Close ad

مصر تغزو الفضاء

11-6-2022 | 16:48

أهم ما يميز الجمهورية المصرية الجديدة أنها لم تترك شيئًا للصدفة أو الظروف، وأن لديها رؤية شاملة وتصورًا كاملًا وخططًا مستقبلية لكافة القضايا والملفات، وأن لديها القدرة والجرأة لاقتحام كافة الملفات الشائكة بدون تردد، طالما يصب ذلك في خطة التنمية المستدامة ورؤيتها للمستقبل القريب والبعيد.

وعلى مدار 8 سنوات كاملة شاهدنا جميعًا ما تم تحقيقه من إنجازات غير مسبوقة على كافة الأصعدة، إنجازات كانت شبه مستحيلة، ولكنها تحولت إلى واقع ملموس نعيشه الآن، بفضل التخطيط السليم والعزيمة، وبذل الجهد والعرق والعمل ليل نهار.

وقد واجهت الجمهورية الجديدة تحديات جسيمة على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، ولكنها بفضل رؤيتها المستقبلية الثاقبة، استطاعت مواجهة هذه التحديات بكل كفاءة واقتدار، واستطاعت تغيير الواقع المتردي، إلى واقع جديد يواكب العصر الرقمي الذي نعيشه من شبكة طرق حديثة تصل إلى كل شبر على أرض المحروسة، وجامعات تكنولوجية حديثة، ومطارات وموانئ ومستشفيات حديثة، ومدارس متطورة ومدن ذكية، ومنشآت حكومية تليق بالمواطن المصرى، وحياة كريمة وعلاقات خارجية متوازنة مع كافة دول العالم وغيرها الكثير والكثير.

ومما يميز الجمهورية الجديدة أيضًا أنها تسير في عملية البناء والتعمير بخطى ثابتة وواثقة، وفي مسارات متوازية، أو بتعبير آخر إنها تقتحم وتعمل في كافة الملفات والقضايا في نفس التوقيت وبنفس السرعة والكفاءة، ولم تترك ملفا إلا وحققت فيه تقدمًا ونجاحًا غير مسبوق، ورغم التحديات الجسيمة التي واجهتها وتواجهها حاليًا، إلا أنها تمضي في طريقها إلى الأمام، ولم نسمع عن مشروع تم إيقافه أو تأجيله، بسبب جائحة كورونا أو تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية أو غيرها.

ومما يؤكد أن مصر الجديدة لا تترك شيئًا للصدفة أو الظروف، وأن كل ما يجري على أرض المحروسة يتم وفقًا لرؤية واضحة المعالم ودراسات مستفيضة، وخطط عمل يتم تنفيذها على أرض الواقع بتوقيتات محددة، اقتحام مصر للفضاء الخارجى، حيث أطلقت الأربعاء الماضي القمر الصناعي الجديد "نايل سات 301"، والذي يعد بمثابة خطوة جديدة في طريق الريادة المصرية في مجال الأقمار الصناعية وتكنولوجيا المعلومات، في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وبما يواكب انطلاق الجمهورية الجديدة.

ويعتبر القمر المصري الجديد، أكبر قمر لشركة النايل سات ويحتوي على 38 قناة قمرية جديدة للبث الإذاعي والتليفزيوني، وسيستكمل مسيرة عمل "نايل سات 201"، عقب انتهاء صلاحيته في عام 2028، وهو يمتلك إمكانيات ومرونة عالية الدقة، كما سيعمل على تحسين خدمات الإنترنت وجودتها، بالإضافة إلى المساهمة في المشروعات الجديدة، كما يستهدف تغطية مناطق جديدة في الجزء الجنوبي من قارة إفريقيا بمعدل 10 قنوات قمرية، بالإضافة إلى تخصيص قناتين قمريتين لدول حوض النيل.

ومن الجدير بالذكر أن شركة "تاليس" الفرنسية المصنعة للقمر المصري أكدت أن نجاح مصر في إطلاق القمر الصناعي "نايل سات 301" سيعزز من ريادتها في مجال الأقمار الصناعية وخدمات البث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن مصر تعتبر من أكثر الدول تقدمًا من حيث تقنيات الفضاء في إفريقيا والشرق الأوسط، وهو ما جعل "تاليس" تتواجد بها من أجل دعم قدراتها في مجالات النقل والفضاء والهوية الرقمية والأمن.

أن يكون لأي دولة موطئ قدم في الفضاء الخارجي، لم يعد من قبيل الرفاهية، ولكن أصبح ضرورة حتمية تتطلبها المتغيرات الدولية المتسارعة، فالحرب والمنافسة حاليًا بين القوى العظمى ليست في الأرض فقط، ولكن هناك حروبًا أكثر شراسة في الفضاء الخارجي بين روسيا وأمريكا منذ عقود طويلة، والآن دخلت الصين بكل قوتها في هذه الحرب، في محاولة منها لكسر هيمنة أمريكا على الفضاء الخارجى.

ويكفي أن نعرف أن أمريكا أوشكت أن تسيطر على المدار الأرضي المنخفض، وأن لديها خططًا مستقبلية لتنفيذ مشروع "بلاك جاك" الذي يستهدف نشر ما بين 300 و500 قمر صناعي على المدار الأرضي المنخفض لدعم العمليات العسكرية، وعلى الجانب الآخر تعمل الصين على تطوير خططها الخاصة لبناء كوكبة إنترنت ضخمة عبر الأقمار الصناعية.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: