"أنا أتوب عن حبك أنا، انا ليا في بعدك هنا، ده أنا بترجاك الله يجازيكي يا شاغلني معاك و شاغلني عليك، لا اقدر أنساك ولا ليا غني ولا أتوب عن حبك أنا".
موضوعات مقترحة
كلمات لأغنية رومانسية للشاعر أحمد فؤاد نجم، وغناها الشيخ إمام الذي يمر علي ذكري رحيله اليوم 27 عاما.
عرف الشيخ إمام بأغانيه الوطنية والحماسية في فترة زمنية معينة، لكن الحقيقة أن الشيخ إمام كان له أغاني أخرى ومشهورة لها بعد عاطفي مثل أغنية أنا أتوب عن حبك، والذي كتبها صديقه وشريك رحلته أحمد فؤاد نجم.
الشيخ إمام اسمه الحقيقي إمام محمد أحمد عيسى ولد في 2 يوليو 1918 بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله سبعة ثم تلاه أخ وأخت.
أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بابى النمرس وكانت له ذاكرة قوية.
بداية المشوار
فى إحدى زياراته لحى الغورية قابل مجموعة من أهالي قريته فأقام معهم وامتهن الإنشاد وتلاوة القرآن الكريم، وكسائر أحداث حياته التي شكلتها الصدفة التقى الشيخ إمام بالشيخ درويش الحريري أحد كبار علماء الموسيقى، وأعجب به الشيخ الحريري بمجرد سماع صوته، وتولى تعليمه الموسيقى.
اصطحبه الحريري في جلسات الإنشاد والطرب، فذاع صيته وتعرف على كبار المطربين والمقرئين، أمثال زكريا أحمد والشيخ محمود صبح، وبدأت حياة الشيخ في التحسن.
وفى منتصف الثلاثينيات استعان به الشيخ زكريا في حفظ الألحان الجديدة واكتشاف نقط الضعف بها، حيث كان زكريا أحمد ملولا، لا يحب الحفظ فاستمر معه إمام طويلا، وكان يحفظ ألحانه لأم كلثوم قبل أن تغنيها، وكان إمام يتفاخر بهذا.
حتى إن ألحان زكريا أحمد لأم كلثوم بدأت تتسرب للناس قبل أن تغنيها أم كلثوم، مثل «أهل الهوى» و«أنا في انتظارك» و«آه من لقاك في أول يوم» و«الأولة في الغرام»، فقرر الشيخ زكريا الاستغناء عن الشيخ إمام.
كان لهذه الواقعة أثر في تحويل دفة حياة الشيخ إمام مرة أخرى عندما قرر تعلم العزف على العود، وبالفعل تعلم على يد كامل الحمصاني، وبدأ الشيخ إمام يفكر في التلحين حتى إنه ألف كلمات ولحنها وبدأ يبتعد عن قراءة القرآن وتحول لمغن واستبدل ملابسه الأزهرية بملابس مدنية.
لقاؤه برفيق الدرب
وفى عام 1962 م، التقى الشيخ إمام بأحمد فؤاد نجم رفيق دربه، وتم التعارف عن طريق زميل لابن عم نجم كان جاراً للشيخ إمام، وعندما سأل نجم إمام لماذا لم يلحن أجابه الشيخ إمام أنه لا يجد كلاما يشجعه، وبدأت الثنائية بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وتأسست شراكة دامت سنوات طويلة.
ذاع صيت الثنائي والتف حولهما المثقفون خاصة بعد أغنية: «أنا أتوب عن حبك أنا؟»، ثم «عشق الصبايا»، و«ساعة العصاري»، واتسعت الشركة فضمت عازف الإيقاع محمد على، وكونوا فرقة للتأليف والتلحين والغناء ساهم فيها العديد من شعراء عصره أمثال: فؤاد قاعود، وسيد حجاب ونجيب سرور، وتوفيق زياد، ونجيب شهاب الدين، وزين العابدين فؤاد، وآدم فتحى، وفرغلى العربي، وغيرهم.
تحول غنائي
أثرت حرب يونيو 1967 علي إمام وسادت نغمة السخرية والانهزامية في بعض أغانيها وسرعان ما اختفت هذه النغمة وحلت مكانها نغمة أخرى مليئة بالصحوة والاعتزاز بمصر مثل «مصر يا امة يا بهية - يا ام طرحة وجلابية".
في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة، وللأسف بدأت الخلافات في هذه الفترة تدب بين ثلاثى الفرقة الشيخ إمام ونجم ومحمد على عازف الإيقاع لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة.
وفى منتصف التسعينيات آثر الشيخ إمام الذي جاوز السبعين العزلة والاعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية ولم يعد يظهر في الكثير من المناسبات كالسابق حتى توفي في هدوء في 7 يونيو 1995.