يضع عام 2022 نقطة ومرحلة مفصلية جديدة تعيشها دار الأوبرا المصرية، هذا الصرح الثقافي الذي لا يزال يقف حصنًا منيعًا ضد جميع تيارات الفنون الهابطة والغريبة على مجتمعاتنا العربية، ولا يزال الوقوف على مسرحه حلم وأمنية كبيرة يحلم بها كل فنان يمتلك موهبة وفن حقيقي.
موضوعات مقترحة
وبدخول العام الجديد، واستكمالًا لإنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه حكم البلاد قبل 8 سنوات، وتنفيذها لتوجيهاته المستمرة بتحقيق منظومة العدالة الثقافية لجميع المواطنين بكافة أنحاء الجمهورية، حققت دار الأوبرا المصرية إنجازًا كبيرًا في هذا الاتجاه، ففي العام الحالي نجحت "الأوبرا" في الوصول لكافة ربوع ومحافظات مصر.
على مدار الثلاثة أشهر الماضية، قدمت دار الأوبرا إنجازًا كبيرًا تمثل في مجموعة المهرجانات الفنية التي نظمتها في عدد من محافظات الجمهورية، خاطبت فيها شريحة مجتمعية جديدة، فئة لم يصل إليها الفن إلا بالشاشة الصغيرة التي يشاهدونها فيها نجومهم المفضلين أو عبر أثير الراديو عوضًا عن غياب نجومهم ومشاهدتهم على أرض الواقع.
ذهبت الأوبرا إلى البسطاء لتمنحهم السعادة والطرب الأصيل الذي يبحثون عنه، حيث نظمت مهرجانات "دندرة" بمحافظة قنا، مهرجان أبيدوس بسوهاج، تل بسطا بالشرقية وبحسب ما صرح به الدكتور مجدي صابر رئيس دار الوبرا المصرية لـ "بوابة الأهرام" منذ أيام، فأنه يتم التخطيط لتنظيم مهرجان السويس الذي من المقرر إقامته بمتحف السويس ويطل من خلاله النجم هاني شاكر على جمهور القنال.
كل هذه المهرجانات نجحت في جذب النجوم الكبار مثل هاني شاكر، مدحت صالح، علي الحجار وريهام عبد الحكيم، هشام عباس، مروة ناجي بخلاف الكثيرون من نجوم ومطربو دار الأوبرا المصرية.
شهدت هذه المهرجانات الفنية نجاحًا وتفاعلًا جماهيريًا كبيرًا حيث شهدت حضور أعداد جماهيرية تخطت الآلاف، وحتى من لم يحضروا الحفلات داخل المسرح وقفوا في شرفات منازلهم وأعلى أسطحها لمشاهدة نجومهم المفضلين ما يشير غلى تعطش هؤلاء للفن والطرب الأصيل الذي تحافظ على تقديمه دار الأوبرا المصرية.
وبحانب النجاح الجماهيري والتفاعل، فأن هذه المهرجانات الفنية تحقق أمرًا هامًا وهو زيادة الوعي الثقافي والتاريخي للمواطن المصري حيث تقام هذه المهرجانات في أماكن أثرية وتاريخية لا يعرف عنها الكثير أي معلومات، وهو مجهود آخر يشير لتكاتف مؤسسات وكيانات الدولة في تحقيق منظومة ثقافية وفنية متكاملة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس حيث أن المهرجانات تشهد تعاون بين وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
وبخلاف هذه المهرجانات فأن دار الأوبرا المصرية بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وانقضاء الحكم الظلامي للجماعة الإرهابية، كتبت عهدًا جديدًا مع الجمهور، حيث نجحت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ورئيس دار الأوبرا المصرية سابقًا في جذب شرائح مختلفة ومتنوعة من الجمهور بعد أن كان قاصرًا فقط على الجمهور النخبوي، من خلال تقديم فعاليات ثقافية وفنية في متناول الجميع وأستكمل الدكتور مجدي صابر الرحلة بعد توليه رئاسة الأوبرا باستمراره في تلبية رغبات محبيها سواء باجتذاب كبار المطربين من مصر والوطن العربي لإقامة حفلات على مسارحها، واجتذاب الفرق الأجنبية الشهيرة من الباليه والأوركسترا وغيرها.
وهناك إنجاز هام حققته دار الأوبرا المصرية خلال السنوات الخيرة يتمثل في فتح فصول لذوي القدرات الخاصة بمركز تنمية المواهب، تلك الفئة التي جاء الرئيس وأهتم بها ومنحها الفرصة الحقيقية في التواجد بجميع الفعاليات والأنشطة الرياضية ومنتدى شباب العالم بخلاف خلق فرص لهم في العمل.
ولمزيد من التفاعل الجماهيري وحل أزمة الحضور بحفلات دار الأوبرا المصرية للنجوم الكبار بسبب صغر حجم المسرح الكبير والذي بات لا يتناسب مع زيادة الكتلة السكانية بالقاهرة الكبرى، افتتحت دار الأوبرا المصرية منذ عامين مسرحًا كبيرًا في ساحتها " النافورة" لحل أزمة العدد من جانب، وتفاديًا لعدوى الفيروسات بعد أزمة جائحة كورونا من جانب آخر.