Close ad

اغتيال القدوة.. وتشويه الرموز إلى متى؟

4-6-2022 | 14:56

هجوم غير منطقى، وشماتة غير طبيعية، تعرض لها اللاعب الدولي محمد صلاح نجم منتخب مصر ومهاجم نادي ليفربول الإنجليزي، عقب خسارة فريقه لقب دوري أبطال أوروبا، بعد هزيمته أمام ريال مدريد في المباراة التي جمعت بينهما مؤخرًا في العاصمة الفرنسية باريس، في الوقت الذي احتفى به الجمهور الإنجليزي، وهتف باسمه، مما يعكس ثقافة هذا المجتمع، الذي يعي جيدًا أن كرة القدم مجرد لعبة مكسب وخسارة.

وأقول لهؤلاء الذين هاجموه بسبب خسارة مباراة، إن نجمنا العالمي "موصلاح" حقق للأمة الإسلامية والعرب ومصر، ما لم تحققه وزارات بأكملها وربما دول، بسبب موهبته الفريدة، التي أهلته لينافس على لقب أفضل لاعب في العالم، ولالتزامه وخلقه الرفيع، ويكفيه فخرًا أنه أصبح المثل الأعلى والقدوة لملايين الشباب في مصر والعالم، ورمزًا للعزيمة والمثابرة والتحدي وقهر المستحيل، وأنه تربع على عرش القلوب، وكان ولا يزال وسيبقى في أعيننا وقلوبنا أفضل لاعب في العالم، وأيقونة النجاح والإلهام لكل شاب مجتهد "بيشتغل على نفسه" ويطور قدراته ويسعى لتغيير واقعه إلى الأفضل.

لن تتوقف محاولات النيل من نجمنا العالمي محمد صلاح، بسبب، أن من بيننا من يحاول بشتى الطرق تشويه رموز وقامات المجتمع المصري، بحيث نصبح في النهاية بلا نماذج مضيئة نقتدي بها، وتكون مثلا أعلى وقدوة للأجيال القادمة، وطالما أن هناك من يصر على إهالة التراب على كل إنجاز يتحقق على أرض الواقع، تارة عن جهل وعدم إدراك، وأخرى تنفيذًا لمخططات خبيثة، تريد بشتى الطرق تشويه النماذج المضيئة، التي تنير لنا الطريق حاليًا، والنيل من الرموز والشخصيات التاريخية  الملهمة في شتى المجالات.

ومما يثير الحزن والأسى في آن واحد، أنه لا تكاد تسلم شخصية مصرية مؤثرة، تركت علامة مضيئة وبصمة في مجالها؛ سواء كانت في الماضى أو الحاضر، من محاولات التشويه والهجوم الشرس، بدون وجه حق أحيانًا كثيرة، وبحجج وأسانيد باطلة أحيانًا أخرى، ونادرًا ما يكون هناك نقد بناء قائم على أسس ومعايير منطقية، وكلها تصب في النهاية في خانة تشويه صورة رموز مصر في شتى المجالات وزعزعة ثقة الشباب فيهم، وإثارة الجدل واللغط حول هذه الرموز، حتى يصبح كل شيء في النهاية مباحًا ومتاحًا حتى النيل من سمعة وتاريخ مصر، لنضحى في النهاية بلا نماذج مشرقة تكون بمثابة مثل أعلى وقدوة ونبراسًا للشباب في شتى المجالات.

ولا يكاد يمضي يوم، إلا ونجد إعلاميًا "جهبذ" سابق عصره وأوانه يهاجم شخصية مؤثرة تحظى باحترام وتقدير وثقة جموع المصريين، بأن يسند لهذه الشخصية أقوالًا أو تصريحات مجتزئة، أو تم إخراجها من سياقها، بلا مبرر ولا داعٍ، بحثًا عن شهوة التريند تارة، أو تنفيذًا لمخططات خبيثة تارة أخرى، أو عن غباء وعدم وعي وإدراك تارة ثالثة، حتى شيخ الأزهر الشريف الدكتور الطيب لم يسلم من جهل وغباء هؤلاء، وغدًا الموافق الخامس من يونيو سيبدأ موسم الهجوم على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بسبب هزيمة 1967.

وإذا تتبعنا هذا المخطط الشيطاني، سنجد أن السواد الأعظم من الرموز والشخصيات المؤثرة في تاريخنا الحديث، تعرض لحملات تشويه ممنهجة من أقزام، بداية من عرابى - سعد زغلول - جمال عبدالناصر، مرورًا بكل من الشيخ الشعراوى - نجيب محفوظ - طه حسين، وغيرهم الكثير، وأخيرًا وليس آخرًا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كما لم تسلم مؤسسات الدولة من محاولة النيل منها، والتقليل من شأنها، ولعل ما يتعرض له الأزهر الشريف على مدار سنوات من هجوم شرس وممنهج خير شاهد ودليل.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ويحتاج إلى إجابة شافية، هو إلى متى سيتم ترك الحبل على الغارب لكل من "هب ودب" ليشوه رموز مصر وقاماتها في شتى المجالات؟ في الوقت الذي يحاول فيه الآخرون سرقة وتزييف التاريخ وصنع رموز وهمية لا وجود لها في الواقع.

مصر الجديدة تحتاج الآن، إلى تقديم نماذج مضيئة للشخصيات المصرية المؤثرة؛ سواء في الماضي أو الحاضر، تكون بمثابة مثل أعلى وقدوة للشباب في شتى المجالات، ليكون لدينا المئات من الرموز المضيئة في سماء العالم من أمثال محمد صلاح وزويل ومجدى يعقوب ونجيب محفوظ ومصطفى مشرفة وسميرة موسى، وغيرهم الكثير من رموز المحروسة.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة