية ليس صحيحا لأن العلم تكون إجاباته قاطعة بالحقائق والأدلة والبراهين لا يبنى على اجتهادات، مضيفًا أن هناك فارقا بين الدراسات العلمية والدراسات الأكاديمية.
أضرار التخاطر
وفي السياق ذاته، يضيف الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن التخاطر هو قراءة للأفكار عن بُعد من شخص لآخر من على مسافات طويلة، حيث إن هناك كتيبة بالجيش الأمريكي متخصصة في " التخاطر"، موضحًا أضرار التخاطر حيث إنه يصيب الشخص بإرهاق ذهني كبير لما يتعرض له من تركيز شديد لذا يجب على هذا الشخص الراحة والخلود إلى النوم بداية من ساعتين حتى يرتاح ويصفى ذهنه.
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي