التحرش من أكثر القضايا التي تحتاج إلى التوعية بشكل دائم، وقد أطلق المجلس القومى للمرأة أخيرًا بالتعاون مع مؤسسة «مطمن» سلسلة ڤيديوهات تفاعلية حول سبل مكافحة التحرش فى الأماكن العامة بعنوان «كن المنقذ فى قصة غيرك» عبر حساب المجلس على موقع فيسبوك.
موضوعات مقترحة
تقوم بتقديم الحملة سارة عزيز، رئيس ومؤسس «مطمن» وتتضمن فيديوهات التدريب على مجموعة أساليب مبتكرة للقضاء على ظاهرة التحرش بالأماكن العامة، وخلق حالة من التفاعل المباشر مع مستخدمى فيسبوك والإجابة عن استفساراتهم حول الموضوع.
المتابعون للحملة تحمسوا لها ولأهدافها وطريقة تناولها، تقول ياسمين محمود، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة: إن الحملة ركزت على أدوات محددة تحمي البنت من التحرش وأهمها تقديم فيديوهات حية تناقش المشكلة وتقدم حلولا وخطوات عملية لمحاربة التحرش وكيف تحمي البنت نفسها. وترى أن التوعية بالتحرش والقوانين التي غلظت عقوبة التحرش والاهتمام بالقضايا وجعلها قضية رأي عام أسهمت في محاربة الظاهرة بشكل عملي وانخفاض معدلات التحرش بشكل عام.
وتقول داليا حامد، ربة منزل: إن الأم عليها دور مهم والمدرسة في توعية البنات بظاهرة التحرش، ويجب أن نحمي بناتنا من الصغر ونوعيهن بالظاهرة وكيفة التصدى لها، موضحة أن الحملة تحارب الظاهرة بفيديوهات مفيدة لأولياء الأمور، وتقدم نصائح يجب أن تضعها البنات في اعتبارهن لحماية أنفسهن.
المقاومة والإبلاغ
تقول سارة عزيز رئيس مؤسسة اطمن لمكافحة التحرش: يمكن إبلاغ الفرد الذي تعرض إلى التحرش الجنسي بطريقة المقاومة والإبلاغ عن الحادثة وقد يتخذ البعض التوجيه المباشر من خلال منع المتحرش من استكمال التحرش ضد الفتاة، لأنه لا يحق لأحد التحرش بفتاة، مشددة على ضرورة منع الحديث حول أن الفتاة هي دائما السبب لأن للسيدات دورا فعالا في المجتمع، وحاليا يحدث تحرك بشكل إيجابي في المجتمع.
تدريبات للأطفال
وأوضحت أن هناك تدريبا متاحا للأفراد تحت رعاية المجلس القومي للمرأة، وسلسلة فيديوهات مستمرة خلال الفترة المقبلة على صفحة المجلس القومي على «فيسبوك» لتعريف المرأة بالطريق المناسب لمواجهة التحرش الجنسي، موجهة الشكر للفنانة مني زكي التي تدعم المرأة لمواجهة التحرش الجنسي، مضيفة أن هناك تدريبات للأطفال للتوعية ضد التحرش الجنسي من أعمار ثلاث سنوات حتى الشيخوخة.
خطوات التعامل مع التحرش
ومن أهم الحلقات على صفحة المجلس تكنيك (5 ت) وتهدف إلى تقديم حلول مسالمة وذكية ويمكن تطبيقها إذا رأيت حادثة تحرش أمامك في الأماكن العامة، وهي: (تشتيت، تفويض، تأخير، توثيق، والتوجيه المباشر)، حيث إن شعور الشخص بالصدمة عند وقوع التحرش الجنسي يجعله لا يتصرف، لذا لزم ذكر هذه الطرق للتفاعل السريع عند وقوع المشكلة.
وأول خطوة التشتيت، بتنبيه الشخص الذي يتم التحرش به بشكل غير مباشر، كسؤاله عن الطريق أو أي من الأسئلة التي تجعل المتحرش يتراجع حتى لا يلفت الانتباه. ثم خطوة التفويض وتتضمن الوصول إلى أقرب مسؤول يمكنه التدخل للمساعدة. يلي ذلك خطوة التوثيق وتعني إشراك شهود مجاورين لما يحدث حتى تتوسع دائرة الشاهدين، بحيث إذا تطور الأمر يمكن إيقاف المتحرش أو الشهادة ضده. بعد ذلك يأتي (التأخير) بالاطمئنان على الشخص الذي وقع عليه التحرش، فصدمة التحرش الجنسي تجعل الشخص يحس بالعجز، ومن المهم إنسانيا الاطمئنان عليه، ومن المهم إشعاره بأنه ليس وحيدا. وأخيرا خطوة التوجيه، وهي تقديم التوجيه المباشر للشخص المتحرش: (لو سمحت حضرتك بتضايقها، هي مش مبسوطة من اللي انت بتعمله، هذه آخر خطوة في ناس معنية وتكون بعد إشراك آخرين من المحيط).
وفي النهاية فظاهرة التحرش من أهم القضايا التي تعاني منها الفتاة والمرأة سواء في الشارع أو المواصلات العامة أو العمل ومع تغليظ العقوبة والتوعية يمكننا القضاء عليها نهائيا بعقوبات عاجلة ورادعة وتشكيل وعي الفتيات بمواجهتها بقوة من دون خوف.