نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمعبد إسنا في الكشف عن النقوش والصور والألوان الموجودة على أسقف وجدران معبد إسنا للمرة الأولى، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها ضمن مشروع ترميم المعبد وإزالة والأتربة والاتساخات وتكلسات الأملاح، فعاد المعبد إلى ألوانه الزاهية الفريدة وزخارفه البديعة؛ ليقدم بانوراما معمارية تاريخية تجذب أنظار العالم.
موضوعات مقترحة
نتعرف من الخبراء والمتخصصين والمرممين أهمية المعبد وأسباب تفرّده، كما نتعرف منهم أسرار بقاء الألوان والزخارف برونقها وألوانها الساحرة على أسقف وجدران المعبد بعد الترميم، مما جعله تحفة فنية تراثية أصيلة تؤكد مهارة واحترافية سواعد المرممين المصريين، والتى أعادت أمجاد الحضارة المصرية القديمة العظيمة.
أسرار بقاء ألوان المعبد زاهية وزخارفه واضحة
أكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال الترميم والتنظيف أسفرت عن ظهور النقوش والألوان الأصلية والزاهية الموجودة تحت السقف الأوسط فوق مدخل المعبد الموجود على ارتفاع 14 مترًا، حيث تصور الرسوم 46 نسرًا في صفين: ٢٤ منها تحمل رأس نسر، وتمثل (نخبت) إلهة مصر العليا من الكاب، و 22 الأخرى لها رأس كوبرا وتمثل واجيت) إلهة مصر السفلى.)
موضحا أنه لم يظهر من قبل أي رسم أو صورة لهذا السقف في النشر العلمي السابق لعالم المصريات الفرنسي سيرج سونيرون الذي قام بتسجيل نقوش المعبد ما بين عامي ١٩٦٣ و 1975.
أسباب ترميم المعبد
كما قال الدكتور هشام الليثي رئيس الإدارة المركزية لتسجيل الآثار المصرية ورئيس البعثة الآثرية من الجانب المصري: إن نقوش المعبد الملونة عانت على مر القرون الماضية من تجمع طبقات سميكة من الأتربة والاتساخات، بالإضافة إلى مخلفات الطيور والوطاويط، وعشش العناكب وكذلك تكلسات الأملاح، والتي خلفتها عوامل الزمن منذ ما يقرب من 2000 عام، مما استلزم إعداد مشروع ترميم وتطوير للمعبد للحفاظ عليه وعلى نقوشه الفريدة، وللحفاظ على هذا الأثر الفريد من العصر الروماني.
معبد خنوم بإسنا من أهم المعابد ذات النقوش الفريدة
ومن جانبه أكد د. مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك أن معبد خنوم بإسنا من أهم المعابد المصرية على الإطلاق، والتى بدأت آثاره تظهر من عصر الدولة الوسطى الأسرة الـ ١٢ ، مؤكدا أن المعبد الحالى بُني على أطلال معبد يرجع إلى عصر الأسرة الـ١٨ من عصر الدولة الحديثة قائلا: «هناك أقاويل تقول: إن شامبليون عالم الآثار الفرنسى الشهير عندما زار المعبد وجد آثارا تخص الملك تحتمس الثالث. والمعبد الحالى بدأت إعادة إنشائه مرة أخرى فى عصر الأسرة السادسة والعشرين من العصر المتأخر، وبدأت أعمال البناء والنقوش فيه بشكل واضح، والأثر الموجود حاليا من عصر الملك بطليموس السادس المعروف بحبه لأمه.
مميزات المعبد 24 عمودا بنقوش مبهرة
فالمعبد يمتاز بنقوش رائعة بديعة الأشكال والألوان، فهو عبارة عن قاعة أو صالة مستطيلة يعتمد سقفها على ٢٤ (عمودا) ذات الزخارف المبهرة ميزت هذا المعبد عن أي معبد فى مصر، فهي نقوش لا توجد مثلها فى أى مكان بالعالم، واتسمت ببعض التفاصيل المبهرة.
الأخضر والأصفر الساطع الأحمر الأرجواني أهم ألوانه
فالنحات أو الفنان فى العصر الروماني استخدم أغلب الألوان التي تميل إلى الأحمر الأرجواني الأحمر الداكن والأخضر الساطع والأصفر المبهر، فهي ألوان متناسقة بإبداع المصرى القديم.
وأضاف أن التطوير لم يكن للنقوش الخاصة بالمعبد فقط، إنما هناك مشروع تطوير لمدينة إسنا افتتحه د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار كما تم ترميم وكالة الجداوي الموجودة بجانب المعبد، كما أن هناك تطويرا للمنطقة المحيطة بالمعبد لإعادة تطوير شامل لكل واجهات المحال من أجل إعادة إحياء الطابع الأصيل والهوية لمدينة إسنا العريقة لتكون منبرا سياحيا فريدا.
ترميم المعبد يجذب أنظار السائحين بمظاهر المصري القديم وسماته
أكدت د. مروة عز الدين مدرس قسم الإرشاد السياحي أن معبد إسنا المعروف بمعبد (خنوم) جنوب الأقصر واحد من روائع العمارة المصرية القديمة، ويعد بانوراما أثرية وتراثية رائعة، ويحتوي على مجموعة من الزخارف المتنوعة التي تحمل مزيجا من الفنين المصري واليوناني، وما تحمله هذه الزخارف من مناظر ونصوص دينية تؤكد براعة الفنان المصري القديم،
وبدأت مجموعة من المرممين بوزارة السياحة والآثار بترميم وتطوير المعبد بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية، وإعادة ألوان أعمدته وسقفه وإظهار نقوشه والألوان الأصلية والزاهية، إضافة إلى تنظيف الحوائط وتثبيت الألوان، وإعادة تثبيت بعض البلوكات الحجرية، وإبراز الألوان الأصلية للنقوش، وهي فى رأيي خطوة مهمة تجذب أنظار السائحين نحو مظاهر الفن المصري القديم وسماته.
صالة المعبد مرصّعة بالنقوش والزخارف فى كل أرجائها
وأشار أحمد حسن مدير آثار إسنا إلى أن صالة المعبد تعد من أروع صالات المعابد؛ لأنها مرصعة بأكملها بالنقوش والزخارف البديعة، ولا يوجد معبد فى مصر به هذا الكم من النقوش، كما يوجد به ٢٤ عمودا، ونجد أن كل تاج عمود يختلف عن الآخر، ويمتاز المعبد باحتفاظه بألوانه برغم تعرضه للحريق الذي حدث فى عهد محمد علي واستخدامه كمخزن للقطن، ولكن السناج والاتساخات حافظا عليه، ومن ثم قام فريق العمل ومتخصصو الترميم بعمل عملية إظهار للألوان، وإعادة إحيائها ليصبح أهم المعابد التي تؤكد عظمة المصري القديم وتَميُّز المرممين المصريين.