راديو الاهرام
11-6-2022 | 16:58

عندما نتحدث عن ظاهرة التخاطر النفسي؛ فهي تعتبر من الظواهر النفسية التي أثارت كثيرًا من الآراء بين مؤيد ومعارض، ومصدق ومكذب، وهي تعتبر ظاهرة من الظواهر فوق الحسية؛ أي خارجة عن إطار الإحساس، وهي لا تقاس بالعمليات المنطقية.

ويعتبر التخاطر أو التلباثي (Telepathy)‏ مصطلحًا أطلقه "فريدرك مايرز" عام 1882، ويعني القدرة على التواصل وتبادل المعلومات من عقل إنسان إلى آخر، ويمكن أن تكون هذه المعلومات عبارة عن أفكار أو مشاعر أو صور أو غيرها.

وقد ورد في القراءات النفسية أن العقل يولد النشاط الكهربائي الذي يولد المجال الكهرومغناطيسي، وإذا وجدنا أن الدماغ ترسل إشارات إلى جسم الإنسان؛ فهذه الإشارات هي عبارة عن دائرة ضوئية تنقل الأفكار والأحاسيس من مُرسل إلى مُستقبل عن طريق المجال الكهرومغناطيسي.

وهناك فرق بين التخاطر وتوارد الخواطر، فعندما نذكر توارد الخواطر فهو يحدث بين أكثر من شخص يفكرون في نفس الفكرة، أما التخاطر فيقتصر على شخصين، يجمع بينهما الصفاء الذهني، ويمكن أن يكون التخاطر عقليًا أو غريزيًا أو روحيًا، وهو عبارة عن مُرسل ومُستقبل وبينهما رسالة، كل منهما يخترق الهالة الضوئية للآخر عبر الموجات الكهرومغناطيسية، والتخاطر لا يقاس بالحالة المنطقية، ولا يعتمد على الحواس العادية.

وقد يحدث التخاطر بيننا دون أن نشعر؛ فعلى سبيل المثال أحيانًا نريد الاتصال تليفونيًا بإنسان محدد، وفجأة يرن التليفون، ونفاجأ بأن المتصل هو نفس الشخص الذي كنا نريد الاتصال به، وقد يسمع أحدنا صوت والدته تخبره بشيء على الرغم من أنها قد تكون في بلد وهو في بلد آخر.

لا شك أن التخاطر موجود، ويُعد من الأمور المسلم بها في علم "الباراسيكولوجية".. ويعرف بأنه اتصال يحدث بين شخصين بالعقل والروح  معًا؛ بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر.

فهناك إشارات كهربائية ترسلها خلايا المخ، تولد بدورها مجالًا مغناطيسيًا، فإن العقل عندما يكون في حالة اليقظة يصدر أشعة (بيتا)، وعند التأمل يصدر أشعة (ألفا)، وعند الاسترخاء يصدر أشعة (ثيتا)، وأثناء النوم يصدر أشعة (دلتا)، ولكن التطورات التكنولوجية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسامنا، أدت إلى ضعف قدرات الإنسان بصورة أفقدته القدرة على التخاطر، وأصبح حدوثه شيئًا نادرًا.

والاستبصار هو استبصار الأمور من الداخل، أما البصر فهو رؤية الأمور من الخارج، ولنا في رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أسوة حسنة؛ حيث إن صحابة الرسول الذين تربوا في المدرسة المحمدية كان لهم السبق في هذا المجال؛ وذلك عندما أرسل سيدنا عمر بن الخطاب جيشًا لفتح بلاد فارس بقيادة سارية، فاستشعر سيدنا عمر وهو في خطبة الجمعة أن جيش المسلمين في خطر، فقال -وهو على المنبر- يا سارية الجبل، فسمع سارية صوت سيدنا عمر وهو على بعد أميال.

وأختتم مقالي بأننا لابد من أن نستفيد من ظاهرة التخاطر في حياتنا بشكل إيجابي، وعدم الاستخدام السلبي لها، فإذا كان بينك وبين أشخاص تخاطر، فلا ترسل لهم أفكارًا سلبية، ونحاول أن نوجد تناغمًا بين العقل والأحاسيس الإيجابية، لأنه عندما تحدث التوأمة بين العقل والروح  نصبح أشخاصًا إيجابيين.

* استشاري علم النفس والإرشاد الأسري والتربية الخاصة

كلمات البحث