تزايدت أعداد المصابين بفيروس جدري القرود الذي انتشر مؤخرا في أنحاء مختلفة من العالم، الأمر الذي آثار مخاوف البشر مرة أخرى، خاصة بعد أن كشفت مراكز الوقاية الأمريكية أن هذا الفيروس قد ينتقل عن طريق الهواء على الأقل لمسافات قصيرة، رغم تأكيد عدد من الخبراء أن انتقال المرض يتطلب اتصالا مستديما وثيقا حقا.
موضوعات مقترحة
وأوصت المراكز البحثية المسافرين إلى البلدان التي ينتشر بها المرض، أو من على صلة بشخص تأكدت إصابته بمرض جدري القرود بضرورة ارتداء كمامة للأشخاص، لأن ارتداء القناع يمكن أن يساعد في حماية الأشخاص من العديد من الأمراض بما في ذلك جدري القرود.
جدري القرود يصل لـ29 دولة
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت تجاوز إصابات جدري القرود التي تم الإبلاغ عنها 1000 حالة خارج الدول الإفريقية التي يتوطن فيها المرض عادة، وأبلغت 29 دولة عن إصابات بجدري القرود في الموجة الحالية التي بدأت في مايو الماضي، ولم تبلغ أي دولة عن حدوث وفيات.
وينتشر جدري القرود بشكل رئيسي في وسط وغرب أفريقيا، غالبا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وبدأ ظهوره يتزايد في المناطق الحضرية، وتشمل الحيوانات المضيفة له مجموعة من القوارض والرئيسيات غير البشرية.
وجدري القرود هو مرض فيروسي نادر، حيواني المنشأ، تم اكتشافه لأول مرة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو، وينتقل من الحيوانات إلى البشر، ومن ثم قد ينتشر من شخص لآخر، وتشابه أعراضه كثيرا تلك التي شوهدت في الماضي لدى مرضى الجدري، على الرغم من أنها أقل خطورة من الناحية السريرية.
أعراض جدري القرود
الكثير من الأعراض يمكن أن يشعر بها الشخص تدل على احتمالية الإصابة بفيروس جدري القرود، والتي حددتها منظمة الصحة العالمية،وفق آخر تحديث و التي يجب فور ظهور أي منها الاتجاه سريعا لزيارة الطبيب، ومن بينها:
- صداع وآلام في الظهر
- آلام في العضلات والشعور بالخمول طوال الوقت
- الإصابة بالحمى
- بمجرد زوال الحمى، يمكن أن يتطور الطفح لجلدي على الوجه والأطراف.
- صداع مزمن
- الإصابة بتورمات في الغدد الليمفاوية
- الشعور بالتهاب الشعب الهوائية والرئتين
- الشعور بالحكة الشديدة في أماكن متفرقة من الجسم
- الإصابة بندبات في مناطق مختلفة من الجسم
- يمكن أن يؤثر على العين، بحدوث إصابة في القرنية مع مضاعفات شديدة تنتج عنها فقدان البصر والإصابة بالعمى
عودة ارتداء الكمامات
مع زيادة مخاوف انتشار مرض جدري القرود، سادت حالة من التأهب في بعض الدول، حيث نصحت مواطنيها بالعودة للإجراءات الاحترازية لرصد المرض، ونصحت مواطنيها بالعودة لارتداء الكمامة مرة أخرى بسبب شكوك انتقاله عبر الهواء.
الدكتور إسلام عنان، أستاذ علم الأوبئة، يؤكد أن ارتداء الكمامة ضروري للوقاية من جدري القرود خاصة في التعامل مع المرضى بهذا الفيروس، فهو ينتقل عن طريق سوائل الجهاز التنفسي، وكثيرا من حالات العدوى تحدث بسبب الاقتراب بين الأشخاص، والإصابة بالعدوى بمرض الجدري تحتاج مسافة أقرب من فيروس كورونا و الأنفلونزا.
جدري القرود ينتقل عبر الهواء
وينصح بارتداء الكمامة مرة أخرى، لأن الاتصال الوثيق والاحتكاك المباشر، هو الطريق الرئيسي لانتقال المرض، لأن الآفات النموذجية للمرض معدية للغاية، على سبيل المثال، الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضون للخطر، وكذلك العاملون الصحيون، ولهذا السبب بدأت بعض البلدان في تلقيح فرق علاج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري، وهو فيروس مرتبط به، تم تحديد العديد من الحالات الحالية في عيادات الصحة الجنسية، وأخيرا تم اكتشاف قدرته على الانتقال عبر الهواء.
لذا يشدد أستاذ علم الأوبئة، على ضرورة إتباع الإجراءات الوقائية الخاصة بكورونا مثل التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، وعزل المصابين فترة حضانة الفيروس، للحد من انتشار فيروس جدري القرود، لأن اللقاحات الخاصة به ليست متوفرة حاليا.
هل وصل جدري القرود لمصر؟
أكدت وزارة الصحة والسكان المصرية، أنه لا يوجد أي حالات إصابة أو اشتباه إصابة بالفيروس في مصر حتى الآن، وأنها تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائي على مستوى العالم.
أنواع جدري القرود
وينقسم جدري القرود إلى نوعين وفقا لمنشأ الفيروس، حيث يوجد جدري القرود الوسط أفريقي، وهو متحور لدى القرود التي تعيش بوسط إفريقيا، وهو النوع الأخطر، حيث أنه تسبب بنسبة وفيات أكبر، وأعراضه أكثر حدة، وقد ثبت انتقال العدوى به عن طريق التلامس لأكثر من حالة.
بينما النوع الآخر، هو فيروس جدري القرود الغرب إفريقي، وهو أقل حدة في الأعراض، ولم يثبت حتى الآن انتقال العدوى به بالتلامس بين الحالات.
متى يكون المصاب بجدري القرود معديا؟
يمكن أن ينتقل جدري القرود من خلال لمس المناطق المصابة، أو عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس، وبالعودة إلى المدة التي يشكل فيها الشخص المصاب خطرا على الآخرين، فإن خبير الأمراض المعدية الناشئة في جامعة جون هوبكنز الأميركية أميش أدالجا أكد لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن المصاب قادر على نقل المرض لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد ظهور الأعراض.
واستنادا إلى حالات تفشي مرض جدري القرود السابقة، وإرشادات من السلطات الصحية في المملكة المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، يمكن مقارنة الفترة المعدية أي عندما ينتقل الفيروس إلى شخص آخر بالفترة الزمنية التي يوجد فيها الطفح الجلدي والبثور، قد يكون هذا لمدة أسبوعين، وقد تكون المدة أطول.
احذر الطفح الجلدي
يمكن أن يتطور الطفح الجلدي، وغالبًا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية، وتكون عبارة عن حبوب حمراء وبثور عليها قشرة ومن الممكن أن تتسبب في إسالة الدم.
خطورة جدري القرود
يؤكد الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات، أن هناك عوامل تحدد مدى خطورة الإصابة بفيروس جدري القرود، منها فترة حضانة الفيروس داخل الجسم خلال عدد من الأيام، لتظهر بعدها عدة أعراض، والتي تشمل ارتفاع درجة الحرارة وصداع وآلام في الجسم ثم طفح جلدي عبارة عن حبوب حمراء وبثور عليها قشرة ومن الممكن أن تتسبب في إسالة الدم.
ويوضح أستاذ علم الفيروسات، أن عدوى جدري القرود خطيرة وسريعة الانتشار بين الناس، ولكن المطمئن في الموضوع أن الجميع حصل على لقاح مضاد للجدر في فترة الطفولة، وهو له قدرة على منع تفشي الفيروس النادر.