Close ad

سد احتياجات المواطنين على أجندة الدولة.. 6 ملايين «رأس» ثروة مصر من الماشية ومليون طن لحوم استهلاكنا السنوي

7-6-2022 | 17:35
سد احتياجات المواطنين على أجندة الدولة  ملايين ;رأس; ثروة مصر من الماشية ومليون طن لحوم استهلاكنا السنويإحدى مزارع الإنتاج الحيواني في مصر
تحقيق - محمود دسوقي
الأهرام التعاوني نقلاً عن

- خطة نابعة من التوجيهات الرئاسية للنهوض بالثروة الحيوانية.. التغيرات المناخية تمثل تهديدا حقيقيا لمستقبل الإنتاج الحيوانى عالميًا

موضوعات مقترحة
- الخبراء: توفير عجول التسمين المستوردة في الأسواق يضمن زيادة سريعة في إنتاج اللحوم 
- التلقيح الصناعي يضمن تحسين السلالات المصرية ويقوض ارتفاع الأسعار.. ومعامل متخصصة لحماية الثروة الحيوانية من الأمراض المتوطنة والوافدة
- السلالات المحلية أكثر مقاومة للأمراض وانتظامًا في الولادة.. محطات الإنتاج الحيواني توفر سلالات غنية للمربين
- تجارب "التهجين" في طريقها لزيادة معدلات إنتاج اللحوم والألبان عالميًا.. "الإجهاد الحراري" يسبب نقصا حادا في إنتاج اللحوم والألبان
- التقنيات المساعدة للتناسل تؤدي دورًا محوريًا في أنظمة الإنتاج الحيواني.. وباحثون: تطبيقات الزراعة الذكية تضمن زيادة إنتاج اللحوم والألبان بأقل التكاليف

تسعى الدولة جاهدة، لتوفير احتياجات المواطنين من الغذاء ذات الأصل الحيوانى والنباتي، من خلال المشروعات القومية الزراعية، لكن لا تزال هناك فجوة كبيرة فى معدلات إنتاج اللحوم الحمراء مقارنة بالاستهلاك، ففى الوقت الذى يستهلك فيه السوق المحلى ما يزيد على مليون طن من اللحوم الحمراء سنويًا، لا يتجاوز الإنتاج المحلى 550 ألف طن، بنسبة عجز تصل إلى 45%. 

ويشكل إنتاج اللحوم من الأبقار والجاموس فى مصر حوالى 70 % من الإنتاج الكلى للحوم، منها 80 % مزارع إنتاج مكثف و20 % من الإنتاج الريفي، بينما تمثل لحوم الأغنام والإبل 5 % واللحوم البيضاء 25 %.

وخلال الفترة القادمة، تتجه الدولة نحو زيادة معدلات إنتاج اللحوم الحمراء، وفقًا لخطط وبرامج للجمع بين مميزات السلالات المحلية والأجنبية من الأبقار والجاموس.

«الأهرام التعاوني» تنفرد بنشر تفاصيل مشروع «بحوث التناسليات» المُقدم للحكومة للنهوض بالثروة الحيوانية، وسبل زيادة معدلات إنتاج اللحوم فى الثروة الحيوانية، وإمكانية تحقيق التوازن بين مميزات السلالات المحلية والأجنبية من خلال التوسع فى برامج التلقيح الصناعى أو التهجين، والتى تنفذها المعاهد البحثية المتخصصة بوزارة الزراعة.

أكد الدكتور مصطفى فاضل، مدير معهد بحوث التناسليات الحيوانية، التابع لمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة، أن التوجيهات الرئاسية بالنهوض بالإنتاج الحيواني، بدأت قبل عام ونصف العام بالتوجيه لاتخاذ خطوات جدية للاهتمام بالقطاع الحيوانى ورفع معدلات الإنتاج، خاصة وأن عدد رؤوس الماشية فى مصر يبلغ 6 ملايين رأس، منها 3.5 مليون رأس أبقار و2.5 مليون رأس جاموس، مضيفا أن هناك العديد من المميزات لسلالات المواشى "الأبقار والجاموس" المحلية، ومنها مقاومة الأمراض والانتظام فى العُشر والولادة سنويًا، والقدرة على تحمل الظروف المناخية والإجهاد الحراري، وتكلفة أقل فى الاحتياجات الغذائية، فى حين تتميز سلالات المواشى الأجنبية بمعدلات تحويل أكبر فى الألبان واللحوم، لكنها غير منتظمة فى العُشر والولادة، كما أنها تحتاج إلى تكلفة عالية فى الغذاء، ومن المعروف أنه كلما زادت معدلات تحويل اللحوم والألبان قلّت الكفاءة التناسلية للمواشي. 

وأوضح فاضل، أن المعهد يقوم بإنتاج وفحص السائل المنوى المستخدم فى تلقيح الحيوانات، ومتابعة الحالة التناسلية وتشخيص وعلاج الأمراض التناسلية للحيوانات، لضمان استمرارها فى الولادة سنويًا خاصة الأبقار والجاموس، بالإضافة إلى أن المعهد كان له السبق منذ عام 2017 فى دق جرس الإنذار، والتحذير من أن العدد الحالى لرؤوس الحيوانات المحلية، لا يكفى لسد احتياجات المواطنين من اللحوم والألبان، خاصة مع الآثار المترتبة على انتشار بعض الأوبئة منذ عام 2016، والتى تمثلت فى فقدان عدد كبير من رؤوس الماشية ونقص أعداد القطعان، ومن هذه الأوبئة، مرض الحمى القلاعية وحمى الثلاثة أيام والجلد العقدي، كما أدى انتشار الأمراض الوافدة مع نقص الأمصال اللازمة لعلاجها، وارتفاع أسعار الأعلاف، إلى إحجام صغار المربين عن الاحتفاظ بالمواشى وزيادة عدد الرؤوس والتلقيح والتطوير، وهو ما أثر بشكل عام على عدد رؤوس الماشية فى السوق المحلي، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الأبقار المستوردة وحاجتها لتجهيزات وإمكانيات ضرورية وبرنامج تحصين محدد، لضمان نحاجها فى التأقلم والإنتاج.

وقال: فى عام 2017 تقدم المعهد بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بمشروع لوزارة الزراعة، تضمن تحسين السلالات المصرية من المواشي، لرفع إنتاجها من اللحوم والألبان، من خلال التلقيح الصناعى من سائل منوى مستورد من إيطاليا لـ"الجاموس"، وسائل منوى من أوروبا وأمريكا لـ"الأبقار"، ومن ثم تنفيذ خطوات الرعاية التناسلية للحيوانات لبعض القرى المختارة لضمان استمرار العُشر والولادة سنويًا بانتظام، خاصة وأن المواشى العالية فى إنتاج اللحوم والألبان، تحتاج إلى معاملات دقيقة لضمان انتظام الولادة سنويًا.

التلقيح الصناعي

وأوضح الدكتور مصطفى فاضل، أن مشروع التلقيح الصناعى لرؤوس الماشية، بدأ عام 2017 بميزانية مليون جنيهًا، وتم تجديده فى العام التالى 2018 بميزانية 55 مليون جنيهًا، بعد النجاح الكبير الذى تحقق فى العام الأول، حيث تضمن المشروع تدريب أطباء بيطريين على التلقيح الصناعي، وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم، وتم تنفيذ المشروع فى العام الأول فى 3 محافظات وفى العام التالى تم تنفيذه فى 15 محافظة، وتم رفع المستهدف من 1500 - 2000 رأس إلى تلقيح 20 ألف حيوان، مقترحا أن تكون هناك محافظات معينة مغلقة على "التلقيح الصناعي" فقط، دون العُشر من خلال الطلائق، خاصة مع وجود إمكانية جلب السائل المنوى من الخارج، وتحديد المحافظات التى يجود فيها هذا السائل على مستوى الجمهورية.

وأضاف الدكتور مصطفى فاضل، أن النهوض بإنتاج الثروة الحيوانية من اللحوم والألبان، يمكن أن يتم من خلال تنفيذ محورين، ويتمثل المحور الأول فى التلقيح من "جيل إلى جيل" على مدار 5 سنوات، بحيث على مدار الـ5 سنوات يمكن الوصول إلى سلالات تتضمن المميزات المحلية المتعلقة بمقاومة الأمراض والإجهاد الحرارى والانتظام فى العُشر والولادة، وأيضًا مميزات السلالات الأجنبية المتمثلة فى ارتفاع معدلات إنتاج اللحوم والألبان، ويتمثل "المحور الثاني"، فى استبدال بعض الحيوانات غير القابلة للتطوير بأخرى مستوردة، على أن تكون تلك الحيوانات المراد استبدالها، غير قابلة للتطوير أو أن حالتها الصحية سيئة. 

مركز «طلائق»

واستطرد الدكتور مصطفى فاضل، قائلاً: إنه لتقليل الاعتماد على الحيوانات المنوية المستوردة، تضمنت الخطة المقترحة للنهوض بالثروة الحيوانية، إنشاء مركز تنشئة طلائق، من خلال التحليل الوراثى للعجول المجهزة للذبح فى السلخانات، للتعرف على الصفات الوراثية لتلك العجول، وقدرتها على إنتاجية اللحوم والألبان، ومن ثم تحديد إمكانية الاستفادة من السائل المنوى لهذه العجول، خاصة وأن تجارب التلقيح أثبتت حدوث فارق 50 % فى تحسن الصفات الوراثية للمواشى المحلية وتحقيق 3 أضاف إنتاج الألبان واللحوم، فالسلالات المحلية التى كانت تنتج 6 كيلو لبن باتت تنتج 18 كيلو فى الجيل الأول المُحسّن.

وأوضح الدكتور مصطفى فاضل، أن المعهد يُشارك فى تحسين جينات سلالات المواشى المحلية، من خلال القوافل العلاجية البيطرية المجانية على مدار 5 سنوات، فخلال آخر عامين دخل برنامج التلقيح الصناعى ضمن جهود عمل القوافل لتحسين سلالات المواشى الموجودة لدى الفلاحين، بمعدل 300 قرية فى العام، بالتنسيق بين معهد بحوث التناسليات الحيوانية ومعهد بحوث الإنتاج الحيوانى ومعهد بحوث الصحة الحيوانية وصندوق التأمين على الماشية والهيئة العامة للخدمات البيطرية، ويتم خلال الزيارات الميدانية تشخيص وعلاج المشكلات الصحية والتناسلية بالمجان، وتلقيح الحيوانات الجاهزة بالسائل المنوى المُنسّب ومعروف صفاته الوراثية بالمجان أيضًا.

وأشار الدكتور مصطفى فاضل، إلى أن المشروع الجديد المقترح الذى تم تقديمه لوزارة الزراعة، والمُتعلق بالتوجيهات الرئاسية الأخيرة للنهوض بالثروة الحيوانية، يُغطى جميع محافظات الجمهورية، ويشمل دور معهد بحوث التناسليات الحيوانية والمعاهد الأخرى المتخصصة والهيئة العامة للخدمات البيطرية، لتحسين الكفاءة التناسلية للمواشى وضمان تكاثرها سنويًا، وتحقيق صفات وراثية أفضل للمواليد، وتقوم فكرة المشروع على 3 محاور رئيسية هي، تحسين السلالات المحلية عن طريق التلقيح بسائل منوى مستورد فى السنة الأولى، وتنشئة مركز طلائق لإنتاج سائل منوى مثيل للمستورد يغطى السنة الثانية والثالثة والرابعة، وزيادة نقاط التلقيح الصناعى على مستوى الجمهورية، وزيادة عدد الأطباء البيطريين من القطاع الخاص والحكومى للفحص والتلقيح، مع إمكانية تعميم استفادة المربين من التلقيح بالسائل المنوى مجانًا، فهو بمثابة تقاوى مميزة عالية الإنتاج وتحويل اللحوم والألبان.

مميزات السلالات المحلية 

أكد الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أستاذ رعاية الحيوان، ورئيس قسم بحوث تربية الأبقار بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن هناك جهود كبيرة تبذل لتحقيق أعلى استفادة من سلالات المواشى المحلية والأجنبية لزيادة معدلات إنتاج اللحوم والألبان، من خلال تطبيق تقنية التلقيح الصناعى باستخدام حيوانات منوية مستوردة لتلقيح السلالات المحلية من الأبقار والجاموس، وأثبتت هذه التقنية نجاحها فى زيادة معدلات تحويل اللحوم والألبان مع الحفاظ على مميزات السلالات المحلية المتمثلة فى الانتظام فى العُشر والولادة وتحمل الظروف المناخية والإجهاد الحرارى ومقاومة الأمراض، للحفاظ على حياة الحيوان نفسه من النفوق.

وأضاف الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أن الإنتاج المتوسط للأبقار البلدية من اللحوم والألبان، يجعلها أكثر قدرة على تناول الغذاء المتاح لدى المُربين وتماشيًا مع ظروفه الاقتصادية، فالنسبة الأكبر من المواشى لدى صغار المزارعين والمربين، بينما النسبة الأقل فى المزارع المتخصصة.

مخاطر التغيرات المناخية 

وأوضح أستاذ رعاية الحيوان، ورئيس قسم بحوث تربية الأبقار بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن مخاطر التغيرات المناخية والإجهاد الحرارى على المواشي، تزداد خلال فصل الصيف، عدم وجود البرسيم كأعلاف خضراء، كما قلّ التركيز على إنتاج "السيلاج" مع ارتفاع أسعار الذرة الشامية والتركيز على إنتاجها كـ "حبوب". 

وأضاف أستاذ رعاية الحيوان، أنه يتم تنفيذ التلقيح الصناعي، أو التهجين والخلط بين السلالات المحلية والأجنبية فى الأبقار البلدية والجاموس، للاستفادة من المميزات المشتركة للسلالات المحلية والمستورد، فالبقرة الخليط تنتج 20 و25 كيلو لبن بينما تنتج البقرة البلدية 8 إلى 10 كيلو لبن، ولابد أيضًا أن تكون المواشى المحلية التى يتم تلقيحها، تخطت موسم الولادة الثالث أو الثانى على الأقل، لضمان عدم وجود إجهاض أو عسر ولادة، ويقدم معهد بحوث الإنتاج الحيوانى دورات مجانية للمربين فى الثروة الحيوانية لتقديم كل ما هو جديد، وكيفية الحصول على أفضل معدلات إنتاج للحوم والألبان وبأقل تكلفة ممكنة، مع الحفاظ على صحة الحيوان وحياته من خلال برامج الرعاية والتحصين المعتمدة.

برامج التغذية الحيوانية

وأوضح الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أن برامج التغذية الحيوانية تتضمن قدر كبير من المرونة، لكن تحتاج إلى توافر المعلومة لدى المربين، حتى لا يتضرر الحيوان أو يتحمل المربى تكلفة إضافية، وهناك بدائل أرخص فى الأعلاف، تحمل نفس القيمة الغذائية، وبالتالى التقليل من تكلفة الأعلاف، ويجب مراعاة أن تكون نسبة البروتين فى الأعلاف 20% للمواليد الصغيرة فقط، وكلما زادت رأس الماشية فى العمر تقل نسبة البروتين وتزيد نسبة الطاقة وهى موجودة فى الذرة، كما أن العمر الأمثل للتسمين يكون من بداية وزن الفطام 90 كيلو حتى 18 شهر.

وأشار الدكتور أحمد عبد الحفيظ، إلى أن إنتاج اللحوم والألبان، عملية اقتصادية، لتحقيق هامش ربح مناسب للمربي، ويتم ذلك من خلال الاهتمام بتربية سلالات عالية التحويل للحوم أو الألبان، أو السلالات ثنائية الغرض والتى تنتج اللحوم والألبان، كما أن هُناك سلالات متخصصة فى إنتاج اللحوم تُعطى معدل تحويل حتى 2 كيلو و2 كيلو وربع يوميًا، ومنها، أبردين أنجس، الأنجس الأحمر، والهرفورد، والشورتهورن اللحم، والشاروليه، وهناك سلالات ثنائية الغرض للحوم والألبان. 

وأضاف رئيس قسم بحوث تربية الأبقار، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن معدلات تحويل سلالات الماشية العادية غير اقتصادى بالنسبة للمربين، حيث يكون معدل تحويل اللحوم فيها من 800 جرام حتى 1 كيلو فى اليوم، ويصل معدل التحويل فى سلالات الخليط 1.3 إلى 1.4 كيلو فى اليوم، وهناك مزارع متخصصة فى تسمين المواشى لإنتاج اللحم سواء لصالح المزرعة أو للمزرعة والبيع للمربين الآخرين.

سلالات عالية تحويل اللحوم

ولفت الدكتور أحمد عبد الحفيظ، إلى أن هناك محطات تابعة لمعهد بحوث "الإنتاج الحيواني"، توفر للمربين سلالات "الفريزيان" لإنتاج اللبن والنوع الخليط وهو نوع غير متخصص فى إنتاج اللحم أو اللبن ويعطى "معدل تحويل اللحم 1.3 إلى 1.5 كيلو فى اليوم"، كما توجد فى بعض المحطات سلالات "الأبردين أنجس" وهى سلالة لحم مستوردة وتطرح للمربين فى محطة "سخا" بكفر الشيخ، كما أن هذه السلالة تحقق معدل تحويل عالى يصل 1.7 إلى 1.8 كيلو فى اليوم، وهذه النوعيات المتخصصة من السلالات تحتاج إلى برنامج غذائى سليم للمساعدة فى الوصول إلى أعلى معدل تحويل للحوم، كما أن هناك محطات أخرى تابعة لمعهد بحوث الصحة الحيوانية فى محافظة الغربية "محطة الجميزة"، وفى دمياط "محطة السرو"، وعلى الرغم من تسبب التهجين فى تقليل نسب التحويل للحوم والألبان، إلا أنه يتم لتحقيق الأقلمة للسلالات الأجنبية مع المناخ المصري. 

وأكد الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أن محطات البحوث، تعمل على الحفاظ على السلالات المحلية رغم ضعف إنتاجها فى اللحوم والألبان، نظرًا لتحملها الظروف المناخية بشكل كبير، كما أنها منتظمة فى التناسل والإنجاب سنويًا، وهى صفة غير موجودة فى السلالات المستوردة، التى كلما زاد حجمها ووزنها قلت كفاءتها التناسلية. 

واستكمل رئيس قسم بحوث تربية الأبقار، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، قائلاً: إن الأبقار لها النصيب الأكبر فى توفير اللحوم الحمراء، نظرًا لكثرة أعدادها مقارنة بالجاموس والأغنام، كما أن ذوق المستهلك يتجه إلى لحوم الأبقار بسبب جودتها العالية وسهولتها فى الطهي، مقارنة بلحوم الجاموس الخشنة صعبة الطهي، حيث يعتمد الجاموس على المواد الغذائية الخشنة التى تجعل نسب الألياف فى اللحوم بمعدلات أكبر. 

دورات مجانية للمربين

وأضاف الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أن المعهد يقوم بتنظيم دورات توعية وإرشاد مجانية للفئات المستهدفة من مربى الماشية والدواجن والأسماك، للعمل على زيادة معدلات الإنتاج الكمى والكيفى والحفاظ على القطعان، وهناك دورات عملية فى المحطات تصل مدتها إلى 21 يومًا، ويتمكن خلالها المربى من ملامسة الواقع والقيام بالخطوات العملية فى التربية، للإلمام بكل المعلومات اللازمة حول نشاط تربية المواشى وتحقيق أعلى معدل تحويل سواء فى اللحوم أو الألبان. 

واستكمل رئيس قسم بحوث تربية الأبقار، أنه بالنسبة لحماية قطعان المواشى من الأمراض، فالوقاية أفضل من العلاج، وهو شعار لابد من إتباعه من قبل المربين لتجنب إصابة المواشى بالأمراض، وتتمثل أهم خطوات الوقاية فى تحصين المواشى ضد الأمراض قبل الإصابة، وفى حالة الإصابة فعليًا، يكون العلاج مجرد معالجة أعراض وليس معالجة الأمراض، كما أن التحصين المُسبق يكوّن فى جسم الحيوان أجسام مناعية تقاوم الأمراض.

وأشار الدكتور أحمد عبد الحفيظ، إلى أن السلالات المحلية من الماشية، أكثر مقاومة للأمراض والظروف المناخية، وتليها بعد ذلك السلالات الخليط، لكن هناك أمراض فيروسية شديدة الضراوة تنتشر سريعًا ويصعب علاجها بسبب سرعة تحور الفيروسات، وهنا تأتى أهمية التحصين المسبق ضد الأمراض، ومن أشهر أمراض الثروة الحيوانية، الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع والجلد العقدى والتهاب الضرع، وهى أمراض تسبب خسائر كبيرة فى الثروة الحيوانية.

جهود حماية الثروة الحيوانية

ومن جانبه، أكد الدكتور ممتاز شاهين، مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية، أن الدولة حريصة بشكل كبير على النهوض بالثروة الحيوانية، وزيادة معدلات إنتاج اللحوم والألبان، وكذلك الحفاظ على صحة الحيوان، وفى هذا الإطار يقوم معهد بحوث الصحة الحيوانية، بالعمل على تحقيق الأمن الغذائى ودعم منظومة «الصحة الواحدة»، حيث يحظى بكتيبة من العلماء تضم 3 آلاف عالم وباحث فى مختلف التخصصات، إضافة إلى 14 قسم بحثى ووحدة متخصصة فى المقر الرئيسي، و38 معمل فرعى فى المحافظات والموانئ. 

وأضاف الدكتور ممتاز شاهين، أن الدولة المصرية تشهد طفرات حقيقية فى مختلف المجالات وعلى رأسها القطاع الزراعي، الذى يُطبق منظومة متكاملة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة من خلال وزارة الزراعة، لتحقيق الأمن الغذائى كجزء رئيسى من الأمن القومى المصري، ومعهد بحوث الصحة الحيوانية تحت مظلة برامج التنمية الشاملة، يُشارك فى المشروعات القومية لتحقيق أهداف التنمية، لتقديم خدمات رئيسية منها، حماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية والفصيلة الخيلية والحيوانات المنزلية من الأمراض.

ولفت مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية، أنه إلى جانب الدور الرئيسى للمعهد فى حماية الثروة الحيوانية، يتم ذلك من خلال التنسيق الكامل والتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، للمتابعة الحثيثة والرصد لهذه الأمراض، فى القطاعات الحكومية والخاصة ولدى صغار المربين، حيث يتبع المعهد 38 معمل فرعى مجهز بأعلى الإمكانيات فى مختلف المحافظات والمناطق الحدودية والموانئ، وتتعاون تلك الفروع بشكل وثيق مع مديريات الطب البيطرى بالمحافظات، للمتابعات الميدانية بشكل عام، والزيارات الرقابية على القطاع الحكومى للتأكد من مستوى الخدمة الفنية المقدمة للمربين، إضافة إلى معامل مجهزة فى الموانئ تعمل على مدار 24 ساعة بحيث لا يستغرق فحص العينة 72 ساعة، باستثناء عينات تحتاج استكمال بعض الاختبارات مما يجعلها تستغرق أسبوع، كما يقوم المعهد من خلال معامله المختلفة بتنفيذ خطط الطوارئ والتشخيص السريع والمبكر، لحماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية من الأمراض.

وأضاف الدكتور ممتاز شاهين، أن الأقسام البحثية بالمعهد، تضم «صحة الأغذية، المناعة، أمراض الدواجن، البيوتكنولوجي، الباثولوجي، الفطريات، أمراض الأسماك، البروسيلا، البكتريولوجي، الفيرولوجي، الطفيليات، أمراض الجاموس، المعامل الفرعية، الكيمياء والنقص الغذائي»، أما الوحدات البحثية فتتضمن «الجينوم، أمراض وتنسيب الخيول، الإليزا، البيروجين، تكنولوجيا المعلومات، الباثولوجيا الجزيئية، الخلايا الجذعية، السيرولوجي، البنك القومى للعترات البكتيرية والفيروسية، التحليل الوبائي، السُل، الكلاميديا، الاعتلال الدماغى الإسفنجي، الالتهاب الرئوى البلورى المعدي».

أثر التغيرات المناخية على الإنتاج الحيواني

أكدت الدكتورة صفاء سند، أستاذ مساعد بقسم بحوث تربية الأبقار، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن قضية تغير المناخ تعتبر واحدة من أكثر الحالات الطارئة تأثيرًا على دول العالم، حيث تهدد الأمن الغذائى بانخفاض نسب توافر المياه وهطول الأمطار التى تقلل من إنتاجية القطاع الزراعى بشقيه "الحيوانى - والنباتي". 

وأضافت الدكتورة صفاء سند، أن تغير المناخ، سوف يؤدى إلى زيادة الحاجة للحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية المحلية المقاومة لدرجات الحرارة والأمراض، والتى من المرجح أن تزداد أهميتها فى المستقبل لقدرتها على التكيف مع الهواء، فى ظل ما يواجهه المربى من تحديات، منها نقص المدخلات التقنية كالعلف وضعف الرابط التنظيمى بين المزرعة والسوق والاستثمارات العامة فى البنية التحتية، وحاليًا أصبحت التغيرات المناخية "ارتفاع الحرارة والرطوبة" ظاهرة تشغل العالم، وأصبحت الزراعة المصرية مُهددة بشكل واضح بما يترتب على نتائج التغيرات المناخية المحتملة من أثار سلبية، حيث عانت الثروة الحيوانية العديد من الأزمات الناتجة عن ارتفاع أسعار التغذية. 

وأشارت الدكتورة صفاء سند، إلى أن مصر تعتبر من أكثر دول العالم تأثرًا بما يحدث من التغيرات المناخية، نظرًا لموقعها وتأثرها بالتغيرات المناخية خاصة فى دول حوض النيل، حيث يؤدى ارتفاع درجات الحرارة إلى اختلاف فى توقعات الدورة الزراعية، الأمر الذى يؤثر على الإنتاجية، وبالتبعية يؤثر على توفر الغذاء اللازم للحيوان، كما أن للتغيرات المناخية أثر شديد بسبب الاعتماد على الموارد الطبيعية وخاصة على "الزراعة والإنتاج الحيواني"، وهى من أكثر القطاعات الاقتصادية حساسية للتغيرات المناخية مما يؤثر على التنمية الزراعية، وتتسبب فى زيادة خطر الانقراض لبعض الأجناس وتدهور التنوع الحيوي.

الإجهاد الحرارى خطر

واستطردت الدكتورة صفاء سند، قائلة: إن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على صحة "الحيوان" وقدرته على الإنتاج من الألبان واللحوم، وكذلك احتمال زيادة الأمراض المرتبطة بنوعية المياه والأعلاف، مع انخفاض كمية الأعلاف المنتجة، ويوثر المناخ على الثروة الحيوانية من خلال تأثر الحيوان بالحرارة، مما يؤثر على الإنتاجية للحيوان، ومن المعروف أن الأبقار مع الإجهاد الحرارى تواجه تغيرات فى كيميائية الدم، تؤثر سلبيًا على فسيولوجيا الجسم، وأداء وظائف أعضاء الجسم مما يتسبب فى انخفاض نسب الخصوبة فى الأبقار، مما يجعل فترة الصيف مؤثرة على عملية الخصوبة والتناسل للحيوانات، وبالتالى انخفاض معدل الولادات وإنتاج اللبن والعجول الناتجة، وتؤثر درجة الحرارة العالية تأثيرًا شديدًا على القدرة التناسلية للأبقار مثل "تأخر سن البلوغ، نوعية السائل المنوى رديئة، وعدم انتظام دورات الشبق"، كما تنخفض نسبة الخصوبة للأبقار. 

خلل النظام الهرموني

وأضافت الدكتورة صفاء سند، أن للإجهاد الحراري، تأثير على النظام الهرموني، حيث يؤدى إلى تأخر عملية التبويض فى الإناث من الأبقار والجاموس، ونقص الرغبة الجنسية فى الذكور، بالإضافة إلى فقد الشهية وقلة إفراز هرمون الغدة الدرقية، وبالتالى خفض معدل التمثيل الغذائى فى الجسم، وقلة إنتاج اللبن، والإجهاد الحرارى لا يؤثر فقط على إنتاج اللبن وانخفاض نسبة الخصوبة، بل يتعدى إلى تهديد حياة الأبقار من خلال التأثير المباشر على حياة الحيوان بتغيير حموضة الدم، مما يؤثر على ضعف كفاءة التنفس، ويؤثر ذلك على كفاءة أداء القلب ووظائف الكلى ويحدث ما يسمى ضربة الشمس التى تمثل خطورة شديدة على حياة الحيوان لو لم يتم إنقاذه وعلاجه مبكرًا.

الحلول المقترحة

واستكملت الدكتورة صفاء سند، قائلة: إن ماشية اللبن من أكثر أنواع الإنتاج الحيوانى التى تتأثر بارتفاع درجات الحرارة، حيث تؤثر درجه الحرارة العالية على صحة وإنتاج الأبقار، وللتغلب على تلك التحديات التى يتسبب فيها الإجهاد الحرارى للأبقار فلابد للمربي من زيادة عدد مرات التغذية مع تقديم العليقة بكمية أكبر خلال الصباح الباكر والمساء المتأخر لانخفاض درجات الحرارة فى ذلك الوقت فيقبل الحيوان على تناول العليقة، ومن الضرورى استخدام مواد مالئة جيدة وعالية القيمة الغذائية، سهلة الهضم ومستساغة مثل السيلاج والبرسيم الأخضر لتغذية الأبقار الحلابة عليه، على أن تكون الكميات المقدمة للحيوان فى حدود 30-40 % من إجمالى العليقة المقدمة يوميًا، وعدم زيادة نسبة البروتين فى العليقة عن 18 %، مع ضرورة أن تكون الأعلاف المقدمة طازجة بصفة دائمة، والحفاظ على مستوى الأملاح المعدنية بالعليقة "بوتاسيوم 1.5 %، صوديوم 0.5 %، ماغنسيوم 0.4 %" من المادة الجافة المأكولة مع ضرورة إضافة الفيتامينات اللازمة للعليقة، وزيادة استخدام منظمات الكرش مثل بيكربونات الصوديوم مع استخدام الإضافات الغذائية "أنزيمات هاضمة للألياف، خمائر"، وكذلك مضادات السموم الفطرية، ومراعاة النظافة الدائمة للمعالف باستمرار من بقايا الأعلاف مع تجديد العلف المقدم باستمرار. 

وتابعت: ضرورة توافر مياه الشرب للتغلب على الإجهاد الحرارى لأبقار إنتاج اللبن، وتظليل أحواض الشرب على مدار اليوم، ومراعاة أن يكون ماء الشرب حرارته ليست عالية، مع عزل خزانات مياه الشرب، وبالنسبة لـ»الايواء»، لابد من تحسين الإيواء لحيوانات ماشية اللبن، وضرورة عدم تعرض الأبقار لأشعة الشمس المباشرة، وتظليل المعالف وأحواض الشرب على أن يكون ارتفاع المظلة فى حدود 3.5-4 أمتار، وزيادة المساحة المخصصة لكل بقرة، وعزل المبانى وخاصة الأسقف، واستخدام مراوح للتبريد، ويفضل زيادة نسب الاستبدال فى الأبقار بعجلات مولودة ومرباه محليًا، ويفضل استيراد الأبقار من أماكن حارة ومشابهة للظروف المناخية فى مصر، وأن يكون الاستيراد أواخر الخريف وبداية الشتاء من أكتوبر حتى نوفمبر. 

الزراعة الذكية والنهوض

وأضافت الدكتورة صفاء سند، أن الزراعة الذكية تشهد نموًا متزايدًا فى السنوات الأخيرة، شأنها شأن جميع التقنيات الذكية العصرية التى تسعى لتنمية ورفاهية المجتمع وتأمين الاحتياجات الأساسية، وساعد على ذلك انتشار التقنيات الحديثة وسهولة استخدامها، مما يساهم بشكل كبير فى تبنى ممارسات زراعية ذكية تساهم وتعظم من الإنتاجية لسد العجز فى الغذاء "نباتي - حيواني" الناتج عن الزيادة السكانية ولمواجهه التغيرات المناخية وشح الموارد المائية والتخفيف من الآثار الضارة بالبيئة.

وأوضحت، أن الزراعة الذكية، عبارة عن نظام حديث أساسه الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، ونظم إدارة وتحليل المعلومات لاتخاذ قرارات الإنتاج الممكنة بأقل التكاليف مثل "الري، مكافحة الآفات، مراقبة الحيوانات فى قطعان الإنتاج الحيوانى فى المرعى والحظائر المفتوحة، ومتابعة نمو المحاصيل" فى الزراعة الذكية عن تلك المستخدمة فى الزراعة التقليدية، حيث تستند المزارع الذكية بإمكانية حقيقية لتقديم إنتاج زراعى أكثر إنتاجية واستدامة استنادًا إلى نهج أكثر كفاءة فى استخدام الموارد. 

وأوضحت الدكتورة صفاء سند، أن الهدف من استخدام التقنيات الحديثة فى مزارع ماشية اللبن، يأتى لزيادة الإنتاج الحيوانى "زيادة الإنتاجية من الألبان واللحوم" وبأقل التكاليف الممكنة، ويعتمد ذلك على استخدام الأساليب الحديثة فى العناية بالمزارع ومن أهم تطبيقات الزراعة الذكية، إجراءات الصحة والسلامة اللازمة أثناء تربية الحيوانات، واستخدام الحاسب الآلي، أمثلة لذلك الترقيم وتسجيل الإنتاج باستخدام الكمبيوتر، وزرع كاميرات المراقبة والتى يمكن من خلالها مراقبة سلوكيات الحيوانات تعمل هذه الكاميرات فى ظروف الإضاءة المختلفة وتتصل مباشرة بجهاز الكمبيوتر أو الجهاز اللوحى أو الهاتف الذكى للمزارع، حيث تصدر تحذيرات ذات صلة، مؤكدة أن التقنيات المساعدة للتناسل فى حيوانات المزرعة التقنية الحيوية للتناسل تؤدى دورًا محوريًا فى أنظمة الإنتاج الحيواني، تطور تقنية التلقيح الاصطناعي، وتزامن الشبق فى الماشية، نقل الأجنة، واستخدام التكنولوجيا الحيوية فى التحسين الوراثى بهدف الانتخاب المبكر وزيادة الإنتاجية.

وأشارت الدكتورة صفاء سند، إلى أن مجال "التكنولوجيا الحيوية فى الإنتاج الحيواني"، يهدف إلى تحسين إنتاجية الحيوان بمعلومية الوراثة الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية الحديثة والعمل على رفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين الجودة المنتجات الثروة الحيوانية والمحافظة على التنوع البيولوجى للسلالات المحلية بحيث يتم تقييم السلالات المحلية للحيوان على مستوى المادة الوراثية باستخدام الواسمات الجزيئية المختلفة وتقدير مدى التشابه والاختلاف الوراثى داخل وبين السلالات وكذلك تقييم برامج التحسين الوراثى بعمل بصمة وراثية وتقدير مدى التحسن الوراثى الحادث. كما تتم مقارنة السلالات المحلية بالسلالات الأجنبية وكذلك تقدير جينات مسئولة عن التحمل الحرارى "جينات الصدمة الحرارية"، ويتم تطبيق تقنية استخدام الحيوان المنوى كناقل طبيعى لنقل الجينات التى تؤثر على النمو وإنتاج اللبن فى الحيوانات بغرض زيادة إنتاجيتها.

تجارب الدول الناجحة

ومن جانبه، قال الدكتور خالد فتحى سالم، الأستاذ بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، جامعة مدينة السادات، أن سلالات المواشى الأجنبية سواء فى الجاموس أو الأبقار، تتميز بارتفاع معدلات إنتاج اللحوم والألبان، حيث يصل معدل تحويل اللحوم فى بعض السلالات إلى 1.5 كيلو يوميًا بينما يصل معدل إنتاج اللبن إلى 45 لتر يوميًا فى بعض السلالات.

وأضاف الدكتور خالد فتحي، أن هناك العديد من الدول حققت استفادة من تهجين السلالات المحلية بالأجنبية، لزيادة معدلات الإنتاج واللحوم، فبينما يبلغ معدل إنتاج اللبن فى السلالات المحلية ٨ لترات يوميًا فى الجاموس، يزيد نسبيًا فى الجاموس الإيطالى إلى ٢٥ لتر، وفى بعض أنواع الأبقار المستوردة يصل إنتاج اللبن إلى ٤٥ لتر يوميًا، ونجحت "البرازيل" فى تهجين سلالتها المحلية واستنباط سلالات جديدة من الأبقار عالية إدرار اللبن، يصل إنتاجها إلى ١٠٤ لترات يوميًا على ثلاث وجبات، ووصل إنتاج اللبن لبقرة برازيلية حوالى 124 لتر بعد ثلاث حلبات فى يوم واحد، لتحطم بذلك الرقم القياسى العالمى الذى بقى صامدًا لمدة 39 سنة.

وأوضح الدكتور خالد فتحي، أنه يمكن تحقيق أقصى استفادة من مميزات المواشى المستوردة فى مصر، من خلال التوسع فى برامج التهجين والتلقيح الصناعي، لزيادة معدلات إنتاج اللحوم والألبان، خاصة فى ظل توافر المعاهد البحثية المتخصصة والخبراء فى مجالات الهندسة الوراثية والإنتاج الحيوانى والصحة الحيوانية والتناسليات. 

تفعيل دور البحوث العلمية

وفى سياق متصل، أكد مجدى الشراكي، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي، أن النهوض بقطاع الثروة الحيوانية فى مصر، يتطلب تفعيل دور البحث العلمي، وتحسين السلالات المحلية من الأبقار والجاموس، حيث تتميز السلالات المحلية بصفات وراثية تجعلها أكثر قدرة على تحمل الظروف المناخية والبيئية، كما أنها تتميز بانتظام الحمل والولادة سنويًا، بخلاف السلالات الأجنبية التى تتطلب طبيعة خاصة وتربية خاصة.

وشدد مجدى الشراكي، على ضرورة تحسين السلالات المحلية من الأبقار والجاموس، والاستفادة من مميزاتها النسبية، خاصة وأن تلك السلالات تتحمل الإجهاد الحرارى وتتميز بخصوبة عالية تجعلها أكثر قدرة على التكاثر، بينما السلالات المستوردة تحتاج إلى برامج تحصين وتغذية محكمة، وأماكن خاصة للتربية قد لا تكون متاحة لدى الكثير من مربى الماشية.

أسواق المواشى العمومية

أكد هيثم الشناوي، صاحب سوق طنطا العمومى للمواشي، أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالنهوض بالثروة الحيوانية، تأتى رغبة من القيادة السياسية فى تطوير الإنتاج الحيوانى وزيادة إنتاج اللحوم والألبان، فى الوقت الذى تتزايد فيه احتياجات السوق المحلى من هذه المنتجات ذات الأصل الحيواني، منوها بأن معدلات تحويل السلالات المحلية من اللحوم والألبان ضعيفة مقارنة بالمستوردة، سواء فى الأبقار أو الجاموس، حيث لا يتخط معدل تحويل اللحوم اليومى 0.8 كيلو فى الألبان 15 إلى 20 كيلو، بينما فى السلالات المستوردة يصل معدل إنتاج اللبن اليومى 40 كيلو كما تعطى بعض السلالات معدلات تحويل تصل إلى 2 كيلو يوميًا. 

واقترح الشناوي، إنشاء أسواق مركزية بالمحافظات، تتوفر فيها السلالات المستوردة عالية إنتاج اللبن واللحوم من الأبقار والجاموس، بحيث يتمكن المربين من الحصول على تلك السلالات، ويكون فى تلك الأسواق المركزية نقاط ثابتة للطب البيطرى ومكاتب تأمين على الماشية فضلاً عن توافر خدمات الإقراض بفوائد مخفضة من البنك الزراعى المصري، وبهذه الطريقة نضمن وصول السلالات العالية إنتاج اللحوم والألبان لمختلف محافظات الجمهورية وجميع المربين، موضحا أن السلالات المستوردة من الأبقار والجاموس، تحتاج إلى أنظمة غذاء وتحصين محكم، كما أن أبقار «الهوليشتين» سريعة الإصابة بالبروسيلا، ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال التركيز على استيراد السلالات متوسطة الإنتاج، فهى أفضل من المحلية فى إنتاج اللحوم والألبان، ويمكن أقلمتها فى الطبيعة والمناخ المصرى لضمان استمرار كفاءة الإنتاج.

وأشار هيثم الشناوي، أن استيراد سلالات أجنبية من الأبقار والجاموس، يعتبر الحل السريع لمشكلات الثروة الحيوانية، لكن لابد بالتزامن مع هذه الإجراءات العمل أيضًا فى الحل طويل الأجل، والذى يتمثل فى تهجين السلالات المحلية بالأجنبية وتربية أجيال جديدة من رؤوس الماشية تحمل مميزات السلالات المحلية والأجنبية على حد سواء، فلكل سلالة مميزاتها التى لا يمكن الاستغناء عنها، مطالبا بالتوسع فى استيراد «عجول القنية» من وزن 150 إلى 200 كيلو، فهى العجول سهلة فى الاستيراد كما أنها عالية تحويل اللحوم،ويصل معدل تحويل بعض السلالات 2.5 كيلو يوميًا ومنها «الأبردين أنجس»، وتستغرق دورة تربيتها 4 أشهر لتصبح عجول لحم وجاهزة للذبح بوزن يفوق 400 كيلو. 

ووفقا للمربين فإن مناعة الجاموس أعلى من الأبقار، حيث إن الجاموس حيوان نصف مائي، وأكثر قدرة على التأقلم مع الظروف المناخية، وتعتبر الهند وباكستان وإيطاليا أفضل المناشئ لاستيراد سلالات الجاموس عالية إنتاج اللحوم والألبان، كما أن ألبان الجاموس أغلى فى السعر من ألبان الأبقار، ولابد أيضًا من الاهتمام بتسجيل رؤوس الماشية فى قاعدة بيانات، لسهولة تقديم الخدمات الإرشادية، والحفاظ على السلالات المميزة وإكثارها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: