Close ad

"نادين" بنتي وأنا و"ترامب" وأيامه وسنينه

6-6-2022 | 15:46

يٌسعدني دومًا النقاش مع "نادين" ابنتي الغالية في أمور الحياة وشئونها وشجونها الاجتماعية والسياسية والثقافية والفنية والسينمائية والفروق والتواصل بين الأجيال.

وكانت آخرها حول الآثار السلبية التي خلفتها الفترة الرئاسية لدونالد ترامب على الولايات المتحدة الأمريكية وحياة الأمريكيين أنفسهم، ومن خلال ما لمسته هي وأوجزت حين قالت لي : إن أخطر هذه السلبيات هي أن الخطاب السياسي الذي انتهجه ترامب وذمرته نتج عنه أن الجمهوريين اليمينيين إزداوا تطرفًا وأكثر ناحية اليمين، وكذلك الأمر مع الديمقراطيين وأنصار الحزب الديمقراطي ازدادوا ميلًا وتحيٌزًا، وأثر ذلك أيضًا على المعتدلين أو الأقل تطرفًا من الجانبين..

باختصار أوجزت "نادين" في التحليل وأوفت، وبالفعل كانت فترة ترامب هي أكثر الفترات الرئاسية الأمريكية إثارة للجدل حتى في فشله في تسليم السلطة بروح رياضية كعادة أسلافه وتأليبه وتحريضه لأنصاره على الاحتجاج، وسيستمر إرث ترامب في أمريكا ومازال حتى الآن على جو بايدن الرئيس الحالي يتعامل معه..

إرث ترامب سيظل محل دراسة لعدة سنوات وما شهدته فترته الرئاسية من فضائح وأمور مٌثيرة للجدل خاصة ما يتعلق ببطء التعامل مع وباء فيروس كورونا، ثم كان الحدث الأبرز باقتحام مجموعة من أنصاره لمبنى الكابيتول، وما نتج عنه من محاولة ثانية لعزله ومحاكمته وما يؤكد صحة ما ذكرته "نادين" أن هناك من الأمريكيين من يرى أنه أعظم رئيس على مدار تاريخ أمريكا، وهؤلاء ينتمون غالبًا للمحافظين ولرجال الأعمال وللمٌتدينين اليمينيين وهٌناك -وهم الفئة الكبرى- من ينظرون إليه بكثير من السلبية انعكست على شعبيته التي تدنت إلى أدنى مستوياتها قبل مغادرته البيت الأبيض، ولم تتجاوز 29 بالمئة وهي الأسوأ له على الإطلاق..

ومن أنصاره من يرى أنه نجح في تنفيذ عدد كبير من وعوده خصوصًا فيما يتعلق بالنظام القضائي الفيدرالي، فقد عين ثلاثة قضاة محافظين مدى الحياة في المحكمة العليا.. في سلوك أراد من خلاله ترسيخ نزعتهم المحافظة على قوانين البلد، ولاسيما تلك المتعلقة بالحريات الفردية أو بقوانين العمل والهجرة والرعاية الصحية، كما عين أكثر من 200 قاضِ في المحاكم الفيدرالية لهم ارتباط بالجمهوريين والمحافظين..

كما أنهى ترامب ولايته بالتوقيع على مشروع قانون الهدف منه تخفيض معدل ضرائب الشركات الأمريكية من 35 بالمئة إلى 21 بالمئة، وهو قانون لصالح الطبقة الغنية الأمريكية والشركات الضخمة ممّن يستثمرون أكثر في أسهمهم أكثر من تحسين رواتب العمال، كما خفض الضرائب التي كان يؤديها الأفراد، وإن كان ذلك بشكل يسير ومؤقت..

وكان من نتيجة ذلك زيادة عجز الموازنة الإجمالية ويتخوف معارضو ترامب من أن يؤدي ذلك إلى أن يدفع أصحاب الدخل المنخفض فاتورة هذه الإجراءات؛ حيث خفض الجمهوريون أموال الرعاية الاجتماعية لأجل الموازنة ورفع ترامب شعار "أمريكا أولًا" وخالف سياسات سلفه "باراك أوباما"، وحكم بطريقة غير تقليدية وغير متوقعة، وصل مداها حتى إلى المعايير الدبلوماسية، فقد أخرج بلاده عام 2017 من اتفاقية باريس للمناخ بعدما اعتبرها غير عادلة تجاه بلده، وكذلك انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، بل حاول حتى إقامة علاقات مع نظام كوريا الشمالية.. وللحديث بقية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: